المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آه... كم هو مؤلم يا وطني



josf
05-16-2006, 12:39 PM
حبر على أرق / آه... كم هو مؤلم يا وطني!

لا أذكر,,, لعلني كتبت مقالا يوما ما بالعنوان نفسه,,, فعلا لا أدري، لكن الألم تجدد، وأجدني أريد أن أكررها اليوم، فالقلب يغص بها ألما وحسرة,,, آه كم هو مؤلم يا وطني!
كم هو مؤلم أن أراك تتلاعب بك الأهواء والأمزجة والأجندات الفئوية والمصالح الشخصية، على حساب أهلك وأرضك!
كم هو مؤلم أن أراك يا وطني وأنت بلا خطط تنموية حقيقية وبلا استراتيجية اقتصادية واضحة وبلا أهداف محددة حتى توقفت عجلة التنمية فيك، وتعطلت مسيرتك نحو المستقبل!
كم هو مؤلم أن أرى دستورك يا وطني وقد أصبح مثل قائمة الطعام (آلا كارت)، يختار منه من يشاء ما يشاء متى يشاء، ويتجاهل بقية ما فيه وكأنه لم يوجد!
كم هو مؤلم أن أرى السلطة التشريعية فيك يا وطني وقد صارت تستجدي الاصلاح من السلطة التنفيذية، وأعضاؤها يترقبون ما ستجود عليهم به الحكومة!
كم هو مؤلم أن أرى برلمانك يقبل بأي عرض تتقدم به الحكومة لاصلاح الدوائر على طريقة «العوض ولا القطيعة»، في حين أنه هو من يفترض أن يأتي بالتشريعات لا هي!
كم هو مؤلم أن أرى انعدام تأثير قواك السياسية، وعدم قدرتها على الالتزام بمبدأ، ولا على التمسك برأي، ووقوعها في شبكة المصالح والمنافع!
كم هو مؤلم أن أرى الفتنة وقد زرعت بين فئات مجتمعك، حتى صار الولاء الأول للقبيلة وللحزب وللطائفة وللأجندات الشخصية الضيقة على حساب الكويت!
كم هو مؤلم أن أرى أبناءك يا وطني يفقدون الثقة بالقانون والدستور، فيلوذون بقبائلهم وعشائرهم وطوائفهم طلبا للأمان خوفا من أن يتخطفهم الناس من حولهم!
كم هو مؤلم أن أرى مواطنيك وقد صاروا لا يصلون إلى ما يستحقون قياسا إلى كفاءتهم وعطائهم واخلاصهم لك، وإنما قياسا لحجم واسطاتهم، أو اعتبارا بحجم قبائلهم، أو استنادا إلى قوة أحزابهم وعلاقتها بالسلطة، أو انطلاقا من قربهم الشخصي أو بعدهم عن صاحب القرار!
كم هو مؤلم أن أراك يا وطني، وقد أصبح أبناؤك يقسمون على درجات,,, عيال بطنها «واللفو»، وعيال داخل السور وخارجه!
كم هو مؤلم أن أرى الناس فيك يا وطني تحاسب بعضها البعض وتصنفها وفق أسمائها وأنسابها وانتمائاتها وأشكالها وأزيائها، لا وفق وطنيتها وصدقها واخلاصها وعطائها لك!
كم هو مؤلم أن أرى أبناءك في شقاق,,, الليبرالي يقصي الاسلامي لمجرد أنه اسلامي، والاسلامي يلغي الليبرالي لمجرد أنه ليبرالي!
كم هو مؤلم أن أرى رموزك الوطنية المخلصة الصادقة التي أفنت عمرها لأجلك وقد صارت مثارا للسخرية والتندر في الصحف ولا أحد يحرك ساكنا!
كم هو مؤلم أن أراك يا وطني ولم يبق فيك من الديموقراطية إلا اسمها وأشياؤها الهامشية! وصار لا يُعرف عن الاسلام فيك إلا التعصب والماضوية والانغلاق والرؤية الضيقة!
كم هو مؤلم وكم هو مؤلم وكم هو مؤلم,,, وآه يا وطني!!

د. ساجد العبدلي
طبيب وناشط سياسي كويتي
www,sajed,org