المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذهاب للعمل على الطريقة الأحسائية يتطلب النهوض الثالثة فجراً



زهير
05-14-2006, 10:25 AM
الدمام: عبيد السهيمي

يستخدم الموظفون والمعلمون في منطقة الأحساء في الوصول إلى أعمالهم وسيلة من أهم الوسائل التي قد تكون غائبة عن وعي الموظفين أو غيرهم من العاملين سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص ليس لأنها نادرة بل لأنها غير مفعلة بالصورة التي تجعلها جاذبة لكل من يريد الوصول إلى مقر عمله.
هذه الوسيلة التي قد تكون الحل لمشاكل الحوادث المرورية كما أنها الحل الأنجع لاختناقات الشوارع التي تعاني منها المدن السعودية في فترات الذروة وهي بداية الدوام ونهايته.

وسيلة الموظف والمعلم الأحسائي التي يستقلها كل يوم إلى مقر عمله هي النقل العام (الحافلة) فهذه الوسيلة في التنقل هي التي يحرص الأحسائي على الوصول عن طريقها من بيته في احدى قرى محافظة الأحساء إلى عمله في احدى الدوائر الحكومية أو الشركات او المدارس في مدينة الدمام أو الخبر أو الجبيل.

يقول المعلم هاني المهنا «مر على عملي في مدارس الدمام ثلاث سنوات منذ تعييني معلماً في وزارة التربية والتعليم كنت خلال هذه الفترة أنتقل من بيتي الكائن في احدى قرى الأحساء إلى المدرسة التي أعمل بها بوسيلة النقل العام (الحافلة)» ، ويضيف المهنا «نادراً ما تفوتني رحلة الحافلة اليومية وإذا حدث ذلك استقل سيارتي إلى مقر عملي لكن لا يكون شعوري حينها بالأمان مثلما لو كنت في الحافلة وذلك للحوادث التي أراها على الطريق».

المعلم هاني المهنا يستعد لصعود الحافلة في الساعة الرابعة فجراً لكي يكون في مدرسته عند الساعة السادسة والربع صباحاً مما يجعله كما يقول صارماً في مسألة السهر حيث لا يتجاوز الساعة الحادية عشرة ليلاً كحد أقصى إلا وهو يغط في سبات عميق وذلك في أيام العمل.

المعلم عيسى العوض هو الآخر ينتقل يومياً عبر هذه الوسيلة إلى مدرسته في الدمام حيث يقول عليّ الاستيقاظ في الساعة الثالثة والنصف فجراً لكي أكون مستعداً لرحلتي اليومية مع النقل العام ويضيف «لا تتجاوز سهرتي في أيام العمل الساعة العاشرة ليلاً وإذا حدث وأن تجاوزت هذا التوقيت عليّ أن أعوض ذلك في الإجازة الأسبوعية»، ويقول ضاحكاً «كثيراً ما تتحول الإجازة الأسبوعية لبرنامج للنوم لتعويض ما فات».

السبب الذي يدعو هؤلاء المعلمين والموظفين للتنقل اليومي لمسافة قد تصل إلى 200 كيلومتر هو أن ظروفهم المالية والأسرية لا تساعدهم على العيش بعيداً عن مقر أسرهم الأساسية مما يجعلهم يتحملون هذه الرحلة الشاقة التي تبدأ مع بواكير الفجر الأولى وتنتهي مع غياب الشمس مما يجعل يومهم عملا ونوما فقط كما يقولون.

ويتذكر العوض احدى المرات التي فاتته فيها حافلة المعلمين يقول عندما فاتتني الحافلة المعلمين ذات مرة اضطررت إلى ركوب حافلة الموظفين وهي عادة تتأخر ساعة ونصف الساعة تقريباً عن حافلة المعلمين وفي أثناء الرحلة أبديت تذمري من طريقة التنقل بالحافلة التي تجعلني في حالة ترقب تام لكي لا تفوتني وسألني شخص بجواري كم سنة وأنت تنتقل إلى عملك بالحافلة؟ قلت له سنة واحده عندها ضحك وقال تتعود ان شاء الله ثم قال لي 18سنة وانا انتقل إلى عملي في ميناء الدمام عن طريق الحافلة.

كما يتناقل الموظفون والمعلمون قصة موظف تنقل بالحافلة بين قريته في محافظة الأحساء ومقر عمله في أمانة مدينة الدمام على مدى 25 سنة ولا زال على رأس العمل مما يجعله بحق عميد رواد الحافلات الأحسائي.

يقدر الأحسائيون عدد الحافلات التي تنقل الموظفين والمعلمين بأكثر من 60 حافلة تنتقل في رحلة يومية بين مدن وقرى الاحساء حيث تجوب شوارع القرى لجمع الموظفين والمعلمين لتوزعهم على مدن المنطقة الشرقية، كما تبلغ أجرة الحافلة في الشهر الواحد 300 ريال وهو ما يغري كثيرا من الموظفين باللجوء إلى هذه الوسيلة التي توفر الكثير من المال كما توفر الجهد الذي يتطلبه الطريق.