المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية "قرية الجنجاويد" في دارفور



لمياء
05-21-2006, 03:20 PM
في صحيفة الأوبزرفر تقرير عن إقليم دافور غربي السودان يتحدث عن قرية لم تتعرض قط لهجوم في هذا الاقليم المضرب رغم وقوعها في قلب المنطقة الخطرة.

وقالت الأوبزرفر إن كل القرى المجاورة خالية تماما حيث تحول سكانها إلى لاجئين، ولكن قرية أم جلبكة تعيش حياة عادية حيث لم يهجرها أهلها وهم يزرعون حقولهم ويسقون مواشيهم كما اعتادوا دائما.

ونسبت الصحيفة إلى أحد سكان القرية ويدعى يونس حامد البالغ من العمر 52 عاما "إننا مجرد مزارعين، وليس لدينا أسلحة، ونعتمد بالكامل على الله في حمايتنا".

وتمضي الصحيفة قائلة :"وفي بلدة طويلة التي تبعد نصف الساعة توجد خريطة في قاعدة لقوات حفظ السلام الافريقية، وهي خريطة تحكي قصة مختلفة فإلى جوار قرية أم جلبكة كتبت كلمة جنجاويد وهي الكلمة التي ترتبط بأخطر أزمة إنسانية يعرفها العالم حاليا".

ونقلت الأوبزرفر عن حارم إسحق البالغ من العمر 31 عاما والذي يعيش بمخيم لاجئين في طويلة :"إننا هنا بسبب الجنجاويد القادمين من قرية أم جلبكة، فهم الذين أحرقوا قرانا".

وتقول الصحيفة إن الخرطوم تعهدت بنزع سلاح هذه الميليشيات بحلول منتصف أكتوبر المقبل وفقا لاتفاق أبوجا للسلام في دارفور الذي تم إبرامه في 5 مايو أيار الحالي ، ولكن السؤال يطرح نفسه هل تنجح السلطات السودانية في ذلك؟

ويجيب الطيب حاج عطية مدير معهد بحوث السلام بجامعة الخرطوم :"إن الجنجاويد ليسوا جيشا وإنما مجرد مصطلح فضفاض فبعضهم مؤيد للحكومة وبعضهم عصابات والبعض الآخر مرتزقة".

ونسبت الصحيفة لعطية القول :"إن الاتفاق يطالب الحكومة بنزع أسلحتهم، ولكن ذلك الأمر مستحيل، فليسوا جميعا تحت سيطرتها بل إن بعضهم ضدها".

وظهر الجنجاويد للوجود في الثمانينيات، وهم ينتمون للقابئل العربية وهم مزيج من العصابات ومربي الجمال الذين يخوضون نزاعا منذ أمد طويل على المياه ومناطق الرعي مع المزارعين الذين ينتمون للقبائل الافريقية.

وتحت شجرة في أم جلبكة قال آدم حسن وهو من سكان القرية :" إننا نتمتع بحماية القوات الحكومية، ونتعاون معها من أجل استتباب الأمن، ولم يتورط أحدنا في أي خطأ".

وتقول الصحيفة :"ولكن سكان البلدات والقرى المجاورة لا يتفقون مع هذا الرأي، ولا يستطيع رجال القرية دخول سوق طويلة".

وتشير الصحيفة إلى وجود مخاوف حقيقية من تحول الجنجاويد، الذين همشتهم الخرطوم في الماضي، إلى مواجهة الحكومة إذا حاولت نزع سلاحهم بالقوة.

وتتحدث صحيفة الصنداي تليجراف عن الجانب الآخر في القضية حيث تناولت قصة فتى يعيش في أحد مخيمات اللاجئين في تشاد بعد أن هرب من بين صفوف المتمردين.

ونسبت الصحيفة للفتى البالغ من العمر 16 عاما القول :"لم أكن أريد الانضمام للمتمردين، ولكني رأيتهم يضربون الناس، فعلمت أنه لا خيار أمامي سوى الانضمام لهم".

وتشير الصحيفة إلى قيام المتمردين باقتحام المخيم الذي كان يعيش فيه الفتى والواقع على الحدود التشادية وإجبار العديد من الرجال والصبية بل والأطفال على مغادرته للانضمام إلى صفوفهم حيث يدربونهم على استخدام السلاح ثم يرسلونهم لقتال القوات الحكومية.

وقد نفى المسؤولون الدوليون والتشاديون وقوع مثل هذه الحوادث.