المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال بسيط تفتح الإجابة عنه عدة ملفات: ماذا يزعجك في حياتك اليومية؟



فاطمي
05-06-2006, 06:27 AM
تحقيق: ثائرة محمد


الأمور التي تزعجنا في الحياة كثيرة، تبدأ من ذاتنا والآخرين وتنطلق حتى تصل إلى قوانين وقرارات لا نملك ان نغير منها شيئا. وما يزعجنا قد لا يزعج الآخرين والعكس صحيح، وذلك بسبب اختلاف الأمزجة والثقافات ووجهات النظر. فما يراه البعض كبيرة من الكبائر قد لا يراه الآخرون كذلك.
ان تزاحم الأمور المزعجة حولنا في الحياة دفعنا الى إجراء هذا التحقيق الذي يفصح فيه كثير من الناس عن الأمور التي تزعجهم، ويتمنون ان تزول لتستقيم حياتهم.
أخلاقيات فاسدة
كثيرون تزعجهم تصرفات الآخرين غير الأخلاقية وغياب القيم بحجة الزمن الذي تغير. من هؤلاء طارق هدية، المدير المسؤول في احدى الشركات، الذي يستاء كثيرا من تغير أخلاق الناس وضياع قيم كثيرة، مثل الصدق والامانة والضمير والأخلاق التي اصبحت محل استهزاء، واستبدالها بمفاهيم حديثة تناسب العصر. ويقول هدية:
قيم الصدق والأمانة والضمير والأخلاق استبدلت بمفاهيم حديثة تناسب العصر، فالكذب مثلا أصبح دبلوماسية، ونوعا من اشكال التحايل بالكلمات والألفاظ لتحقيق هدف معين.. أيضا الضمير أصبح غائبا بحجة ان الذكي هو من يستغل الفرص لمصلحته، وان الضمير لم يعد يطعم خبزا كما يقولون.
كذلك اندثر مفهوم 'الإيثار' وتفضيل الغير، فالغالبية تفكر في مصلحتها حتى لو كان ذلك على حساب أقرب الناس إليها. والذين يحافظون على هذه الأخلاقيات، وان كانوا قلة، اصبحوا يعانون كثيرا من محاربة الناس لهم. هناك أزمة اخلاق، وعلينا ان نحارب ونجابه ونقوي ايماننا للمحافظة على قيمنا الجميلة.. وليبدأ كل منا بنفسه لمحاربة الضياع الذي نعيشه بسبب أزمة الاخلاق.
أما نجاة محمد أحمد فتقول ان النفاق هو أكثر ما يزعجها بين الاخلاقيات التي تنتشر في المجتمع وتكاد تفسده. وتضيف:
النفاق ينتشر في العمل وفي البيت والمدرسة والمجتمع بكامله.. ولا حل لهذه الآفة الا برفض صاحبها اجتماعيا ليكون عبرة لغيره.
الطلاق وانتشاره
ومن أكثر الأمور التي تزعج سلوى البرجس كثرة سماعها عن اخبار الطلاق الذي ينتشر في مجتمعنا كانتشار النار في الهشيم، من دون توافر حلول جذرية للحد من هذه المشكلة واخطارها التي تهدد الاسرة والمجتمع. وتقول البرجس:
كل يوم أسمع فيه قصة جديدة عن الطلاق أزداد خوفا على مستقبلي، وأشعر باني يمكن ان أكون واحدة من المطلقات، وهذا ما يجعلني أخشى الزواج لخوفي من الفشل بعد التجارب الكثيرة التي رأيتها بأم عيني، فمن اختي الى صديقتي الى بنت الجيران الى قريباتي.. جميعهن مررن بهذه التجربة المريرة.
ولذلك تحاول سلوى ان تكون متأنية ودقيقة جدا في اختيارها حتى لا تقع فيما وقعت فيه الأخريات.
حلبة مصارعة منزلية
ميرم صبحي تعتبر ان اكثر الامور ازعاجا هو تعامل الازواج بعضهما مع بعض على أساس 'الند والند'، وكأن الحياة أصبحت حلبة مصارعة يتنافس فيها الزوجان على من يكون الأقوى والاكثر سطوة وسيطرة. وتضيف صبحي:
العقلاء من الازواج والزوجات أصبحوا استثناء، مع ان المنطق يقول ان على الزوجين أن يشارك بعضهما البعض الآخر في مختلف جوانب الحياة، وأن يتقاسما المسؤولية، الا ان الحياة اليوم غيرت كثيرا من المفاهيم، وجعلت الازواج يتعاملون بعضهم مع بعض على أساس التنافس على السيطرة والتحكم، مما جعل الحياة الزوجية مليئة بالمشاكل التي تدمر الأسرة.
وتبين انها تسعى على الدوام الى ايجاد لغة حوار مع زوجها الذي يرفض ذلك دائما لكونه يرى نفسه انه الرجل وان كلمته هي الأعلى حتى ان كانت خطأ.
غياب المحبة الحقيقية
عدم راحة البال أكثر ما يزعج شرين نداف. وغياب هذه الراحة جاء نتيجة غياب المحبة الحقيقية بين الناس وغياب حب الخير للآخرين وتفاقم ظهور الأنا والأنانية وعدم الاحساس بالمسؤولية بعضنا تجاه البعض الآخر، فكل يفكر في نفسه على حساب الآخر. وتوضح:
ان العلاقات اصبحت مرتبطة بالمصالح، ولهذا ماتت المشاعر وتبلدت الاحاسيس واصبحت مرتبطة بالماديات. فمن تربطني به مصلحة تربطني به محبة، سرعان ما تتلاشى مع انتهاء المصلحة. وضياع المشاعر والاحاسيس المرهفة في زمن الماديات يجعل الانسان يشعر بالقلق وعدم راحة البال والخوف من الناس والمجتمع.
المبالغة في المظاهر
اماني البديوي ترى ان الامور المزعجة في الحياة كثيرة ولا مجال لحصرها، فمن الناحية الاجتماعية مثلا تزعجها المظاهر المبالغ بها. فالجميع الآن يريد ان يعيش ببذخ فوق طاقته وامكاناته، وتضيف:
ومن ناحية اخرى تزعجني نظرة المجتمع الخاطئة إلى كثير من الامور، كنظرتهم إلى المطلق أو المطلقة وعدم اعطائهما فرصة لاعادة تنظيم حياتهما مع شريك آخر.
أيضا لا يعجبني التسرع في ردود الافعال والعصبية الزائدة عن الحد التي لا معنى لها في كثير من الاحيان..
كذلك فقدان قيم مثل الصبر والتحمل التي كان يتمتع بها اجدادنا، على الرغم من صعوبة الظروف وقسوة الحياة التي كانوا يعيشونها مقارنة بيسر ما نحظى به من رفاهية.
وحول ما يزعجها في مناطق الكويت تقول:
أستاء كثيرا مما ألم بمنطقة السالمية. فمن المعروف انها من أهم المناطق السياحية والسكنية لكونها تطل على البحر وواجهة جميلة للبلد، وفيها الكثير من الفنادق الراقية والمطاعم والمجمعات التجارية، الا انها أصبحت الآن تعج بالفوضى والازدحام والشوارع المزعجة التي تكسر السيارات، اضافة الى الروائح الكريهة المنبعثة من بعض شوارعها.
كذلك تنزعج البديوي من انتظار المواطن لدوره في الوظيفة الحكومية مدة لا تقل عن ستة اشهر، خصوصا ان عدد سكان الكويت قليل ومن المفترض ان يوظف الكويتي بشكل اسرع من ذلك.
أما عن أكثر الآفات الاجتماعية ازعاجا لكل الناس، ولا تقتصر على الكويت، فهي آفة الواسطة التي اصبحت فوق القانون.
قوانين الاحوال الشخصية
عدم الترابط العائلي أهم ما يزعج ايمان الفريج، وتقول:
التفكك الأسري ينتشر بسرعة، وأصبحت الأنا تطغى في علاقة الاخوة بين بعضهم والبعض الآخر، وما يحدث للأسرة يحدث نفسه مع المجتمع الدولي الاكبر، وذلك نجده في العلاقات بين الدول بعضها مع البعض الآخر.
كما تنزعج الفريج من قوانين الاحوال الشخصية التي تحوي كثيرا من الثغرات التي تحتاج الى اعادة نظر، خصوصا ما يتعلق بحقوق الزوجة والام. وتقول:
من أصعب ما ينص عليه قانون الاحوال الشخصية، عدم قدرة الام على ان تكون وصية على أولادها، ويتولى عادة جد الاولاد أو عمهم في غيابه هذه الوصاية، مما يجعل الام والعم في عراك دائم، ويجعله يتحكم في كثير من الاحيان بمصير أولاد أخيه.
زحمة يا دنيا زحمة
احمد الكمال يرى ان اكثر ما يزعجه هذه الايام زحمة شوارع الكويت التي تعج بالسيارات، ويقول:
في كثير من الاحيان أتأخر عن مواعيدي بسبب هذا الازدحام الذي 'يفور الدم' خصوصا وقت دخول وخروج طلاب المدارس..
كذلك بعض الشوارع التي تغلق بسبب الازدحام وبعضها الاخر الذي يحتاج الى صيانة، وكلها امور تعرقل حركة السير وتثير العصبية والمشاكل بين الناس بسبب عدم النظام.
الواسطة قبل الكفاءة
اما بشار الكمال فما يزعجه اضافة الى ازدحام الشوارع، آفة الواسطة المنتشرة بشكل كبير في كل القطاعات:
الواسطة تقضي على حماس الموظف الجيد وابداعه، عندما يرى تمييز الاقل منه كفاءة. اصبح الاقوى واسطة هو الافضل، ولم تعد هناك اولوية للكفاءة بل للواسطة والمحسوبية التي دخلت جميع المجالات والقطاعات في التربية والتعليم والصحة والإعلام والوزارات كافة، حتى بالنسبة إلى العلاج، ان لم تكن لديك واسطة فلن تحصل على الاهتمام المطلوب.
روتين ممل
أنوار سليمان تقول:
يزعجني الروتين الممل، فنحن نفعل الأمور ذاتها كل يوم، حتى الأماكن والأشخاص والأحداث هي نفسها كل يوم.
وهذا التكرار يزعجني، لهذا أسعى دائما للتغيير والتجديد، ولكن من الصعب أحيانا القيام بذلك وسط زحام وسرعة العصر، والاقبال على الحياة بروح التفاؤل.