سياسى
04-30-2006, 11:01 PM
قال لـ"إيلاف" إن القصف المركز عليه صار عشوائيا
ايلاف من الكويت
انشغلت الساحة الكويتية بالحملة الساخنة التي شنت على رئيس تحرير صحيفة "الرأي العام" الزميل جاسم بودي من قبل بعض الصحف الاسبوعية، واحالة وزارة الاعلام الكويتية بودي ومسؤولي الصحف التي تقود الحملة الى النيابة ،على خلفية ما نشر من لقاء خاص تم بين بودي ونواب اميركيين في يناير الماضي تخلله حوار مفتوح ليس للنشر، لكن بعض حضور اللقاء من الاميركيين وضعوا اجزاء منه على موقع الكتروني تتضمن عرضا لبعض الآراء للطرفين بشكل اظهره نافرا.
وقد اضطر الزميل بودي امس الى الرد والتوضيح في افتتاحية باسم "مصارحة" شرح فيها ملابسات ما جرى لان الامر في رأيه تجاوز القصف المركز عليه الى قصف عشوائي طال الكويت واهلها ورموزها.
يقول بودي في "مصارحته" ان نقاشا بلا سقف حصل وفي جلسة مغلقة، "تناول شؤون العلاقات الاميركية – الكويتية واخطاء اميركا السياسية في المنطقة وبعض اخطائنا ككويتيين تجاه مسائل الاصلاح والديموقراطية وتطوير الحياة السياسية، وفي النقاش المفتوح الذي علمتنا اياه الديموقراطية الكويتيية من الدواوين الى اكبر سلطة في القرار تقال اشياء كثيرة بعضها من باب التفكير بصوت عال وبعضها الآخر من باب تسليط الضوء على مشكلة وكثيرا ما يرمي المحاور كلمة ليستدرج ردا واضحا غير ديبلوماسي... وعلى هامش ذلك كله قد يحصل شطط في التعبير او قد تحصل مبالغة في التشخيص لكن هذا الشطط اوتلك المبالغة يبقيان داخل جدران غرفة اللقاء طالما انه خاص وغير معلن ويصبحان في خانة الخطأ اذا نشرت الحوارات تلفزيونيا من جهة وفي خانة الخطأ الاكبر اذا تم النشر انتقائيا ومفصولا عن سياقه العام، وهو الامر الذي نتحمل بكل شجاعة مسؤولية عدم الانتباه له ويتحمل الضيوف بكل واقعية مسؤولية نشره واجتزائه".
وفي تفاصيل اللقاء الذي اطلعت عليه "ايلاف" كان بودي صريحا تجاه جملة من الامور المتعلقة بالسياسة الاميركية وقال حرفيا ان واشنطن تركز في سياساتها على منطقة واحدة تعتبرها عدوا لها لكنها تفاجأ بأن الضربات تأتيها من اماكن اخرى، وفي هذا السياق مثلا ورد الكلام عن ايران و11 سبتمبر وهو كلام ورد اكثر منه في عدد من الندوات والدراسات جرت في السعودية نفسها، وكذلك الحال حين تحدث عن ديموقراطية اسرائيل قائلا ان على واشنطن بدل الدعم المطلق لاسرائيل مساعدة انظمة عربية على اعتماد النموذج السياسي المطبق في اسرائيل والمحصن بمساعدات اميركية مستمرة من حيث تشكيل الاحزاب والائتلافات والانتخابات.
ويقول احد اعضاء جمعية الصحافيين الكويتية ل"ايلاف" رفض ذكر اسمه ان لقاء بودي المنشور وليس الكامل "فيه جملة تشخيصات قوية لواقعنا وفيه هنات صعبة على الهضم اذا كان ما نشر صحيحا خصوصا لجهة تناوله لشريحة من الكويتيين انما علينا الانتظار لمعرفة كل ملابسات اللقاء" ويضيف:"ولكن من المفارقات المضحكة ان من حاول توظيف ما قاله بودي عن ديموقراطية اسرائيل في الحملة عليه استعان بالصحافي الوحيد الذي زار اسرائيل قبل سنوات ونشر صوره مع قادة وعلى رأسهم آنذاك بنيامين نتانياهو وغيره من مرتكبي المجازر ضد العرب والمسلمين، ويومها خصص البرلمان الكويتي جلسة كاملة للتنديد به وناله ما ناله من الامة ونوابها... فانتقاد ما قاله بودي عن ديموقراطية اسرائيل في صحيفة هذا الرجل اظهر للكويتيين الخطأ التقديري الذي وقع فيه مهاجموه وكشف ان المهم بالنسبة اليهم هو الهجوم فقط من دون اي تقدير لذاكرة الكويتيين".
ويضيف عضو الجمعية :"اما القضايا الاخرى التي وردت من دون اجتزاء في اللقاء سواء لجهة الديموقراطية الكويتية الناقصة وذهنية الاصلاح غير المكتملة وثقافة المجتمع المدني الغائبة وغيرها فهي تعكس وجهة نظر شريحة كبيرة من الكويتيين يتحدثون فيها علنا وفي كل الديوانيات والمحافل، وان كان العرض المجتزأ ركز على عبارات بدت نافرة تحمل بودي بشجاعة – كما قال- مسؤولية الاعتراف بها والاعتذار عنها".
ولكن الجلسة كانت مغلقة فلماذا نشر الاميركيون؟ يقول بودي:" كان نقاشا في مطلع يناير الماضي في مكتبي جمعني مع نواب اميركيين في حضور عدد من الزملاء عنوانه العلاقات الاميركية العربية عموما والكويتية خصوصا، طلب الضيوف ان يكون خاصا ومغلقا وسجلوه لارشيفهم الخاص كما قالوا لضمان سقف عال من الصراحة التي تعودوها كلما التقوا شخصية كويتية سياسية او عاملة في الحقل العام... ثم وضع جزء من النقاش على احد المواقع الالكترونية في يناير الماضي ايضا ليتصل مسؤولون من السفارة الاميركية في الكويت بنا معتذرين لا عن نشر النقاش فحسب بل ايضا عن الانتقائية التي حكمت عملية النشر بحيث "ساحت" معلومات على بعضها واجتزئت مداخلات وردود وظهرت كأنها جزيرة منفصلة لا سابق لها او لاحق".
واشار بودي في افتتاحيته امس الى ان اللقاء جرى قبل اشهر ثم "بعث" من جديد اليوم داخل الكويت لاهداف تتجاوز التشهير به شخصيا، فاصحاب الحملة بنشرهم المستمر وتكرارهم لعبارات بعينها عمموا الاساءة العامة بحجة التصويب عليه شخصيا.
وتابع بودي:" على رغم ان من نشر وعمم الاساءة احيل الى النيابة وقد ورد اسمي في كتاب الاحالة فان ذلك يتيح لي الفرصة للوقوف امام القضاء للادلاء بدلوي وايضاح ملابسات القضية برمتها، فالقضاء درع الكويت وحصنها الحصين وضابط مؤسساتها وحامي ديموقراطيتها.
كما ساتوجه ايضا الى القضاء لحفظ حقوقي الشخصية بعد هذا المسلسل الطويل من الاساءات الذي لم يتوقف منذ اكثر من عام".
وسألت "ايلاف" بودي في اتصال هاتفي امس عن الخطوات التي سيتخذها لاحقا وما اذا كانت الحملات ستستمر؟ فاجاب:"بالنسبة الى الشق الاول فالقضية امام القضاء الذي احترمه واخضع لقوانينه ولذلك لا يمكنني الحديث عم ذلك، اما بالنسبة الى استمرار الحملات فمن يعمل في الحقل العام عليه ان يتوقع الكثير خصوصا اذا كان يعمل في مجال تعميق الحريات واحترام الرأي الآخر... وانا اوضحت في افتتاحيتي انني لم اكن ارد على الحملات المستمرة منذ سنوات لانها كانت تركز على شخصي اما وقد تجاوز التهجم شخصي الى البلاد واهلها ورموزها وتحول القصف من مركز الى عشوائي فكان لا بد من تحرك".
لكن يبقى السؤال... ما قصة بودي مع الهجوم والانتقاد؟
ما مرت سنة منذ صدور "الرأي العام" الكويتية قبل نحو عشرة اعوام الا وكان مالكها الجديد ورئيس تحريرها جاسم بودي (ابو مرزوق) عرضة لمضايقات متعددة الهدف والتوجه، سواء كان ذلك قبل ان تعلن الدراسات ان صحيفته تحتل المركز الاول في الكويت بعد ثلاث سنوات على صدورها بحلتها الجديدة او بعد احتلالها لهذا المركز وانشاء بودي لاول تلفزيون مملوك للقطاع الخاص، فالامر سيان وواضح بالنسبة الى "المهاجمين" الذين لم يعدموا فرصة او وسيلة او منبرا الا واستغلوها لاطلاق نار الاشاعات او القضايا او الاشكالات.
بودي القادم الى الاعلام من "البيزنس" والذي ادار مؤسساته الاعلامية بعقلية "البيزنس" كان من الطبيعي ان يتصادم مع الانماط السائدة في المجال الاعلامي قبله. فالصحف الكويتية الموجودة تمثل وجهات نظر معينة او توجهات معينة عائلية وتجارية وفكرية ومن الطبيعي ان تتمحور حولها قوى سياسية واجتماعية قد لا يعجبها الهدف الربحي الخالص الذي اعتمدته "الرأي العام" من خلال صناعة اعلامية اقتضت فتح المجالات لجميع الآراء والتيارات من جهة وعدم الدخول في محاور ضيقة من جهة اخرى.
ويقول معارضو بودي انه لم يكن في امكانه توسيع سقف الانتقاد لوزراء ومسؤولين كبار "من دون تغطية كبيرة" من جهة نافذة، وانه على عكس ما يدعي من حيادية الا انه كان رأس حربة الهجوم من اجل مشروع انتقال السلطة الى من انتقلت اليهم وخط الدفاع الدائم عنهم " فحياديته تظهر في مستويات معينة وغالبا لخدمة مشروع كبير اتضحت لاحقا معالمه". كذلك ينتقد معارضوه "قسوة الانتقادات التي كالها للآخرين في لحظات السجال العادي الامر الذي كون شريحة مهمة من المتضررين تتحين الفرص للرد بالمثل عليه". ويرى هؤلاء ان بودي رفع السقف كثيرا في عدد من الافتتاحيات التي عاكست الرأي العام الكويتي وبينها واحدة انتقدت اسلوب ادارة السلطة سابقا واخرى دعت الى رفع الحصار عن العراق في عز وجود صدام حسين في السلطة وثالثة هاجمت الولايات المتحدة حليف الكويت "ومنقذتها"... وغيرها.
لكن "ابو مرزوق" رد على هذه الانتقادات في اكثر من ظهور اعلامي له رافضا ان يكون تحت سقف اللعبة الاعلامية التقليدية، ونافيا دخوله في لعبة التجاذبات، بل رفض حتى الدخول في السجالات مع معارضيه مركزا على حصد المزيد من الاعمال والشركات مثل تلفزيون الراي والسيتي باص وطيران الجزيرة وكلها في اطار منظومة متكاملة مع الاعلام متشبها بتجارب دولية مماثلة في ايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة.
قبل نحو عام كتب بودي افتتاحية تناقلتها الوكالات تضمنت انتقادات لبعض رموز اسرة الحكم تمرسوا في في الظهور الاعلامي لطرح قضايا خلافية، ومن يومها وحلقة الهجوم عليه تزداد وتتوسع حتى وصل الامر الى توزيع مناشير ليلية في الكويت ضده تتضمن عبارات جارحة، ثم اديرت حملة اشاعات منظمة ضده على خلفية حكم قضائي قضى بتسوية امور الشركة التي تصدر "الرأي العام" بين غالبية مالكي الاسهم وآخرين، وانتهت هذه الحملة الى لا شيء على الاطلاق مع ان قادتها بشروا يوميا بالويل والثبور وعظائم الامور... لسبب بسيط اعلنه يومها بودي في حديث مع "ايلاف" بقوله انه تحت سقف القانون وان التسويات تتم تحت هذا السقف".
وانتقل الهجوم الى بعض الصحف الاسبوعية التي نادرا ما خلت من انتقاد له او لصحيفته او لمؤسساته او لمواقفه معتمدة التجريح الشخصي لتتوج قبل ايام بكشف فحوى الحوار المغلق الذي اجري في مكتبه قبل اشهر مع نواب اميركيين تضمن جملة آراء في السياسة الاميركية تجاه المنطقة والكويت وآراء في الاصلاح والديموقراطية في الكويت، وهو الحوار الذي تم "بعثه" بعد اشهر على حصوله ليكون آخر حلقة في مسلسل التهجمات لكنه بالتأكيد لن يكون الاخير.
ايلاف من الكويت
انشغلت الساحة الكويتية بالحملة الساخنة التي شنت على رئيس تحرير صحيفة "الرأي العام" الزميل جاسم بودي من قبل بعض الصحف الاسبوعية، واحالة وزارة الاعلام الكويتية بودي ومسؤولي الصحف التي تقود الحملة الى النيابة ،على خلفية ما نشر من لقاء خاص تم بين بودي ونواب اميركيين في يناير الماضي تخلله حوار مفتوح ليس للنشر، لكن بعض حضور اللقاء من الاميركيين وضعوا اجزاء منه على موقع الكتروني تتضمن عرضا لبعض الآراء للطرفين بشكل اظهره نافرا.
وقد اضطر الزميل بودي امس الى الرد والتوضيح في افتتاحية باسم "مصارحة" شرح فيها ملابسات ما جرى لان الامر في رأيه تجاوز القصف المركز عليه الى قصف عشوائي طال الكويت واهلها ورموزها.
يقول بودي في "مصارحته" ان نقاشا بلا سقف حصل وفي جلسة مغلقة، "تناول شؤون العلاقات الاميركية – الكويتية واخطاء اميركا السياسية في المنطقة وبعض اخطائنا ككويتيين تجاه مسائل الاصلاح والديموقراطية وتطوير الحياة السياسية، وفي النقاش المفتوح الذي علمتنا اياه الديموقراطية الكويتيية من الدواوين الى اكبر سلطة في القرار تقال اشياء كثيرة بعضها من باب التفكير بصوت عال وبعضها الآخر من باب تسليط الضوء على مشكلة وكثيرا ما يرمي المحاور كلمة ليستدرج ردا واضحا غير ديبلوماسي... وعلى هامش ذلك كله قد يحصل شطط في التعبير او قد تحصل مبالغة في التشخيص لكن هذا الشطط اوتلك المبالغة يبقيان داخل جدران غرفة اللقاء طالما انه خاص وغير معلن ويصبحان في خانة الخطأ اذا نشرت الحوارات تلفزيونيا من جهة وفي خانة الخطأ الاكبر اذا تم النشر انتقائيا ومفصولا عن سياقه العام، وهو الامر الذي نتحمل بكل شجاعة مسؤولية عدم الانتباه له ويتحمل الضيوف بكل واقعية مسؤولية نشره واجتزائه".
وفي تفاصيل اللقاء الذي اطلعت عليه "ايلاف" كان بودي صريحا تجاه جملة من الامور المتعلقة بالسياسة الاميركية وقال حرفيا ان واشنطن تركز في سياساتها على منطقة واحدة تعتبرها عدوا لها لكنها تفاجأ بأن الضربات تأتيها من اماكن اخرى، وفي هذا السياق مثلا ورد الكلام عن ايران و11 سبتمبر وهو كلام ورد اكثر منه في عدد من الندوات والدراسات جرت في السعودية نفسها، وكذلك الحال حين تحدث عن ديموقراطية اسرائيل قائلا ان على واشنطن بدل الدعم المطلق لاسرائيل مساعدة انظمة عربية على اعتماد النموذج السياسي المطبق في اسرائيل والمحصن بمساعدات اميركية مستمرة من حيث تشكيل الاحزاب والائتلافات والانتخابات.
ويقول احد اعضاء جمعية الصحافيين الكويتية ل"ايلاف" رفض ذكر اسمه ان لقاء بودي المنشور وليس الكامل "فيه جملة تشخيصات قوية لواقعنا وفيه هنات صعبة على الهضم اذا كان ما نشر صحيحا خصوصا لجهة تناوله لشريحة من الكويتيين انما علينا الانتظار لمعرفة كل ملابسات اللقاء" ويضيف:"ولكن من المفارقات المضحكة ان من حاول توظيف ما قاله بودي عن ديموقراطية اسرائيل في الحملة عليه استعان بالصحافي الوحيد الذي زار اسرائيل قبل سنوات ونشر صوره مع قادة وعلى رأسهم آنذاك بنيامين نتانياهو وغيره من مرتكبي المجازر ضد العرب والمسلمين، ويومها خصص البرلمان الكويتي جلسة كاملة للتنديد به وناله ما ناله من الامة ونوابها... فانتقاد ما قاله بودي عن ديموقراطية اسرائيل في صحيفة هذا الرجل اظهر للكويتيين الخطأ التقديري الذي وقع فيه مهاجموه وكشف ان المهم بالنسبة اليهم هو الهجوم فقط من دون اي تقدير لذاكرة الكويتيين".
ويضيف عضو الجمعية :"اما القضايا الاخرى التي وردت من دون اجتزاء في اللقاء سواء لجهة الديموقراطية الكويتية الناقصة وذهنية الاصلاح غير المكتملة وثقافة المجتمع المدني الغائبة وغيرها فهي تعكس وجهة نظر شريحة كبيرة من الكويتيين يتحدثون فيها علنا وفي كل الديوانيات والمحافل، وان كان العرض المجتزأ ركز على عبارات بدت نافرة تحمل بودي بشجاعة – كما قال- مسؤولية الاعتراف بها والاعتذار عنها".
ولكن الجلسة كانت مغلقة فلماذا نشر الاميركيون؟ يقول بودي:" كان نقاشا في مطلع يناير الماضي في مكتبي جمعني مع نواب اميركيين في حضور عدد من الزملاء عنوانه العلاقات الاميركية العربية عموما والكويتية خصوصا، طلب الضيوف ان يكون خاصا ومغلقا وسجلوه لارشيفهم الخاص كما قالوا لضمان سقف عال من الصراحة التي تعودوها كلما التقوا شخصية كويتية سياسية او عاملة في الحقل العام... ثم وضع جزء من النقاش على احد المواقع الالكترونية في يناير الماضي ايضا ليتصل مسؤولون من السفارة الاميركية في الكويت بنا معتذرين لا عن نشر النقاش فحسب بل ايضا عن الانتقائية التي حكمت عملية النشر بحيث "ساحت" معلومات على بعضها واجتزئت مداخلات وردود وظهرت كأنها جزيرة منفصلة لا سابق لها او لاحق".
واشار بودي في افتتاحيته امس الى ان اللقاء جرى قبل اشهر ثم "بعث" من جديد اليوم داخل الكويت لاهداف تتجاوز التشهير به شخصيا، فاصحاب الحملة بنشرهم المستمر وتكرارهم لعبارات بعينها عمموا الاساءة العامة بحجة التصويب عليه شخصيا.
وتابع بودي:" على رغم ان من نشر وعمم الاساءة احيل الى النيابة وقد ورد اسمي في كتاب الاحالة فان ذلك يتيح لي الفرصة للوقوف امام القضاء للادلاء بدلوي وايضاح ملابسات القضية برمتها، فالقضاء درع الكويت وحصنها الحصين وضابط مؤسساتها وحامي ديموقراطيتها.
كما ساتوجه ايضا الى القضاء لحفظ حقوقي الشخصية بعد هذا المسلسل الطويل من الاساءات الذي لم يتوقف منذ اكثر من عام".
وسألت "ايلاف" بودي في اتصال هاتفي امس عن الخطوات التي سيتخذها لاحقا وما اذا كانت الحملات ستستمر؟ فاجاب:"بالنسبة الى الشق الاول فالقضية امام القضاء الذي احترمه واخضع لقوانينه ولذلك لا يمكنني الحديث عم ذلك، اما بالنسبة الى استمرار الحملات فمن يعمل في الحقل العام عليه ان يتوقع الكثير خصوصا اذا كان يعمل في مجال تعميق الحريات واحترام الرأي الآخر... وانا اوضحت في افتتاحيتي انني لم اكن ارد على الحملات المستمرة منذ سنوات لانها كانت تركز على شخصي اما وقد تجاوز التهجم شخصي الى البلاد واهلها ورموزها وتحول القصف من مركز الى عشوائي فكان لا بد من تحرك".
لكن يبقى السؤال... ما قصة بودي مع الهجوم والانتقاد؟
ما مرت سنة منذ صدور "الرأي العام" الكويتية قبل نحو عشرة اعوام الا وكان مالكها الجديد ورئيس تحريرها جاسم بودي (ابو مرزوق) عرضة لمضايقات متعددة الهدف والتوجه، سواء كان ذلك قبل ان تعلن الدراسات ان صحيفته تحتل المركز الاول في الكويت بعد ثلاث سنوات على صدورها بحلتها الجديدة او بعد احتلالها لهذا المركز وانشاء بودي لاول تلفزيون مملوك للقطاع الخاص، فالامر سيان وواضح بالنسبة الى "المهاجمين" الذين لم يعدموا فرصة او وسيلة او منبرا الا واستغلوها لاطلاق نار الاشاعات او القضايا او الاشكالات.
بودي القادم الى الاعلام من "البيزنس" والذي ادار مؤسساته الاعلامية بعقلية "البيزنس" كان من الطبيعي ان يتصادم مع الانماط السائدة في المجال الاعلامي قبله. فالصحف الكويتية الموجودة تمثل وجهات نظر معينة او توجهات معينة عائلية وتجارية وفكرية ومن الطبيعي ان تتمحور حولها قوى سياسية واجتماعية قد لا يعجبها الهدف الربحي الخالص الذي اعتمدته "الرأي العام" من خلال صناعة اعلامية اقتضت فتح المجالات لجميع الآراء والتيارات من جهة وعدم الدخول في محاور ضيقة من جهة اخرى.
ويقول معارضو بودي انه لم يكن في امكانه توسيع سقف الانتقاد لوزراء ومسؤولين كبار "من دون تغطية كبيرة" من جهة نافذة، وانه على عكس ما يدعي من حيادية الا انه كان رأس حربة الهجوم من اجل مشروع انتقال السلطة الى من انتقلت اليهم وخط الدفاع الدائم عنهم " فحياديته تظهر في مستويات معينة وغالبا لخدمة مشروع كبير اتضحت لاحقا معالمه". كذلك ينتقد معارضوه "قسوة الانتقادات التي كالها للآخرين في لحظات السجال العادي الامر الذي كون شريحة مهمة من المتضررين تتحين الفرص للرد بالمثل عليه". ويرى هؤلاء ان بودي رفع السقف كثيرا في عدد من الافتتاحيات التي عاكست الرأي العام الكويتي وبينها واحدة انتقدت اسلوب ادارة السلطة سابقا واخرى دعت الى رفع الحصار عن العراق في عز وجود صدام حسين في السلطة وثالثة هاجمت الولايات المتحدة حليف الكويت "ومنقذتها"... وغيرها.
لكن "ابو مرزوق" رد على هذه الانتقادات في اكثر من ظهور اعلامي له رافضا ان يكون تحت سقف اللعبة الاعلامية التقليدية، ونافيا دخوله في لعبة التجاذبات، بل رفض حتى الدخول في السجالات مع معارضيه مركزا على حصد المزيد من الاعمال والشركات مثل تلفزيون الراي والسيتي باص وطيران الجزيرة وكلها في اطار منظومة متكاملة مع الاعلام متشبها بتجارب دولية مماثلة في ايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة.
قبل نحو عام كتب بودي افتتاحية تناقلتها الوكالات تضمنت انتقادات لبعض رموز اسرة الحكم تمرسوا في في الظهور الاعلامي لطرح قضايا خلافية، ومن يومها وحلقة الهجوم عليه تزداد وتتوسع حتى وصل الامر الى توزيع مناشير ليلية في الكويت ضده تتضمن عبارات جارحة، ثم اديرت حملة اشاعات منظمة ضده على خلفية حكم قضائي قضى بتسوية امور الشركة التي تصدر "الرأي العام" بين غالبية مالكي الاسهم وآخرين، وانتهت هذه الحملة الى لا شيء على الاطلاق مع ان قادتها بشروا يوميا بالويل والثبور وعظائم الامور... لسبب بسيط اعلنه يومها بودي في حديث مع "ايلاف" بقوله انه تحت سقف القانون وان التسويات تتم تحت هذا السقف".
وانتقل الهجوم الى بعض الصحف الاسبوعية التي نادرا ما خلت من انتقاد له او لصحيفته او لمؤسساته او لمواقفه معتمدة التجريح الشخصي لتتوج قبل ايام بكشف فحوى الحوار المغلق الذي اجري في مكتبه قبل اشهر مع نواب اميركيين تضمن جملة آراء في السياسة الاميركية تجاه المنطقة والكويت وآراء في الاصلاح والديموقراطية في الكويت، وهو الحوار الذي تم "بعثه" بعد اشهر على حصوله ليكون آخر حلقة في مسلسل التهجمات لكنه بالتأكيد لن يكون الاخير.