المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «أم العيال» «والحريم» كلمات يتحايل بها السعوديون على ذكر أسماء زوجاتهم



جمال
05-05-2006, 10:29 AM
جدة: أميمة الفردان


يشعر بعض السعوديين من جيل الشباب بالخجل من ذكر أسماء قريباتهم من النساء أمام الآخرين من بني جلدتهم، بدءا من الزوجة وانتهاء بالأم مرورا بالأخوات، لاعتبارات ثقافية ترتبط بالمجتمع الذي يعيشون داخله، مما جعل بعض الشباب يعتبر مجرد ذكر اسم إحدى أخواته على لسان أحدهم من قبيل التعرض للأعراض، كما ظهر ذلك جليا في حملات التعداد السكاني التي تعرض فيها موظفو الحملة لموجات من الغضب والاستنكار حين يبدأ بالسؤال عن أسماء سيدات المنزل مما اضطر بعض الموظفين لتسجيل أسماء غير حقيقية.

ولأن «الحاجة أم الإختراع» فإن السعوديين خير من يطبق هذه المقولة بحذافيرها أمام طوفان العادات والتقاليد، مما جعلهم يخترعون قاموسا من الكلمات يتحايلون به على هذه الظاهرة، من قبيل «أم العيال، الأهل، الجماعة والحريم»، وربما يعد ذلك مقبولا إلى حد ما بين شريحة كبيرة من المجتمع، في حين تطل كلمات فضفاضة مثل «البيت» وهي كما أوضحت سعاد عفيف المحاضرة بقسم علم الاجتماع بجامعة الملك عبد العزيز كلمة لا تعني عند كثير من الناس شيئا إلا عند أولئك المعتادين على تداولها فيما بينهم من ذوي الثقافة المحدودة.

وفي الوقت الذي ساد فيه العرف أن ذكر أسماء البنات أو الزوجات يدخل في باب العيب، قالت بن عفيف «إن استخدام هذه الكلمات من قبل البعض يأتي من باب التعود فقط»، وأشارت إلى أنه لا يوجد مانع شرعي أو اجتماعي يمنع ذكر أسماء النساء، بل بالعكس «هو حق مكتسب للإنسان بشكل عام»، كما أن الدين الإسلامي قد أعطى المرأة حقها في أن تعرف بالاسم الحسن من خلال النداء، وقد وردت آيات صريحة ورد فيها ذكر أسما نساء مثل مريم ابنة عمران التي فضلها الله على نساء العالمين، إلى جانب أن كثيرا من الأحاديث النبوية كان من أبرز رواتها سيدات مثل السيدة عائشة رضي الله عنها. وبين العادات في الحجاز ونجد لا تجد كبير فرق في ذكر أسماء ذوي المحارم بحسب المحاضرة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة سعاد بن عفيف التي ترى أن ذكر أسماء البنات يعد من الأمور العادية جدا «من المعروف أن الملك عبد العزيز كان شديد الفخر بأخته نورة، وكان دائم الذكر لها» وقد ارتبطت كنية الرجال بأسماء النساء من ذوات القربى كثيرا بتقاليد البادية من خلال مقولات مشهورة مرتجلة من على صهوات الجياد مثل «أبو نورة، وأخو حصة».

أما الحجاز الذي هو خليط ثقافات عربية وألسنة أعجمية، فلم تكن معرفة أسماء نسائه من المشكلات التي تخطر على بال الكثيرين من أبنائه، إلا أن العرف السائد بدأ يوثق حبائله حول سكان المنطقة، مما حدا بالبعض منهم لصهر أسماء النساء في بوتقة العيب الاجتماعي، وربما طاب للبعض من النساء أن تعتلي موجة التمييز ضد النساء كما قالت إيمان صالح معلمة الرياضيات بإحدى المدارس الأهلية بجدة «عدم ذكر اسم المرأة نوع من التمييز ضدها والتقليل من شأنها».

وبين من يعتقد من الرجال أن عدم ذكر اسم الزوجة أو الأخت يرضي لحد كبير غرور بعض النساء، كونه يحمل دلالة ومؤشرا على غيرة الرجل عليها حسبما أشار الى ذلك عبد الماجد سعيد المسعف في أحد المستشفيات بجدة «المرأة تحب أن تشعر أن هناك من يغار عليها»، وآخرين يستنكرونها، تجد بعض الآباء لا يتحرجون من ذكر أسماء بناتهم مشفوعا بحرف الدال أمام الآخرين، خاصة من الرجال إن كانت من حملة الشهادات العليا.