أبومرتضى
09-16-2003, 08:18 PM
الشاعر الشيخ صالح الكواز
ينظم في رثاء فاطمة الزهراء (ع)
هل بعد موقفنا على يبرين***أحيا بطرف بالدموع ضنين
واد إذا عاينت بين طلوله***اجريت عيني للحسان العين
فتخال موسى في انبجاس محاجري***مستسقياً للقوم ماء جفوني
طلل نظرت نؤيَّه محجوبة***نظر الاهلة في السحاب الجون
تحنى على سفع الخدود كأنها***سود الاماء حملن فوق سفين
لم تخب نار قطينه حتى ذكت***نار الفراق بقلبي المحزون
الدهر اقرضه العمارة برهة***ثم انتحاه بخلسة المديون
وابتاع جدَّته الزمان بمخلق***ورمى حماه بصفقة المغبون
قال الحداة وقد حبست مطيهم***من بعد ما اطلقت ماء شؤوني
ماذا وقوفك في ملاعب خرّد***جدَّ العفاء بربعها المسكون
وقفوا معي حتى اذا ما استيأسوا***خلصوا نجيّا بعد ما تركوني
فكأن يوسف في الديار محكم***وكأنني بصواعه اتهموني
ويلاه من قوم اساء واصحبتي***من بعد احساني لكل قرين
قد كدت لولا الحلم من جزعي لما***القاه اصفق بالشمال يمين
لكنما والدهر يعلم انني***القى حوادثه بحلم رزين
قلبي يقلّ من الهموم جبالها***وتسيخ عن حمل الرداء متوني
وانا الذي لم اجزعن لرزية***لولا رزاياكم بني ياسين
تلك الرزايا الباعثات لمهجتي***ما ليس يبعثه لظى سجين
كيف العزاء لها وكل عشيّة***دمكم بحمرتها السماء تريني
والبرق يذكرني وميض صوارم***اردتكم في كف كل لعين
والرعد يعرب عن حنين نسائكم***في كل لحن للشجون مبين
يندبن قوماً ما هتفن بذكرهم***الا تضعضع كل ليث عرين
السالبين النفس أول ضربة***والملبسين الموت كل طعين
لو كل طعنة فارس باكفهم***لم يخلق المسبار للمطعون
لا عيب فيهم غير قبضهم اللوا***عند اشتباك السمر قبض ضنين
سلكوا بحاراً من دماء اُمية***بظهور خيل لا بطون سفين
ما ساهموا الموت الزؤام ولا اشتكوا***نصباً بيوم بالردى مقرون
حتى اذا التقمتهم حوت القضا***وهي الاماني دون خير امين
نبذتهم الهيجاء فوق تلاعها***كالنون ينبذ بالعرى ذا النون
فتخال كلا ثمّ يونس فوقه***شجر القنا بدلاً عن اليقطين
خذ في ثنائهم الجميل مقرّضاً***فالقوم قد جلوا عن التأبين
هم أفضل الشهداء والقتلى الالى***مدحوا بوحي في الكتاب مبين
ليت المواكب والوصي زعيمها***وقفوا كموقفهم على صفين
بالطف كي يروا الالى فوق القنا***رفعت مصاحفها إتقاء منون
جعلت رؤوس بني النبي مكانها***وشفت قديم لواعج وضغون
وتتبعت اشقى ثمود وتبع***وبنت على تأسيس كل لعين
الواثبين لظلم آل محمد***ومحمد ملقى بلا تكفين
والقائلين لفاطم آذيتنا***في طول نوح دائم وحنين
والقاطعين اراكة كيما تقيل***بظل أوراق لها وغصون
ومجمّعي حطب على البيت الذي***لم يجتمع لولاه شمل الدين
والداخلين على البتولة بيتها***والمسقطين لها اعزُّ جنينِ
والقائدين إمامهم بنجاده***والطهر تدعو خلفه برنين
خلوا ابن عمي أو لا كشف للدعا***رأسي وأشكو للاله شجوني
ما كان ناقة صالح وفصيلها***بالفضل عند اللّه إلا دوني
ورنت الى القبر الشريف بمقلة***عبرى وقلب مكمد محزون
قالت واظفار المصاب بقلبها***غوثاه قلَّ على العداة معيني
ابتاه هذا السامري ***تبعا ومال الناس عن هرون
أي الرزايا اتقي بتجلد***هو في النوائب مذ حييت قريني
فقدي أبي ام غصب بعلي حقه***ام كسرَ ضلعي ام سقوط جنيني
ام أخذهم ارثي وفاضل نحلتي***ام جهلهم حقي وقد عرفوني
قهروا يتيمك الحسين وصنوه***وسألتهم حقي وقد نهروني
باعوا بضائع مكرهم وبزعمهم***ربحوا وما بالقوم غير غبين
ولربما فرح الفتى في نيله***ارباً خلعن عليه ثوب حزين
واذا أضلّ اللّه قوماً ابصروا***طرق الهداية ضلة في الدين
________________________________________
36 النؤي بالتشديد وضم النون وكسر ما بعدها. والنؤي كهدي ـ الحفر حول الخباء والخيمة يمنع مسيل الماء وانأى الخيمة عمل لها نؤيا (ق) وارق منه قول العلامة السعيد الحبوبي:
يطلب الرسم فلا يعرفه***كهلال الشك يبدو ويزول
37 الصواع لغة في الصاع وهو مكيال يسع اربعة امداد وجاء في القرآن الكريم (نفقد صواع الملك).
وابدع السيد السعيد الحبوبي بقوله من قصيدة:
احبتنا الذين قد استقلوا***رويدكم التحمل والزماعا
فاخوة يوسف خلصوا نجياً***وقد صحبوا فؤدى لا الصواعا
38 المسبار ـ ما يسبر به الجرح. والسبر امتحان غور الجرح.
39 وقد حذا فيه حذو النابغة الذبياني بقوله:
ولا عيب فيهم غير ان سيوفهم***بهن فلول من قراع الكتائب
وهو من شواهد البديعيين في باب المدح في معرض الذم.
ينظم في رثاء فاطمة الزهراء (ع)
هل بعد موقفنا على يبرين***أحيا بطرف بالدموع ضنين
واد إذا عاينت بين طلوله***اجريت عيني للحسان العين
فتخال موسى في انبجاس محاجري***مستسقياً للقوم ماء جفوني
طلل نظرت نؤيَّه محجوبة***نظر الاهلة في السحاب الجون
تحنى على سفع الخدود كأنها***سود الاماء حملن فوق سفين
لم تخب نار قطينه حتى ذكت***نار الفراق بقلبي المحزون
الدهر اقرضه العمارة برهة***ثم انتحاه بخلسة المديون
وابتاع جدَّته الزمان بمخلق***ورمى حماه بصفقة المغبون
قال الحداة وقد حبست مطيهم***من بعد ما اطلقت ماء شؤوني
ماذا وقوفك في ملاعب خرّد***جدَّ العفاء بربعها المسكون
وقفوا معي حتى اذا ما استيأسوا***خلصوا نجيّا بعد ما تركوني
فكأن يوسف في الديار محكم***وكأنني بصواعه اتهموني
ويلاه من قوم اساء واصحبتي***من بعد احساني لكل قرين
قد كدت لولا الحلم من جزعي لما***القاه اصفق بالشمال يمين
لكنما والدهر يعلم انني***القى حوادثه بحلم رزين
قلبي يقلّ من الهموم جبالها***وتسيخ عن حمل الرداء متوني
وانا الذي لم اجزعن لرزية***لولا رزاياكم بني ياسين
تلك الرزايا الباعثات لمهجتي***ما ليس يبعثه لظى سجين
كيف العزاء لها وكل عشيّة***دمكم بحمرتها السماء تريني
والبرق يذكرني وميض صوارم***اردتكم في كف كل لعين
والرعد يعرب عن حنين نسائكم***في كل لحن للشجون مبين
يندبن قوماً ما هتفن بذكرهم***الا تضعضع كل ليث عرين
السالبين النفس أول ضربة***والملبسين الموت كل طعين
لو كل طعنة فارس باكفهم***لم يخلق المسبار للمطعون
لا عيب فيهم غير قبضهم اللوا***عند اشتباك السمر قبض ضنين
سلكوا بحاراً من دماء اُمية***بظهور خيل لا بطون سفين
ما ساهموا الموت الزؤام ولا اشتكوا***نصباً بيوم بالردى مقرون
حتى اذا التقمتهم حوت القضا***وهي الاماني دون خير امين
نبذتهم الهيجاء فوق تلاعها***كالنون ينبذ بالعرى ذا النون
فتخال كلا ثمّ يونس فوقه***شجر القنا بدلاً عن اليقطين
خذ في ثنائهم الجميل مقرّضاً***فالقوم قد جلوا عن التأبين
هم أفضل الشهداء والقتلى الالى***مدحوا بوحي في الكتاب مبين
ليت المواكب والوصي زعيمها***وقفوا كموقفهم على صفين
بالطف كي يروا الالى فوق القنا***رفعت مصاحفها إتقاء منون
جعلت رؤوس بني النبي مكانها***وشفت قديم لواعج وضغون
وتتبعت اشقى ثمود وتبع***وبنت على تأسيس كل لعين
الواثبين لظلم آل محمد***ومحمد ملقى بلا تكفين
والقائلين لفاطم آذيتنا***في طول نوح دائم وحنين
والقاطعين اراكة كيما تقيل***بظل أوراق لها وغصون
ومجمّعي حطب على البيت الذي***لم يجتمع لولاه شمل الدين
والداخلين على البتولة بيتها***والمسقطين لها اعزُّ جنينِ
والقائدين إمامهم بنجاده***والطهر تدعو خلفه برنين
خلوا ابن عمي أو لا كشف للدعا***رأسي وأشكو للاله شجوني
ما كان ناقة صالح وفصيلها***بالفضل عند اللّه إلا دوني
ورنت الى القبر الشريف بمقلة***عبرى وقلب مكمد محزون
قالت واظفار المصاب بقلبها***غوثاه قلَّ على العداة معيني
ابتاه هذا السامري ***تبعا ومال الناس عن هرون
أي الرزايا اتقي بتجلد***هو في النوائب مذ حييت قريني
فقدي أبي ام غصب بعلي حقه***ام كسرَ ضلعي ام سقوط جنيني
ام أخذهم ارثي وفاضل نحلتي***ام جهلهم حقي وقد عرفوني
قهروا يتيمك الحسين وصنوه***وسألتهم حقي وقد نهروني
باعوا بضائع مكرهم وبزعمهم***ربحوا وما بالقوم غير غبين
ولربما فرح الفتى في نيله***ارباً خلعن عليه ثوب حزين
واذا أضلّ اللّه قوماً ابصروا***طرق الهداية ضلة في الدين
________________________________________
36 النؤي بالتشديد وضم النون وكسر ما بعدها. والنؤي كهدي ـ الحفر حول الخباء والخيمة يمنع مسيل الماء وانأى الخيمة عمل لها نؤيا (ق) وارق منه قول العلامة السعيد الحبوبي:
يطلب الرسم فلا يعرفه***كهلال الشك يبدو ويزول
37 الصواع لغة في الصاع وهو مكيال يسع اربعة امداد وجاء في القرآن الكريم (نفقد صواع الملك).
وابدع السيد السعيد الحبوبي بقوله من قصيدة:
احبتنا الذين قد استقلوا***رويدكم التحمل والزماعا
فاخوة يوسف خلصوا نجياً***وقد صحبوا فؤدى لا الصواعا
38 المسبار ـ ما يسبر به الجرح. والسبر امتحان غور الجرح.
39 وقد حذا فيه حذو النابغة الذبياني بقوله:
ولا عيب فيهم غير ان سيوفهم***بهن فلول من قراع الكتائب
وهو من شواهد البديعيين في باب المدح في معرض الذم.