جمال
05-08-2006, 08:56 AM
بيروت ـ من هيام بنوت
اثارت اجازة مجمع الفقه الاسلامي ما يعرف بزواجي «المسيار» و«الفرند» جدلاً واسعاً ومعارضة ناشطات خليجيات رأين فيهما ضرباً لاساس الاسرة والاستقرار الاسري، وخصوصاً ان المرأة تتنازل بموجبهما عن النفقة والقسم (العيش المشترك) وترضى بأن يأتي الرجل الى دارها في اي وقت شاء من الليل او النهار.
الى ذلك، اعتبر الداعية العراقي المقيم في الامارات الشيخ احمد الكبيسي ان هذا النمط من الزواج مباح شرعاً غير انه مرذول ولا تقبل به امرأة تحترم نفسها.
وللاضاءة على رأي اهل الاعلام والثقافة في مسألة زواجي «المسيار» و«الفرند» التقت «الرأي العام» مجموعة من المثقفين والاعلاميين اللبنانيين الذين راوحت اراؤهم بين مؤيد ومعارض وهنا تفاصيل الاراء.
الاعلامي زياد نجيم عبّر عن موقفه من زواج «الفرند» بالقول: «لست ضده لانني مع حرية الفرد في اختيار ما يناسبه، سواء سكن الزوجان في بيت واحد او في بيتين منفصلين، او سواء استمرا معاً الى الابد او استبدل كل منهما الشريك باخر, ولكنني اجد ان من المهم جداً المحافظة على الحل الذي اوجده الدين الاسلامي عندما حرم تعدد الازواج، لان زواج المرأة بثلاثة رجال مثلاً يجعل من المتعذر معرفة الاب، كما انه بتحريم تعدد الازواج اوجد حلاً لمشكلة الارث، ولولا ذلك لا مشكلة في تعدد الازواج لان كل انسان يجب ان يكون حراً في حياته الخاصة».
كل الاديان ترفض تعدد الازواج؟
ـ انها مشكلة الاديان لا مشكلة الناس, ثمة اشخاص يتبعون الدين بحذافيره وآخرون يضيفون اليه لاسباب شخصية تصل الى حد الراديكالية والتعصب, وهناك فئة ثالثة تمارس ما يناسبها منه وفئة رابعة ترفض الدين وفئة خامسة ليست مؤمنة.
وانت من اي فئة؟
ـ انا افعل ما يناسبني لانني اعتبر ان ثقافة الانسان لم تبدأ منذ ثلاثة آلاف عام بل منذ آلاف آلاف الاعوام، وهذا يعني ان الاخلاقيات الدينية حديثة العهد اي منذ وجود الاديان السماوية، في حين ان الفكر الانساني اقدم من ذلك بكثير,
في رأيك ما السبب الذي يجعل الفقهاء يشرعون انماطاً مختلفة من الزيجات؟
ـ لان ليس جميع الناس ملزمين في الدين, انطلاقاً من حرية الانسان، فان الانسان المولود في المجتمع المسيحي لا يفرض نفسه على سائر الاديان السماوية وغير السماوية, كل انسان يمارس حريته في الحياة، وحدودها عدم ازعاج حرية الآخرين, عندما تتبنى مجموعة ما فكراً او ديناً، فليس لزاماً على على كل الناس ان يتبنوه بل يجب الاخذ في الاعتبار حرية الفرد, الاديان لا تحترم حرية الفرد لانها تؤمن بتشابه الافراد.
لا تحدديني
سألت بما انك انسان مسيحي فهل ,,,
ـ قاطعني من قال لك انني مسيحي، لا اريد ان تحدديني بدين معين.
هل يمكن ان تقبل بصيغة زواج مختلف عن الزواج الكنسي؟
ـ انا ارفض الزواج الكنسي مع انني احترمه، ولو اردت الزواج فلن افعل ذلك كنسياً, الزواج الكنسي يعتبر سراً من الاسرار السبعة، والله حلله والانسان لا يمكن ان «يكسره» لذلك يلجاون الى بطلان الزواج.
هل موقفك من زواج «الفرند» هو نفسه من زواج «المسيار»؟
ـ نعم، انا افضل زواج المتعة، وربما كان يجب ان اولد شيعياً، لان هذا الزواج يحترم حرية الرجل والمرأة، شرط الا ينتج منه اولاد او امراض.
الا ترى ان تشريع انواع مختلفة من الزواج يصب في مصلحة الرجل؟
ـ هذا مؤكد لان من يصنع القوانين هو رجل، ولان كل الانبياء والقديسين هم رجال ولان علماء الدين رجال ايضا, وهنا احمل النساء المسؤولية لانهن يسكتن عن ذلك.
وهل ترى ان هذه الزيجات تمنع الزنى؟
ـ ارفض مبدأ الزنى, انها مجرد اخلاقيات دينية تطبق على الذين يؤمنون بالاديان, الارض تضم خمسة مليارات نسمة ليسوا كلهم متدينين، وعلى الانسان المتدين ان يحترم حرية الانسان اللامتدين والا يشن عليه حرب فتح اسلامي او حرباً صليبية.
ضرر للمرأة
الاعلامية سعاد العشي عبّرت عن موقفها من زواج «الفرند» كالاتي: «هم يقولون انه حل لمشكلة العنوسة، ولكنني اجد انه يلحق الضرر بالمرأة التي اخذت تتراجع عن حقوقها, كل انواع الزيجات سواء كانت متعة او مسيار او فرند تنتهك كرامة المرأة, الزواج من اجل الزواج مرفوض، ولا يجوز افراغه من مضمونه الحقيقي».
هل توافقين على هذه الانواع من الزيجات في ظروف معينة؟
ـ من يجد نفسه مضطراً ادرى بظروفه انما شكل هذه الزيجات فيه هدر لحقوق المرأة.
هل ترين انه يمكن استغلال زواج «الفرند» وتطبيقه في ظروف مختلفة عن تلك التي شرّع من اجلها؟
ـ مع الوقت كل شيء مشرّع يصبح سائداً، وربما يجده البعض اسهل من غيره وهذا الامر فيه استغلال للمرأة.
الا ترين ان المرأة ليست مجبرة على القبول به؟
ـ وهل تعتقدين ان كل النساء مثقفات بقوة الشخصية، المرأة الضعيفة وغير المحصنة لا بد من ان تستغل.
وهل هناك استغلال للمرأة ايضاً في زواجي «المسيار» والمتعة؟
ـ نعم، كل هذه الزيجات تنتهك كرامة المرأة وحقوقها.
الا ترين انها افضل من الزنى؟
ـ الشخص الزاني لا يمكن ان يردعه شيء، ولا اجد ان هذه الزيجات فيها حلول لبعض المشاكل الاجتماعية، وان حصل ذلك فالنسبة قليلة جداً والاستغلال هو الطاغي فيها.
تقصدين ان الرجل يستغل هذه الانواع من الزيجات لمصلحته؟
ـ طبعا، والمرأة غير المثقفة وغير المحصنة تقع في شباك الرجل عندما يعرض عليها هذه الانواع من الزيجات.
عنوسة 40 في المئة
الا تعتقدين ان رجال الدين عندما يشرعون مسألة ما، يكونون قد اجروا دراسات وابحاثا عليها قبل تشريعها؟
ـ سألت المرجع محمد حسين فضل الله عن موضوع المتعة فأجابني «لا يوجد لدينا اي حل آخر، ويجب ان نحد من الزنى وغيره من المشاكل»، اما بالنسبة الى زواجي «المسيار» و«الفرند» فاعتقد انه تم تشريعهما بعدما وصلت نسبة العنوسة في دول الخليج الى 40 في المئة.
الكاتب شكري انيس فاخوري قال «زواج الفرند يفرغ الزواج من مفهومه العائلي، لانه تحول بذلك عقداً شرعياً يسمح بالعلاقة الجنسية, الزواج هو تأسيس عائلة والعائلة لا تؤسس الا عندما يكون الزوجان في مكان واحد وفي بيت واحد، وان تكون اهتماماتهما مشتركة, الزواج هو تأسيس عائلة وليس مجرد علاقة جنسية».
واذا كان الرجل متزوجا ولديه بيت واسرة وقام بزواج «الفرند»؟
ـ هنا دخلنا في مسألة تعدد الزوجات وانا ضدها، زواج الفرند هو علاقة جنسية مقوننة.
وهل تجده شبيهاً بزواجي المتعة و«المسيار»؟
ـ طبعاً.
هل تجد ان هذه الزيجات تصب في مصلحة المرأة وليس الرجل؟
ـ في هذه الزيجات تريد المرأة رجلاً يتزوجها من الناحية الجسدية، اما الرجل فيفش خلقه بإمرأة ثانية اذا كان متزوجاً, مفهوم الزواج مختلف عن ذلك، ولا افهمه مجرد عقد بين طرفين بل تأسيس عائلة، وهذا اسمى في ما الوجود.
غير الشرعي أفضل
في رأيك، لماذا يلجأ رجال الدين الى تشريع هذه الانماط من الزيجات؟
ـ لتسهيل امور الارتباط وللحد من العلاقات الجنسية خارج اطار الشرع.
وهل انت ضد هذا المبدأ؟
ـ نعم لان مفهومي للعلاقات الجنسية لا علاقة له بالشرع وبالمحرمات والمحللات التي يفرضها الدين، بل باحترام الذات, الهدف من الزواج انشاء عائلة واذا لم يكن كذلك فهو ليس مطلوباً، وتبقى العلاقة غير الشرعية افضل ولكن على الشخص تحمل تبعاتها.
رجال الدين يجدون في زواج «الفرند» حلاً لمشكلة العنوسة؟
ـ بدل ذلك يمكنهم ان يعملوا على تخفيف قيمة المهر وثمن البيوت وتقريب الذكور من الاناث، كلها حلول تساعد على حل المشكلة وهي افضل من زواج يقوم على سكن الزوجين في بيتين منفصلين, الزواج يعني انشاء عائلة وتأسيس بيت جديد, وهذه الزيجات تفرغ الزواج من مضمونه الحقيقي.
انكار لأبويه
الاعلامية ريما نجم اكدت انها مع الزواج التقليدي وقالت «الزواج ليس مجرد علاقة جنسية بل علاقة كاملة متكاملة تتوج بالعلاقة الجنسية, كما انه ترابط نفسي واسري ومادي، انا مع العلاقة الزوجية المثالية التي نعرفها واعتدنا عليها».
في رأيك ما سبب تشريع انماط مختلفة من الزواج كالمتعة و«الفرند» و«المسيار» علما ان ثمة من يرى انها افضل من الزنى؟
ـ لا شك في انها افضل من الزنى اذا كنت تريدين الوصول الى اسوأ الاحتمالات.
ثمة من يرى انها شرعت لحل بعض المشاكل الاجتماعية.
ـ انا لا اتقبلها، وخصوصاً انها قد تنتج اطفالا، سمعت بزواج متعة نتج منه حمل وانكر الرجل ابوته للطفل، لذلك يجب الالتفات الى النزاهة التي تتعلق بأصحاب الشأن، مثل هذه الزيجات تنتج ذيولا وتداعيات.
هل تجدين ان المرأة هي الخاسر الاكبر في هذه الزيجات؟
ـ لا شك في ذلك لانها اذا قبلت بزيجات مماثلة فهي تخسر فرصة الارتباط وفق الزواج التقليدي, الزواج رباط مقدس له قيمة وهالة سموية وهو محلل بالاشهار، فلماذا الدخول في الزواريب الضيقة ؟ كما ان المرأة حققت نوعاً من الاكتفاء الذاتي وأصبح بامكانها ان تكون منتجة.
تقصدين ان عدم الزواج هو افضل من زيجات المتعة و«المسيار» و«الفرند»؟
ـ طبعاً، مع احترامي لحاجات الافراد وظروفهم, واعتقد ان بعض من يحللون هذه الزيجات لا يقبلون بها لبناتهن وشقيقاتهن، المسألة لا ترتبط بالحلال والحرام فقط بل بالمنطق ايضاً.
بلا فلسفة
الاعلامية ريما كركي قالت «من يملك كل شيء لا يمكنه ابداء رأيه في اشخاص لا يملكون اي شيء, انا متزوجة ومرتاحة في حياتي واتمتع بالامان والاستقرار، لذلك لا يمكنني ان «اتفلسف» على اشخاص محرومين اشياء كثيرة, انا مع كل ما هو انساني ولكن في اطار منظم لئلا يخسر احد الطرفين حقوقه, واعتقد ان رجال الدين يعرفون اكثر منا اهمية تشريع زيجات مماثلة».
لكن معظم الجمعيات النسائية وبعض رجال الدين رفضوا هذه الزيجات؟
ـ لست مع هذه الزيجات ولا ضدها، ولكن من يرفض عليه ان يؤمن البديل, ما دام هناك مشكلة فهذا يعني ان هناك حاجة الى حل.
في رأيك ما سبب تعدد انماط الزيجات بين عرفي ومتعة و«فرند» و«مسيار»؟
ـ هذا يدل على ان مجتمعاتنا العربية غير مستقرة, علاقة المرأة بالرجل ليست واضحة ولا مستقرة ولا حتى مسموح التحدث فيها او مناقشتها, قد نجد في المستقبل حلولا افضل من تلك المطروحة حاليا،ً ولكن الايجابي في هذه المسألة ان المشاكل الاجتماعية اخذت تناقش بصوت عال.
الا ترين ان المراة تقوم في هذه الحال بتنازل معنوي؟
ـ ثمة نساء عازبات مكتفيات مادياً ويعانين مشكلة عدم وجود شريك، هذا يعني ان العلاقة الانسانية اهم من اي شيء آخر، شرط الا يتم استغلال المرأة,
اثارت اجازة مجمع الفقه الاسلامي ما يعرف بزواجي «المسيار» و«الفرند» جدلاً واسعاً ومعارضة ناشطات خليجيات رأين فيهما ضرباً لاساس الاسرة والاستقرار الاسري، وخصوصاً ان المرأة تتنازل بموجبهما عن النفقة والقسم (العيش المشترك) وترضى بأن يأتي الرجل الى دارها في اي وقت شاء من الليل او النهار.
الى ذلك، اعتبر الداعية العراقي المقيم في الامارات الشيخ احمد الكبيسي ان هذا النمط من الزواج مباح شرعاً غير انه مرذول ولا تقبل به امرأة تحترم نفسها.
وللاضاءة على رأي اهل الاعلام والثقافة في مسألة زواجي «المسيار» و«الفرند» التقت «الرأي العام» مجموعة من المثقفين والاعلاميين اللبنانيين الذين راوحت اراؤهم بين مؤيد ومعارض وهنا تفاصيل الاراء.
الاعلامي زياد نجيم عبّر عن موقفه من زواج «الفرند» بالقول: «لست ضده لانني مع حرية الفرد في اختيار ما يناسبه، سواء سكن الزوجان في بيت واحد او في بيتين منفصلين، او سواء استمرا معاً الى الابد او استبدل كل منهما الشريك باخر, ولكنني اجد ان من المهم جداً المحافظة على الحل الذي اوجده الدين الاسلامي عندما حرم تعدد الازواج، لان زواج المرأة بثلاثة رجال مثلاً يجعل من المتعذر معرفة الاب، كما انه بتحريم تعدد الازواج اوجد حلاً لمشكلة الارث، ولولا ذلك لا مشكلة في تعدد الازواج لان كل انسان يجب ان يكون حراً في حياته الخاصة».
كل الاديان ترفض تعدد الازواج؟
ـ انها مشكلة الاديان لا مشكلة الناس, ثمة اشخاص يتبعون الدين بحذافيره وآخرون يضيفون اليه لاسباب شخصية تصل الى حد الراديكالية والتعصب, وهناك فئة ثالثة تمارس ما يناسبها منه وفئة رابعة ترفض الدين وفئة خامسة ليست مؤمنة.
وانت من اي فئة؟
ـ انا افعل ما يناسبني لانني اعتبر ان ثقافة الانسان لم تبدأ منذ ثلاثة آلاف عام بل منذ آلاف آلاف الاعوام، وهذا يعني ان الاخلاقيات الدينية حديثة العهد اي منذ وجود الاديان السماوية، في حين ان الفكر الانساني اقدم من ذلك بكثير,
في رأيك ما السبب الذي يجعل الفقهاء يشرعون انماطاً مختلفة من الزيجات؟
ـ لان ليس جميع الناس ملزمين في الدين, انطلاقاً من حرية الانسان، فان الانسان المولود في المجتمع المسيحي لا يفرض نفسه على سائر الاديان السماوية وغير السماوية, كل انسان يمارس حريته في الحياة، وحدودها عدم ازعاج حرية الآخرين, عندما تتبنى مجموعة ما فكراً او ديناً، فليس لزاماً على على كل الناس ان يتبنوه بل يجب الاخذ في الاعتبار حرية الفرد, الاديان لا تحترم حرية الفرد لانها تؤمن بتشابه الافراد.
لا تحدديني
سألت بما انك انسان مسيحي فهل ,,,
ـ قاطعني من قال لك انني مسيحي، لا اريد ان تحدديني بدين معين.
هل يمكن ان تقبل بصيغة زواج مختلف عن الزواج الكنسي؟
ـ انا ارفض الزواج الكنسي مع انني احترمه، ولو اردت الزواج فلن افعل ذلك كنسياً, الزواج الكنسي يعتبر سراً من الاسرار السبعة، والله حلله والانسان لا يمكن ان «يكسره» لذلك يلجاون الى بطلان الزواج.
هل موقفك من زواج «الفرند» هو نفسه من زواج «المسيار»؟
ـ نعم، انا افضل زواج المتعة، وربما كان يجب ان اولد شيعياً، لان هذا الزواج يحترم حرية الرجل والمرأة، شرط الا ينتج منه اولاد او امراض.
الا ترى ان تشريع انواع مختلفة من الزواج يصب في مصلحة الرجل؟
ـ هذا مؤكد لان من يصنع القوانين هو رجل، ولان كل الانبياء والقديسين هم رجال ولان علماء الدين رجال ايضا, وهنا احمل النساء المسؤولية لانهن يسكتن عن ذلك.
وهل ترى ان هذه الزيجات تمنع الزنى؟
ـ ارفض مبدأ الزنى, انها مجرد اخلاقيات دينية تطبق على الذين يؤمنون بالاديان, الارض تضم خمسة مليارات نسمة ليسوا كلهم متدينين، وعلى الانسان المتدين ان يحترم حرية الانسان اللامتدين والا يشن عليه حرب فتح اسلامي او حرباً صليبية.
ضرر للمرأة
الاعلامية سعاد العشي عبّرت عن موقفها من زواج «الفرند» كالاتي: «هم يقولون انه حل لمشكلة العنوسة، ولكنني اجد انه يلحق الضرر بالمرأة التي اخذت تتراجع عن حقوقها, كل انواع الزيجات سواء كانت متعة او مسيار او فرند تنتهك كرامة المرأة, الزواج من اجل الزواج مرفوض، ولا يجوز افراغه من مضمونه الحقيقي».
هل توافقين على هذه الانواع من الزيجات في ظروف معينة؟
ـ من يجد نفسه مضطراً ادرى بظروفه انما شكل هذه الزيجات فيه هدر لحقوق المرأة.
هل ترين انه يمكن استغلال زواج «الفرند» وتطبيقه في ظروف مختلفة عن تلك التي شرّع من اجلها؟
ـ مع الوقت كل شيء مشرّع يصبح سائداً، وربما يجده البعض اسهل من غيره وهذا الامر فيه استغلال للمرأة.
الا ترين ان المرأة ليست مجبرة على القبول به؟
ـ وهل تعتقدين ان كل النساء مثقفات بقوة الشخصية، المرأة الضعيفة وغير المحصنة لا بد من ان تستغل.
وهل هناك استغلال للمرأة ايضاً في زواجي «المسيار» والمتعة؟
ـ نعم، كل هذه الزيجات تنتهك كرامة المرأة وحقوقها.
الا ترين انها افضل من الزنى؟
ـ الشخص الزاني لا يمكن ان يردعه شيء، ولا اجد ان هذه الزيجات فيها حلول لبعض المشاكل الاجتماعية، وان حصل ذلك فالنسبة قليلة جداً والاستغلال هو الطاغي فيها.
تقصدين ان الرجل يستغل هذه الانواع من الزيجات لمصلحته؟
ـ طبعا، والمرأة غير المثقفة وغير المحصنة تقع في شباك الرجل عندما يعرض عليها هذه الانواع من الزيجات.
عنوسة 40 في المئة
الا تعتقدين ان رجال الدين عندما يشرعون مسألة ما، يكونون قد اجروا دراسات وابحاثا عليها قبل تشريعها؟
ـ سألت المرجع محمد حسين فضل الله عن موضوع المتعة فأجابني «لا يوجد لدينا اي حل آخر، ويجب ان نحد من الزنى وغيره من المشاكل»، اما بالنسبة الى زواجي «المسيار» و«الفرند» فاعتقد انه تم تشريعهما بعدما وصلت نسبة العنوسة في دول الخليج الى 40 في المئة.
الكاتب شكري انيس فاخوري قال «زواج الفرند يفرغ الزواج من مفهومه العائلي، لانه تحول بذلك عقداً شرعياً يسمح بالعلاقة الجنسية, الزواج هو تأسيس عائلة والعائلة لا تؤسس الا عندما يكون الزوجان في مكان واحد وفي بيت واحد، وان تكون اهتماماتهما مشتركة, الزواج هو تأسيس عائلة وليس مجرد علاقة جنسية».
واذا كان الرجل متزوجا ولديه بيت واسرة وقام بزواج «الفرند»؟
ـ هنا دخلنا في مسألة تعدد الزوجات وانا ضدها، زواج الفرند هو علاقة جنسية مقوننة.
وهل تجده شبيهاً بزواجي المتعة و«المسيار»؟
ـ طبعاً.
هل تجد ان هذه الزيجات تصب في مصلحة المرأة وليس الرجل؟
ـ في هذه الزيجات تريد المرأة رجلاً يتزوجها من الناحية الجسدية، اما الرجل فيفش خلقه بإمرأة ثانية اذا كان متزوجاً, مفهوم الزواج مختلف عن ذلك، ولا افهمه مجرد عقد بين طرفين بل تأسيس عائلة، وهذا اسمى في ما الوجود.
غير الشرعي أفضل
في رأيك، لماذا يلجأ رجال الدين الى تشريع هذه الانماط من الزيجات؟
ـ لتسهيل امور الارتباط وللحد من العلاقات الجنسية خارج اطار الشرع.
وهل انت ضد هذا المبدأ؟
ـ نعم لان مفهومي للعلاقات الجنسية لا علاقة له بالشرع وبالمحرمات والمحللات التي يفرضها الدين، بل باحترام الذات, الهدف من الزواج انشاء عائلة واذا لم يكن كذلك فهو ليس مطلوباً، وتبقى العلاقة غير الشرعية افضل ولكن على الشخص تحمل تبعاتها.
رجال الدين يجدون في زواج «الفرند» حلاً لمشكلة العنوسة؟
ـ بدل ذلك يمكنهم ان يعملوا على تخفيف قيمة المهر وثمن البيوت وتقريب الذكور من الاناث، كلها حلول تساعد على حل المشكلة وهي افضل من زواج يقوم على سكن الزوجين في بيتين منفصلين, الزواج يعني انشاء عائلة وتأسيس بيت جديد, وهذه الزيجات تفرغ الزواج من مضمونه الحقيقي.
انكار لأبويه
الاعلامية ريما نجم اكدت انها مع الزواج التقليدي وقالت «الزواج ليس مجرد علاقة جنسية بل علاقة كاملة متكاملة تتوج بالعلاقة الجنسية, كما انه ترابط نفسي واسري ومادي، انا مع العلاقة الزوجية المثالية التي نعرفها واعتدنا عليها».
في رأيك ما سبب تشريع انماط مختلفة من الزواج كالمتعة و«الفرند» و«المسيار» علما ان ثمة من يرى انها افضل من الزنى؟
ـ لا شك في انها افضل من الزنى اذا كنت تريدين الوصول الى اسوأ الاحتمالات.
ثمة من يرى انها شرعت لحل بعض المشاكل الاجتماعية.
ـ انا لا اتقبلها، وخصوصاً انها قد تنتج اطفالا، سمعت بزواج متعة نتج منه حمل وانكر الرجل ابوته للطفل، لذلك يجب الالتفات الى النزاهة التي تتعلق بأصحاب الشأن، مثل هذه الزيجات تنتج ذيولا وتداعيات.
هل تجدين ان المرأة هي الخاسر الاكبر في هذه الزيجات؟
ـ لا شك في ذلك لانها اذا قبلت بزيجات مماثلة فهي تخسر فرصة الارتباط وفق الزواج التقليدي, الزواج رباط مقدس له قيمة وهالة سموية وهو محلل بالاشهار، فلماذا الدخول في الزواريب الضيقة ؟ كما ان المرأة حققت نوعاً من الاكتفاء الذاتي وأصبح بامكانها ان تكون منتجة.
تقصدين ان عدم الزواج هو افضل من زيجات المتعة و«المسيار» و«الفرند»؟
ـ طبعاً، مع احترامي لحاجات الافراد وظروفهم, واعتقد ان بعض من يحللون هذه الزيجات لا يقبلون بها لبناتهن وشقيقاتهن، المسألة لا ترتبط بالحلال والحرام فقط بل بالمنطق ايضاً.
بلا فلسفة
الاعلامية ريما كركي قالت «من يملك كل شيء لا يمكنه ابداء رأيه في اشخاص لا يملكون اي شيء, انا متزوجة ومرتاحة في حياتي واتمتع بالامان والاستقرار، لذلك لا يمكنني ان «اتفلسف» على اشخاص محرومين اشياء كثيرة, انا مع كل ما هو انساني ولكن في اطار منظم لئلا يخسر احد الطرفين حقوقه, واعتقد ان رجال الدين يعرفون اكثر منا اهمية تشريع زيجات مماثلة».
لكن معظم الجمعيات النسائية وبعض رجال الدين رفضوا هذه الزيجات؟
ـ لست مع هذه الزيجات ولا ضدها، ولكن من يرفض عليه ان يؤمن البديل, ما دام هناك مشكلة فهذا يعني ان هناك حاجة الى حل.
في رأيك ما سبب تعدد انماط الزيجات بين عرفي ومتعة و«فرند» و«مسيار»؟
ـ هذا يدل على ان مجتمعاتنا العربية غير مستقرة, علاقة المرأة بالرجل ليست واضحة ولا مستقرة ولا حتى مسموح التحدث فيها او مناقشتها, قد نجد في المستقبل حلولا افضل من تلك المطروحة حاليا،ً ولكن الايجابي في هذه المسألة ان المشاكل الاجتماعية اخذت تناقش بصوت عال.
الا ترين ان المراة تقوم في هذه الحال بتنازل معنوي؟
ـ ثمة نساء عازبات مكتفيات مادياً ويعانين مشكلة عدم وجود شريك، هذا يعني ان العلاقة الانسانية اهم من اي شيء آخر، شرط الا يتم استغلال المرأة,