السيد مهدي
09-18-2003, 05:43 PM
أضواء على الحوار المذهبي في ساحات الحوار :
----------------------------------------------------
يلاحظ المتابع للحوار المذهبي الدائر في شبكات الحوار ظاهرة قلماتختفي عن أعين النظار والمتابعين. وتتمثل هذه الظاهرة بفورة الحماس المتأجج بين متحاورين أحدهم من أهل السنة وألآخر من مشايعي أهل البيت الكرام.
وبسهولة ويسر يستطيع المتابع أن يستنتج الحصيلة النهائية من كل تلكم الحوارات الفوارة المتأججه! ونتيجتها النهائية العقيمة في الوصول إلى المطلوب المتوخى من تلكم النقاشات.
فعند بدأ النقاش بين المتحاورين يكون المطلوب المتوخى من الحوار هوالوصول إلى نتيجة مقنعة للطرفين!أو على أقل تقدير تفهم وجهة نظركل طرف! ولكن إسلوب الحوار يؤدي إلى إثبات العكس!!
فبدلا من أن يقترب المتحاورين من بعضهما، بعد أن يكونا، قد كلى وملى من عرض وجهات النظرالمتقابلة يخرجان وهما أكثر نقمة وحنقا على بعضهما، وأكثر تشبثا برأييهما.
والآن يأتي السؤال المنصف والذي يود كل متابع أن يطرحه:
مالذي يريد الوصول إليه هؤلاء المغرقون للساحة بحواراتهم المذهبية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لكي نضع النقاط على الحروف ونجيب على ضوء، خير الكلام ماقل ودل، تكون الإجابة هي محاولة إقناع الآخر بصحة وجهة نظر المحاورأياكان ومن أي طرف.
وهنا يأتي السؤال الأكثر أهمية! لماذا يفشل المتحاورين في الوصول إلى أقل ماهو مطلوب، في حوارهما؟؟
ولكي نجيب على هذا السؤال الخطير، المهم والبالغ الإهمية نستعرض أساليب الحوارات.
هناك ثلاثة أنواع من أساليب الخطاب يمكن للفرد أن يتبعها في إيصال دعوة أو رسالة للمقابل أو للسامع وفي اللغة الأنحليزية يعبر عنهاهكذا.
TEACHING -1: الإسلوب التعليمي والذي يحاول فيه المخاطب (بكسر الباء) إثراء معلومات السامع أو المخاطب (بفتح الباء) بماعنده من بضاعة فكرية أومعلوماتية يرغب السامع بها.
PREACHING-2: وهوالإسلوب الدعوتي، الذي ينحوله الدعاة في بث رسائلهم إلى المستعمين والراغبين لسماعهم.
REACHING-3: وفي هذا الإسلوب المميزيحاول صاحب الخطاب أن يركزعلى الوصول إلى سمع وقلب السامع فليس مهما ماأمتلكه من معلومات بقدر إهتمامي بكيفية الوصول أوإيصال رسالتي إلى السامع وإمتلاك قلبه وعقله.
ولسوء الحظ أغلب بل كل مايطرح على الساحة يدور في فلك الإسلوب ألأول والثاني والتي تكون نتيجتة عقيمة غير مجدية بل محبطة للآمال ومضيعة للوقت ومحرق للأعصاب.
لماذا يفشل الإسلوبان الأول والثاني في إيصال رسالة أو نقل فكرة إلى الطرف الآخر؟
إسلوب التعليم والدعوة لا يفشلان بصورة كلية، فقد يوصلان فكرة تستقر في اللآشعور وتبقى تدغدغ فكرالمتلقي ولوبعد حين. فإذن الإسلوبان يفشلان آنيا ولكن قد ينجحان جزئيا في إيصال رسالة.
وهذامانشاهده ونلمسه على الساحة الحوارية حيث تتجاوز أحيانا المداخلات المائة أوقد تصل للمائتين بدون نتيجة.
سبب فشل الإسلوبان يعود إلى طيبعتنا كشرقيين. فالشرقي تحركه وتأسره المعنويات والمثل ونادرا ما تهزه الحقائق الواقعية المعاشة حياتيا. وهذا سبب بلاءنا ومصائبنا وبالتالي تخلفنا عن بقية الأمم.
عندنا أبدأ حواري مع مقابلي مستفزا بإن ماذكره غلط وسخيف ولا يمت للحقيقة!! ومن ثم أبدأ بتعليمه ماهو الصح وماهو الخطأ! أودعوته لماأؤمن به في كونه هو الصح أكون قد أثرت عنده الشعور بالنقص وحفزت كبرياءه على رد الصفعة بماهوأشد وأقوى وبأية وسيلة كانت شرعية أوغير شرعية.
لذلك يفشل الإسلوبان الأول والثاني في تسديد الحواروتوجيهه للوصول إلى نتيجة إيجابية مريحة للطرفين.
لم يبق لدينا سوى الإسلوب الثالث. وهو في نظري الأمثل والأجدر بالإتباع! فهوالإسلوب القمين بتحقيق مافشل عنه الأسلوبان المتدقدمان.
الأسلوب التواصلي الثالث يركزعلى إحترام عقل وفكرالمقابل(وإن كان تافهاأو مغلوطا) ولاينحو للإستفزاز بدعوى التعليم والقيادة له بل يركزعلى إستخلاص وكسب إعجاب الطرف المقابل، وذلك بقبول فكره وإحترامه ومن ثم عرض وجهة نظر قرينة ورديفة لفكر المحاور.
قبل البدأ بالحوارعلي جس نبض المحاورمن خلال طرحه للإشكال والشبهة. فإن كان وجوده للإستفزاز والمهاترات وليس للإستفسار والنقاشات أفوت الفرصة عليه بعدم الحوار! مذكرا أياه بإن إسلوبه التهكمي الإستفزازي غيرمجدي ومضيعة وقت.
فإن غير إسلوبه وبدأ متعقلا أكثر وأكثرحاورته بالتي هي أحسن، وبإسلوب مرن مذكراإياه بظرورة التقيد بالثوابت التي تقود الحوار لنتائج إيجابية.
هدى الله الجميع لمرضاته وجعلنا ممن يعي مايقرأ ويتدبر ويتبصر.
----------------------------------------------------
يلاحظ المتابع للحوار المذهبي الدائر في شبكات الحوار ظاهرة قلماتختفي عن أعين النظار والمتابعين. وتتمثل هذه الظاهرة بفورة الحماس المتأجج بين متحاورين أحدهم من أهل السنة وألآخر من مشايعي أهل البيت الكرام.
وبسهولة ويسر يستطيع المتابع أن يستنتج الحصيلة النهائية من كل تلكم الحوارات الفوارة المتأججه! ونتيجتها النهائية العقيمة في الوصول إلى المطلوب المتوخى من تلكم النقاشات.
فعند بدأ النقاش بين المتحاورين يكون المطلوب المتوخى من الحوار هوالوصول إلى نتيجة مقنعة للطرفين!أو على أقل تقدير تفهم وجهة نظركل طرف! ولكن إسلوب الحوار يؤدي إلى إثبات العكس!!
فبدلا من أن يقترب المتحاورين من بعضهما، بعد أن يكونا، قد كلى وملى من عرض وجهات النظرالمتقابلة يخرجان وهما أكثر نقمة وحنقا على بعضهما، وأكثر تشبثا برأييهما.
والآن يأتي السؤال المنصف والذي يود كل متابع أن يطرحه:
مالذي يريد الوصول إليه هؤلاء المغرقون للساحة بحواراتهم المذهبية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لكي نضع النقاط على الحروف ونجيب على ضوء، خير الكلام ماقل ودل، تكون الإجابة هي محاولة إقناع الآخر بصحة وجهة نظر المحاورأياكان ومن أي طرف.
وهنا يأتي السؤال الأكثر أهمية! لماذا يفشل المتحاورين في الوصول إلى أقل ماهو مطلوب، في حوارهما؟؟
ولكي نجيب على هذا السؤال الخطير، المهم والبالغ الإهمية نستعرض أساليب الحوارات.
هناك ثلاثة أنواع من أساليب الخطاب يمكن للفرد أن يتبعها في إيصال دعوة أو رسالة للمقابل أو للسامع وفي اللغة الأنحليزية يعبر عنهاهكذا.
TEACHING -1: الإسلوب التعليمي والذي يحاول فيه المخاطب (بكسر الباء) إثراء معلومات السامع أو المخاطب (بفتح الباء) بماعنده من بضاعة فكرية أومعلوماتية يرغب السامع بها.
PREACHING-2: وهوالإسلوب الدعوتي، الذي ينحوله الدعاة في بث رسائلهم إلى المستعمين والراغبين لسماعهم.
REACHING-3: وفي هذا الإسلوب المميزيحاول صاحب الخطاب أن يركزعلى الوصول إلى سمع وقلب السامع فليس مهما ماأمتلكه من معلومات بقدر إهتمامي بكيفية الوصول أوإيصال رسالتي إلى السامع وإمتلاك قلبه وعقله.
ولسوء الحظ أغلب بل كل مايطرح على الساحة يدور في فلك الإسلوب ألأول والثاني والتي تكون نتيجتة عقيمة غير مجدية بل محبطة للآمال ومضيعة للوقت ومحرق للأعصاب.
لماذا يفشل الإسلوبان الأول والثاني في إيصال رسالة أو نقل فكرة إلى الطرف الآخر؟
إسلوب التعليم والدعوة لا يفشلان بصورة كلية، فقد يوصلان فكرة تستقر في اللآشعور وتبقى تدغدغ فكرالمتلقي ولوبعد حين. فإذن الإسلوبان يفشلان آنيا ولكن قد ينجحان جزئيا في إيصال رسالة.
وهذامانشاهده ونلمسه على الساحة الحوارية حيث تتجاوز أحيانا المداخلات المائة أوقد تصل للمائتين بدون نتيجة.
سبب فشل الإسلوبان يعود إلى طيبعتنا كشرقيين. فالشرقي تحركه وتأسره المعنويات والمثل ونادرا ما تهزه الحقائق الواقعية المعاشة حياتيا. وهذا سبب بلاءنا ومصائبنا وبالتالي تخلفنا عن بقية الأمم.
عندنا أبدأ حواري مع مقابلي مستفزا بإن ماذكره غلط وسخيف ولا يمت للحقيقة!! ومن ثم أبدأ بتعليمه ماهو الصح وماهو الخطأ! أودعوته لماأؤمن به في كونه هو الصح أكون قد أثرت عنده الشعور بالنقص وحفزت كبرياءه على رد الصفعة بماهوأشد وأقوى وبأية وسيلة كانت شرعية أوغير شرعية.
لذلك يفشل الإسلوبان الأول والثاني في تسديد الحواروتوجيهه للوصول إلى نتيجة إيجابية مريحة للطرفين.
لم يبق لدينا سوى الإسلوب الثالث. وهو في نظري الأمثل والأجدر بالإتباع! فهوالإسلوب القمين بتحقيق مافشل عنه الأسلوبان المتدقدمان.
الأسلوب التواصلي الثالث يركزعلى إحترام عقل وفكرالمقابل(وإن كان تافهاأو مغلوطا) ولاينحو للإستفزاز بدعوى التعليم والقيادة له بل يركزعلى إستخلاص وكسب إعجاب الطرف المقابل، وذلك بقبول فكره وإحترامه ومن ثم عرض وجهة نظر قرينة ورديفة لفكر المحاور.
قبل البدأ بالحوارعلي جس نبض المحاورمن خلال طرحه للإشكال والشبهة. فإن كان وجوده للإستفزاز والمهاترات وليس للإستفسار والنقاشات أفوت الفرصة عليه بعدم الحوار! مذكرا أياه بإن إسلوبه التهكمي الإستفزازي غيرمجدي ومضيعة وقت.
فإن غير إسلوبه وبدأ متعقلا أكثر وأكثرحاورته بالتي هي أحسن، وبإسلوب مرن مذكراإياه بظرورة التقيد بالثوابت التي تقود الحوار لنتائج إيجابية.
هدى الله الجميع لمرضاته وجعلنا ممن يعي مايقرأ ويتدبر ويتبصر.