دريد لحام:فخور لأنّ أمي لبنانيّة

[هاشم]

إيمان إبراهيم من بيروت

وجوده في لبنان في أقسى مراحل العلاقات اللبنانيّة السّوريّة، جاء ليؤكّد مرّة جديدة أنّ الفن أقوى من السّياسة، وأنّه عابر للحدود، يجمع بين الشّعوب في حين تفرّق السّياسة بينها، ليس لأنّ والدته لبنانيّة، ولا لأنّه عربي شمولي، بل لأنّه يؤمن بقيمة الإنسان كإنسان، بغضّ النّظر عن انتماءاته، وفي إطار مشاركته في افتتاح أسبوع الثّقافة في قرية الدوير الجّنوبيّة، اغتنم الفنّان القدير دريد لحّام الفرصة ليؤكّد أنّ " علاقات القربى والرحم الموجودة بين الشعبين في لبنان وسوريا، أقوى بكثير من التجاذبات السياسية التي نعيشها اليوم".

لحّام الذي أعرب مراراً عن ألمه بسبب ما جرى في الفترة الأخيرة بين البلدين، حذّر من"ان تصل الاوضاع الى حالة استعداء شعب على شعب، فهذا خطير جدا جدا والمستفيد الوحيد من ذلك هي اسرائيل".

وأعرب لحّام عن تأثّره لوجوده على أرض الجنوب اللبناني، واصفاً لبنان بالبلد الذي ينتمي إليه، "بلد المحبة ولثقافة والنور والمقاومة والنضال" قائلاً "أعتز بهذا البلد الذي كان شعلة النور الوحيدة لخريف عمرنا ولظلام عمرنا واستطاع بقوة حفنة من الشباب ان يتحرر، أضاف:"عندما آتي الى الجنوب أشعر أنّه كتبت لي "حجة"، لانني أعتبره أرضاً مقدّسة ومطهّرة بدماء الشهداء ومطهرة بزغاريد النسوة عندما يسمعن بنبأ شهادة أولادهن، فلا يوجد قوة اعظم من هذه القوة ولن تستطيع قوة على وجه الارض ان تقهرها، وعندما نفرّط بها سنكون لقمة سهلة وسائغة لأي عدو ... واقول لكم بكل فخر انني واينما جلت في الكون وعندما يسألونني من أين أنت أرد بالقول: انا امي من لبنان".

ولم ينس لحّام توجيه رسالة إلى الشّباب اللبناني، محذّراً إيّاه من المؤامرة المتمثّلة بخلق جو من الاستعداء بين الشعبين في سوريا ولبنان ، داعياً إيّاهم ألا يقعوا في براثن هذه المؤامرة التي تحاك، واصفاً السياسة بالحرباء التي تتلون .

وفي نهاية الحفل، قام الفنان لحام بقص الشريط التقليدي لافتتاح أنشطة الاسبوع الثقافي، وجال في معرض للكتب، قبل ان يزرع شجرة ارز في باحة ثانوية "أجيال" منظّمة الحدث، تقديرا واعتزازا بوجوده في بلدة الدوير وفي الجنوب