سياسى
04-25-2006, 11:53 PM
د.شملان يوسف العيسى
* استاذ في جامعة الكويت
على مدى العقدين السابقين كان هناك اهتمام وتركيز بالغ على البعد الامني الخارجي من دون الاخذ في الاعتبار المتغيرات في الدول المجاورة وفي داخل الكويت نفسها, والان بعد ان زال الخطر الامني المباشر من النظام العراقي السابق, نفاجأ بتنامي القضية الطائفية في المجتمع الكويتي, الذي يتعود طوال تاريخه الطويل على مظاهر التفرقة العصبية والطائفية, ما نراه اليوم على الساحة الاعلامية المحلية يثبت اننا مقبلون على معركة طائفية لا مفر منها خصوصا اثناء التنافس الانتخابي, ما حصل في انتخابات مجلس الامة من معارك طائفية جانبية بين السنة والشيعة في المجتمع الكويتي, نجدها اليوم تنتقل علميا وفعليا الى الساحات غير السياسية, انتخابات الجمعيات التعاونية كانت في السابق تجري بين اهالي المناطق المختلفة لاختيار المرشح الذي يرونه مناسبا لادارة الجمعية باقتدار ونزاهة بعيدا عن اي اطروحات سياسية, لكن اهمال الحكومة وعدم مراقبتها لما يحدث في الجمعيات التعاونية من تجاوزات مالية وادارية وانتشار الفساد والمحسوبية فتح الابواب واسعا لتسلل جماعات الاسلام السياسي وغيرهم من الجماعات الطائفية القبلية الى مجالس ادارات الجمعيات التعاونية ما حول مهمة ووظيفة نشاط اجتماعي تعاوني يهم ابناء المناطق الى صراع سياسي ايديولوجي يحاول فيه كل طرف حشد اتباعه للفوز بالغنائم في الجمعيات التعاونية ما ادى الى انتشار الفساد الذي تعلم عنه وزارة الشؤون اكثر من غيرها ولا تملك القدرة على ايقافه.
ولإثبات تفشي الطائفية نضرب مثلا على مادار في انتخابات جمعية مشرف التعاونية التي جرت في الاسبوع الماضي اذ حدثت قضايا كثيرة علينا التوقف عندها ومعرفة اسبابها ودلالاتها ففي اجتماع الجمعية العمومية وقف بعض شباب الصحوة الاسلامية ينتقدون ادارة الجمعية لانها رفعت راتب مدير شؤون المشتريات او المبيعات خمسين دينارا... وهنا تدخل رئيس الجمعية واخبرهم لماذا التركيز على مدير المبيعات بسبب خمسين دينارا بينما تم زيادة راتبه هو مئة دينار, سبب التساؤل واضح, وهو ان المدير سني ومدير المبيعات شيعي.
قبل الانتخابات بأيام اخبرني الشاب جاسم محمد سليمان المسلم الذي رشح نفسه بان احدى الجماعات الاسلامية طلبوا منه ان يسجل نفسه بقائمتهم اذا اراد الفوز لانهم كسنة لا يريدون فوز القائمة الشيعية التي فازت قبل سنتين, هذا الشاب المتحمس اخبرهم بانه مستقل ولا يؤمن بالحزبية او الطائفية او القبلية, بل يؤمن بالوحدة الوطنية المهم ان اللائحة المدعومة من الاخوان المسلمين فازت بالانتخابات وجاءت بعدها لائحة الشيعة, اما قائمة الشباب الكويتي المؤمن بالوسطية والاعتدال من السنة والشيعة فقد سقطوا وهم الأخت عباسة بهبهاني وجاسم محمد المسلم والصقعبي.
ما الدرس المستفاد من انتخابات جمعية مشرف التعاونية? هناك جماعات واحزاب سياسية اسلامية منها السنة والشيعة تستغل العمل التعاوني لتحقيق اهدافها ومصالحها السياسية في داخل المدينة اما في المناطق الخارجية فقد تحولت هذه الجمعيات الى مرتع لتحقيق مصالح بعض القبائل والعشائر.
مطلوب من وزارة الشؤون العمل على ابعاد السياسة والمصالح الفئوية عن استغلال الجمعيات التعاونية ولن يتحقق ذلك الا بتخصيص هذه الجمعيات.
* استاذ في جامعة الكويت
على مدى العقدين السابقين كان هناك اهتمام وتركيز بالغ على البعد الامني الخارجي من دون الاخذ في الاعتبار المتغيرات في الدول المجاورة وفي داخل الكويت نفسها, والان بعد ان زال الخطر الامني المباشر من النظام العراقي السابق, نفاجأ بتنامي القضية الطائفية في المجتمع الكويتي, الذي يتعود طوال تاريخه الطويل على مظاهر التفرقة العصبية والطائفية, ما نراه اليوم على الساحة الاعلامية المحلية يثبت اننا مقبلون على معركة طائفية لا مفر منها خصوصا اثناء التنافس الانتخابي, ما حصل في انتخابات مجلس الامة من معارك طائفية جانبية بين السنة والشيعة في المجتمع الكويتي, نجدها اليوم تنتقل علميا وفعليا الى الساحات غير السياسية, انتخابات الجمعيات التعاونية كانت في السابق تجري بين اهالي المناطق المختلفة لاختيار المرشح الذي يرونه مناسبا لادارة الجمعية باقتدار ونزاهة بعيدا عن اي اطروحات سياسية, لكن اهمال الحكومة وعدم مراقبتها لما يحدث في الجمعيات التعاونية من تجاوزات مالية وادارية وانتشار الفساد والمحسوبية فتح الابواب واسعا لتسلل جماعات الاسلام السياسي وغيرهم من الجماعات الطائفية القبلية الى مجالس ادارات الجمعيات التعاونية ما حول مهمة ووظيفة نشاط اجتماعي تعاوني يهم ابناء المناطق الى صراع سياسي ايديولوجي يحاول فيه كل طرف حشد اتباعه للفوز بالغنائم في الجمعيات التعاونية ما ادى الى انتشار الفساد الذي تعلم عنه وزارة الشؤون اكثر من غيرها ولا تملك القدرة على ايقافه.
ولإثبات تفشي الطائفية نضرب مثلا على مادار في انتخابات جمعية مشرف التعاونية التي جرت في الاسبوع الماضي اذ حدثت قضايا كثيرة علينا التوقف عندها ومعرفة اسبابها ودلالاتها ففي اجتماع الجمعية العمومية وقف بعض شباب الصحوة الاسلامية ينتقدون ادارة الجمعية لانها رفعت راتب مدير شؤون المشتريات او المبيعات خمسين دينارا... وهنا تدخل رئيس الجمعية واخبرهم لماذا التركيز على مدير المبيعات بسبب خمسين دينارا بينما تم زيادة راتبه هو مئة دينار, سبب التساؤل واضح, وهو ان المدير سني ومدير المبيعات شيعي.
قبل الانتخابات بأيام اخبرني الشاب جاسم محمد سليمان المسلم الذي رشح نفسه بان احدى الجماعات الاسلامية طلبوا منه ان يسجل نفسه بقائمتهم اذا اراد الفوز لانهم كسنة لا يريدون فوز القائمة الشيعية التي فازت قبل سنتين, هذا الشاب المتحمس اخبرهم بانه مستقل ولا يؤمن بالحزبية او الطائفية او القبلية, بل يؤمن بالوحدة الوطنية المهم ان اللائحة المدعومة من الاخوان المسلمين فازت بالانتخابات وجاءت بعدها لائحة الشيعة, اما قائمة الشباب الكويتي المؤمن بالوسطية والاعتدال من السنة والشيعة فقد سقطوا وهم الأخت عباسة بهبهاني وجاسم محمد المسلم والصقعبي.
ما الدرس المستفاد من انتخابات جمعية مشرف التعاونية? هناك جماعات واحزاب سياسية اسلامية منها السنة والشيعة تستغل العمل التعاوني لتحقيق اهدافها ومصالحها السياسية في داخل المدينة اما في المناطق الخارجية فقد تحولت هذه الجمعيات الى مرتع لتحقيق مصالح بعض القبائل والعشائر.
مطلوب من وزارة الشؤون العمل على ابعاد السياسة والمصالح الفئوية عن استغلال الجمعيات التعاونية ولن يتحقق ذلك الا بتخصيص هذه الجمعيات.