المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسمعني رنة موبايلك.. أقل لك من أنت؟



سلسبيل
05-01-2006, 09:24 AM
كليبات .. موسيقى صاخبة .. مواء قطط .. بكاء أطفال .. وأصوات أخرى


نغمات الموبايلات تحدد الشخصية

كتب أحمد الفضلي


موسيقى صاخبة.. وأغنيات كلاسيكية وكليبات.. حديثة وبكاء أطفال ومواء قطط وأصوات طبيعية وأخرى مصطنعة.. وتقليعات سماعية غريبة تصك الآذان.. كل ذلك وغيره يصل إلى أسماعنا عند رنات الموبايلات.. التي أضحت بمنزلة حمى تستحوذ على اهتمامات الناس وبالأخص فئات الشباب.
هذه النغمات، التي تحظى باهتمام متزايد، أضحت تحدث ضجة في سوق الأغنية التي يقدر حجمها بمليارات الدولارات، فمستخدموا الموبايلات من الشباب يجدون فيها فرصة لاستعراض أذواقهم الموسيقية، أما شركات بيع الموسيقى وتقديم خدمات الاتصالات فتجد فيها فرصة لإقامة سوق محمية من القرصنة لتسويق الأغاني والكليبات وغيرها من وسائل الترفيه عبر أجهزة الهواتف النقالة.. حتى أضحت النغمات بمنزلة مصدر واعد للربح بالنسبة لشركات بيع الموسيقى والتسجيلات.

أيضا تم تخصيص المزيد من النغمات الموسيقية عبر مواقع الإنترنت وتحول ذلك إلى نوع من التجارة قوامها نغمات جميلة وأبيات من الشعر تتناقلها الموبايلات بين الأصدقاء والمحبين والأهل والمعارف.
الغريب ان كثيرا من المختصين بعلم النفس ورصد السلوكيات يتخذون من رنات الموبايلات دلالة ذات مؤشر على سمات الشخصية.. فالنغمات تقود إلى رصد عميق المشاعر المخيفة والغوص في دهاليز الروح وأسارير النفس.. كما أنها قد تكون متنفسا للأحاديث والرؤى والأفكار..
'قبس الشباب' تدق أبواب النغمات وتعزف على دلالات رنات الموبايلات وانعكاساتها على شخصية الجيل وهذا ما نحاول استطلاعه في التحقيق التالي:

مشعل الشمري أشار إلى انه من عشاق الحداثة ويسعى دائما إلى مسايرة أحدث النغمات، مؤكدا جدوى النغمات في التقارب مع الجنس اللطيف من خلال النغمات الرومانسية، كما انها تعد ترفيها عن النفس.



كلاسيك
لكن محمد العبيد يرفض مسايرة الموضة الشبابية في مجال النغمات، مشيرا إلى أن ذلك مضيعة للوقت والأجدر الاهتمام بأشياء نافعة ومفيدة، لافتا إلى أن البعض يقوم بتغيير نغمات الهواتف المحمولة باستمرار لمسايرة أحدث الأغاني، لكنه يهوى فقط النغمات الرومانسية والكلاسيكية.



وقت الفراغ
محمد العتيبي يرى ان النغمات ضرورة وليس الاهتمام بها من قبيل الوجاهة والفراغ، فالهواتف المحمولة في رأيه أصبحت عالما له عشاقه الذين يتابعون كل جديد فيه من خلال الإعلانات والقنوات الفضائية الغنائية.
زينب بهمن تفضل النغمات الرومانسية وتحصل على آخر النغمات من خلال الكمبيوتر أو من صديقاتها كما تختار الرنات ذات الإيقاع الهادئ لأنها لا تحب الصخب.



أم كلثوم وفيروز
علي الجواهر يخالف أبناء جيله في الاهتمامات برنات الأغاني ويفاجئنا بأنه عاشق للأغاني القديمة ولاسيما أم كلثوم وفيروز ويسعى دائما إلى تزويد موبايله بتلك النغمات ورغم ذلك فهو يبدي شغفه الكبير بموضة النغمات المتعددة.
ويعلق قائلا: 'حلوة وضرورية وهي موضة شبابية لابد من مسايرتها لكسر الملل والروتين'.



رنات أسبوعية
ياسمين فاضل تساءلت: ما المانع من مسايرة أحدث النغمات؟.. وبرأيها فإن الملل والضجر يدفعان بها إلى متابعة أحدث النغمات للقضاء على السأم.
وأكدت انها تسعى إلى الحصول على النغمات بشكل أسبوعي من خلال الإنترنت حيث ترفض الابقاء على نغمة واحدة لفترة طويلة.



إحراج
من جانبه يرفض محمد الرشيدي تضييع وقته في متابعة النغمات من خلال الإعلانات والقنوات الفضائية، مبينا أنها تجارة جديدة يستغل المتاجرون فيها سطحية بعض الشباب، حيث تسيطر على عقولهم وتستنزف جيوبهم ،وأشار إلى أنه يشعر بالإحراج عندما يضع نغمة لأغنية مستهجنة أو جارحة للذوق العام.



الموسيقى الهادئة
من جانبها ذكرت شيخة سعد أن متابعة رنات الموبايلات تستنزف في الأعم الأغلب جزءا كبيرا من ميزانيات الشباب، وترى ان ذلك يكون بسبب الشغف بمسايرة مستجدات الأغاني والفيديو كليبات.



كشخة
علياء أبدت ولعها الشديد بالنغمات المتعددة وتقول طبعا أنزلها على موبايلي تماشيا مع الشباب، كما أخصص نغمة لكل متصل بهاتفي، وعلى الرغم من ذلك تؤكد ان رنات الموبايلات مجرد كشخة وليست ضرورية.

إقبال على النغمات الدينية
فواز روضان يملك متجرا لخدمات الهاتف النقال من نغمات وصور وغيرها، قال إن اسعار النغمات تختلف على حسب نوعها وندرتها وتميزها، ويؤكد ان الاقبال على طلب النغمات في تزايد مستمر خاصة عند نزول ألبوم ناجح لمطرب مشهور..
وحول الفئات الأكثر اقبالا عليها يقول: ان الشباب هم الأكثرية مقارنة مع الفتيات، وفي الوقت نفسه يشير الى ان النغمات تحظى بالاقبال من جميع الاعمار فالجميع يتابع أحدث النغمات.. ولكن الملتزمين دينيا يجعلون رنات موبايلاتهم عبارة عن أحاديث نبوية وآيات قرآنية اضافة الى صوت الآذان والأناشيد الإسلامية.
وعن كيفية حصوله على النغمات قال عبر شبكة الانترنت ولدي اجهزة حديثة وتقنيات متطورة لتزويد الهواتف النقالة بهذه النغمات.

اختصاصيون نفسيون: التباهي بالموبايلات.. تعويض نقص
يرى خبراء نفسيون ان الاقبال على شراء النغمات هو تجسيد لاحساس الشباب بالفراغ. ويؤكدون ان رنات الموبايل ظاهرة تنتشر بين مختلف الفئات العمرية.. لكنها لدى الشباب وسيلة لشغل وقت الفراغ والتباهي ومجالا للتعبير عن ميول فردية. ويشيرون ايضا الى ان من يعاني من شعور بالنقص وتحديدا من الناحية المادية لديه ميل كبير للمحاكاة كي لا يبدو اقل من غيره.
الميل للتظاهر مرض اجتماعي خطير تنتج عنه تصرفات لا تعكس الواقع الاقتصادي او الاجتماعي. ولكن هذا لا يعني ان كل من يسعون الى انزال النغمات على جوالاتهم يعانون من نقص، انما تحولت تلك الظاهرة الى كشخة يتنافس ويتسابق عليها الشباب لمجرد التباهي. ولكن كل هذا التفسير لم يثن سالم الظاهري، وهو موظف (33 سنة)، عن اظهار سخطه على كشخة النغمات بقوله: 'ان هذه الظاهرة تعود الى الفراغ فلا يجد الشباب ما يشغلون به انفسهم فضلا عن حبهم للتباهي' ويضيف: 'تجد الشباب بدون عمل ثابت او يتقاضى بعضهم مرتبا ضعيفا واكثر ما يهمهم شراء جوال حديث ومتابعة احدث الرنات'.
وقال الاختصاصي النفسي ماجد العبدالله: 'الهوس بالنغمات قد يدلل على فراغ عاطفي او روحي، لان الشباب يودون لفت الانتباه اليهم برنة مميزة وغريبة حينما لا يجدون الاهتمام الكافي من قبل الاسرة والآخرين.

النغمات تحدد الشخصية
يؤكد خبراء في الشخصية ان المحب للموسيقى الهادئة فهو شخص رومانسي، ومن يعشق النغمات الصاخبة فهو شخص حائر وقلق.. اما من يرغب في سماع زقزقة العصافير فهو خيالي وعاشق للطبيعة.. لكن من تستهويه رنة الموبايل الغرائبية فهو يعاني من فراغ، بينما يعتبر شخصا واثقا من نفسه من لا يهتم بنغمة الهاتف على الاطلاق.

آه ونص في صلاة العشاء
بحسب يوسف صالح فإن النغمات كثيرا ما تنتهك حرمات المساجد وتشغل المصلين عن العبادة والخشوع المقدس، وقالك 'تكون في المسجد وفجأة تعلو نغمة اغنية لنانسي عجرم أو هيفاء وهبي اثناء الصلاة من هاتف احد المصلين'.
وأضاف في صلاة العشاء حصلت مشكلة في المسجد بسبب أغنية 'آه ونص' لنانسي.. حينما تعالت عبر موبايل احد المصلين.

موسيقى العشاق
اختيار النغمة الجميلة والنكتة اللطيفة لتكون رنة لجهاز الموبايل، يسهل عملية التعارف والصداقة بين الناس. هذا ما أكده عيسى الأنصاري، مشيرا الى ان الشباب العشاق هم الأكثر شغفا بمسايرة الجديد في النغمات.

75% شغوفون بتحديث الرنات!
افتتان بالنغمات وعشق لمسايرة الجديد فيها.. ومواكبة مستمرة للغريب في رنات الموبايلات. هذه هي حال أوساط شباب اليوم.
فقد كشف استبيان اجرته 'قبس الشباب' ان 75% من ابناء الجيل الجديد شغوفون بمتابعة احدث الاغاني لجعلها نغمة في الموبايل، فيما اكد 47 % ممن شملهم الاستطلاع انهم يشترون نغمات الموبايل التي تستهلك جزءا كبيرا من الموازنة المالية.