المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اله الشر الاسطوري يعود



زوربا
05-17-2006, 05:21 PM
أحمد ديركي


بطش غيلغامش بأهل مدينته وعاث فساداً بها مما أجبر رعيته للتضرع الى الاله لخلق من يضع حداً لبطشه فخلقت الاله انكيدو في البراري ليعيش مع وحوشها.علم غيلغامش بوجود انكيدو وعجز الصيادين عن اصطياده . فكانت نصيحة رجل حكيم هي الحل. ابعثو له بامرأة. فحدث هذا وروضت انكيدو وجلبته الى المدينة.تصارع الاثنان ولم يهزم أحدهما الآخر.تصاحبا وعاشا في المدينة وتحول غيلغاميش من حاكم باطش برعيته الى حاكم رؤوف بعد ان عرف حدود قوته.

قرر الاثنان الذهاب الى أرض اله الشر والقضاء عليه. ذهبا معاً لمواجهته فقتل انكيدو مما أجبر غيلغامش على العودة. بكى غيلغامش انكيدو ورفض دفنه لكنه أخيرا خضع لمبدأ وجوب الدفن لأسباب بيولوجية. فدفنه بيولوجيا ولم يدفنه كذكرى. وبقي انكيدو حيا في غيلغامش.اسطورة تاريخية تعود الى ما يقارب الـ4000 سنة.

لكن يبدو ان اله الشر قد استفاق الآن، في القرن العشرين، ويريد ان يسترد ثأره من غيلغامش وانكيدو ورعيتهم، فاتى الى أرض غيلغامش وصاحبه جالبا معه الته العسكرية المتطورة والتي تعمل على وقود الديمقراطية.نزل على أرضه ليحررها من غيلغامش وبطشه وبدأ هو بالبطش. قوة جبارة تفوق قوة غيلغامش متفرداً انهالت من خلال الترسانة العسكرية. طائرات غطت نور الشمس وأصبح النهار ليلاً كما اصبح الليل نهاراً.أخذ الارض التي ولد وعاش فيها غيلغامش ودفن فيها انكيدو. رفع علم الديمقراطية لكن هذا العلم لم يصل الى الارتفاع المطلوب لكي يرفرف عالياً. فعمل على استخدام وسيلة الصيد، لكن هذه الوسائل تغيرت لم تعد المرأة هي الصائد المروض بل اصبحت السيارة المفخخة أو أو الجسد المفخخ، لإخضاع الرعية.

تسير الرعية من دون راع، تنفجر السيارة او الجسد، يتحول جزء من الرعية الى أشلاء متناثرة لتروي بدمائها ارض ولدت وماتت عليها. تبكيها بقية الرعية التي ما زالت على قيد الحياة في انتظار موتها كما ماتت الاجساد التي تحولت الى اشلاء.يبتسم اله الشر مع موت هذه الاجساد التي تتحول الى اشلاء لأنه في هذا نقصان في تعداد رعية غيلغامش.يستنكر من هم من ذات عرق، ان كانوا ما زالوا من العرق عينه، رعية غيلغامش على ما يحدث في ارض غيلغامش. لكنهم يدعمون اله الشر بكل الوسائل المتاحة لهم لكي يبقوا بعيدين عن بطشه.فها هو اله الشر يبتسم مع المزيد من الاشلاء ورعية ارض غيلغامش تزيد من بكائها مع ازديادها.

فهي تجلس جاثية على ركبتيها تبكي ما تبقى من ما كان سابقاً جسداً حي يسمى انسان. تبكيه كما بكى غيلغامش انكيدو. ويبكي اللاحقون السابقون ويزداد البطش بطشاً.يبدو وكأن هذا اله لم يرتوي من دماء رعية غيلغامش فكلما مر يوم يزداد سفك دماء الرعية كما يزداد دعمه من قبل من هم من ذات عرق رعية غيلغامش..متى يكتفي هذا الشر من الاخذ بثاره؟ متى تنبت البذور التي ترويها دماء رعية غيلغامش لتقاوم، بكل ما في الكلمة من معنى، اله الشر وتعيده الى ارضه؟ام ان ما سفك من دماء اغرق البذور فأصبحت عاقرة؟