سمير
05-09-2006, 09:52 AM
http://www.aawsat.com/2006/05/04/images/Businessworld.361361.jpg
والمنافسة الضارة عطلت خطط توسعاتي في الأسواق
القاهرة: عادل البهنساوي
«التحدي دائما يؤدي إلى النجاح» هكذا يؤمن باسل دلول، 43 عاما، رئيس مجلس إدارة شركة «نور للتكنولوجيا المتطورة»، وهي واحدة من كبريات شركات البنية التحتية ونقل المعلومات عبر شبكة الإنترنت في المنطقة، ويبلغ حجم استثمارات نور في مصر المقر الرئيسي لها 50 مليون دولار، مما جعلها المزود الرئيسي لكل خدمات الإنترنت إلى المستهلكين والمؤسسات والشركات. وفي هذا يقول باسل دلول الحاصل على شهادة الدكتوراه من الولايات المتحدة والذي درس الحقوق في جامعة جورج تاون وتخرج فيها عام 89 ليحصل بعدها على عدة شهادات متنوعة في البيزنس والاقتصاد يقول «مشروع نور يستهدف تغيير وجه الاتصالات الرقمية في المنطقة وتوفير أحدث المعلومات للعالم العربي ليتاح لها الاشتراك في الاقتصاد الرقمي وهو (الاقتصاد الجديد) الذي لا يقتصر على التبادل التجاري عبر الإنترنت، بل أنه يحقق الانتقال السريع للمعلومات عبر المؤسسات الحكومية وقطاع التعليم».
لم يكن الطريق مفروشا بالورود أمام باسل دلول الذي وجد نفسه مع أخيه وأبيه ووالدته في خضم الحرب الأهلية في بيروت، فقرر والده الدكتور رمزي دلول الخبير العربي المعروف، السفر إلى لندن لتكون مستقرا للأسرة بعد بيروت ومصر، حيث بدأ في إنشاء عدة شركات هناك تشمل تقديم استشارات لعدد من الحكومات العربية في مجال المقاولات والبتروكيماويات والبنوك والصيدليات.
بدأ باسل دلول رحلة عمره العملية من أميركا بعد انتهاء دراساته في الجامعات الأميركية، حيث بدأ رحلته بالعمل مع والده الذي اكسبه خبرة كبيرة ومتنوعة وكانت نقطة انطلاقة هي تأسيس شركة لـ«الملتي ميديا والسي دي روم» عام 95 ليحول نشاطها بعد ذلك للعمل في الإنترنت.
ويقول باسل دلول: هذه الشركة كان مقرها في واشنطن العاصمة ولوس أنجليس ولديها فروع في دالاس ونيويورك وكان يعمل فيها 450 موظفا ثم قررت بيعها لشركة أميركية، وبدأت أبحث عن عمل جديد لي إلا أن تفكيري لم يستمر طويلا، وبفضل مشورة والدي الذي اقترح علي التوجه إلى الشرق الأوسط للعمل في سوق الإنترنت الذي بدأ يتنامى الاهتمام به، وقبل الاتجاه إلى مصر استقر باسل دلول لمدة عام ونصف العام مع والده في السعودية، حيث اكتسب خبرة كبيرة في مجال البتروكيماويات وعمل في مشروع «بيت الزاهل» الذي كان ينتج الفيبر جلاس.
وعن بداية رحلته إلى مصر لتكوين شركة نور المتطورة يشير: «دعانا الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء المصري السابق أنا ووالدي عام 99 للاستثمار في مصر في سوق المعلومات الذي كان في بدايته وعقدنا جلسات عمل مع الدكتور أحمد نظيف وزير الاتصالات وقتها والدكتور طارق كامل مستشاره آنذاك، حيث تسلمنا ملف الدراسة التي كانت تجريها جامعة هارفارد عن مجال الإنترنت في مصر، وبالفعل عرضنا إنشاء شبكة معلومات وشبكة إنترنت لتنمية هذا المجال في مصر».
بدوري، والكلام لدلول، اقترحت فكرة الإنترنت المجاني، فأنا صاحب إدخال هذه الفكرة إلى مصر، حيث ظهر تأثير «نور» الواضح أولا في مجال خدمات المستهلك عندما أدخلت هذه الفكرة الهائلة إلى السوق المصري، حيث نقلت نور ضغط الاستخدام من على الشبكة الحكومية إلى شبكة نور المتطورة مقابل قيمة المكالمة الهاتفية المحلية دون الحاجة إلى دفع اشتراك شهري، وكان الاتفاق مع المصرية للاتصالات أن تتقاسم العوائد بنسبة 70% لشركة نور و30% لشركة الاتصالات الحكومية.
ويضيف باسل: قامت «نور» من أجل تفوقها في السوق المصري بضم ثلاثة أرباع استثماراتها على بناء الشبكة وتوفير أجهزة كومبيوتر لتوفير خدمات نقل المعلومات عبر استخدام تجهيزات خاصة، وكذلك الوجود في 240 موقعا على مستوى الجمهورية في السنترالات الحكومية في مناطق متنوعة في مصر ولإبراز تفوقها التقني استعان باسل دلول بنحو 25 خبيرا أميركيا.
وانتقلت نور بعد الإنترنت المجانية إلى خدمات الاتصال السريع DSL، وهنا دخلت في حرب «تكسير الأسعار» التي بدأت تمارسها الشركات الصغيرة التي عمت السوق المصري وأصبح عددها يفوق الـ 2000 شركة تعمل بموجب تراخيص من الحكومة.
وفي هذا يقول باسل دلول: دخلنا في حرب النزول بالأسعار عن التعريفة الحكومية المحددة لهذه الخدمة وهي 150 جنيها شهريا، ووجدنا بعض المنافسين يعرضون إغراءات للجمهور كأن تدفع شهرا وتأخذ شهرا آخر مجانا، بالإضافة إلى تخفيض السعر وأصبحنا بسبب هذه المشكلة نعاني في السوق المصري، حيث بدأنا نخسر وهذا عطل خطط توسعنا في أسواق الشرق الأوسط المجاورة، إذ قررنا إرجاء الدخول في أسواق أخرى لحين تحقيق الاستقرار والنمو في السوق المصري، لذا قررنا الانسحاب مؤقتا من خدمة الاتصال السريع حتى تهدأ هذه المنافسة غير الشريفة التي عمت السوق والتي ستنعكس سلبا على الخدمة المقدمة للعميل في النهاية، فنحن نعمل بحكمة العالم الصيني الذي يقول (إذا كان لديك أكثر من عدو فدعهم يجهزون على بعضهم وانسحب انت وبعدها تدخل).
ويقول باسل دلول التحدي في العمل والرهان على ذلك، إذ يعتبر أن البقاء والتفوق لا يأتي من مرة واحدة ولذلك يقول «البعض راهن على فشلنا في السوق المصري وانسحابنا منه بعد عام، ولكننا ما زلنا في السوق ونمارس عملنا ولدينا تطلعات في هذا السوق الذي هو سوق واعد وضخم جدا».
والمنافسة الضارة عطلت خطط توسعاتي في الأسواق
القاهرة: عادل البهنساوي
«التحدي دائما يؤدي إلى النجاح» هكذا يؤمن باسل دلول، 43 عاما، رئيس مجلس إدارة شركة «نور للتكنولوجيا المتطورة»، وهي واحدة من كبريات شركات البنية التحتية ونقل المعلومات عبر شبكة الإنترنت في المنطقة، ويبلغ حجم استثمارات نور في مصر المقر الرئيسي لها 50 مليون دولار، مما جعلها المزود الرئيسي لكل خدمات الإنترنت إلى المستهلكين والمؤسسات والشركات. وفي هذا يقول باسل دلول الحاصل على شهادة الدكتوراه من الولايات المتحدة والذي درس الحقوق في جامعة جورج تاون وتخرج فيها عام 89 ليحصل بعدها على عدة شهادات متنوعة في البيزنس والاقتصاد يقول «مشروع نور يستهدف تغيير وجه الاتصالات الرقمية في المنطقة وتوفير أحدث المعلومات للعالم العربي ليتاح لها الاشتراك في الاقتصاد الرقمي وهو (الاقتصاد الجديد) الذي لا يقتصر على التبادل التجاري عبر الإنترنت، بل أنه يحقق الانتقال السريع للمعلومات عبر المؤسسات الحكومية وقطاع التعليم».
لم يكن الطريق مفروشا بالورود أمام باسل دلول الذي وجد نفسه مع أخيه وأبيه ووالدته في خضم الحرب الأهلية في بيروت، فقرر والده الدكتور رمزي دلول الخبير العربي المعروف، السفر إلى لندن لتكون مستقرا للأسرة بعد بيروت ومصر، حيث بدأ في إنشاء عدة شركات هناك تشمل تقديم استشارات لعدد من الحكومات العربية في مجال المقاولات والبتروكيماويات والبنوك والصيدليات.
بدأ باسل دلول رحلة عمره العملية من أميركا بعد انتهاء دراساته في الجامعات الأميركية، حيث بدأ رحلته بالعمل مع والده الذي اكسبه خبرة كبيرة ومتنوعة وكانت نقطة انطلاقة هي تأسيس شركة لـ«الملتي ميديا والسي دي روم» عام 95 ليحول نشاطها بعد ذلك للعمل في الإنترنت.
ويقول باسل دلول: هذه الشركة كان مقرها في واشنطن العاصمة ولوس أنجليس ولديها فروع في دالاس ونيويورك وكان يعمل فيها 450 موظفا ثم قررت بيعها لشركة أميركية، وبدأت أبحث عن عمل جديد لي إلا أن تفكيري لم يستمر طويلا، وبفضل مشورة والدي الذي اقترح علي التوجه إلى الشرق الأوسط للعمل في سوق الإنترنت الذي بدأ يتنامى الاهتمام به، وقبل الاتجاه إلى مصر استقر باسل دلول لمدة عام ونصف العام مع والده في السعودية، حيث اكتسب خبرة كبيرة في مجال البتروكيماويات وعمل في مشروع «بيت الزاهل» الذي كان ينتج الفيبر جلاس.
وعن بداية رحلته إلى مصر لتكوين شركة نور المتطورة يشير: «دعانا الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء المصري السابق أنا ووالدي عام 99 للاستثمار في مصر في سوق المعلومات الذي كان في بدايته وعقدنا جلسات عمل مع الدكتور أحمد نظيف وزير الاتصالات وقتها والدكتور طارق كامل مستشاره آنذاك، حيث تسلمنا ملف الدراسة التي كانت تجريها جامعة هارفارد عن مجال الإنترنت في مصر، وبالفعل عرضنا إنشاء شبكة معلومات وشبكة إنترنت لتنمية هذا المجال في مصر».
بدوري، والكلام لدلول، اقترحت فكرة الإنترنت المجاني، فأنا صاحب إدخال هذه الفكرة إلى مصر، حيث ظهر تأثير «نور» الواضح أولا في مجال خدمات المستهلك عندما أدخلت هذه الفكرة الهائلة إلى السوق المصري، حيث نقلت نور ضغط الاستخدام من على الشبكة الحكومية إلى شبكة نور المتطورة مقابل قيمة المكالمة الهاتفية المحلية دون الحاجة إلى دفع اشتراك شهري، وكان الاتفاق مع المصرية للاتصالات أن تتقاسم العوائد بنسبة 70% لشركة نور و30% لشركة الاتصالات الحكومية.
ويضيف باسل: قامت «نور» من أجل تفوقها في السوق المصري بضم ثلاثة أرباع استثماراتها على بناء الشبكة وتوفير أجهزة كومبيوتر لتوفير خدمات نقل المعلومات عبر استخدام تجهيزات خاصة، وكذلك الوجود في 240 موقعا على مستوى الجمهورية في السنترالات الحكومية في مناطق متنوعة في مصر ولإبراز تفوقها التقني استعان باسل دلول بنحو 25 خبيرا أميركيا.
وانتقلت نور بعد الإنترنت المجانية إلى خدمات الاتصال السريع DSL، وهنا دخلت في حرب «تكسير الأسعار» التي بدأت تمارسها الشركات الصغيرة التي عمت السوق المصري وأصبح عددها يفوق الـ 2000 شركة تعمل بموجب تراخيص من الحكومة.
وفي هذا يقول باسل دلول: دخلنا في حرب النزول بالأسعار عن التعريفة الحكومية المحددة لهذه الخدمة وهي 150 جنيها شهريا، ووجدنا بعض المنافسين يعرضون إغراءات للجمهور كأن تدفع شهرا وتأخذ شهرا آخر مجانا، بالإضافة إلى تخفيض السعر وأصبحنا بسبب هذه المشكلة نعاني في السوق المصري، حيث بدأنا نخسر وهذا عطل خطط توسعنا في أسواق الشرق الأوسط المجاورة، إذ قررنا إرجاء الدخول في أسواق أخرى لحين تحقيق الاستقرار والنمو في السوق المصري، لذا قررنا الانسحاب مؤقتا من خدمة الاتصال السريع حتى تهدأ هذه المنافسة غير الشريفة التي عمت السوق والتي ستنعكس سلبا على الخدمة المقدمة للعميل في النهاية، فنحن نعمل بحكمة العالم الصيني الذي يقول (إذا كان لديك أكثر من عدو فدعهم يجهزون على بعضهم وانسحب انت وبعدها تدخل).
ويقول باسل دلول التحدي في العمل والرهان على ذلك، إذ يعتبر أن البقاء والتفوق لا يأتي من مرة واحدة ولذلك يقول «البعض راهن على فشلنا في السوق المصري وانسحابنا منه بعد عام، ولكننا ما زلنا في السوق ونمارس عملنا ولدينا تطلعات في هذا السوق الذي هو سوق واعد وضخم جدا».