المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البصرة... ميليشيات الأمر بالمنكر , والنهي عن المعروف ....داوود البصري



زهير
05-17-2006, 09:12 AM
داود البصري


يبدو أن شكاوى محافظ البصرة المغلوب على أمره على ما يظهر من سطوة الجماعات المسلحة وإمتداداتها الخارجية التمويلية والاستخبارية ليست إلا الجزء البارز من جبل الجليد الذي يشوي ظهور البصريين في عز صيف الجنوب الخانق المرتبط بانجازات حكومات المحاصصة بقطع التيار الكهربائي وانعدام الماء والصابون وحتى الخضرة فضلا عن الوجه الحسن, فمعاناة البصريين وشبابهم ضد فرق الموت والتخلف والظلامية والرجعية الدينية والطائفية لا تكفي المجلدات عن حملها أو سردها أو تبيان كارثيتها , ويكفي القاريء الكريم إيراد المثال التالي لمعرفة طبيعة الحياة ( الرائعة ) التي يعيشها البصريون حاليا بعد أيام وسنوات وحقب العذاب والموت البعثية السوداء!,

فالجميع يعلم بحكاية (الفتوى الصدرية ) المضحكة وعلى الشاكلة ( الطالبانية ) المتخلفة التي جعلت مقتدى (أفندي ) الصدر الصغير ينفر ويسخر من لعبة (كرة القدم ) ويعتبرها عارا لكون أن الرجال لا يليق بهم أن يركضوا خلف (طوبة ) كما قال ( سماحته ) العظمى ( قدس الله سرها المصون )وتنفيذا لتلك الفتوى القراقوشية فقد عمدت بعض الجماعات المسلحة من الصبيان والمراهقين وحديثي التدين من الأغبياء والسذج على تطبيق ذلك على بعض الشباب العائد في باص مؤجر من مباراة لكرة القدم وهم يغنون ككل شباب الدنيا ولكن ميليشيات العراق الطائفية المريضة والمتخلفة تفضل(اللطم والندب) وضرب السلاسل والسيوف, وهي مختلفة حتى عن ميليشيات ( مقاديشو ) الصومالية!

, فأوقفت ذلك الباص وأنزلت ركابه وعلى طريقة البائد المجرم عليوي كيمياوي صفوا الشباب على الحائط وضربوهم مع سائق الباص المسكين ثم ألقوا عليهم خطبة عصماء بضرورة الصلاة وافضليتها على لعب الكرة( رغم أن الوقت لم يكن وقت صلاة) ولكنها الفتوى المقتدوية المضحكة والتي طبقها سابقا ( أهل الفضيلة) في العام الماضي على مجموعة من طلبة كلية الهندسة في جامعة البصرة كانوا يحتفلون إحتفالا بريئا في منتزه الأندلس فكان الضرب والإهانة والشتم القبيح المستل من أخلاقيات أهل الميليشيات وهي أخلاقيات بعثية بحتة خصوصا إذا ما علمنا من أن قائد الجناح الفكري والتربوي في جماعة ( جيش المهدي) هو طبال سابق ومتقاعد في فرقة البصرة البعثية للفنون الشعبية التي كانت تمجد وتطبل ( لقادسية صدام)

بعد ذلك لن نعجب مما جرى ويجري, ولكن العجب هو صمت الحكومة العراقية المخجل عما يجري, ومن ثم تحول الصراع في البصرة لتناحر دموي بين أهل العمائم الملونة سواءا في حزب الفضيلة أو جماعة السيستاني أو غيرها من الأحزاب والعصابات الطائفية, من البصرة ومصيرها بالتحديد سيتقرر مستقبل العراق بأسره , فإما إنفتاح وتطوير وإستثمار وإما حروب جمل وصفين جديدة ستثبت للدنيا مدى غباء وعدمية شعوبنا التي تساق كالأنعام من مسلخ لأخر, الأحزاب الدينية والطائفية قد أثبتت الأحداث فشلها الذريع لأنها لا تمتلك أي برنامج حقيقي سوى الفشل والبكاء على الأطلال وهي ناشطة في عمليات التهريب والسمسرة النفطية تعويضا عن حالة الإفلاس التاريخية , والتعدي على حريات الناس لن يستطيع المساهمة بأي حال من الأحوال في التعجيل بظهور المهدي المنتظر تلك هي رسالة تلكم الأحزاب فقط لا غير.

dawoodalbasri@hotmail.com