زوربا
05-13-2006, 06:34 AM
أهالي المفقودين يبحثون عن أي دليل على الوفاة لإجراء مراسم العزاء
بغداد :«الشرق الأوسط»
باتت ظاهرة الخطف من أوسع الظواهر في المجتمع العراقي وعجزت الحكومة والسلطات المحلية عن وضع حد لها، فكلما القت القبض على شبكة تظهر في اليوم الثاني عدة شبكات أخرى. مواطن تعرض للخطف مع أبن أخيه وأحد أصدقائه، في محافظة ديالى، قال لـ«الشرق الأوسط»: «عملية الخطف التي تعرضنا لها تمت من قبل أشخاص غير مجرمين، وما ساعدهم في القيام بهذا العمل هو وجودهم في منطقة بعيدة عن مركز المدينة وعلى طريق غير مؤمن من قبل السلطات، إضافة إلى أن أغلب المارة عبر هذا الطريق لا يحملون السلاح مخافة تعرضهم للتفتيش من قبل القوات العراقية أو الأميركية». واضاف «بعد خروجنا من بيت الشخص الذي ذهبنا لأداء واجب اجتماعي له تعرض لنا الخاطفون في منتصف الطريق وبدوا مطمئنين تماما لعدم وجود سلطات في الطريق الذي يؤدي إلى منطقة خانقين وقاموا بإحكام وثاقنا وأجلسوا اثنين منا في المقعد الخلفي للسيارة فيما تمكن الثالث من الهرب وبعد فترة ساعة تقريبا من السير في طرق وعرة وصلنا إلى دار معزولة قرب أحدى القرى وبقينا ثلاثة أيام لحين التفاوض مع ذوينا لإطلاق سراحنا بعد حصولهم على 5 آلاف دولار أميركي. ولم تكن معاملتهم لنا قاسية وقدموا لنا مأكلا جيدا حتى أنهم قدموا لنا كل ما طلبنا منهم، وكانت غايتهم الوحيدة الحصول على مبلغ نقدي مقابل اطلاق سراحنا».
أما الشخص الثالث الذي نجح في الهرب فافاد بأنه تمكن من حل وثاقه بعد أن وضعوه في صندوق السيارة التي كان أفراد العصابة يستخدمونها، وقال «خلال السير في طرق وعرة تمكنت من الهرب بعد أن انفتح صندوق السيارة، وأطلق الخاطفون عيارات نارية باتجاهي غير أنها لم تصبني بسبب طبيعة الأرض الوعرة وسهولة الاختباء فيها. وبعد التخلص منهم سرت في منطقة لا أعرفها أبدا ووصلت في ساعة متأخرة إلى منطقة تحوي عدة دور ولجأت اليهم لكني وقعت بيد عصابة أخرى احتجزتني وفاوضت أهلي على اطلاق سراحي مقابل مبلغ مالي كبير».
وعن أسباب اتساع هذه الظاهرة التقت «الشرق الأوسط» (ع. د)، وهو ضابط متقاعد كان يشغل منصب مسؤول في الدائرة الجنائية ببغداد، اشار الى أن «علم الأدلة الجنائية كان في السابق يعتمد على بعض المعطيات التي تمكن الأجهزة الأمنية من ملاحقة المجرمين وإلقاء القبض عليهم، ومنها وجود سجلات بأسماء المجرمين السابقين، أما الان فالمشكلة معقدة تماما، فكل يوم تظهر مجاميع إجرامية جديدة لم تكن ضمن لوائح المتهمين وهذا الأمر يمكن أن نلاحظه من خلال الطريق التي يستخدمونها وهي في الغالب تكون غير مخطط لها وتتم عن طريق أشخاص لا يملكون أي خبرات وإنما يساعدهم غياب السلطة في بعض المناطق وطبيعة الأمكنة وأخطرها المناطق البعيدة عن مراكز المدن والمفتوحة، أما النوع الآخر من الخطف والذي تكون غاياته غير مادية بل تندرج ضمن أعمال الإرهاب فعادة ما تتم داخل المدن الكبيرة وخاصة في بغداد والموصل وغيرهما وتنتهي دائما بقتل المخطوف أو تعذيبه أو إرهابه ومن ثم إطلاق سراحه».
(م. ص ) وهو خبير اقتصادي، تطرق إلى اسباب هذه الظاهرة ومنها اقتصادية وأخرى نفسية «فالاقتصادية تكمن في مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب وبخاصة غير المتعلمين وأبناء الطبقات المهمشة الآن في المجتمع ونسبة منهم هم من الفلاحين الذين وجدوا هذه الطريقة الأسهل لأجل الحصول على الكسب السريع بعد أن توقفت عجلة الزراعة في أغلب مناطق العراق. ومع مرور الوقت ينحدر ممارسو هذه الأعمال نحو الجريمة المنظمة. أما الأسباب النفسية فتكمن في كون هذه الأعمال وخاصة التي ترتكب من قبل أشخاص غير متوغلين في عالم الجريمة هي ردة فعل تجاه الواقع الذي يعيشه المجتمع الان وكأنهم يفكرون بأن هذه الأعمال هي لمعاقبة المجتمع الذي همشهم. لكن هذا الأمر غير صحيح تماما فكل مجتمع فيه طبقات مهمشة لكن قسما كبيرا من الشباب تمكن من تغيير نمط حياته وايجاد سبل عيش شريفة أخرى والدليل على ذلك أن مناطق كثيرة لم تشهد مثل هذه الظاهرة وخاصة في المناطق الجنوبية والشمالية وأيضا الفرات الأوسط».
وهناك عدد كبير من الضحايا الذين اختطفوا في مناطق متفرقة لم يستدل لحد الان على أي شيء عنهم وعن مصيرهم. وافاد أحد الأشخاص بأنه أضطر لدفع مبلغ معين مقابل أن يدلوه على مكان دفن ابنه الذي خطف منذ فترة ليست بالقصيرة. شخص آخر تحدث عن ابن عمه الذي لم يعرف مصيره لحد الان وهو شخص كان يمتهن بيع وشراء الدواجن في الأسواق، وآخر فقد أحد إخوانه ومن ثم والده الذي ذهب إلى نفس المكان الذي فقد فيه الابن. وأكد الجميع أنهم لا يريدون سوى الحصول على جثث ضحاياهم فالأعراف المعمول بها تنص على أن لا يقام مجلس العزاء على شخص إلا بعد دفنه.
وهناك عوائل خطف جميع أفرادها ولم يكن هناك أحد يبحث عنهم كما حدث أخيرا في أحدى مناطق بغداد.
بغداد :«الشرق الأوسط»
باتت ظاهرة الخطف من أوسع الظواهر في المجتمع العراقي وعجزت الحكومة والسلطات المحلية عن وضع حد لها، فكلما القت القبض على شبكة تظهر في اليوم الثاني عدة شبكات أخرى. مواطن تعرض للخطف مع أبن أخيه وأحد أصدقائه، في محافظة ديالى، قال لـ«الشرق الأوسط»: «عملية الخطف التي تعرضنا لها تمت من قبل أشخاص غير مجرمين، وما ساعدهم في القيام بهذا العمل هو وجودهم في منطقة بعيدة عن مركز المدينة وعلى طريق غير مؤمن من قبل السلطات، إضافة إلى أن أغلب المارة عبر هذا الطريق لا يحملون السلاح مخافة تعرضهم للتفتيش من قبل القوات العراقية أو الأميركية». واضاف «بعد خروجنا من بيت الشخص الذي ذهبنا لأداء واجب اجتماعي له تعرض لنا الخاطفون في منتصف الطريق وبدوا مطمئنين تماما لعدم وجود سلطات في الطريق الذي يؤدي إلى منطقة خانقين وقاموا بإحكام وثاقنا وأجلسوا اثنين منا في المقعد الخلفي للسيارة فيما تمكن الثالث من الهرب وبعد فترة ساعة تقريبا من السير في طرق وعرة وصلنا إلى دار معزولة قرب أحدى القرى وبقينا ثلاثة أيام لحين التفاوض مع ذوينا لإطلاق سراحنا بعد حصولهم على 5 آلاف دولار أميركي. ولم تكن معاملتهم لنا قاسية وقدموا لنا مأكلا جيدا حتى أنهم قدموا لنا كل ما طلبنا منهم، وكانت غايتهم الوحيدة الحصول على مبلغ نقدي مقابل اطلاق سراحنا».
أما الشخص الثالث الذي نجح في الهرب فافاد بأنه تمكن من حل وثاقه بعد أن وضعوه في صندوق السيارة التي كان أفراد العصابة يستخدمونها، وقال «خلال السير في طرق وعرة تمكنت من الهرب بعد أن انفتح صندوق السيارة، وأطلق الخاطفون عيارات نارية باتجاهي غير أنها لم تصبني بسبب طبيعة الأرض الوعرة وسهولة الاختباء فيها. وبعد التخلص منهم سرت في منطقة لا أعرفها أبدا ووصلت في ساعة متأخرة إلى منطقة تحوي عدة دور ولجأت اليهم لكني وقعت بيد عصابة أخرى احتجزتني وفاوضت أهلي على اطلاق سراحي مقابل مبلغ مالي كبير».
وعن أسباب اتساع هذه الظاهرة التقت «الشرق الأوسط» (ع. د)، وهو ضابط متقاعد كان يشغل منصب مسؤول في الدائرة الجنائية ببغداد، اشار الى أن «علم الأدلة الجنائية كان في السابق يعتمد على بعض المعطيات التي تمكن الأجهزة الأمنية من ملاحقة المجرمين وإلقاء القبض عليهم، ومنها وجود سجلات بأسماء المجرمين السابقين، أما الان فالمشكلة معقدة تماما، فكل يوم تظهر مجاميع إجرامية جديدة لم تكن ضمن لوائح المتهمين وهذا الأمر يمكن أن نلاحظه من خلال الطريق التي يستخدمونها وهي في الغالب تكون غير مخطط لها وتتم عن طريق أشخاص لا يملكون أي خبرات وإنما يساعدهم غياب السلطة في بعض المناطق وطبيعة الأمكنة وأخطرها المناطق البعيدة عن مراكز المدن والمفتوحة، أما النوع الآخر من الخطف والذي تكون غاياته غير مادية بل تندرج ضمن أعمال الإرهاب فعادة ما تتم داخل المدن الكبيرة وخاصة في بغداد والموصل وغيرهما وتنتهي دائما بقتل المخطوف أو تعذيبه أو إرهابه ومن ثم إطلاق سراحه».
(م. ص ) وهو خبير اقتصادي، تطرق إلى اسباب هذه الظاهرة ومنها اقتصادية وأخرى نفسية «فالاقتصادية تكمن في مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب وبخاصة غير المتعلمين وأبناء الطبقات المهمشة الآن في المجتمع ونسبة منهم هم من الفلاحين الذين وجدوا هذه الطريقة الأسهل لأجل الحصول على الكسب السريع بعد أن توقفت عجلة الزراعة في أغلب مناطق العراق. ومع مرور الوقت ينحدر ممارسو هذه الأعمال نحو الجريمة المنظمة. أما الأسباب النفسية فتكمن في كون هذه الأعمال وخاصة التي ترتكب من قبل أشخاص غير متوغلين في عالم الجريمة هي ردة فعل تجاه الواقع الذي يعيشه المجتمع الان وكأنهم يفكرون بأن هذه الأعمال هي لمعاقبة المجتمع الذي همشهم. لكن هذا الأمر غير صحيح تماما فكل مجتمع فيه طبقات مهمشة لكن قسما كبيرا من الشباب تمكن من تغيير نمط حياته وايجاد سبل عيش شريفة أخرى والدليل على ذلك أن مناطق كثيرة لم تشهد مثل هذه الظاهرة وخاصة في المناطق الجنوبية والشمالية وأيضا الفرات الأوسط».
وهناك عدد كبير من الضحايا الذين اختطفوا في مناطق متفرقة لم يستدل لحد الان على أي شيء عنهم وعن مصيرهم. وافاد أحد الأشخاص بأنه أضطر لدفع مبلغ معين مقابل أن يدلوه على مكان دفن ابنه الذي خطف منذ فترة ليست بالقصيرة. شخص آخر تحدث عن ابن عمه الذي لم يعرف مصيره لحد الان وهو شخص كان يمتهن بيع وشراء الدواجن في الأسواق، وآخر فقد أحد إخوانه ومن ثم والده الذي ذهب إلى نفس المكان الذي فقد فيه الابن. وأكد الجميع أنهم لا يريدون سوى الحصول على جثث ضحاياهم فالأعراف المعمول بها تنص على أن لا يقام مجلس العزاء على شخص إلا بعد دفنه.
وهناك عوائل خطف جميع أفرادها ولم يكن هناك أحد يبحث عنهم كما حدث أخيرا في أحدى مناطق بغداد.