مجاهدون
04-30-2006, 06:24 AM
طلبة الجامعة اختلفوا حول جدوى استخدامها لإضفاء الوجاهة والتحضر واتفقوا على أهميتها في مواكبة مستجدات العصر
الأنكليزية تتفوق على اللهجة المحلية وتسيطر على الثقافات الطلابية
كتبت - حوراء جودي
بدأت ظاهرة غربية تغزو الجيل الصاعد حاليا أكثر من غيره.. ظاهرة لغوية ليست بجديدة وليست بقديمة. ولكنها اصبحت أكثر تداولا في الآونة الاخيرة بين الطلبة. وصار استخدامها ملحوظاً وبشكل ملفت!!
طلبة وطالبات من الجنسيات العربية, لايتحدثون إلا الانكليزية, رغم معرفتهم الكافية بالعربية , ولكنهم يتجاهلونها ويبدعون في الاخرى ونرى منهم الكثير في ارجاء جامعة الكويت فلا ننكر أهمية هذه اللغة, وأهمية المعرفة والدراية بها ولكن اين ذهبت العربية?! فهل هي ظاهرة فكرية جديدة أم إنها جزء من »البرستيج الاجتماعي تفرضه الضروريات الشخصية للفرد?
حول هذه الظاهرة استطلعت »السياسة« اراء بعض الطلبة لبعض الطلبة حول هذه الظاهرة فكانت ردودهم كالتالي:
بداية بين لنا علي اشكناني رأيه في هذه الظاهرة قائلا: أنا اتحدث الانكليزية ومحادثتي فيهاجيدة وغالبا ما استخدمها في حياتي اليومية بحكم ان دراستي الجامعية تتطلب مني ذلك كونها باللغة الانكليزية.
ولكنني لم اصل الى المرحلة التي اتخلى فيها عن لغتي العربية فهي لغتي الاولى ومن يتخلى عنها أراه في نظري شخصاً جاهلاً في ذاته, فصحيح ان تبادل الاحاديث باللغة الانكليزية بين الزملاء لها فوائدها ولكن الاستمرار والكثرة من هذه الظاهرة ستعكس شيئا غير مرغوب فيه للآخرين, فقد ينظر لها البعض بأنها نوع من التكبر وغالبا ما ينظر اليها اصحابها بأنها تضيف شيئا من الجمال واللهيبة للبرستيج ولكن برأيي ان اللغة او اللهجة ليس لها أي دخل في البرستيج.
اما سارة عبد السلام رأت انه من الضروري جدا استخدام اللغة الانكليزية وبكثرة خاصة وانها اصبحت اللغة العالمية والتي تستخدم فيها غالبية الدول , أما عمن يتعمد استخدامها لترك العربية علقت قائلة: انني اتحدث اللغة الانكليزية بمستوى متوسط يمكنني من استخدامها غير الاماكن التي تستلزم ذلك كالتعامل مع ذوات الشخصيات الاجنبية أو في الاسواق والاماكن العامة , ولكن لا أؤيد من يتخلى عن العربية ويأخذ اللغة الاخرى لغة أولى له فلغتنا هي اللغة الام, وهي لغة القرآن الكريم وهي تعتبر شيئاً يدل على اصالتنا وثقافتنا فكيف لنا بالتخلي عنها.ولكنني لن امنع نفسي من تبادلها بين زملائي فهي قد تقوي مستوى المحادثة لدي بشكل عفوي .. وفي الوقت ذاته هي قد تخدم البرستيج الذاتي للشخص وأيضا اجدها شيئاً من التعبير عن مدى ثقافة الشخص.
اللغتان معا
وفجر القادري شاركت زملاءها بالرأي انه من الخطأ التخلي عن العربية من أبناء الدول العربية معلقة على ذلك: نحن من دول عربية فيجب ان نعتز بلغتنا العربية وتوصيلها لأعلى المراتب كما وصلت اللغة الانكليزية فبالرغم من كوني طالبة من تأسيس مدرسة انكليزية وأعاني من ضعف في اللغة العربية واللهجة الكويتية معا ولكنني اسعى دائما لتقوية لغتي العربية فمثل ما اللغة الانكليزية مهمة للتواصل مع الناس ومفيدة في شتى مجالات العمل فهي العربية ايضا لها نفس الاهمية.. ثم اضافت القادري حديثها : استخدامي للانكليزية بكثرة وبعدي قليلا عن العربية ليس مقصوداً ليس للمباهاة بهذه اللغة ولكن للظروف البيئية التي نشأت فيها حكمت علي بهذا الوضع , وبالفعل أرى ان اللغات جميعها تخدم البرستيج وليست الانكليزية فقط.. فعندما يكون الشخص ملماً بلغتين فهذا بحد ذاته قد يخدم برستيجه, فالعربية والانكليزية كل منها مكمل للآخر.. ولكن طغيان الانكليزية يعود للغزو الثقافي الذي نعيشه فبريطانيا العظمى والولايات المتحدة هما اللتان تتحكمان بموجات البشر في هذه الفترة.
ومن جانب آخر جاءت آلاء النجار مؤكدة لاهمية اللغتين معنا ووضحت رأيها قائلة: ان اللغة الانكليزية مهمة جدا للتواصل مع جميع الاجناس, فهي همزة الوصل الوحيدة التي تجمع جميع اقطار العالم, وبالرغم من ان مستوى محادثتي جيد الا انني لا استخدم هذه اللغة الا في محلها اما للدراسة او في السفر وبعض المحال التجارية التي تستلزم ذلك. ومن جانب آخر اكملت النجار حديثها الاصرار على تعليم ابنائها في المستقبل هذه اللغة والتحدث معهم ايضا وممارسة اللغة الانكليزيةحتى ترفع من تحصيلهم اللغوي وليس اللغة العربية فقط بل العربية والانكليزية معا , اما في ما هو متعارف الان من تبادل الاحاديث بالاجنبية بين الزملاء فسرت ذلك بأنه قد يكون نوعاً من التباهي أو قد يكونون طلبة من طبقة اجتماعية رفيعة بالمجتمع.. ولكن احيانا قد تكون البيئة هي التي تحتم على الفرد ذلك , من استخدام العربية او الانكليزية. وقد يكون استخدام اللغة الانكليزية لدى البعض هو خدمة لذات الشخص ورفع برستيجه الشخصي كما هو متعارف عليه في المجتمع الكويتي.
حسين دشتي اكد مرة أخرى اهمية اللغتين معا فلابد ان يكون الطالب يتقن اللغتين العربية والانكليزية معا, فالان نرى ان الفرد يستخدم الانكليزية اصبح بشكل يومي فالملاحظ حاليا خاصة بين طلبة الجامعات هو تبادل الإنكليزية بشكل يفوق العربية وهذا لا يقتصر فقط في اطار الجامعة بل تخرج هذه اللغة خارج هذه الحدود بشكل كبير ولكن هذا لايعني ان يكون الهدف من وراء هذه الممارسة هي للتباهي والفخر بل هي بيئة فرضت علينا وذلك فغالبية الدراسات الجامعية الحالية تكون بالشكل الغالب بالإنكليزية.
لغة دخيلة
عبد العزيز الخشتي نأسف لهذه الظاهرة التي بدأت تتفشى بين الطلبة خاصة وعبر ان هذه اللغة دخيلة على المجتمعات العربية فلا مانع من ممارسة الانكليزية بين الزملاء ولكن ليس لدرجة التخلي عن العربية كما هو متعارف عليه حاليا لانه مهما ارتقينا بالسلم ومهما بلغنا من المعرفة فلا يجوز مسح اللغة الاصلية لنا فهي اللغة الام واصبح المجتمع الحالي يستخدم هذه اللغة ويتمرس فيها لاهتمامه بمظهره ليعكس شخصية ما بداخله للناس بدلا من ان يهتم بها لتكون له كلغة ثانية يتقنها او تخدمه في مجالات العمل واستمر قائلا عن نفسه وموقفه انا مستوى محادثتي جيد في الانكليزية ولكن لا استخدمها الا عند الضرورة رغم انها اللغة الرسمية للتفاهم بين دول العالم ولكنني لا اجد اي حاجة الى استخدامها خير بلدي وبين ابناء بلدي الا في اماكن معدودة كالمطاعم وبعض المحلات التجارية.
واكد بدوره حسين ياسين ان التخلي عن العربية خطر يغزو المجتمعات العربية وبدوره استاء من ان الدراسة الحالية اصبحت غالبيتها بالانكليزية فهو في نفسه يرفض استخدام هذه اللغة بشكل يومي وبشدة ولكنه اوضح انه لايستخدم الانكليزية الا في وقتها اما في السفر او للتواصل مع شخصه يجهل العربية او في بعض المطاعم في الدولة وكرر استياءه حسين ياسين قائلا: ان البعض يفتخرون كونهم يتحدثون الانكليزية ويتبادلون الاحاديث بينهم وبين زملائهم بهذه اللغة رغم معرفتهم بالعربية فهذا في حد ذاته تخل عن العربية فأرى ان هذه الظاهرة لاتقلل او تزيد من اهمية الشخص او برستيجه فهذه ليست الا ظاهرة فلا اجدها غزواً يتفشى في المجتمعات ويسرق العربية.
جمانة اشكناني تحدثت عن هذه الظاهرة مؤكدة انها لا تتمنى ان تكون من هؤلاء الاشخاص الذين يتخلون عن لغتهم العربية في سبيل خدمة برستيجهم الشخصي والتبرج بالكلمات الانكليزية ووضحت ذلك قائلة انني اجيد الانكليزية وبشكل يمكنني من التحدث والتعامل مع الآخرين ولكنني لا احب ان استخدم هذه اللغة الا في الجامعة بكون ان بعض المواد المدروسة تكون بالانكليزية او في المحلات التجارية او المطاعم وغيرها من الاماكن العامة فأنا ارى ان العربية هي لغة القرآن الكريم وهي لغة الدنيا والآخرة فلم اتخلى عنها ولن احاول مهما كان ان اتبادل الاحاديث مع زميلاتي بالانكليزية ومن يقوم بذلك فأرى انها حرية شخصية ولكن البعض منهم يتعمد ذلك بقصد لفت الانظار ليقال عنهم مثقفين ولكن الثقافة لاتقاس بهذا المنظور ولا ننسى اننا دولة عربية لنا لغتنا وتاريخنا العريق فلماذا نأخذ ما هو ليس لنا كما ان اصحاب اللغات الاجنبية لم يفكروا في يوم ان يستخدموا لغتنا والتبرج او التثقف بها فلماذا نفعل ذلك نحن العرب?.
لغة القرآن
ومن جانب آخر جاء جعفر الجابر بوصف العربية بلغة الام ورأى انها لغة القرآن الكريم فلايجوز التخلي عنها فبالرغم من تمكنه ومعرفته الجيدة بالانكليزية الا انه لايستخدمها الا نادراً وان تلفظ بأي كلمة هي ليست بعربية فلابد وان ذلك ضريبة دراسته باللغة الإنكليزية ورأى أن كل من يحاول التشبه بالانكليز ويحول حديثه كله من العربية إلى الانكليزية ويمارس هذا مع زملائه فهو قد يضمن انه انسان متحضر , ولكنه ما هو إلا متخلف وجاهل بمكانة اللغة الأصلية واللغة الأم, وأكمل حديثه معلقا عمن يظن ان التحدث بالانجليزية وبالعلن في دولة عربية قد يفقد المرء هويته وطابعه العربي ويجعله دخيلا على مجتمعات غيره.
أما فاطمة علي شمو تمكنت من سرد رأيها في هذه القضية بالنحو التالي: انني اجيد الانكليزية بشكل يجعلني أن اتمكن من التواصل مع أي شخص غير عربي , ولكنني لا استخدام هذه اللغة إلا للضروريات التي فعلا تحتاج مني التنازل عن لغتي العربية ولهجتي الكويتية وأرى أيضا ان لغتنا العربية اسهل وأكثر سلاسة من الأخرى..فما نقصدها , فعلى سبيل المثال غالبا ما نجد في الانجليزية كلمة واحدة ترتبط بمعاني عدة وهذه دلالة على محدودية هذه اللغة , بينما العربية بحر من العلوم لا ينتهي. أنصح أن تكون هناك دورات مدروسة ومعدة لزيادة تثقيف الطلبة في قواعد وأسس اللغة العربية, فنحن العرب مهما اختلفت لهجاتنا ولكن العربية تربطنا , فما يكون الاهتمام للانكليزية اكثر والمعروف ان العربية هي لغة القرآن ولغة الجميع واستطيع ان اجزم بأن من يتقن العربية بدون اي اخطاء بالفعل ما هو إلا نسان راق.. بينما الانكليزية لا تحتوي على هذا الرقي مهما تحضرت .. ومن يحاول التحدث بالانكليزية عمدا متباعداً عن العربية فما هي إلا تفاهات تخرج من ذات الشخص, ومن يرى ان هذه اللغة تخدم البرستيج فما هو إلا جاهل بهذه الخاصية , فالبرستيج لا يظهر ولا يرقى إلا بطريقة أسلوب الحديث المتواصل بين الاطراف مهما اختلفت اللغات . اللغة لن تخدم البرستيج كما يخدم اسلوب الشخص ولباقته في الكلام البرستيج ذاته بأي لغة كانت.
وفي نفس اطار الموضوع وضح لنا مشاري حسين العوضي ضرورة الاعتماد الكلي على العربية لانها لغة القرآن الكريم ولغة الاجداد والآباء, فكما وصلوها لنا يجب علينا الحفاظ عليها وتوصيلها للاجيال القادمة فهي طبعة ثقافية لمجتمعاتنا العربية ولكن هذا لا يعني ان يتخلى المرء عن التثقيف بالانكليزية فما هي إلا لغة عالمية يتواصل بها جميع الشعوب باختلاف اجناسهم, ومن يحاول ان يتحدث أو يمارس هذه اللغة الغريبة عن مجتمعنا مع زملائه بقصد التمكن منها فليس هناك ما يمنع . ولكن من يحاول تمرسها لرفع الهيبة أو البرستيج أو ال¯ (Style) كما هو متعارف عليه فاعتقد انه مخطئ بحق نفسه , فليس للغة اي دخل في هذه الجوانب فيجب على كل عربي التمسك بلغته العربية وبلهجته المحلية فهي صورة مجتمعه وعنوان ثقافته.
ومن جانب آخر..ألصقنا آراء بعض من اساتذة علم الاجتماع إلى آراء الطلبة حول هذه الظاهرة .
وبداية جاء تعليق د.يوسف غلوم علي من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت: بأن هذه الظاهرة ليست بجديدة ولكنها تجدد نفسها خصوصا في هذا الجيل الجديد, وهذه الظاهرة لها اسبابها. أولا: نحن نجد نفسنا الآن في عصر العولمة وعصر انفتاح الثقافات وغالبا ما يكون الانتصار للثقافة الاقوى والاكثر شيوعا , فتدخل هذه الثقافة للمجتمعات الضعيفة بسرعة خيالية وتوصل نفسها بطرق كثيرة منها وسائل الاعلام والتي تؤثر وبشكل قوي جميع طبقات وفئات المجتمع وخاصة فئة الشباب من أفلام مصورة وإعلانات أو شعارات وغيرها في الاذاعة والتلفزيون وأيضا المطاعم الاجنبية الوافدة وبكثرة للمجتمعات العربية
والاسواق وغيرها ويرجع ذلك كله لعدم تطويرنا للعربية فأصبحت لغة ضعيفة ولذلك نجد ان الكثير من المصطلحات لا نستخدمها الا باللغة الانكليزية لعدم وجود مفردات مقابلة لها في العربية فصار التخلي عن العربية اسهل. وخصوصا نجد ذلك عند فئة الشباب فيأخذون اصحاب هذه اللغات محل القدوة لهم ويسعون جاهدين الى الوصول لهم اما السبب الاخر الذي جعل هذه الظاهرة تظهر بمستواها القوي حاليا هو نظرة الناس للبرستيج والمظهر الشخصي فغالبا ما يجدون ان الانكليزية تلبي لهم مطالبهم ومطالب برستيجهم فيسعون وراءها وايضا لن ننسى ان هناك المدارس الاجنبية المنتشرة في البلاد بجميع مراحلها لعبت الدور الاكبر في تفشي هذه الظاهرة وايضا وجود فئة العمالة المنزلية وضرورة التواصل معهم بلغاتهم فلا يلجأ الفرد الا لاستخدام لغة التواصل المشتركة بينه وبينهم.
اما دكتور علم النفس الاجتماعي عامر الصالح في جامعة الكويت جاء بدوره موضحا هذه الظاهرة بأنها ظاهرة التمركز الذاتي حول اللغة وان هنالك فئتين من مستخدمي هذه اللغة فالفئة الاولى هم من يتأثر بالغرب ونبسط اللغة الاجنبية سواء كانت انكليزية, فرنسية, اسبانية.. بحيث يتأثر الافراد بمفردات اللغة بحالة من الشعور بالاستعلاء لدى بعضهم في نمط المحادثة او محاولة جذب انتباه الاطراف الاخرى للحديث في الامكان العامة بلغة اجنبية وارى ان المؤسسات الاجتماعية خصوصا (الاسرة) لابد ان تنمي حالة الحفاظ على هوية اللغة العربية وعدم المساس بقواعدها داخل المنزل وخارجه وبالذات هنا نركز على احتكاك الاطفال مع الخدم بالاضافة الى وسائل الاعلام وهي تؤثر خصوصا على (فئة الشباب) مثل السينما والتلفزيون والاذاعة وغيرها والتي تحوي على بعض المشاهد او الصور التي تعمل على التأثر بمفردات اللغة او العبارات والتي غالبا ما يكون فيها نوع من الاستهزاء او بعض الكلام البذيء الذي لا يدركه الشباب بحيث يتم تحويلها في مفاهيمهم الخاصة لمعاني اخرى حتى دون ان يدركوا حتى اصل هذه الكلمات ومعانيها وكل هذا يكون في سبيل التميز بصورة استثنائية بوجود بعض من هذه العبارات الغربية.
اما الفئة الثانية هي التي تكون غير مبالية لما تقوم به او تتفوه به من كلمات وهم المتعلمون بالمدارس الخاصة منذ طفولتهم اي المراحل الاولى الدراسية حتى التخرج من الجامعة فتكون اللغة ملازمة لهم ومعتادة وبشكل يومي فتتفاعل في حياته اليومية مع اسرته والمحيطين به او اي مؤسسات اجتماعية اخرى فهنا سنجد ان الامر طبيعي بأن يتلفظ اصحاب هذه الفئة بالمفردات الاجنبية وبصورة عفوية وتلقائية دون القصد او المساس باللغة المحلية.. ولكن لابد للانسان ان يتعرف على اصول وقواعد اللغة الاجنبية باعتبارها اللغة السائدة في العالم وخصوصا نراها في حالات السفر (العلاج والسياحة) ولكن بعيدا عن الدخول في هذه الظاهرة ونظرا لوجود المنتوجات والبرامج الاعلامية والمؤسسات فنرى ان الكثير يتأثر من الشباب بصورة او بأخرى للحديث باللغة حتى يصبغ في الموقف الاجتماعي الذي يكون فيه بين اصدقائه بنوع من التنمق والسرور والشموخ.
واذا كان الاساس او الهدف هو تقوية المفردات اللغوية والنحو ومعرفة معاني الكلمات بصورة تفاعلية يومية داخل الاسرة فهو يشكل مقياسا ثقافيا لدى الشخص المرسل للغة بأن تكون خبرته في اللغة عالية واتجاه المستقبل (الشخص الذي يستفيد من الممارسات اللغوية بصورة هادفة).
الأنكليزية تتفوق على اللهجة المحلية وتسيطر على الثقافات الطلابية
كتبت - حوراء جودي
بدأت ظاهرة غربية تغزو الجيل الصاعد حاليا أكثر من غيره.. ظاهرة لغوية ليست بجديدة وليست بقديمة. ولكنها اصبحت أكثر تداولا في الآونة الاخيرة بين الطلبة. وصار استخدامها ملحوظاً وبشكل ملفت!!
طلبة وطالبات من الجنسيات العربية, لايتحدثون إلا الانكليزية, رغم معرفتهم الكافية بالعربية , ولكنهم يتجاهلونها ويبدعون في الاخرى ونرى منهم الكثير في ارجاء جامعة الكويت فلا ننكر أهمية هذه اللغة, وأهمية المعرفة والدراية بها ولكن اين ذهبت العربية?! فهل هي ظاهرة فكرية جديدة أم إنها جزء من »البرستيج الاجتماعي تفرضه الضروريات الشخصية للفرد?
حول هذه الظاهرة استطلعت »السياسة« اراء بعض الطلبة لبعض الطلبة حول هذه الظاهرة فكانت ردودهم كالتالي:
بداية بين لنا علي اشكناني رأيه في هذه الظاهرة قائلا: أنا اتحدث الانكليزية ومحادثتي فيهاجيدة وغالبا ما استخدمها في حياتي اليومية بحكم ان دراستي الجامعية تتطلب مني ذلك كونها باللغة الانكليزية.
ولكنني لم اصل الى المرحلة التي اتخلى فيها عن لغتي العربية فهي لغتي الاولى ومن يتخلى عنها أراه في نظري شخصاً جاهلاً في ذاته, فصحيح ان تبادل الاحاديث باللغة الانكليزية بين الزملاء لها فوائدها ولكن الاستمرار والكثرة من هذه الظاهرة ستعكس شيئا غير مرغوب فيه للآخرين, فقد ينظر لها البعض بأنها نوع من التكبر وغالبا ما ينظر اليها اصحابها بأنها تضيف شيئا من الجمال واللهيبة للبرستيج ولكن برأيي ان اللغة او اللهجة ليس لها أي دخل في البرستيج.
اما سارة عبد السلام رأت انه من الضروري جدا استخدام اللغة الانكليزية وبكثرة خاصة وانها اصبحت اللغة العالمية والتي تستخدم فيها غالبية الدول , أما عمن يتعمد استخدامها لترك العربية علقت قائلة: انني اتحدث اللغة الانكليزية بمستوى متوسط يمكنني من استخدامها غير الاماكن التي تستلزم ذلك كالتعامل مع ذوات الشخصيات الاجنبية أو في الاسواق والاماكن العامة , ولكن لا أؤيد من يتخلى عن العربية ويأخذ اللغة الاخرى لغة أولى له فلغتنا هي اللغة الام, وهي لغة القرآن الكريم وهي تعتبر شيئاً يدل على اصالتنا وثقافتنا فكيف لنا بالتخلي عنها.ولكنني لن امنع نفسي من تبادلها بين زملائي فهي قد تقوي مستوى المحادثة لدي بشكل عفوي .. وفي الوقت ذاته هي قد تخدم البرستيج الذاتي للشخص وأيضا اجدها شيئاً من التعبير عن مدى ثقافة الشخص.
اللغتان معا
وفجر القادري شاركت زملاءها بالرأي انه من الخطأ التخلي عن العربية من أبناء الدول العربية معلقة على ذلك: نحن من دول عربية فيجب ان نعتز بلغتنا العربية وتوصيلها لأعلى المراتب كما وصلت اللغة الانكليزية فبالرغم من كوني طالبة من تأسيس مدرسة انكليزية وأعاني من ضعف في اللغة العربية واللهجة الكويتية معا ولكنني اسعى دائما لتقوية لغتي العربية فمثل ما اللغة الانكليزية مهمة للتواصل مع الناس ومفيدة في شتى مجالات العمل فهي العربية ايضا لها نفس الاهمية.. ثم اضافت القادري حديثها : استخدامي للانكليزية بكثرة وبعدي قليلا عن العربية ليس مقصوداً ليس للمباهاة بهذه اللغة ولكن للظروف البيئية التي نشأت فيها حكمت علي بهذا الوضع , وبالفعل أرى ان اللغات جميعها تخدم البرستيج وليست الانكليزية فقط.. فعندما يكون الشخص ملماً بلغتين فهذا بحد ذاته قد يخدم برستيجه, فالعربية والانكليزية كل منها مكمل للآخر.. ولكن طغيان الانكليزية يعود للغزو الثقافي الذي نعيشه فبريطانيا العظمى والولايات المتحدة هما اللتان تتحكمان بموجات البشر في هذه الفترة.
ومن جانب آخر جاءت آلاء النجار مؤكدة لاهمية اللغتين معنا ووضحت رأيها قائلة: ان اللغة الانكليزية مهمة جدا للتواصل مع جميع الاجناس, فهي همزة الوصل الوحيدة التي تجمع جميع اقطار العالم, وبالرغم من ان مستوى محادثتي جيد الا انني لا استخدم هذه اللغة الا في محلها اما للدراسة او في السفر وبعض المحال التجارية التي تستلزم ذلك. ومن جانب آخر اكملت النجار حديثها الاصرار على تعليم ابنائها في المستقبل هذه اللغة والتحدث معهم ايضا وممارسة اللغة الانكليزيةحتى ترفع من تحصيلهم اللغوي وليس اللغة العربية فقط بل العربية والانكليزية معا , اما في ما هو متعارف الان من تبادل الاحاديث بالاجنبية بين الزملاء فسرت ذلك بأنه قد يكون نوعاً من التباهي أو قد يكونون طلبة من طبقة اجتماعية رفيعة بالمجتمع.. ولكن احيانا قد تكون البيئة هي التي تحتم على الفرد ذلك , من استخدام العربية او الانكليزية. وقد يكون استخدام اللغة الانكليزية لدى البعض هو خدمة لذات الشخص ورفع برستيجه الشخصي كما هو متعارف عليه في المجتمع الكويتي.
حسين دشتي اكد مرة أخرى اهمية اللغتين معا فلابد ان يكون الطالب يتقن اللغتين العربية والانكليزية معا, فالان نرى ان الفرد يستخدم الانكليزية اصبح بشكل يومي فالملاحظ حاليا خاصة بين طلبة الجامعات هو تبادل الإنكليزية بشكل يفوق العربية وهذا لا يقتصر فقط في اطار الجامعة بل تخرج هذه اللغة خارج هذه الحدود بشكل كبير ولكن هذا لايعني ان يكون الهدف من وراء هذه الممارسة هي للتباهي والفخر بل هي بيئة فرضت علينا وذلك فغالبية الدراسات الجامعية الحالية تكون بالشكل الغالب بالإنكليزية.
لغة دخيلة
عبد العزيز الخشتي نأسف لهذه الظاهرة التي بدأت تتفشى بين الطلبة خاصة وعبر ان هذه اللغة دخيلة على المجتمعات العربية فلا مانع من ممارسة الانكليزية بين الزملاء ولكن ليس لدرجة التخلي عن العربية كما هو متعارف عليه حاليا لانه مهما ارتقينا بالسلم ومهما بلغنا من المعرفة فلا يجوز مسح اللغة الاصلية لنا فهي اللغة الام واصبح المجتمع الحالي يستخدم هذه اللغة ويتمرس فيها لاهتمامه بمظهره ليعكس شخصية ما بداخله للناس بدلا من ان يهتم بها لتكون له كلغة ثانية يتقنها او تخدمه في مجالات العمل واستمر قائلا عن نفسه وموقفه انا مستوى محادثتي جيد في الانكليزية ولكن لا استخدمها الا عند الضرورة رغم انها اللغة الرسمية للتفاهم بين دول العالم ولكنني لا اجد اي حاجة الى استخدامها خير بلدي وبين ابناء بلدي الا في اماكن معدودة كالمطاعم وبعض المحلات التجارية.
واكد بدوره حسين ياسين ان التخلي عن العربية خطر يغزو المجتمعات العربية وبدوره استاء من ان الدراسة الحالية اصبحت غالبيتها بالانكليزية فهو في نفسه يرفض استخدام هذه اللغة بشكل يومي وبشدة ولكنه اوضح انه لايستخدم الانكليزية الا في وقتها اما في السفر او للتواصل مع شخصه يجهل العربية او في بعض المطاعم في الدولة وكرر استياءه حسين ياسين قائلا: ان البعض يفتخرون كونهم يتحدثون الانكليزية ويتبادلون الاحاديث بينهم وبين زملائهم بهذه اللغة رغم معرفتهم بالعربية فهذا في حد ذاته تخل عن العربية فأرى ان هذه الظاهرة لاتقلل او تزيد من اهمية الشخص او برستيجه فهذه ليست الا ظاهرة فلا اجدها غزواً يتفشى في المجتمعات ويسرق العربية.
جمانة اشكناني تحدثت عن هذه الظاهرة مؤكدة انها لا تتمنى ان تكون من هؤلاء الاشخاص الذين يتخلون عن لغتهم العربية في سبيل خدمة برستيجهم الشخصي والتبرج بالكلمات الانكليزية ووضحت ذلك قائلة انني اجيد الانكليزية وبشكل يمكنني من التحدث والتعامل مع الآخرين ولكنني لا احب ان استخدم هذه اللغة الا في الجامعة بكون ان بعض المواد المدروسة تكون بالانكليزية او في المحلات التجارية او المطاعم وغيرها من الاماكن العامة فأنا ارى ان العربية هي لغة القرآن الكريم وهي لغة الدنيا والآخرة فلم اتخلى عنها ولن احاول مهما كان ان اتبادل الاحاديث مع زميلاتي بالانكليزية ومن يقوم بذلك فأرى انها حرية شخصية ولكن البعض منهم يتعمد ذلك بقصد لفت الانظار ليقال عنهم مثقفين ولكن الثقافة لاتقاس بهذا المنظور ولا ننسى اننا دولة عربية لنا لغتنا وتاريخنا العريق فلماذا نأخذ ما هو ليس لنا كما ان اصحاب اللغات الاجنبية لم يفكروا في يوم ان يستخدموا لغتنا والتبرج او التثقف بها فلماذا نفعل ذلك نحن العرب?.
لغة القرآن
ومن جانب آخر جاء جعفر الجابر بوصف العربية بلغة الام ورأى انها لغة القرآن الكريم فلايجوز التخلي عنها فبالرغم من تمكنه ومعرفته الجيدة بالانكليزية الا انه لايستخدمها الا نادراً وان تلفظ بأي كلمة هي ليست بعربية فلابد وان ذلك ضريبة دراسته باللغة الإنكليزية ورأى أن كل من يحاول التشبه بالانكليز ويحول حديثه كله من العربية إلى الانكليزية ويمارس هذا مع زملائه فهو قد يضمن انه انسان متحضر , ولكنه ما هو إلا متخلف وجاهل بمكانة اللغة الأصلية واللغة الأم, وأكمل حديثه معلقا عمن يظن ان التحدث بالانجليزية وبالعلن في دولة عربية قد يفقد المرء هويته وطابعه العربي ويجعله دخيلا على مجتمعات غيره.
أما فاطمة علي شمو تمكنت من سرد رأيها في هذه القضية بالنحو التالي: انني اجيد الانكليزية بشكل يجعلني أن اتمكن من التواصل مع أي شخص غير عربي , ولكنني لا استخدام هذه اللغة إلا للضروريات التي فعلا تحتاج مني التنازل عن لغتي العربية ولهجتي الكويتية وأرى أيضا ان لغتنا العربية اسهل وأكثر سلاسة من الأخرى..فما نقصدها , فعلى سبيل المثال غالبا ما نجد في الانجليزية كلمة واحدة ترتبط بمعاني عدة وهذه دلالة على محدودية هذه اللغة , بينما العربية بحر من العلوم لا ينتهي. أنصح أن تكون هناك دورات مدروسة ومعدة لزيادة تثقيف الطلبة في قواعد وأسس اللغة العربية, فنحن العرب مهما اختلفت لهجاتنا ولكن العربية تربطنا , فما يكون الاهتمام للانكليزية اكثر والمعروف ان العربية هي لغة القرآن ولغة الجميع واستطيع ان اجزم بأن من يتقن العربية بدون اي اخطاء بالفعل ما هو إلا نسان راق.. بينما الانكليزية لا تحتوي على هذا الرقي مهما تحضرت .. ومن يحاول التحدث بالانكليزية عمدا متباعداً عن العربية فما هي إلا تفاهات تخرج من ذات الشخص, ومن يرى ان هذه اللغة تخدم البرستيج فما هو إلا جاهل بهذه الخاصية , فالبرستيج لا يظهر ولا يرقى إلا بطريقة أسلوب الحديث المتواصل بين الاطراف مهما اختلفت اللغات . اللغة لن تخدم البرستيج كما يخدم اسلوب الشخص ولباقته في الكلام البرستيج ذاته بأي لغة كانت.
وفي نفس اطار الموضوع وضح لنا مشاري حسين العوضي ضرورة الاعتماد الكلي على العربية لانها لغة القرآن الكريم ولغة الاجداد والآباء, فكما وصلوها لنا يجب علينا الحفاظ عليها وتوصيلها للاجيال القادمة فهي طبعة ثقافية لمجتمعاتنا العربية ولكن هذا لا يعني ان يتخلى المرء عن التثقيف بالانكليزية فما هي إلا لغة عالمية يتواصل بها جميع الشعوب باختلاف اجناسهم, ومن يحاول ان يتحدث أو يمارس هذه اللغة الغريبة عن مجتمعنا مع زملائه بقصد التمكن منها فليس هناك ما يمنع . ولكن من يحاول تمرسها لرفع الهيبة أو البرستيج أو ال¯ (Style) كما هو متعارف عليه فاعتقد انه مخطئ بحق نفسه , فليس للغة اي دخل في هذه الجوانب فيجب على كل عربي التمسك بلغته العربية وبلهجته المحلية فهي صورة مجتمعه وعنوان ثقافته.
ومن جانب آخر..ألصقنا آراء بعض من اساتذة علم الاجتماع إلى آراء الطلبة حول هذه الظاهرة .
وبداية جاء تعليق د.يوسف غلوم علي من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت: بأن هذه الظاهرة ليست بجديدة ولكنها تجدد نفسها خصوصا في هذا الجيل الجديد, وهذه الظاهرة لها اسبابها. أولا: نحن نجد نفسنا الآن في عصر العولمة وعصر انفتاح الثقافات وغالبا ما يكون الانتصار للثقافة الاقوى والاكثر شيوعا , فتدخل هذه الثقافة للمجتمعات الضعيفة بسرعة خيالية وتوصل نفسها بطرق كثيرة منها وسائل الاعلام والتي تؤثر وبشكل قوي جميع طبقات وفئات المجتمع وخاصة فئة الشباب من أفلام مصورة وإعلانات أو شعارات وغيرها في الاذاعة والتلفزيون وأيضا المطاعم الاجنبية الوافدة وبكثرة للمجتمعات العربية
والاسواق وغيرها ويرجع ذلك كله لعدم تطويرنا للعربية فأصبحت لغة ضعيفة ولذلك نجد ان الكثير من المصطلحات لا نستخدمها الا باللغة الانكليزية لعدم وجود مفردات مقابلة لها في العربية فصار التخلي عن العربية اسهل. وخصوصا نجد ذلك عند فئة الشباب فيأخذون اصحاب هذه اللغات محل القدوة لهم ويسعون جاهدين الى الوصول لهم اما السبب الاخر الذي جعل هذه الظاهرة تظهر بمستواها القوي حاليا هو نظرة الناس للبرستيج والمظهر الشخصي فغالبا ما يجدون ان الانكليزية تلبي لهم مطالبهم ومطالب برستيجهم فيسعون وراءها وايضا لن ننسى ان هناك المدارس الاجنبية المنتشرة في البلاد بجميع مراحلها لعبت الدور الاكبر في تفشي هذه الظاهرة وايضا وجود فئة العمالة المنزلية وضرورة التواصل معهم بلغاتهم فلا يلجأ الفرد الا لاستخدام لغة التواصل المشتركة بينه وبينهم.
اما دكتور علم النفس الاجتماعي عامر الصالح في جامعة الكويت جاء بدوره موضحا هذه الظاهرة بأنها ظاهرة التمركز الذاتي حول اللغة وان هنالك فئتين من مستخدمي هذه اللغة فالفئة الاولى هم من يتأثر بالغرب ونبسط اللغة الاجنبية سواء كانت انكليزية, فرنسية, اسبانية.. بحيث يتأثر الافراد بمفردات اللغة بحالة من الشعور بالاستعلاء لدى بعضهم في نمط المحادثة او محاولة جذب انتباه الاطراف الاخرى للحديث في الامكان العامة بلغة اجنبية وارى ان المؤسسات الاجتماعية خصوصا (الاسرة) لابد ان تنمي حالة الحفاظ على هوية اللغة العربية وعدم المساس بقواعدها داخل المنزل وخارجه وبالذات هنا نركز على احتكاك الاطفال مع الخدم بالاضافة الى وسائل الاعلام وهي تؤثر خصوصا على (فئة الشباب) مثل السينما والتلفزيون والاذاعة وغيرها والتي تحوي على بعض المشاهد او الصور التي تعمل على التأثر بمفردات اللغة او العبارات والتي غالبا ما يكون فيها نوع من الاستهزاء او بعض الكلام البذيء الذي لا يدركه الشباب بحيث يتم تحويلها في مفاهيمهم الخاصة لمعاني اخرى حتى دون ان يدركوا حتى اصل هذه الكلمات ومعانيها وكل هذا يكون في سبيل التميز بصورة استثنائية بوجود بعض من هذه العبارات الغربية.
اما الفئة الثانية هي التي تكون غير مبالية لما تقوم به او تتفوه به من كلمات وهم المتعلمون بالمدارس الخاصة منذ طفولتهم اي المراحل الاولى الدراسية حتى التخرج من الجامعة فتكون اللغة ملازمة لهم ومعتادة وبشكل يومي فتتفاعل في حياته اليومية مع اسرته والمحيطين به او اي مؤسسات اجتماعية اخرى فهنا سنجد ان الامر طبيعي بأن يتلفظ اصحاب هذه الفئة بالمفردات الاجنبية وبصورة عفوية وتلقائية دون القصد او المساس باللغة المحلية.. ولكن لابد للانسان ان يتعرف على اصول وقواعد اللغة الاجنبية باعتبارها اللغة السائدة في العالم وخصوصا نراها في حالات السفر (العلاج والسياحة) ولكن بعيدا عن الدخول في هذه الظاهرة ونظرا لوجود المنتوجات والبرامج الاعلامية والمؤسسات فنرى ان الكثير يتأثر من الشباب بصورة او بأخرى للحديث باللغة حتى يصبغ في الموقف الاجتماعي الذي يكون فيه بين اصدقائه بنوع من التنمق والسرور والشموخ.
واذا كان الاساس او الهدف هو تقوية المفردات اللغوية والنحو ومعرفة معاني الكلمات بصورة تفاعلية يومية داخل الاسرة فهو يشكل مقياسا ثقافيا لدى الشخص المرسل للغة بأن تكون خبرته في اللغة عالية واتجاه المستقبل (الشخص الذي يستفيد من الممارسات اللغوية بصورة هادفة).