زهير
04-27-2006, 06:39 AM
والفندق الذي «لا ذنب له» يحاول استعادة بريقه رغم «الصيت» الامني السيء
البوريفاج اشهر من ان يعرف, انه اسم احد اهم مراكز المخابرات السورية في لبنان، بحيث ان مجرد ذكره يثير الرعب في نفوس السامعين, وصيته ذائع ليس لمجرد انه مركز مخابرات بل لانه كان مصنعاً للآلام.
بعد عام على خروج السوريين منه، كيف يبدو هذا المبنى في بيروت الذي شهد على اضطهاد لبنانيين كثر، ذنبهم انهم عارضوا نظام الوصاية؟
الرائحة الكريهة لا تزال تنبعث من داخله بحيث لا تستطيع الوصول سوى الى مدخله الخارجي، كأن هذه الرائحة «تحرسه» وتخفي «اسراره».
هذا المبنى الذي شهد انتهاكات بالجملة لحقوق الانسان لم يطرأ عليه اي تغيير منذ اخلائه، فلا تزال كميات كبيرة من النفايات تفترش مدخله وتلال من البحص والرمل ترتفع فيه.
هناك، قبالة بحر بيروت، يرتفع مبنى «عجوز» مثقل بجراحه, لا نعرف الاسم الحقيقي للمبنى، فالبوريفاج هو اسم الفندق الذي يجاوره، لكن المنطقة كلها حملت هذا الاسم، لان الضباط السوريين عندما دخلوا لبنان للمرة الاولى، اقاموا في الفندق وجعلوا منه مركزاً لعملهم العسكري والسياسي حتى العام 1990، ثم انتقلوا بعد هذا التاريخ الى المبنى الشهير.
المنطقة برمتها «فارقت الحياة» واهدرت فيها حياة الكثير من الابرياء، وهي تحاول اليوم النهوض مجدداً، بدليل ورش البناء التي طالعتنا في اكثر من موقع خلال جولتنا.
«رجعت الحياة عالمنطقة» قال ابرهيم عمرو صاحب صالون للتزيين، لافتاً الى ان «اسعار الشقق ارتفعت في شكل مفاجئ بعيد الانسحاب السوري من المبنى».
واضاف ان «تغييراً كبيراً طرأ على المنطقة بعد الانسحاب السوري، فزبوناتي كن يفضلن الذهاب الى الفرع الثاني للصالون في منطقة سن الفيل (شرق بيروت) اما الآن فالوضع اكثر اماناً والمنطقة اكثر هدوءاً».
والمفارقة ان المنطقة لا تزال «مطعمة» بنكهة سورية، وخصوصاً ان بعض القادة اللبنانيين المتحالفين مع النظام السوري يقيمون فيها مثل النائب السابق عاصم قانصوه.
اما فندق البوريفاج فله حكاية اخرى, انه الفندق الذي اختارته الدولة اللبنانية لاستقبال المسؤولين السوريين الذين اتوا كوسطاء للمساعدة على انهاء الحرب,ومع تطور الاوضاع السياسية والامنية وتبدل الوسيط الى وصي، تحول الفندق مركزاً للمخابرات السورية حتى اواخر الثمانينات حين احتل الضباط المبنى المجاور له وأقاموا في شقق منه، وفي مقدمهم العميد رستم غزالة.
لكن هذا الامر لم يسقط الصبغة الامنية عن الفندق، «ولا سيما ان اسمه اصبح دولي الاستعمال، فحتى (الرئيس الاميركي جورج) بوش عندما كان يضغط على القوات السورية للانسحاب، كان يطالبهم باخلاء مركز البوريفاج»، على قول الشيخ خالد هرموش صاحب الفندق.
وابدى اسفه لوصول الفندق الى هذه الحال، وخصوصاً انه استضاف مشاهير في زمن العز مثل ام كلثوم وفريد الاطرش وشارل ازنافور والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات, اما اللواء الراحل غازي كنعان الذي «ادار» لبنان فشغل فيه الجناح 207.
آل هرموش قرروا ان يطووا الصفحة ويعيدوا ترميم المبنى، وعن احتمال تغيير اسمه قال الشيخ خالد «طبعاً لا، فاسم فندق البوريفاج له نكهة عالمية ولن نبدله».
قد يكون البوريفاج فندقاً بارزاً في بيروت الامس، لكن الاكيد انه سيبقى شاهداً على ثلاثة عقود من الوصاية، تحولت خلالها المنطقة مصنعاً للرعب، وقد تحتاج الى وقت طويل لتستعيد ايقاعها الطبيعي.
البوريفاج اشهر من ان يعرف, انه اسم احد اهم مراكز المخابرات السورية في لبنان، بحيث ان مجرد ذكره يثير الرعب في نفوس السامعين, وصيته ذائع ليس لمجرد انه مركز مخابرات بل لانه كان مصنعاً للآلام.
بعد عام على خروج السوريين منه، كيف يبدو هذا المبنى في بيروت الذي شهد على اضطهاد لبنانيين كثر، ذنبهم انهم عارضوا نظام الوصاية؟
الرائحة الكريهة لا تزال تنبعث من داخله بحيث لا تستطيع الوصول سوى الى مدخله الخارجي، كأن هذه الرائحة «تحرسه» وتخفي «اسراره».
هذا المبنى الذي شهد انتهاكات بالجملة لحقوق الانسان لم يطرأ عليه اي تغيير منذ اخلائه، فلا تزال كميات كبيرة من النفايات تفترش مدخله وتلال من البحص والرمل ترتفع فيه.
هناك، قبالة بحر بيروت، يرتفع مبنى «عجوز» مثقل بجراحه, لا نعرف الاسم الحقيقي للمبنى، فالبوريفاج هو اسم الفندق الذي يجاوره، لكن المنطقة كلها حملت هذا الاسم، لان الضباط السوريين عندما دخلوا لبنان للمرة الاولى، اقاموا في الفندق وجعلوا منه مركزاً لعملهم العسكري والسياسي حتى العام 1990، ثم انتقلوا بعد هذا التاريخ الى المبنى الشهير.
المنطقة برمتها «فارقت الحياة» واهدرت فيها حياة الكثير من الابرياء، وهي تحاول اليوم النهوض مجدداً، بدليل ورش البناء التي طالعتنا في اكثر من موقع خلال جولتنا.
«رجعت الحياة عالمنطقة» قال ابرهيم عمرو صاحب صالون للتزيين، لافتاً الى ان «اسعار الشقق ارتفعت في شكل مفاجئ بعيد الانسحاب السوري من المبنى».
واضاف ان «تغييراً كبيراً طرأ على المنطقة بعد الانسحاب السوري، فزبوناتي كن يفضلن الذهاب الى الفرع الثاني للصالون في منطقة سن الفيل (شرق بيروت) اما الآن فالوضع اكثر اماناً والمنطقة اكثر هدوءاً».
والمفارقة ان المنطقة لا تزال «مطعمة» بنكهة سورية، وخصوصاً ان بعض القادة اللبنانيين المتحالفين مع النظام السوري يقيمون فيها مثل النائب السابق عاصم قانصوه.
اما فندق البوريفاج فله حكاية اخرى, انه الفندق الذي اختارته الدولة اللبنانية لاستقبال المسؤولين السوريين الذين اتوا كوسطاء للمساعدة على انهاء الحرب,ومع تطور الاوضاع السياسية والامنية وتبدل الوسيط الى وصي، تحول الفندق مركزاً للمخابرات السورية حتى اواخر الثمانينات حين احتل الضباط المبنى المجاور له وأقاموا في شقق منه، وفي مقدمهم العميد رستم غزالة.
لكن هذا الامر لم يسقط الصبغة الامنية عن الفندق، «ولا سيما ان اسمه اصبح دولي الاستعمال، فحتى (الرئيس الاميركي جورج) بوش عندما كان يضغط على القوات السورية للانسحاب، كان يطالبهم باخلاء مركز البوريفاج»، على قول الشيخ خالد هرموش صاحب الفندق.
وابدى اسفه لوصول الفندق الى هذه الحال، وخصوصاً انه استضاف مشاهير في زمن العز مثل ام كلثوم وفريد الاطرش وشارل ازنافور والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات, اما اللواء الراحل غازي كنعان الذي «ادار» لبنان فشغل فيه الجناح 207.
آل هرموش قرروا ان يطووا الصفحة ويعيدوا ترميم المبنى، وعن احتمال تغيير اسمه قال الشيخ خالد «طبعاً لا، فاسم فندق البوريفاج له نكهة عالمية ولن نبدله».
قد يكون البوريفاج فندقاً بارزاً في بيروت الامس، لكن الاكيد انه سيبقى شاهداً على ثلاثة عقود من الوصاية، تحولت خلالها المنطقة مصنعاً للرعب، وقد تحتاج الى وقت طويل لتستعيد ايقاعها الطبيعي.