سمير
04-30-2006, 09:45 AM
رشا عبدالله سلامة
قامت الدنيا و لم تقعد منذ حدوث أزمة الرسوم الدنماركيّة المسيئة لشخص الرسول الكريم (ص) ، فتوالت ردود الأفعال المتباينة مكرّرّة السيناريو العربي الإسلامي المعتاد من وصول اختلاف وجهات النظر في التعامل مع المسألة إلى حدّ التجريح و الهجوم الحادّ ما بين أقطاب التيّار الإسلامي الواحد ، و إلى وصول المظاهرات و المسيرات الإحتجاجيّة إلى حدّ الفوضى و التخريب في بعض البلدان الإسلاميّة ، عدا عن إفراد الحلقات و الصفحات الوافرة من البرامج و الصحف و كافّة الوسائل الإعلاميّة المسموعة و المقروءة للردّ و التحليل و المناقشة للحدث الحاصل.
إلاّ أنّ أحداً منّا لم يتنبّه للحظة لسلسة الإساءات المتكرّرّة التي تطال الإسلام و رموزه في بلداننا العربيّة و الإسلاميّّة ، تلك الإساءات التي من الأجدر أن تقابل بغضب و استهجان نظراً لكونها تصدر عن أمّة الإسلام ، بدلاّ من التركيز فقط على تلك التي تصدر عن أمم و دول تعلن كرهها و مهاجمتها للإسلام و رموزه علناً و من غير توار أو خجل.
و لربّما يعود ذلك لطبيعتنا المتأهبّة المترصّدة لكلّ ما هو خارج الأجواء في مقابل التعوّد و الألفة مع كلّ ما هو داخليّ من سلوكيّات و ممارسات. فمن منّا كان قد احتجّ يوماً على تلك المطربة الإستعراضيّة التي ظهرت في إحدى البرامج العربيّة لتلتفّ بعلم إسلاميّ يحمل عبارة إسلاميّة واضحة لتحيي جمهورها العريض و الذي بادلها بالتلويح بذات العلم ؟ و من منّا كان قد احتجّ يوماً على التغنّي الدارج في الفيديو كليبات باسم (الله) ليس لغاية التسابيح و الابتهالات الدينيّة بل للتغزّل بجمال و جاذبية و قوام المحبوبة ؟و من منّا كان قد أوصل شكواه و امتعاضه لشركات الإنتاج السينمائي التي لم تختر لاحقاً وسيلة للإضحاك و الكوميديا إلاّ الإستخفاف بالتيّار المتديّّّن ، حتى التيّار المعتدل ، مؤديّة بذلك لترسيخ المزيد من الصورة السلبيّة عن الإسلام و المسلمين؟ و من منّا كان قد تنبّه يوماً لرمينا الصحف و المجلاّت التي تعجّ باسم الله و الرسول الكريم وسط القاذورات المنزليّة الأخرى أو جعلنا لها مفرشاً لتناول الطعام أو اصطحابنا لها لأماكن نجسة لا تليق بحرمة ما ورد فيها؟
و قد تكون إساءتنا للإسلام بدافع حسن إلاً أنّ اختلاط أوراق الدين بأوراق الحياة الإجتماعيّة كثيراّ ما ينتج سلوكاً مسيئاً يظهر الإسلام بصورة التناقض و اللا مبدأ . فعندما يسمّي أحد المتاجر الإسلاميّة ذاته باسم ( سدرة المنتهى ) و عندما يسمّي الآخر ذاته باسم (الرحمن) و عندما يكون اسم أشهر شارع في عمّان لتلاقي العشّاق هو باسم الصحابي الجليل عبدالله بن رواحة ، فكلّ ذلك يصبّ بلا أدنى شكّ في خانة الإساءة للإسلام بشكل أو بآخر و بغضّ النظر عن نوع الدافع و السبب.
و لعلّ التهاون في تطبيق العقوبة ضدّ كلّ من تسوّل له نفسه التطاول على الإسلام لهو السبب الكامن وراء سيل الإساءات المتدفّق في بلداننا العربيّة و الإسلاميّة. فمن يتفوّهون بعبارات التكفير و سبّ الذات الإلهية على الملأ لا يجدون من يسوقهم نحو الشرطة كي تطبّق عليهم عقوبة التطاول على الذات الإلهية ، و هم حتى لا يجدون من يتصدّى لهم و لو بتأنيب و تعنيف على ما اقترفوه.
كما أنّ النكات التي تقتبس مقاطع من آيات كريمة و أحاديث شريفة و أسماء لرسل و صحابة و ملائكة لتسري في مجتمعاتنا و على هواتفنا الخلويّة و في مجالسنا سريان النار في الهشيم من غير التنبّه لكونها تندرج ضمن الكفر الصريح الذي يستلزم إعادة النيّة لدخول للإسلام. كما أنّ من يسرحون و يمرحون في رمضان و رائحة الدخان تفوح منهم بعد رحلة من التخفّي في دورات المياه و تحت أدراج الجامعة لا يجدون من يواجههم بتحدّيهم الصارخ لتعاليم الإسلام و المجتمع الإسلامي الصائم الذي يقطنون. كما أنّ أحداً من المصلّين لم يخرج يوماً للتصدّي لهذه المجموعات التي تتحدّى الأذان وإقامة الصلاة بالجلوس للتدخين أمام المسجد و التفرّج على المصلّين أو برفع أصوات الأغاني و التجوّل بالسيّارات حول المسجد و صلاة الجماعة.
ثمّة إصلاح و تغيير يجب أن يبتدأ من الداخل و من بين الصفوف الإسلاميّة ذاتها ، فقبل أن نحتجّ على منع الحجاب في البرلمان التركي و في فرنسا علينا أن نحتجّ على منع تعيين المحجبّة في معظم الشركات الإسلاميّة و العربيّة ، و قبل أن نحتجّ على من يستخفّون بشريعتنا علينا نحن بداية أن نضع اعتباراً لهذه الشريعة بدلاّ من اعتبار تخصّصّ الشريعة و الدراسات الإسلاميّة ورقة خاسرة لسوق العمل و البرستيج الإجتماعي. و بدلاً من قصر التصدّي و الترصّد على إساءات الخارج، علينا أن نتكاتف لإيقاف كلّ ما من شأنه التقليل من أسهم الدين و قبوله ما بيننا نحن المسلمين، فنتصدّى للمتشدّدّين الذين كانت لهم الذراع الطولى في التنفير من الإسلام و بعد الناس عنه. كما و علينا سنّ القوانين الإجتماعيّة و خصوصاً في بيئة العمل لتترك مجالاً من الوقت و المكان لمن يريدون تأدية صلاتهم و عبادتهم، بدلاّ من لجوء إحدى الموظّفات للصلاة في غرفة المخزن أو في سرداب الشركة لعدم وجود مصلّى فيها. و عند حدوث كل ذلك نستطيع و بجدارة و ثقة أن نفرض احترامنا و أن نضمن عدم حدوث التعدّي على ديننا و شريعتنا بأيّ شكل كان و من أيّ كان.
قامت الدنيا و لم تقعد منذ حدوث أزمة الرسوم الدنماركيّة المسيئة لشخص الرسول الكريم (ص) ، فتوالت ردود الأفعال المتباينة مكرّرّة السيناريو العربي الإسلامي المعتاد من وصول اختلاف وجهات النظر في التعامل مع المسألة إلى حدّ التجريح و الهجوم الحادّ ما بين أقطاب التيّار الإسلامي الواحد ، و إلى وصول المظاهرات و المسيرات الإحتجاجيّة إلى حدّ الفوضى و التخريب في بعض البلدان الإسلاميّة ، عدا عن إفراد الحلقات و الصفحات الوافرة من البرامج و الصحف و كافّة الوسائل الإعلاميّة المسموعة و المقروءة للردّ و التحليل و المناقشة للحدث الحاصل.
إلاّ أنّ أحداً منّا لم يتنبّه للحظة لسلسة الإساءات المتكرّرّة التي تطال الإسلام و رموزه في بلداننا العربيّة و الإسلاميّّة ، تلك الإساءات التي من الأجدر أن تقابل بغضب و استهجان نظراً لكونها تصدر عن أمّة الإسلام ، بدلاّ من التركيز فقط على تلك التي تصدر عن أمم و دول تعلن كرهها و مهاجمتها للإسلام و رموزه علناً و من غير توار أو خجل.
و لربّما يعود ذلك لطبيعتنا المتأهبّة المترصّدة لكلّ ما هو خارج الأجواء في مقابل التعوّد و الألفة مع كلّ ما هو داخليّ من سلوكيّات و ممارسات. فمن منّا كان قد احتجّ يوماً على تلك المطربة الإستعراضيّة التي ظهرت في إحدى البرامج العربيّة لتلتفّ بعلم إسلاميّ يحمل عبارة إسلاميّة واضحة لتحيي جمهورها العريض و الذي بادلها بالتلويح بذات العلم ؟ و من منّا كان قد احتجّ يوماً على التغنّي الدارج في الفيديو كليبات باسم (الله) ليس لغاية التسابيح و الابتهالات الدينيّة بل للتغزّل بجمال و جاذبية و قوام المحبوبة ؟و من منّا كان قد أوصل شكواه و امتعاضه لشركات الإنتاج السينمائي التي لم تختر لاحقاً وسيلة للإضحاك و الكوميديا إلاّ الإستخفاف بالتيّار المتديّّّن ، حتى التيّار المعتدل ، مؤديّة بذلك لترسيخ المزيد من الصورة السلبيّة عن الإسلام و المسلمين؟ و من منّا كان قد تنبّه يوماً لرمينا الصحف و المجلاّت التي تعجّ باسم الله و الرسول الكريم وسط القاذورات المنزليّة الأخرى أو جعلنا لها مفرشاً لتناول الطعام أو اصطحابنا لها لأماكن نجسة لا تليق بحرمة ما ورد فيها؟
و قد تكون إساءتنا للإسلام بدافع حسن إلاً أنّ اختلاط أوراق الدين بأوراق الحياة الإجتماعيّة كثيراّ ما ينتج سلوكاً مسيئاً يظهر الإسلام بصورة التناقض و اللا مبدأ . فعندما يسمّي أحد المتاجر الإسلاميّة ذاته باسم ( سدرة المنتهى ) و عندما يسمّي الآخر ذاته باسم (الرحمن) و عندما يكون اسم أشهر شارع في عمّان لتلاقي العشّاق هو باسم الصحابي الجليل عبدالله بن رواحة ، فكلّ ذلك يصبّ بلا أدنى شكّ في خانة الإساءة للإسلام بشكل أو بآخر و بغضّ النظر عن نوع الدافع و السبب.
و لعلّ التهاون في تطبيق العقوبة ضدّ كلّ من تسوّل له نفسه التطاول على الإسلام لهو السبب الكامن وراء سيل الإساءات المتدفّق في بلداننا العربيّة و الإسلاميّة. فمن يتفوّهون بعبارات التكفير و سبّ الذات الإلهية على الملأ لا يجدون من يسوقهم نحو الشرطة كي تطبّق عليهم عقوبة التطاول على الذات الإلهية ، و هم حتى لا يجدون من يتصدّى لهم و لو بتأنيب و تعنيف على ما اقترفوه.
كما أنّ النكات التي تقتبس مقاطع من آيات كريمة و أحاديث شريفة و أسماء لرسل و صحابة و ملائكة لتسري في مجتمعاتنا و على هواتفنا الخلويّة و في مجالسنا سريان النار في الهشيم من غير التنبّه لكونها تندرج ضمن الكفر الصريح الذي يستلزم إعادة النيّة لدخول للإسلام. كما أنّ من يسرحون و يمرحون في رمضان و رائحة الدخان تفوح منهم بعد رحلة من التخفّي في دورات المياه و تحت أدراج الجامعة لا يجدون من يواجههم بتحدّيهم الصارخ لتعاليم الإسلام و المجتمع الإسلامي الصائم الذي يقطنون. كما أنّ أحداً من المصلّين لم يخرج يوماً للتصدّي لهذه المجموعات التي تتحدّى الأذان وإقامة الصلاة بالجلوس للتدخين أمام المسجد و التفرّج على المصلّين أو برفع أصوات الأغاني و التجوّل بالسيّارات حول المسجد و صلاة الجماعة.
ثمّة إصلاح و تغيير يجب أن يبتدأ من الداخل و من بين الصفوف الإسلاميّة ذاتها ، فقبل أن نحتجّ على منع الحجاب في البرلمان التركي و في فرنسا علينا أن نحتجّ على منع تعيين المحجبّة في معظم الشركات الإسلاميّة و العربيّة ، و قبل أن نحتجّ على من يستخفّون بشريعتنا علينا نحن بداية أن نضع اعتباراً لهذه الشريعة بدلاّ من اعتبار تخصّصّ الشريعة و الدراسات الإسلاميّة ورقة خاسرة لسوق العمل و البرستيج الإجتماعي. و بدلاً من قصر التصدّي و الترصّد على إساءات الخارج، علينا أن نتكاتف لإيقاف كلّ ما من شأنه التقليل من أسهم الدين و قبوله ما بيننا نحن المسلمين، فنتصدّى للمتشدّدّين الذين كانت لهم الذراع الطولى في التنفير من الإسلام و بعد الناس عنه. كما و علينا سنّ القوانين الإجتماعيّة و خصوصاً في بيئة العمل لتترك مجالاً من الوقت و المكان لمن يريدون تأدية صلاتهم و عبادتهم، بدلاّ من لجوء إحدى الموظّفات للصلاة في غرفة المخزن أو في سرداب الشركة لعدم وجود مصلّى فيها. و عند حدوث كل ذلك نستطيع و بجدارة و ثقة أن نفرض احترامنا و أن نضمن عدم حدوث التعدّي على ديننا و شريعتنا بأيّ شكل كان و من أيّ كان.