ديك الجن
04-28-2006, 10:53 AM
محمد الباهلي
في تطور شديد الأهمية لمواجهة حملات التبشير وحالة الاختراق والتغلغل "التنصيري"، الذي أصبحت رياحه المسمومة تجتاح العالم الإسلامي، وبالأخص الجزائر، بوسائل غاية في الدقة والخطورة خاصة في السنوات الأخيرة التي تحولت فيها حركة التنصير بصورة مفاجئة، من حركة تتحرك في مساحة ضيقة إلى حركة تتحرك في مساحة واسعة وممتدة في جسد العالم الإسلامي، ومن ممارسات خفية إلى ممارسات مكشوفة ومدعومة بتدخلات وضغوط سياسية غربية شديدة الحدة، أصدرت الجزائر قانوناً ينص على إنزال عقوبات لمن "يحاول دعوة مسلم إلى اعتناق دين آخر"، بعد أن وصل موضوع التنصير فيها إلى مرحلة الخطر، في مناطق كثيرة من الجزائر، خاصة منطقة القبائل. وحدد القانون بوضوح العقوبات بالسجن الذي يتراوح بين سنتين وخمس سنوات وغرامة بين 500 ألف إلى مليون دينار، في حق كل من يحث أو يرغم أو يستخدم وسائل الإغراء لإرغام مسلم على اعتناق دين آخر.
هذا القرار في الحقيقة يكشف لنا بدقة عن مؤشرين:
الأول: مستوى الخطورة التي وصل إليها التغلغل التنصيري في عالمنا الإسلامي.
الثاني: تحول حركة التنصير إلى حرب معلنة ضد الإسلام والمسلمين، بوسائل وضغوط اقتصادية وسياسية عديدة أخطرها خدعة "وثيقة الحقوق الدينية"، وتحت مسميات عديدة أهمها العمل الإغاثي والعمل الخيري والتعليم ومؤسسات تجارية عديدة لا يبدو عليها أنها تعمل في هذا المجال والمراكز الثقافية الأجنبية.
وقد كشف تقرير صادر عن البيت الأبيض نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية في 16/3/2006 أن الإدارة الأميركية قدمت خلال عام 2005، أكثر من ملياري دولار كمنح للجمعيات الدينية المسيحية بهدف إعطائها الدعم المناسب لممارسة عملها التنصيري بشكل واسع. وهذا الرقم لا يشمل كل المنح التي قدمتها الإدارة الأميركية لدعم خطط التنصير التي تعهدت إدارة بوش بالتكفل بها، ولا تشمل المنح التي تقدمها الدول الغربية بشكل عام، والتي بلغت حسب ما أشارت إليه مجلة "النبأ" عدد 60 في عام 2001: 280 بليون دولار أميركي و4100 منظمة للتبشير و4450 محطة إذاعة وتلفزيون تنصيري و1540 خطة للتنصير، كان أخطرها ما ورد في خطة مؤتمر كلورادو عام 1978 في أميركا الشمالية والتي ركزت على أن يجد الإنجيل طريقه إلى 720 مليون مسلم، وأن تخرج الكنائس القومية عن عزلتها، وتقتحم ثقافات المسلمين، وأن يتم تذويب عناصر المقاومة عند المسلمين بطرق وأساليب ووسائل جديدة ومتعددة، أهمها تفكيك الترابط الاجتماعي والروحي بوسائل مختلفة، منها العمل السياسي الخفي والعمل السياسي المباشر، وذلك بإثارة المشكلات والنعرات القبلية والعنصرية وإثارة مشكلات السيادة والحدود على النحو الذي تبدو فيه هذه المشكلات طبيعية ولدتها ظروف موضوعية. واستخدام الجنس من جانبين:
الأول إثارة الصراع بين جنس الرجال والنساء بتضخيم مسألة حقوق المرأة واستغلال الرجل لها. والثاني: إثارة الغرائز الجنسية بتصدير النموذج الغربي إلى المجتمع الإسلامي من خلال اختلاط وسفور وتبرج ومهاجمة للنمط الإسلامي الذي يوصف بالتزمت والأصولية. وهذه الخطة تتوافق نصوصها تماماً مع نظرية "بيرنارد لويس" الخاصة بصراع الحضارات والتي نصت على ضرورة تغيير قيم النظام الإسلامي واستبدالها بنظم وأخلاقيات أميركا والغرب، وأيضاً مع ما قاله "جيمس وولسي" المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية، إن الهدف من خوض أميركا الحرب العالمية الرابعة هو إعادة رسم خريطة العالم الإسلامي.
نحن إذاً اليوم أمام تهديد "تنصيري" واضح وخطير، وصل في الجزائر إلى مرحلة الخطر، وفي العراق إلى مرحلة متقدمة، حيث افتتحت 15 كنيسة إنجيلية أبوابها في بغداد وهي تجند الشباب والشابات هناك بواسطة الأموال والهدايا، مدعومة حسب ما أشارت مجلة "نيوزويك" من إدارة البيت الأبيض الذي أعلن أنه لن يمنع الجمعيات الخيرية المسيحية من ممارسة مهامها التنصيرية داخل العراق. وفي السودان وبالأخص دارفور، أشارت العديد من المصادر أن هناك مخططات لتنصير هذه المنطقة المهمة والسيطرة عليها، ووقف انتشار الإسلام من هذه البوابة التي تشكل المنطقة الغربية للقارة الأفريقية، وهذا التحرك أيضاً يحدث في المغرب ومصر ودول عربية وإسلامية عديدة.
إننا أمام تحدٍ "تنصيري" خطير يزحف على الأمة الإسلامية، وهذا التحدي يتطلب منا جميعاً اليقظة والانتباه والحذر والاستعداد الجيد، لمواجهة هذا الخطر الجديد بكل الوسائل والطرق والأساليب والاستراتيجيات الجديدة، التي تحمل في داخلها السلاح المضاد لهذا الزحف التنصيري المسموم، الذي يتحرك بكل قوة نحو أمتنا الإسلامية لاقتلاع الإسلام منها.
* نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية
في تطور شديد الأهمية لمواجهة حملات التبشير وحالة الاختراق والتغلغل "التنصيري"، الذي أصبحت رياحه المسمومة تجتاح العالم الإسلامي، وبالأخص الجزائر، بوسائل غاية في الدقة والخطورة خاصة في السنوات الأخيرة التي تحولت فيها حركة التنصير بصورة مفاجئة، من حركة تتحرك في مساحة ضيقة إلى حركة تتحرك في مساحة واسعة وممتدة في جسد العالم الإسلامي، ومن ممارسات خفية إلى ممارسات مكشوفة ومدعومة بتدخلات وضغوط سياسية غربية شديدة الحدة، أصدرت الجزائر قانوناً ينص على إنزال عقوبات لمن "يحاول دعوة مسلم إلى اعتناق دين آخر"، بعد أن وصل موضوع التنصير فيها إلى مرحلة الخطر، في مناطق كثيرة من الجزائر، خاصة منطقة القبائل. وحدد القانون بوضوح العقوبات بالسجن الذي يتراوح بين سنتين وخمس سنوات وغرامة بين 500 ألف إلى مليون دينار، في حق كل من يحث أو يرغم أو يستخدم وسائل الإغراء لإرغام مسلم على اعتناق دين آخر.
هذا القرار في الحقيقة يكشف لنا بدقة عن مؤشرين:
الأول: مستوى الخطورة التي وصل إليها التغلغل التنصيري في عالمنا الإسلامي.
الثاني: تحول حركة التنصير إلى حرب معلنة ضد الإسلام والمسلمين، بوسائل وضغوط اقتصادية وسياسية عديدة أخطرها خدعة "وثيقة الحقوق الدينية"، وتحت مسميات عديدة أهمها العمل الإغاثي والعمل الخيري والتعليم ومؤسسات تجارية عديدة لا يبدو عليها أنها تعمل في هذا المجال والمراكز الثقافية الأجنبية.
وقد كشف تقرير صادر عن البيت الأبيض نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية في 16/3/2006 أن الإدارة الأميركية قدمت خلال عام 2005، أكثر من ملياري دولار كمنح للجمعيات الدينية المسيحية بهدف إعطائها الدعم المناسب لممارسة عملها التنصيري بشكل واسع. وهذا الرقم لا يشمل كل المنح التي قدمتها الإدارة الأميركية لدعم خطط التنصير التي تعهدت إدارة بوش بالتكفل بها، ولا تشمل المنح التي تقدمها الدول الغربية بشكل عام، والتي بلغت حسب ما أشارت إليه مجلة "النبأ" عدد 60 في عام 2001: 280 بليون دولار أميركي و4100 منظمة للتبشير و4450 محطة إذاعة وتلفزيون تنصيري و1540 خطة للتنصير، كان أخطرها ما ورد في خطة مؤتمر كلورادو عام 1978 في أميركا الشمالية والتي ركزت على أن يجد الإنجيل طريقه إلى 720 مليون مسلم، وأن تخرج الكنائس القومية عن عزلتها، وتقتحم ثقافات المسلمين، وأن يتم تذويب عناصر المقاومة عند المسلمين بطرق وأساليب ووسائل جديدة ومتعددة، أهمها تفكيك الترابط الاجتماعي والروحي بوسائل مختلفة، منها العمل السياسي الخفي والعمل السياسي المباشر، وذلك بإثارة المشكلات والنعرات القبلية والعنصرية وإثارة مشكلات السيادة والحدود على النحو الذي تبدو فيه هذه المشكلات طبيعية ولدتها ظروف موضوعية. واستخدام الجنس من جانبين:
الأول إثارة الصراع بين جنس الرجال والنساء بتضخيم مسألة حقوق المرأة واستغلال الرجل لها. والثاني: إثارة الغرائز الجنسية بتصدير النموذج الغربي إلى المجتمع الإسلامي من خلال اختلاط وسفور وتبرج ومهاجمة للنمط الإسلامي الذي يوصف بالتزمت والأصولية. وهذه الخطة تتوافق نصوصها تماماً مع نظرية "بيرنارد لويس" الخاصة بصراع الحضارات والتي نصت على ضرورة تغيير قيم النظام الإسلامي واستبدالها بنظم وأخلاقيات أميركا والغرب، وأيضاً مع ما قاله "جيمس وولسي" المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية، إن الهدف من خوض أميركا الحرب العالمية الرابعة هو إعادة رسم خريطة العالم الإسلامي.
نحن إذاً اليوم أمام تهديد "تنصيري" واضح وخطير، وصل في الجزائر إلى مرحلة الخطر، وفي العراق إلى مرحلة متقدمة، حيث افتتحت 15 كنيسة إنجيلية أبوابها في بغداد وهي تجند الشباب والشابات هناك بواسطة الأموال والهدايا، مدعومة حسب ما أشارت مجلة "نيوزويك" من إدارة البيت الأبيض الذي أعلن أنه لن يمنع الجمعيات الخيرية المسيحية من ممارسة مهامها التنصيرية داخل العراق. وفي السودان وبالأخص دارفور، أشارت العديد من المصادر أن هناك مخططات لتنصير هذه المنطقة المهمة والسيطرة عليها، ووقف انتشار الإسلام من هذه البوابة التي تشكل المنطقة الغربية للقارة الأفريقية، وهذا التحرك أيضاً يحدث في المغرب ومصر ودول عربية وإسلامية عديدة.
إننا أمام تحدٍ "تنصيري" خطير يزحف على الأمة الإسلامية، وهذا التحدي يتطلب منا جميعاً اليقظة والانتباه والحذر والاستعداد الجيد، لمواجهة هذا الخطر الجديد بكل الوسائل والطرق والأساليب والاستراتيجيات الجديدة، التي تحمل في داخلها السلاح المضاد لهذا الزحف التنصيري المسموم، الذي يتحرك بكل قوة نحو أمتنا الإسلامية لاقتلاع الإسلام منها.
* نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية