قاسم
05-12-2006, 10:14 AM
نبيل شرف الدين من القاهرة
GMT 21:00:00 2006 الخميس 11 مايو
يحدث في وسط القاهرة وعلى مرآى الملايين
عبير العسكري محررة في صحيفة (الدستور) المصرية المستقلة، وهي واحدة من أكثر الصحف راديكالية في مصر، تتخذ عادة مواقف حادة في انتقاد النظام، ويرأس تحريرها الكاتب الصحافي الشهير إبراهيم عيسى، وسبق أن مُنع الإصدار الأول من (الدستور) قبل سنوات، وبعد جولات قضائية طويلة قضت محكمة بإعادة صدورها، ومنذ صدورها الثاني حافظت الصحيفة على خطها المناوئ لسياسات الحكومة المصرية، وتوجه انتقاداً لاذعاً لرموز هذا النظام ابتداء بالرئيس المصري حسني مبارك، وصولاً إلى صغار ضباط الأمن في وزارة الداخلية .
هذا عن الصحيفة، أما عن الصحافية فهي فتاة في مقتبل العمر، مهتمة بتغطية الأنشطة الخاصة بالحركات الاحتجاجية الكثيرة في مصر، وخاصة الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، فضلاً عن مواقف القضاة الإصلاحيين الذين يخوضون واحدة من أشرس المعارك من أجل استقلال القضاء عن هيمنة السلطة التنفيذية، وسبق أن تعرضت عبير هي وعدد من زميلاتها الصحافيات لعملية "هتك عرض" بشعة أمام مقر نقابة الصحافيين وبعد سلسلة تحقيقات قرر النائب العام حفظ القضية، وسط استنكار عام من قبل كافة القوى المعارضة على اختلاف مشاربها .وهاجمت اليوم الخميس حشود ضخمة من قوات الأمن عشرات الصحافيين، كما اعتقلت ستة على الأقل منهم، وهم يتابعون ثلاث تظاهرات على الأقل نظمها محتجون على محاكمة القاضيين، المستشار محمود مكي، والمستشار هشام البسطويسي نائبي رئيس محكمة النقض، بتهمة الإدلاء بتصريحات عن وقائع تزوير شابت الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي .
هتك عرض
صباح اليوم الخميس، وصلت عبير العسكري إلى ميدان عبدالخالق ثروت وسط القاهرة، لتبدأ تغطية يوم القضاة لصالح الصحيفة التي تعمل بها (الدستور)، وبمجرد مغادرتها سيارة الأجرة التي كانت تستقلها، حتى فوجئت ببعض الأشخاص في ملابس مدنية ـ اتضح لاحقاً أنهم من الشرطة السريين ـ يحيطون بها ويكممون فمها بالقوة، ثم جروها إلى حافلة صغيرة (ميكروباص) وما حدث بعد ذلك ترويه لنا عبير وننقله كما هو دون تدخل حتى في الصياغة .
تقول الصحافية الشابة عبير العسكري إن هؤلاء الشرطة السريين أحالوها إلى ضابط بجهاز أمن الدولة قالت إنها تعرف شكله جيداً، حيث بدأ مع معاونيه في الاعتداء عليها بالسب والقذف والضرب بينما كان يتحدث عبر هاتفه النقال لشخص آخر قائلاً (ايوه ياباشا البت معانا دلوقتي رايحين بيها قسم السيدة زينب)
قالت عبير إنها حاولت الاستنجاد بالناس على باب قسم شرطة السيدة زينب، وحين كان بعض المارة يحاولون التدخل لتخليصها من بين أيدي الشرطة السريين كان هؤلاء يقولون للناس : "دي بنت(...) و(...) ولسه جايبنها من شقة مفروشة".
وتمضي عبير في سرد ما حدث في قسم الشرطة قائلاً "في داخل غرفة تحقيق قذرة أدخلوني، وهناك تناوبوا الاعتداء عليّ بالضرب والشتائم القبيحة حتى دخل ضابط أخر شتم هؤلاء الشرطة السريين بزعم أنهم "مش عارفين يتعاملوا مع البت الـ ..."، وهو ما كان بداية مرحلة أخرى من الاعتداءات تجاوزت كل الحدود، إذ عمد هؤلاء إلى خلع حجابها بالقوة، كما مزقوا ملابسها وهم يهددونها بالاغتصاب وهتك العرض، وزعموا أنهم فعلوا نفس الشيء مع زميلاتها المعتقلات من حركة كفاية (أسماء ورشا وندى) وفي ذات الغرفة، وإنها لن ترى الشارع بعد اليوم" .
وما زلنا مع رواية الصحافية عبير العسكري التي قالت فيها إن الشرطة السريين واصلوا الاعتداء البدني عليها، حتى فوجئوا بهاتفها المحمول يدق، فانتزعوه منها وأغلقوه، فقالت لهم "كده زملائي في الصحيفة عرفوا أني أتقبض عليا"، وهنا طلب الضابط من الشرطة السريين إلقاءها في الشارع، مهدداً إياها بألا تظهر وسط البلد مرة أخرى وإلا ... وعندما قالت له إنها ستستقل المترو، طلب من المخبرين اصطحابها حتى كورنيش النيل حتى تعود إلى منزلها في ضاحية المعادي جنوب القاهرة .
بعد أن أصدر الضابط أمره بإطلاقها سمح المخبرون لعبير العسكري لها بإرتداء بقايا ملابسها، وخلال المسافة من قسم الشرطة وحتى كورنيش النيل واصل المخبرون وليمة الضرب والسب على مرأى ومسمع من آلاف المارة، وحينما كان بعضهم يحاول التدخل، يهددهم المخبرون قائلين إنها "مسجلة جرائم آداب"، وتركوها بالقرب من كورنيش النيل فلجأت إلى محل فألقى عليها صاحبه سجادة صلاة لستر جسدها، وهاتفت زملاءها في مقر الصحيفة، غير أن المخبرين عادوا ليهددوا صاحب المحل الذي اضطر لأن يطلب من عبير المغادرة إيثاراً للسلامة، كما قالت لنا .
أخيراً جلست عبير على الرصيف تبكي مستترة خلف أحد أكشاك الكهرباء حتى وصل زملاؤها الصحافيون ونقلوها إلى مقر الصحيفة .
وشاهد آلاف القاهريين رجال أمن يرتدون ملابس مدنية وهم يعتقلون صحافيين ويعتدون بالضرب المبرح على مصور لفضائية (الجزيرة) القطرية، كما أغلق آلاف من قوات مكافحة الشغب المسلحين بعصي ودروع الشوارع الرئيسة التي تطل عليها دار القضاء العالي التي كانت تجرى فيها محاكمة اثنين من القضاة الإصلاحيين ما عطل حركة المرور في قلب العاصمة طوال ساعات النهار .
GMT 21:00:00 2006 الخميس 11 مايو
يحدث في وسط القاهرة وعلى مرآى الملايين
عبير العسكري محررة في صحيفة (الدستور) المصرية المستقلة، وهي واحدة من أكثر الصحف راديكالية في مصر، تتخذ عادة مواقف حادة في انتقاد النظام، ويرأس تحريرها الكاتب الصحافي الشهير إبراهيم عيسى، وسبق أن مُنع الإصدار الأول من (الدستور) قبل سنوات، وبعد جولات قضائية طويلة قضت محكمة بإعادة صدورها، ومنذ صدورها الثاني حافظت الصحيفة على خطها المناوئ لسياسات الحكومة المصرية، وتوجه انتقاداً لاذعاً لرموز هذا النظام ابتداء بالرئيس المصري حسني مبارك، وصولاً إلى صغار ضباط الأمن في وزارة الداخلية .
هذا عن الصحيفة، أما عن الصحافية فهي فتاة في مقتبل العمر، مهتمة بتغطية الأنشطة الخاصة بالحركات الاحتجاجية الكثيرة في مصر، وخاصة الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، فضلاً عن مواقف القضاة الإصلاحيين الذين يخوضون واحدة من أشرس المعارك من أجل استقلال القضاء عن هيمنة السلطة التنفيذية، وسبق أن تعرضت عبير هي وعدد من زميلاتها الصحافيات لعملية "هتك عرض" بشعة أمام مقر نقابة الصحافيين وبعد سلسلة تحقيقات قرر النائب العام حفظ القضية، وسط استنكار عام من قبل كافة القوى المعارضة على اختلاف مشاربها .وهاجمت اليوم الخميس حشود ضخمة من قوات الأمن عشرات الصحافيين، كما اعتقلت ستة على الأقل منهم، وهم يتابعون ثلاث تظاهرات على الأقل نظمها محتجون على محاكمة القاضيين، المستشار محمود مكي، والمستشار هشام البسطويسي نائبي رئيس محكمة النقض، بتهمة الإدلاء بتصريحات عن وقائع تزوير شابت الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي .
هتك عرض
صباح اليوم الخميس، وصلت عبير العسكري إلى ميدان عبدالخالق ثروت وسط القاهرة، لتبدأ تغطية يوم القضاة لصالح الصحيفة التي تعمل بها (الدستور)، وبمجرد مغادرتها سيارة الأجرة التي كانت تستقلها، حتى فوجئت ببعض الأشخاص في ملابس مدنية ـ اتضح لاحقاً أنهم من الشرطة السريين ـ يحيطون بها ويكممون فمها بالقوة، ثم جروها إلى حافلة صغيرة (ميكروباص) وما حدث بعد ذلك ترويه لنا عبير وننقله كما هو دون تدخل حتى في الصياغة .
تقول الصحافية الشابة عبير العسكري إن هؤلاء الشرطة السريين أحالوها إلى ضابط بجهاز أمن الدولة قالت إنها تعرف شكله جيداً، حيث بدأ مع معاونيه في الاعتداء عليها بالسب والقذف والضرب بينما كان يتحدث عبر هاتفه النقال لشخص آخر قائلاً (ايوه ياباشا البت معانا دلوقتي رايحين بيها قسم السيدة زينب)
قالت عبير إنها حاولت الاستنجاد بالناس على باب قسم شرطة السيدة زينب، وحين كان بعض المارة يحاولون التدخل لتخليصها من بين أيدي الشرطة السريين كان هؤلاء يقولون للناس : "دي بنت(...) و(...) ولسه جايبنها من شقة مفروشة".
وتمضي عبير في سرد ما حدث في قسم الشرطة قائلاً "في داخل غرفة تحقيق قذرة أدخلوني، وهناك تناوبوا الاعتداء عليّ بالضرب والشتائم القبيحة حتى دخل ضابط أخر شتم هؤلاء الشرطة السريين بزعم أنهم "مش عارفين يتعاملوا مع البت الـ ..."، وهو ما كان بداية مرحلة أخرى من الاعتداءات تجاوزت كل الحدود، إذ عمد هؤلاء إلى خلع حجابها بالقوة، كما مزقوا ملابسها وهم يهددونها بالاغتصاب وهتك العرض، وزعموا أنهم فعلوا نفس الشيء مع زميلاتها المعتقلات من حركة كفاية (أسماء ورشا وندى) وفي ذات الغرفة، وإنها لن ترى الشارع بعد اليوم" .
وما زلنا مع رواية الصحافية عبير العسكري التي قالت فيها إن الشرطة السريين واصلوا الاعتداء البدني عليها، حتى فوجئوا بهاتفها المحمول يدق، فانتزعوه منها وأغلقوه، فقالت لهم "كده زملائي في الصحيفة عرفوا أني أتقبض عليا"، وهنا طلب الضابط من الشرطة السريين إلقاءها في الشارع، مهدداً إياها بألا تظهر وسط البلد مرة أخرى وإلا ... وعندما قالت له إنها ستستقل المترو، طلب من المخبرين اصطحابها حتى كورنيش النيل حتى تعود إلى منزلها في ضاحية المعادي جنوب القاهرة .
بعد أن أصدر الضابط أمره بإطلاقها سمح المخبرون لعبير العسكري لها بإرتداء بقايا ملابسها، وخلال المسافة من قسم الشرطة وحتى كورنيش النيل واصل المخبرون وليمة الضرب والسب على مرأى ومسمع من آلاف المارة، وحينما كان بعضهم يحاول التدخل، يهددهم المخبرون قائلين إنها "مسجلة جرائم آداب"، وتركوها بالقرب من كورنيش النيل فلجأت إلى محل فألقى عليها صاحبه سجادة صلاة لستر جسدها، وهاتفت زملاءها في مقر الصحيفة، غير أن المخبرين عادوا ليهددوا صاحب المحل الذي اضطر لأن يطلب من عبير المغادرة إيثاراً للسلامة، كما قالت لنا .
أخيراً جلست عبير على الرصيف تبكي مستترة خلف أحد أكشاك الكهرباء حتى وصل زملاؤها الصحافيون ونقلوها إلى مقر الصحيفة .
وشاهد آلاف القاهريين رجال أمن يرتدون ملابس مدنية وهم يعتقلون صحافيين ويعتدون بالضرب المبرح على مصور لفضائية (الجزيرة) القطرية، كما أغلق آلاف من قوات مكافحة الشغب المسلحين بعصي ودروع الشوارع الرئيسة التي تطل عليها دار القضاء العالي التي كانت تجرى فيها محاكمة اثنين من القضاة الإصلاحيين ما عطل حركة المرور في قلب العاصمة طوال ساعات النهار .