المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طالبات إماراتيات يخرقن «المحرمات» في فيلم... السفر للدراسة والهوية والعلاقة بالجنس ال



سلسبيل
05-16-2006, 07:59 AM
دبي - أمينة خيري - الحياة

15/05/06//

أولئك الفتيات لم يكسرن «تابو» واحداً، ولا اثنين، بل خمسة دفعة واحدة! كسرن هذه التابوات الكثيرة على الملأ موثقين عملهن بالصوت والصورة.

مجموعة فتيات من الإمارات يدرسن في كلية دبي للطالبات، انجزن فيلماً وثائقياً مدته 25 دقيقة تناولن فيه بسرعة لكن بعمق خمس قضايا تمس صميم حياة الشابة الإماراتية، بعنوان «ألوان المراهقة» عرضنه أمام جمهور من الاعلاميين العرب المشاركين في المتلقى الاعلامي الثاني.

الفيلم بدأ بسؤال كان يشغل بال الطالبات اللاتي انجزن الفيلم، وهو «كيف ترى الشابات العربيات في دولة الامارات مستقبلهن في ضوء حياتهن الحاضرة؟» السؤال وجه الى خمس طالبات اماراتيات وكانت النتيجة فيلماً جريئاً بكل المقاييس.

تقول الطالبة الريم الطنيجي (24 عاماً): «اخترنا المواضيع التي تمس حياة كل منا، وعلى رغم ذلك لم يكن احد يجرؤ على مناقشتها او حتى الحديث عنها، وتركنا للفتيات اللاتي قابلناهن الحرية ليتحدثن عن قضاياهن من الزاوية التي يخترنها»، وجاءت النتيجة مذهلة: تناقضات يموج بها مجتمع المراهقين والشباب الإماراتي في ما يختص بالنظرة الى حرية الفتاة وحرية الشاب.

مجموعة من الشباب الذكور أكدوا - كل بطريقته - ان الشاب غير الفتاة، ومن ثم، فإن حرية الشاب تختلف شكلاً وموضوعاً عن حرية الفتاة، ليس هذا فقط، بل ان الشباب يتحدثون عن حرية الفتاة باعتبارها منحة يهدونها اليها في حال اثبتت قدرتها على تحمل المسؤولية وصون نفسها، وحتى في حال حصولها عليها، فإنها تكون مشروطة.

وكما هو متوقع، تتحدث الفتيات بكثير من الحنق على تلك الحرية «المبتغاة» و»المنقوصة» من وجهة نظرهن، تقول إحداهن: «إذا جاءتني فرصة السفر الى الخارج في بعثة تعليمية لأتلقى العلم، فقد تحول معارضة الأهل دون حصولي عليها»· في الوقت نفسه، يقول أحد الشباب «المتنورين»: «إذا حصلت شقيقتي على فرصة للدراسة في الخارج، فلا مانع، وسأحصل على اجازة شهر من عملي لأرافقها وإذا تأكدت ان كل شيء تمام، أعود».



وإذا كان الشاب الاماراتي سيعود في حال تأكد أن «كله تمام» في الخارج، فإن الوضع في الداخل ليس «تماماً» بالنسبة الى كثيرات من الفتيات الاماراتيات. ففي الوقت الذي «تمارس فيه نساء العالم الغربي الرياضة كجزء من الحياة اليومية العادية، فإن المرأة العربية تمارس الرياضة ان شعرت بتغير في قوامها أو بدأت في اكتساب كيلوغرامات زائدة على وزنها»، على حد قول الراوية في الفيلم. وحتى في هذه الحال، فهناك الكثير من القيود على ممارستها تلك. وتحكي إحدى الطالبات عن عشقها منذ الصغر للعبة كرة القدم، وتتذكر كيف أنها كانت الطفلة الوحيدة التي تلعب كرة القدم مع الفتيان، ولم تفهم أبداً سر مقولة أن «كرة القدم للذكور فقط». وعلى رغم ذلك، فإن الصورة التي عكسها الفيلم عن الرياضة والفتيات مشرقة، بل مشرقة جداً، هناك قيود بالطبع ما زالت مفروضة على ممارسة الإناث للرياضة، لكن الشابتين اللتين تحدثتا في الفيلم عن عشقهما للفروسية وكرة القدم تنبئان بالكثير بالمعنى الايجابي على المدى القريب.

لكن الحديث عن الهوية يطول ويتشابك، بل ويتعقد احياناً كثيرة، وهو ما اتضح تماما من خلال اجزاء الفيلم المتعلقة بارتداء العباءة واستخدام اللغة العربية. هبة الظنحاني (23 عاماً) وهي احدى الطلبات اللاتي شاركن في الجانب الخاص بمفهوم «الهوية الوطنية» لدى فتيات الامارات تقول إن «الفتيات حين تحدثن عن مفهوم الهوية كان حديثهن نابعاً من تجارب شخصية بحتة» وربما هذا تحديداً هو سبب صدقية كلماتهن، بغض النظر عن اتفاق المشاهد معها او اختلافه، قالت احدى الفتيات انها ترتدي العباءة السوداء لأنها «الزي الوطني» لبلادها، فيما قالت اخرى انها لا ترتديها لأن الشعور بالانتماء اكبر من مجرد زي ترتديه، وأضافت ان العباءة في الاصل كانت عبارة عن زي محتشم ترتديه الاماراتيات بغية عدم لفت الانظار، لكنها تحولت الى اداة لجذب الانظار من خلال التطريزات اللافتة عليها، بل ان بعضاً منها يكشف اكثر مما يخفي. وقالت ثالثة انها إذا سافرت الى دولة عربية خارج الامارات فلن تتخلى عن عباءتها، أما إذا سافرت الى دولة غربية، فستتخلى عنها، وذلك لاسباب سياسية.

القدر نفسه من الاختلاف فجره الجزء المتعلق باللغة، ففي الوقت الذي أكدت فيه فتيات ان التمسك باللغة العربية جزء لا يتجزأ من التمسك بالهوية، اكدت فتاة اخرى بلغة انكليزية خالصة انها عربية واماراتية قلباً وقالباً، وإن كانت اتخذت قراراً أن تتحدث بالانكليزية فقط، لأنها اللغة التي تفكر بها، مؤكدة ان تحدث الشخص بغير لغته لا يقلل من قدر تمسكه بهويته. وعلى القدر نفسه من السخونة، جاء الجزء المتعلق بزواج الفتيات الاماراتيات من اجانب، والقيود المفروضة عليهن دون الرجال.

تقول الريم الطنيجي رداً على استفسار عن عدم وجود شابات اماراتيات تزوجن فعلاً من اجانب: «هذه قضية شائكة جداً، وكان استقدام من تزوجت من اجنبي من الصعوبة ما جعلنا نصرف النظر عنها تماماً».

ولم يكن هناك نهاية للفيلم افضل من تلك الشابة الامارايتة التي ترتدي العباءة السوداء التقليدية وهي تجاهد للمشي في خط مستقيم على شريط مروري اصفر مرسوم على الزفت، صحيح انها كانت تتمايل تارة جهة اليمين وتارة جهة الشمال حتى كانت تكاد ان تخرج عن الخط، الا انها ظلت محافظة على توازنها «إلى انتهاء اللقطة».

الشابات الاماراتيات الخمس اللاتي حضرن عرض فيلمهن وهن: ندى سالم (23 عاماً) ومنى الكمالي (22 عاماً) ولميس الهاجري (24 عاماً) إضافة الى هبة الظنحاني والريم الطنيحي (24 عاماً) وجدن قدراً هائلاً من تشجيع الحاضرين، فكسر التابوات لا يحدث يومياً، وإن حدث فلا يحدث بهذا الشكل الجريء والايجابي، وعلى رغم اختلاف الكثير من الحضور مع وجهات النظر المتباينة التي حملها الفيلم، الا ان الاجماع الوحيد في هذا العرض كان على جودة الفيلم ما استحق دوياً من التصفيق.