سمير
05-20-2006, 09:24 AM
الكورنيش صار بؤرة للحراك السياسي في المدينة.. وساحة لإعلان الاحتجاجات
الإسكندرية (مصر): علي حسين
شاطئ الاسكندرية الذي سار عليه ملايين العشاق، وشهد قصة حب «انطونيو وكليوباترا» احدى أشهر قصص العشق في التاريخ، بات مسرحاً لنشاط السياسيين في هذه المحافظة البحرية. واصبحت مصالح العشاق مهددة، خصوصاً مع ازدياد المظاهرات التي تقاطع كلمات وهمسات الحب المنسابة بينهم، إلى جانب هراوات قوات الأمن التي تطارد المتظاهرين في بعض الأحيان.
ويبدو ان النشاط السياسي يتعزز ايضاً على الشاطئ مع وجود نواد لنقابات ناشطة سياسياً، مثل المهندسين والصحافيين والأطباء، ويطل قبالته مبنى محكمة الإسكندرية العتيقة، اضافة إلى مبنى إدارة جامعة الإسكندرية الذي أصبح اخيراً مسرحا لتظاهرات الطلبة وأساتذة الجامعة المتضامنين معهم احتجاجا على تصرفات رجال الأمن.
اللافت أن هذا التحول الذي طرأ على الكورنيش لم يدفع العشاق إلى هجرته والبحث عن مكان بديل لكنه، بحسب البعض، سيشكل عامل جذب لهم كي يستمتعوا بالكورنيش بعين عاشقة جديدة. يفسر حمدي مرسي، البرلماني السابق وأحد قادة المظاهرات المخضرم في خمسينيات القرن الماضي، هذا التحول بأن «الكورنيش بعد توسعته وتطويره اصبح اكبر الطرق التي يمر عليها المواطنون حيث كانت كل المظاهرات قديما تقام في ميدان المنشية أمام تمثال محمد علي، وكنا نتظاهر في هذه المنطقة لأن كل المواصلات تعبرها، ولم يكن المتظاهرون يفكرون آنذاك في التظاهر على الكورنيش أبدا لأنه كان مليئا بالملاهي الليلية وكان مكانا للسهر، ولذلك لم يكن يمثل أي رمز سياسي. لكن نظرا لتطور العمل السياسي والاجتماعي، خصوصاً النقابات المهنية التي لديها نواد على الكورنيش مثل المهندسين والمحامين والأطباء والقضاة وغيرهم، أصبح الكورنيش بوتقة للحراك السياسي في المدينة سواء في صورة مظاهرات أو احتجاجات وبالتالي تحولت القبضة الأمنية للكورنيش من مباحث الآداب التي تراقب العشاق بهدوء إلى مباحث أمن الدولة والأمن المركزي وتحول الكورنيش إلى ساحة للإعلان عن الاحتجاجات السياسية لأن كل السيارات تمر به.
ويربط الدكتور محمد السعدني الناشط السياسي في الإسكندرية تحول المظاهرات من الميادين الداخلية إلى الكورنيش بالتنمية التي حدثت في الكورنيش والتطوير الذي تم في السنوات القليلة الماضية وإزالة الملاهي الليلية، وهو ما شكل عامل إغراء لانتشار النشطاء السياسيين، لأن الحرية مرتبطة بالتنمية حيث شعر الناس بأن الكورنيش ملتقى سياسي يعبرون فيه عن آرائهم تجاه الأحداث مثل «زاوية المتحدثين» (كورنر سبيكرز) في حديقة هايد بارك بلندن، وميدان برلين في المانيا الذي يستخدمه السياسيون للتظاهرات، حيث يقول أي شخص ما يريد ويعبر عنه بالطريقة التي يريدها. يلفت السعدني إلى أن وجود البحر له عامل نفسي مؤثر أيضا لأن الناس تشعر بالحرية أمامه، وهو ما يؤكد أن جغرافية المكان لها دلالة في ممارسة الحرية لأن اتساع الافق على البحر ينشط الوعي والذاكرة. هذا اضافة إلى أن الكورنيش حاليا أصبح أكبر مساحة للإعلان عن الاحتجاج لأن كل الناس سواء راكبو السيارات الخاصة وسيارات الاجرة وغيرها يمرون ذهابا وإيابا عليه واي احتجاج أو مظاهر على الكورنيش يعرف بها أهل الإسكندرية البالغ عددهم 4 ملايين شخص خلال ساعة على الأكثر.
ويعتبر الدكتور إسماعيل سعد أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة الإسكندرية تحول الحركات السياسية في الإسكندرية واستخدام الكورنيش للتعبير عن الاحتجاج بدلا من الميادين التي توجد داخل المدينة تطورا كبيرا في العمل السياسي، لأن استخدام الكورنيش برأيه يعني المواجهة مع الأمن حيث يقف المتظاهرون على الكورنيش في مواجهة رجال الأمن بينما الميادين الداخلية بأزقتها وحاراتها تمكن المتظاهرين من الهروب في حالة حدوث هجوم من الأمن لكن على الكورنيش لا يتمكنون من ذلك لأن الأمن أمامهم والبحر خلفهم، ويعني ذلك الجرأة في المواجهة، وهو شكل جديد لم نعتده في تاريخ التظاهرات السياسية في مصر.
الإسكندرية (مصر): علي حسين
شاطئ الاسكندرية الذي سار عليه ملايين العشاق، وشهد قصة حب «انطونيو وكليوباترا» احدى أشهر قصص العشق في التاريخ، بات مسرحاً لنشاط السياسيين في هذه المحافظة البحرية. واصبحت مصالح العشاق مهددة، خصوصاً مع ازدياد المظاهرات التي تقاطع كلمات وهمسات الحب المنسابة بينهم، إلى جانب هراوات قوات الأمن التي تطارد المتظاهرين في بعض الأحيان.
ويبدو ان النشاط السياسي يتعزز ايضاً على الشاطئ مع وجود نواد لنقابات ناشطة سياسياً، مثل المهندسين والصحافيين والأطباء، ويطل قبالته مبنى محكمة الإسكندرية العتيقة، اضافة إلى مبنى إدارة جامعة الإسكندرية الذي أصبح اخيراً مسرحا لتظاهرات الطلبة وأساتذة الجامعة المتضامنين معهم احتجاجا على تصرفات رجال الأمن.
اللافت أن هذا التحول الذي طرأ على الكورنيش لم يدفع العشاق إلى هجرته والبحث عن مكان بديل لكنه، بحسب البعض، سيشكل عامل جذب لهم كي يستمتعوا بالكورنيش بعين عاشقة جديدة. يفسر حمدي مرسي، البرلماني السابق وأحد قادة المظاهرات المخضرم في خمسينيات القرن الماضي، هذا التحول بأن «الكورنيش بعد توسعته وتطويره اصبح اكبر الطرق التي يمر عليها المواطنون حيث كانت كل المظاهرات قديما تقام في ميدان المنشية أمام تمثال محمد علي، وكنا نتظاهر في هذه المنطقة لأن كل المواصلات تعبرها، ولم يكن المتظاهرون يفكرون آنذاك في التظاهر على الكورنيش أبدا لأنه كان مليئا بالملاهي الليلية وكان مكانا للسهر، ولذلك لم يكن يمثل أي رمز سياسي. لكن نظرا لتطور العمل السياسي والاجتماعي، خصوصاً النقابات المهنية التي لديها نواد على الكورنيش مثل المهندسين والمحامين والأطباء والقضاة وغيرهم، أصبح الكورنيش بوتقة للحراك السياسي في المدينة سواء في صورة مظاهرات أو احتجاجات وبالتالي تحولت القبضة الأمنية للكورنيش من مباحث الآداب التي تراقب العشاق بهدوء إلى مباحث أمن الدولة والأمن المركزي وتحول الكورنيش إلى ساحة للإعلان عن الاحتجاجات السياسية لأن كل السيارات تمر به.
ويربط الدكتور محمد السعدني الناشط السياسي في الإسكندرية تحول المظاهرات من الميادين الداخلية إلى الكورنيش بالتنمية التي حدثت في الكورنيش والتطوير الذي تم في السنوات القليلة الماضية وإزالة الملاهي الليلية، وهو ما شكل عامل إغراء لانتشار النشطاء السياسيين، لأن الحرية مرتبطة بالتنمية حيث شعر الناس بأن الكورنيش ملتقى سياسي يعبرون فيه عن آرائهم تجاه الأحداث مثل «زاوية المتحدثين» (كورنر سبيكرز) في حديقة هايد بارك بلندن، وميدان برلين في المانيا الذي يستخدمه السياسيون للتظاهرات، حيث يقول أي شخص ما يريد ويعبر عنه بالطريقة التي يريدها. يلفت السعدني إلى أن وجود البحر له عامل نفسي مؤثر أيضا لأن الناس تشعر بالحرية أمامه، وهو ما يؤكد أن جغرافية المكان لها دلالة في ممارسة الحرية لأن اتساع الافق على البحر ينشط الوعي والذاكرة. هذا اضافة إلى أن الكورنيش حاليا أصبح أكبر مساحة للإعلان عن الاحتجاج لأن كل الناس سواء راكبو السيارات الخاصة وسيارات الاجرة وغيرها يمرون ذهابا وإيابا عليه واي احتجاج أو مظاهر على الكورنيش يعرف بها أهل الإسكندرية البالغ عددهم 4 ملايين شخص خلال ساعة على الأكثر.
ويعتبر الدكتور إسماعيل سعد أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة الإسكندرية تحول الحركات السياسية في الإسكندرية واستخدام الكورنيش للتعبير عن الاحتجاج بدلا من الميادين التي توجد داخل المدينة تطورا كبيرا في العمل السياسي، لأن استخدام الكورنيش برأيه يعني المواجهة مع الأمن حيث يقف المتظاهرون على الكورنيش في مواجهة رجال الأمن بينما الميادين الداخلية بأزقتها وحاراتها تمكن المتظاهرين من الهروب في حالة حدوث هجوم من الأمن لكن على الكورنيش لا يتمكنون من ذلك لأن الأمن أمامهم والبحر خلفهم، ويعني ذلك الجرأة في المواجهة، وهو شكل جديد لم نعتده في تاريخ التظاهرات السياسية في مصر.