زهير
05-10-2006, 09:21 AM
كنيسة بريطانية تستعمل أجور تصويره داخلها لمهاجمته
لندن: عبد اللطيف جابر
منع الأفلام او تعرضها لمقص الرقابة في دول العالم ليس بالشيء الجديد. الجميع يمارسها ولكن بدرجات متفاوتة. اما ما قد يتعرض له فيلم «شيفرة دافنشي»، المأخوذ من كتاب يحمل نفس الاسم من تأليف الأميركي دان براون والذي انتهى العمل به أخيرا وتفتح عروضه في 19 مايو (أيار) الحالي، لن يثير بالضرورة حفيظة القطاعات الرسمية ولن يطوله بالضرورة مقص الرقابة، التي قد تمنحه شهادة تحدد الفئة العمرية المسموح بها مشاهدته، الا ان الأمر لن يقف عند هذا الحد ومعاداة الفيلم بدأت تأخذ اشكالا عدة، وهذا لن يقتصر على الدول الأكثر تزمتا في القضايا الأخلاقية والدينية المسيحية، وانما سيمتد الى قطاعات اجتماعية ودينية واسعة في معظم العالم الغربي، الأوروبي والأميركي. وبدأت العديد من الكنائس والمؤسسات الدينية بشن هجومها على الفيلم، كما شنت هجومها على العمل الأدبي عندما نشر الكتاب قبل ثلاث سنوات، والذي اعتبر هرتقة من قبل الكنيسة لتهجمه على السيد المسيح واتباعه على اعتبار انه انجب ذرية مازالت تتناسل من مريم المجدلية في فرنسا، حيث تبدأ احداث الفيلم في متحف اللوفر الباريسي الشهير والذي يضم بين جدرانه لوحة الموناليزا الشهيرة لليوناردو دافنشي. ويذكر انه بسبب الفيلم فقد بدأ متحف اللوفر الأشهر في العالم، ورغم الاعداد الهائلة من الناس الذين يؤمونه سنويا، باستقبال اعداد متزايدة من الزوار للتتبع احداث الفيلم كما صورت في داخله وللتعرف عن قرب على لوحات الفيلم كما قدمها الكتاب، خصوصا لوحة «موناليزا».
والحوار حول الفيلم والكتاب لم يبق محصورا في العالم الغربي المسيحي، وانما امتد الى دول آسيوية وشرقية خارج هذا الاطار. وأعلنت هيئة الرقابة على المصنفات السينمائية في سنغافورة أمس الثلاثاء أنها قررت عرض الفيلم في البلاد للكبار فقط، وذلك خوفا من أن يعتقد من تقل أعمارهم عن 16 عاما أن أحداث الفيلم حقيقية وليست خيالية.
وسيكون العرض الأول للفيلم، الذي يقوم ببطولته النجم الاميركي توم هانكس، في مهرجان كان السينمائي الدولي في 17 مايو (ايار) الحالي.
وقامت الهيئة في إطار بحثها لمسألة عرض الفيلم أو منعه بأخذ رأي لجنة استشارية تضم عددا من الاشخاص من مختلف المهن والديانات والعرقيات والفئات العمرية. وجاء في بيان للجنة، كما اوردته الوكالة الألمانية للأنباء، «إن غالبية الاعضاء خلصوا إلى ضرورة مشاهدة الفيلم باعتباره من أفلام التشويق والخيال»، واتفقوا على أن الجمهور البالغ فقط «سيكون قادرا على فهمه والتفريق بين الحقيقة والخيال».
اما مصر فقد اكد مسؤول سينمائي لوكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس ان فيلم «شيفرة دافنشي» المثير للجدل لن يعرض في مصر بأمر من جهات رسمية لم يحددها وذلك رغم موافقة الرقابة على عرضه.
وقال جابي خوري مدير شركة افلام مصر العالمية للانتاج والتوزيع وهي الجهة المسؤولة عن توزيع افلام شركة كولومبيا الاميركية منتجة الفليم في مصر ان «الشركة بدأت بعرض الشريط الدعائي للفيلم في الدور التي سيتم عرضه فيها بعد الحصول على موافقة الرقابة الا ان جهات رسمية طلبت منا سحب عرض الشريط لانه تقرر ان لا يعرض في مصر».
وتطالب الكنيسة السلطات في سنغافورة ان تتخذ موقفا شبيها بالموقف المصري، وحث أسقف بارز في الفلبين هيئة الرقابة على المصنفات السينمائية على منع عرض الفيلم، وقال الاسقف رامون ارجيليس إن الفيلم «يدمر» صورة الرب والكنيسة الكاثوليكية، وأضاف قائلا «إذا كنت كاثوليكيا وشاهدت أو شجعت الاخرين على مشاهدة الفيلم الذي يدمر صورة الرب والكنيسة، فإنك بذلك تشجع الاخرين على التجديف لان هذا الفيلم يسيئ للرب». وأوضح أنه اقتنع بعد أن قرأ الرواية بأن الفيلم من شأنه زعزعة إيمان أكثر الكاثوليك إخلاصا وحث هيئة تصنيف ومراجعة الافلام والمواد التلفزيونية بعدم الموافقة على عرض الفيلم.
ويذكر ان الرواية التي ترجمت الى 42 لغة وبيع منها اكثر من 50 مليون نسخة حول العالم، ولم تكتف بهذا فقد تسببت في نشر كتب أخرى لها علاقة بها، مثل كتيبات توضح للقارئ كيف يقرأ الرواية. الا ان كنيسة «وينشستر» في بريطانيا مثلا، اخذت موقفا براغماتيا من الموضوع، اذ اتاحت للشركة المنتجة ان تصور الفيلم داخلها لقاء 20 الف جنيه استرليني قالت انها ستستعملها في تنظيم سلسلة من المحاضرات لمهاجمة ادعاءات الرواية والفيلم حول الكنيسة والسيد المسيح.
لندن: عبد اللطيف جابر
منع الأفلام او تعرضها لمقص الرقابة في دول العالم ليس بالشيء الجديد. الجميع يمارسها ولكن بدرجات متفاوتة. اما ما قد يتعرض له فيلم «شيفرة دافنشي»، المأخوذ من كتاب يحمل نفس الاسم من تأليف الأميركي دان براون والذي انتهى العمل به أخيرا وتفتح عروضه في 19 مايو (أيار) الحالي، لن يثير بالضرورة حفيظة القطاعات الرسمية ولن يطوله بالضرورة مقص الرقابة، التي قد تمنحه شهادة تحدد الفئة العمرية المسموح بها مشاهدته، الا ان الأمر لن يقف عند هذا الحد ومعاداة الفيلم بدأت تأخذ اشكالا عدة، وهذا لن يقتصر على الدول الأكثر تزمتا في القضايا الأخلاقية والدينية المسيحية، وانما سيمتد الى قطاعات اجتماعية ودينية واسعة في معظم العالم الغربي، الأوروبي والأميركي. وبدأت العديد من الكنائس والمؤسسات الدينية بشن هجومها على الفيلم، كما شنت هجومها على العمل الأدبي عندما نشر الكتاب قبل ثلاث سنوات، والذي اعتبر هرتقة من قبل الكنيسة لتهجمه على السيد المسيح واتباعه على اعتبار انه انجب ذرية مازالت تتناسل من مريم المجدلية في فرنسا، حيث تبدأ احداث الفيلم في متحف اللوفر الباريسي الشهير والذي يضم بين جدرانه لوحة الموناليزا الشهيرة لليوناردو دافنشي. ويذكر انه بسبب الفيلم فقد بدأ متحف اللوفر الأشهر في العالم، ورغم الاعداد الهائلة من الناس الذين يؤمونه سنويا، باستقبال اعداد متزايدة من الزوار للتتبع احداث الفيلم كما صورت في داخله وللتعرف عن قرب على لوحات الفيلم كما قدمها الكتاب، خصوصا لوحة «موناليزا».
والحوار حول الفيلم والكتاب لم يبق محصورا في العالم الغربي المسيحي، وانما امتد الى دول آسيوية وشرقية خارج هذا الاطار. وأعلنت هيئة الرقابة على المصنفات السينمائية في سنغافورة أمس الثلاثاء أنها قررت عرض الفيلم في البلاد للكبار فقط، وذلك خوفا من أن يعتقد من تقل أعمارهم عن 16 عاما أن أحداث الفيلم حقيقية وليست خيالية.
وسيكون العرض الأول للفيلم، الذي يقوم ببطولته النجم الاميركي توم هانكس، في مهرجان كان السينمائي الدولي في 17 مايو (ايار) الحالي.
وقامت الهيئة في إطار بحثها لمسألة عرض الفيلم أو منعه بأخذ رأي لجنة استشارية تضم عددا من الاشخاص من مختلف المهن والديانات والعرقيات والفئات العمرية. وجاء في بيان للجنة، كما اوردته الوكالة الألمانية للأنباء، «إن غالبية الاعضاء خلصوا إلى ضرورة مشاهدة الفيلم باعتباره من أفلام التشويق والخيال»، واتفقوا على أن الجمهور البالغ فقط «سيكون قادرا على فهمه والتفريق بين الحقيقة والخيال».
اما مصر فقد اكد مسؤول سينمائي لوكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس ان فيلم «شيفرة دافنشي» المثير للجدل لن يعرض في مصر بأمر من جهات رسمية لم يحددها وذلك رغم موافقة الرقابة على عرضه.
وقال جابي خوري مدير شركة افلام مصر العالمية للانتاج والتوزيع وهي الجهة المسؤولة عن توزيع افلام شركة كولومبيا الاميركية منتجة الفليم في مصر ان «الشركة بدأت بعرض الشريط الدعائي للفيلم في الدور التي سيتم عرضه فيها بعد الحصول على موافقة الرقابة الا ان جهات رسمية طلبت منا سحب عرض الشريط لانه تقرر ان لا يعرض في مصر».
وتطالب الكنيسة السلطات في سنغافورة ان تتخذ موقفا شبيها بالموقف المصري، وحث أسقف بارز في الفلبين هيئة الرقابة على المصنفات السينمائية على منع عرض الفيلم، وقال الاسقف رامون ارجيليس إن الفيلم «يدمر» صورة الرب والكنيسة الكاثوليكية، وأضاف قائلا «إذا كنت كاثوليكيا وشاهدت أو شجعت الاخرين على مشاهدة الفيلم الذي يدمر صورة الرب والكنيسة، فإنك بذلك تشجع الاخرين على التجديف لان هذا الفيلم يسيئ للرب». وأوضح أنه اقتنع بعد أن قرأ الرواية بأن الفيلم من شأنه زعزعة إيمان أكثر الكاثوليك إخلاصا وحث هيئة تصنيف ومراجعة الافلام والمواد التلفزيونية بعدم الموافقة على عرض الفيلم.
ويذكر ان الرواية التي ترجمت الى 42 لغة وبيع منها اكثر من 50 مليون نسخة حول العالم، ولم تكتف بهذا فقد تسببت في نشر كتب أخرى لها علاقة بها، مثل كتيبات توضح للقارئ كيف يقرأ الرواية. الا ان كنيسة «وينشستر» في بريطانيا مثلا، اخذت موقفا براغماتيا من الموضوع، اذ اتاحت للشركة المنتجة ان تصور الفيلم داخلها لقاء 20 الف جنيه استرليني قالت انها ستستعملها في تنظيم سلسلة من المحاضرات لمهاجمة ادعاءات الرواية والفيلم حول الكنيسة والسيد المسيح.