فاتن
05-01-2006, 09:10 AM
في دراسة أعدها البنتاغون عن النظام السابق
واشنطن: بيتر كارلسون*
إنه لمن المؤسف ألا يكون جوزيف هيللر مؤلف «كاتش 22» حيا بعد، كي يضحك على الحماقة البشرية، لأنه سيحب «أوهام صدام»، تلك المقالة المدهشة في عدد مايو (أيار) ـ يونيو (حزيران) من مجلة «الشؤون الخارجية». كانت تحفة هيللر قصة كوميدية عن العبث والقسوة والبيروقراطية العسكرية المجنونة. كذلك هي الحال مع «أوهام صدام».
«كاتش 22» هي قصة متخيلة بالتأكيد، لكن «أوهام صدام» حقيقية بالكامل. تتكون هذه المقالة من 25 صفحة مصفاة عن دراسة أعدها البنتاغون، تتكون من 230 صفحة للأيام الأخيرة من نظام صدام حسين، استنادا إلى آلاف من وثائق الحكومة العراقية السرية، ومقابلات مع عشرات المسؤولين العراقيين المعتقلين. وكتب المقالة المحلل كيفن وودز وجيمس ليسي والمؤرخ ويليامسون موراي، وهم جميعا عملوا على الدراسة التي أعدها البنتاغون. إنها شهادة عن الجنون والبارانويا والغباء في أعلى المستويات.
يكتب المؤلفون الثلاثة «وصف مساعد قريب صدام باعتباره مفكرا عميقا يستلقي صاحيا طيلة ساعات الليل، وهو يفكر لساعات طويلة قبل ان يأتيه الإلهام عبر أحلامه. وهذه الأحلام تصبح أوامر في الصباح، حيث يمضي المحيطون به في إطراء حدسه العظيم». الكثير من تلك الأفكار التي يستلهمها صدام من أحلامه سخيفة، لكن لم تكن لأي من أعوانه المقربين الشجاعة لقول ذلك. وهم تذكروا جميعا ما حدث في عام 1982، حينما سأل صدام مساعديه عن نصيحة صريحة حول الحرب مع إيران، التي لم تكن تسير بشكل حسن. اقترح رياض إبراهيم وزير الصحة آنذاك أن يتنحى صدام مؤقتا ثم يزاول الرئاسة حال انتهاء الحرب. لكن في اليوم الثاني أرسلت أجزاء جسد إبراهيم المقطع إلى زوجته.
تذكر مساعد سابق لصدام «هذا ركز الانتباه وبشكل قوي لدى الوزراء الآخرين» من أجل تجنب التصريح بما يدور في أذهانهم. كانت الطريقة التي مكنت صدام من البقاء في السلطة هي بملء مناصب الحكومة بأناس هزيلين جدا كي لا يتمكنوا من الإطاحة به. اختصر جنرال معتقل خصائص رئيس قوات الحرس الجمهوري الخاص؛ وهو أن «يكون أولا غير ذكي بما فيه الكفاية كي يمثل تهديدا للنظام، وثانيا هو ليس شجاعا بما فيه الكفاية كي يشارك في أية مؤامرة ينظمها الآخرون».
ومع غياب أي شخص يعارضه، أصبح صدام مقتنعا بأنه ذكي جدا. فقبل حرب الخليج عام 1991 قال لمسؤولي الاستخبارات لديه إنه ليس بحاجة إلى نصائحهم بما يخص الولايات المتحدة. وقال لهم: «أميركا بلد معقد. وفهمها يتطلب انتباها خارقا للسياسي يتجاوز دوائر الاستخبارات».
واشنطن: بيتر كارلسون*
إنه لمن المؤسف ألا يكون جوزيف هيللر مؤلف «كاتش 22» حيا بعد، كي يضحك على الحماقة البشرية، لأنه سيحب «أوهام صدام»، تلك المقالة المدهشة في عدد مايو (أيار) ـ يونيو (حزيران) من مجلة «الشؤون الخارجية». كانت تحفة هيللر قصة كوميدية عن العبث والقسوة والبيروقراطية العسكرية المجنونة. كذلك هي الحال مع «أوهام صدام».
«كاتش 22» هي قصة متخيلة بالتأكيد، لكن «أوهام صدام» حقيقية بالكامل. تتكون هذه المقالة من 25 صفحة مصفاة عن دراسة أعدها البنتاغون، تتكون من 230 صفحة للأيام الأخيرة من نظام صدام حسين، استنادا إلى آلاف من وثائق الحكومة العراقية السرية، ومقابلات مع عشرات المسؤولين العراقيين المعتقلين. وكتب المقالة المحلل كيفن وودز وجيمس ليسي والمؤرخ ويليامسون موراي، وهم جميعا عملوا على الدراسة التي أعدها البنتاغون. إنها شهادة عن الجنون والبارانويا والغباء في أعلى المستويات.
يكتب المؤلفون الثلاثة «وصف مساعد قريب صدام باعتباره مفكرا عميقا يستلقي صاحيا طيلة ساعات الليل، وهو يفكر لساعات طويلة قبل ان يأتيه الإلهام عبر أحلامه. وهذه الأحلام تصبح أوامر في الصباح، حيث يمضي المحيطون به في إطراء حدسه العظيم». الكثير من تلك الأفكار التي يستلهمها صدام من أحلامه سخيفة، لكن لم تكن لأي من أعوانه المقربين الشجاعة لقول ذلك. وهم تذكروا جميعا ما حدث في عام 1982، حينما سأل صدام مساعديه عن نصيحة صريحة حول الحرب مع إيران، التي لم تكن تسير بشكل حسن. اقترح رياض إبراهيم وزير الصحة آنذاك أن يتنحى صدام مؤقتا ثم يزاول الرئاسة حال انتهاء الحرب. لكن في اليوم الثاني أرسلت أجزاء جسد إبراهيم المقطع إلى زوجته.
تذكر مساعد سابق لصدام «هذا ركز الانتباه وبشكل قوي لدى الوزراء الآخرين» من أجل تجنب التصريح بما يدور في أذهانهم. كانت الطريقة التي مكنت صدام من البقاء في السلطة هي بملء مناصب الحكومة بأناس هزيلين جدا كي لا يتمكنوا من الإطاحة به. اختصر جنرال معتقل خصائص رئيس قوات الحرس الجمهوري الخاص؛ وهو أن «يكون أولا غير ذكي بما فيه الكفاية كي يمثل تهديدا للنظام، وثانيا هو ليس شجاعا بما فيه الكفاية كي يشارك في أية مؤامرة ينظمها الآخرون».
ومع غياب أي شخص يعارضه، أصبح صدام مقتنعا بأنه ذكي جدا. فقبل حرب الخليج عام 1991 قال لمسؤولي الاستخبارات لديه إنه ليس بحاجة إلى نصائحهم بما يخص الولايات المتحدة. وقال لهم: «أميركا بلد معقد. وفهمها يتطلب انتباها خارقا للسياسي يتجاوز دوائر الاستخبارات».