مجاهدون
04-27-2006, 07:11 PM
داود البصري
للعجائب والغرائب والأساطير في الفكر والممارسة السياسية في تاريخ العراق المعاصر أيام وملاحم وأساطير!، ولكن على كثرة وتنوع أيام العراق السوداء لم تخلق أو تظهر قيادات تخلط بين الفاشية والإرهاب والمهزلة والسذاجة الفكرية والمعلوماتية والممارسة السلوكية كما هو ظاهر حاليا، وحيث يتسابق الإرهاب الزرقاوي المجرم وسذاجة بعض العمائم (الخفيفة) في سباق تدمير العراق وإحالته نحو الإستيداع والتقاعد المبكر!!، ولعل ظاهرة سماحة (حجة الإسلام والمسلمين) العلامة الألمعي الخطير السيد مقتدى الصدر الذي يحلو لبعض الفضائيات وصفه بصفة (الزعيم الشيعي الشاب)! هي واحدة من أطرف وأخطر الظواهر في تاريخ العراق المعاصر؟ فاللرجل قدرة غريبة على التحول وتقمص الأدوار والشخصيات وإبراز المتناقضات في ومضات خاطفة من الزمن؟ كما أن تبديل المواقف أسرع عنده من لبس القميص أو شد العمامة؟
فلا شيء ثابت في تصرف مقتدى سوى صراخه وعصبيته الدائمة، ولكنه مع ذلك لا تخلو تصرفاته وتصريحاته من طرائف لطيفة تؤشر أساسا على مدى تغلغل الأمراض النفسية في المجتمع العراقي بفعل سنوات تسلط الفاشية البعثية الطويلة، والغليان السياسي الرهيب الذي عاشه ويعيشه الشارع العراقي، وخلال السنوات الثلاث الأخيرة كان مقتدى النجم الساطع الدائم لأخبار العراق، فمنذ اليوم الأول لسقوط نظام البعث الفاشي ظهر مقتدى وجماعته على مسرح الأحداث من خلال جريمة قتل وتقطيع أوصال المجاهد الراحل السيد الشهيد (عبد المجيد الخوئي) في صحن مرقد الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وفي غرة شهر محرم الحرام أي خلال الإحتفالات السنوية بذكرى إستشهاد الإمام الحسين (رض) وآل بيته الأطهار! وكانت جريمة إهتز لها الشارع العراقي وطرب لها البعثيون القتلة، ونفذتها بقاياهم فيما يسمى ب (جيش المهدي) وهو العصابة الطائفية والإرهابية التي يقودها مقتدى الصدر نفسه، ومنذ ذلك التاريخ أي الثامن من إبريل 2003 لم يقم أحد في السلطة العراقية أو الإدارات التي تشكلت منذ ذلك التاريخ بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين والمحرضين على تلك الجريمة البشعة؟
بل أن أهل السياسة قد عرقلوا كل الخطوات القانونية ومارسوا تزويرا وتواطئا واضحا كان من سمات النظام البعثي البائد ذاته، رغم محاولات خجولة قامت بها حكومة أياد علاوي الأولى في ربيع 2004 لمحاولة إثارة الملف وتنفيذ مذكرة الإعتقال القانونية إلا أنها لم تنفذ حتى اللحظة!!
رغم أن جيش مقتدى قد أضاف لحماقاته ومهازله حماقة جديدة تمثلت في تدمير مدينة النجف بأسرها بعد محاولة الهيمنة على موارد الحرم العلوي الشريف!!، كما أن بعض السياسيين العراقيين حاولوا إسترضاء مقتدى وتياره الفوضوي لمصالح إنتخابية وداسوا بذلك على تاريخهم وعلى طبيعة العملية الديمقراطية ذاتها التي شوهها رجال السياسة في العراق بمصالحهم ومطامعهم وضعف إرادتهم وهوانهم على أنفسهم وعلى الناس!! فكانت إنطلاقة زعامة مقتدى التي توجت بزيارات رسمية قام بها لبعض دول الجوار العراقي صرح خلالها بتصريحات عنترية مضحكة وأعرب عن وقوفه وجيشه المهدوي خلف القيادتين السورية البعثية والإيرانية فيما لو تعرضتا لعدوان!!!!
وأستقبل من أعلى المستويات في بعض الدول رغم أنه لا يحمل وزنا دينيا حقيقيا ولا كفاءة معرفية متميزة!! بل أن كل ما يحمله هو إسم ونسب ووراثة وإنتماء بيولوجي، فعلاقته بالسياسة والفكر وحتى الدين مثل علاقتنا بالطاقة النووية!!! ولكنها مهازل العراق التي لا تنتهي... اليوم وبعد مسرحيات الدم والتطهير العرقي والبلطجة الطائفية وممارسة الإرهاب الشوارعي وحرق المساجد وقتل وإعدام الأبرياء على الهوية الطائفية في ساحات وشوارع المدن العراقية يعود قائد جيش المهدي ببدعة ليست جديدة ولكنها تذكرنا بأساطير وتفاهات زعيم الطالبان الروحي (الملا محمد عمر)!! ويبدو أن الطيور على أشكالها تقع !! فقد أفتى السيد المجاهد مقتدى بفتوى إنتحارية جديدة تشكل فتحا جليلا في تاريخ العراق الجديد تتفوق على الفتوى التي أصدرها الملا (صدام حسين) في أخريات أيامه والتي تنص على :(ضرورة قيام المرأة العراقية بالإستحمام مرتين أسبوعيا بسبب الإفرازات)!!!!
أما فتوى المجاهد والقائد العام مقتدى فهي تتجه لنفس التوجه الفكري المتميز والمبدع الخلاق وحيث أعلن رسميا من أن سماحته (لا يرى في ممارسة الرجال لكرة القدم أية فائدة ترجى!! وإن كرة القدم والموسيقى والغناء مؤامرة أمريكية لإلهاء الناس عن دينهم)!! و إن (الطوبة) أي الكرة تبعا لكل ذلك حرام وهي إثم مبين!! والأفضل من كل شيء هو الإنخراط في (جيش المهدي) وممارسة القتل الميداني والتطهير الطائفي والسرقة العلنية وتناول حبوب الهلوسة فهي البلسم الشافي لأمراض العراق!!!...
بعد ذلك أقول هل أن عراقا يعج بالكفاءات يمكن أن تقوده تلك النماذج نحو المستقبل؟ أين الخلل بالضبط؟ هل هو في العقلية الجمعية للعراقيين؟ أم أنه يكمن في نفاق النخب السياسية والتي باتت اليوم تقود العراق بأسره بإمتياز نحو الجحيم؟ فإنتبهوا يا لاعبي كرة القدم فدمائكم قد أستبيحت كما أستبيحت دماء الحلاقين والخبازين في عراق الطائفية المريض... وعش رجبا ترى عجبا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
dawoodalbasri@hotmail.com
للعجائب والغرائب والأساطير في الفكر والممارسة السياسية في تاريخ العراق المعاصر أيام وملاحم وأساطير!، ولكن على كثرة وتنوع أيام العراق السوداء لم تخلق أو تظهر قيادات تخلط بين الفاشية والإرهاب والمهزلة والسذاجة الفكرية والمعلوماتية والممارسة السلوكية كما هو ظاهر حاليا، وحيث يتسابق الإرهاب الزرقاوي المجرم وسذاجة بعض العمائم (الخفيفة) في سباق تدمير العراق وإحالته نحو الإستيداع والتقاعد المبكر!!، ولعل ظاهرة سماحة (حجة الإسلام والمسلمين) العلامة الألمعي الخطير السيد مقتدى الصدر الذي يحلو لبعض الفضائيات وصفه بصفة (الزعيم الشيعي الشاب)! هي واحدة من أطرف وأخطر الظواهر في تاريخ العراق المعاصر؟ فاللرجل قدرة غريبة على التحول وتقمص الأدوار والشخصيات وإبراز المتناقضات في ومضات خاطفة من الزمن؟ كما أن تبديل المواقف أسرع عنده من لبس القميص أو شد العمامة؟
فلا شيء ثابت في تصرف مقتدى سوى صراخه وعصبيته الدائمة، ولكنه مع ذلك لا تخلو تصرفاته وتصريحاته من طرائف لطيفة تؤشر أساسا على مدى تغلغل الأمراض النفسية في المجتمع العراقي بفعل سنوات تسلط الفاشية البعثية الطويلة، والغليان السياسي الرهيب الذي عاشه ويعيشه الشارع العراقي، وخلال السنوات الثلاث الأخيرة كان مقتدى النجم الساطع الدائم لأخبار العراق، فمنذ اليوم الأول لسقوط نظام البعث الفاشي ظهر مقتدى وجماعته على مسرح الأحداث من خلال جريمة قتل وتقطيع أوصال المجاهد الراحل السيد الشهيد (عبد المجيد الخوئي) في صحن مرقد الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وفي غرة شهر محرم الحرام أي خلال الإحتفالات السنوية بذكرى إستشهاد الإمام الحسين (رض) وآل بيته الأطهار! وكانت جريمة إهتز لها الشارع العراقي وطرب لها البعثيون القتلة، ونفذتها بقاياهم فيما يسمى ب (جيش المهدي) وهو العصابة الطائفية والإرهابية التي يقودها مقتدى الصدر نفسه، ومنذ ذلك التاريخ أي الثامن من إبريل 2003 لم يقم أحد في السلطة العراقية أو الإدارات التي تشكلت منذ ذلك التاريخ بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين والمحرضين على تلك الجريمة البشعة؟
بل أن أهل السياسة قد عرقلوا كل الخطوات القانونية ومارسوا تزويرا وتواطئا واضحا كان من سمات النظام البعثي البائد ذاته، رغم محاولات خجولة قامت بها حكومة أياد علاوي الأولى في ربيع 2004 لمحاولة إثارة الملف وتنفيذ مذكرة الإعتقال القانونية إلا أنها لم تنفذ حتى اللحظة!!
رغم أن جيش مقتدى قد أضاف لحماقاته ومهازله حماقة جديدة تمثلت في تدمير مدينة النجف بأسرها بعد محاولة الهيمنة على موارد الحرم العلوي الشريف!!، كما أن بعض السياسيين العراقيين حاولوا إسترضاء مقتدى وتياره الفوضوي لمصالح إنتخابية وداسوا بذلك على تاريخهم وعلى طبيعة العملية الديمقراطية ذاتها التي شوهها رجال السياسة في العراق بمصالحهم ومطامعهم وضعف إرادتهم وهوانهم على أنفسهم وعلى الناس!! فكانت إنطلاقة زعامة مقتدى التي توجت بزيارات رسمية قام بها لبعض دول الجوار العراقي صرح خلالها بتصريحات عنترية مضحكة وأعرب عن وقوفه وجيشه المهدوي خلف القيادتين السورية البعثية والإيرانية فيما لو تعرضتا لعدوان!!!!
وأستقبل من أعلى المستويات في بعض الدول رغم أنه لا يحمل وزنا دينيا حقيقيا ولا كفاءة معرفية متميزة!! بل أن كل ما يحمله هو إسم ونسب ووراثة وإنتماء بيولوجي، فعلاقته بالسياسة والفكر وحتى الدين مثل علاقتنا بالطاقة النووية!!! ولكنها مهازل العراق التي لا تنتهي... اليوم وبعد مسرحيات الدم والتطهير العرقي والبلطجة الطائفية وممارسة الإرهاب الشوارعي وحرق المساجد وقتل وإعدام الأبرياء على الهوية الطائفية في ساحات وشوارع المدن العراقية يعود قائد جيش المهدي ببدعة ليست جديدة ولكنها تذكرنا بأساطير وتفاهات زعيم الطالبان الروحي (الملا محمد عمر)!! ويبدو أن الطيور على أشكالها تقع !! فقد أفتى السيد المجاهد مقتدى بفتوى إنتحارية جديدة تشكل فتحا جليلا في تاريخ العراق الجديد تتفوق على الفتوى التي أصدرها الملا (صدام حسين) في أخريات أيامه والتي تنص على :(ضرورة قيام المرأة العراقية بالإستحمام مرتين أسبوعيا بسبب الإفرازات)!!!!
أما فتوى المجاهد والقائد العام مقتدى فهي تتجه لنفس التوجه الفكري المتميز والمبدع الخلاق وحيث أعلن رسميا من أن سماحته (لا يرى في ممارسة الرجال لكرة القدم أية فائدة ترجى!! وإن كرة القدم والموسيقى والغناء مؤامرة أمريكية لإلهاء الناس عن دينهم)!! و إن (الطوبة) أي الكرة تبعا لكل ذلك حرام وهي إثم مبين!! والأفضل من كل شيء هو الإنخراط في (جيش المهدي) وممارسة القتل الميداني والتطهير الطائفي والسرقة العلنية وتناول حبوب الهلوسة فهي البلسم الشافي لأمراض العراق!!!...
بعد ذلك أقول هل أن عراقا يعج بالكفاءات يمكن أن تقوده تلك النماذج نحو المستقبل؟ أين الخلل بالضبط؟ هل هو في العقلية الجمعية للعراقيين؟ أم أنه يكمن في نفاق النخب السياسية والتي باتت اليوم تقود العراق بأسره بإمتياز نحو الجحيم؟ فإنتبهوا يا لاعبي كرة القدم فدمائكم قد أستبيحت كما أستبيحت دماء الحلاقين والخبازين في عراق الطائفية المريض... وعش رجبا ترى عجبا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
dawoodalbasri@hotmail.com