yasmeen
04-25-2006, 06:45 AM
انيس منصور
كنا نضحك كلما ذكرنا ما حدث في سويسرا، كان لي قريب يعمل قنصلاً عاماً في برن، واستأذن البوليس في أن يقيم حفلة بها موسيقى حتى الحادية عشرة، ووافق البوليس واشترط أن يكون الصوت مسموعاً داخل البيت فقط، وجاء الضيوف وأكلوا وشربوا وضحكنا، وكنا سعداء بالمقارنات التي يحب الدبلوماسيون أن يحكوها عن أبناء أوروبا وأفريقيا، عادات الشعوب وطعامهم وشرابهم وحفلات الزفاف والجنازات.
وفي الساعة الحادية وعشر دقائق جاء البوليس، لأنه تلقى مكالمة هاتفية تقول إن القنصل العام المصري تجاوز الموعد المحدد، ولذلك تنبعث من بيته الموسيقى مخالفاً بذلك القانون. وعرف القنصل العام أن الذي اشتكاه هو أحد الضيوف، أي أن هذا الضيف أكل وشرب وقال وقلنا له، ولم يكد يصل إلى بيته في نفس العمارة حتى وجد أن القنصل خالف القانون، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه، واندهشنا، ولكنه رجل حريص على القانون وعلى راحة الناس، والتقينا به ولم يعتذر، وإنما كلامه معناه أن القانون قانون، وضحكنا واندهشنا وما زلنا!
وما رأيك في هذه الحكاية من مصر؟ دعاني صديق لحضور افتتاح مصنع للحلويات، فذهبت. الأجهزة حديثة، والنظافة والنظام والانضباط، كأن المصنع في أوروبا، هذا ما قلناه جميعاً، وكتبناه في دفتر الزيارات تمهيداً لنشره في الصحف إعلاناً عن المصنع الجديد. ولما عدت إلى البيت قامت في داخلي مشكلة، وهي أن المصنع يستخدم اللون الأحمر لبعض الحلويات بكثافة، والكثير من هذا اللون يسبب السرطان، أي نسبة الاحمرار تخالف القياسات الدولية، وهذا ممنوع، وقد سألت فقيل لي إن اللون زائد قليلاً ولكن لا خوف منه، غير أنني لا أرى ذلك.
وطلبت وزير الصحة وأبلغته أن مصنعاً جديداً أسرف في استخدام الألوان التي تؤدي إلى السرطان، ونسيت تماماً أن صاحب المصنع صديقي، نسيت والله نسيت، وكل الذي خطر لي وأفزعني هو الأطفال الصغار الذين سوف يصابون بالسرطان، تماماً كما يحدث لهم عندما يأكلون عروس مولد النبي التي تباع بالملايين في كل المدن والريف المصري. وأحسست كأن الإبلاغ عن هذا المصنع اعتذار للرجل الذي سخرنا منه لأنه أبلغ السلطات عن الحفلة التي كان ضيفاً عليها، كأنني لا شعورياً أردت أن أقول إنه على حق، كما أنني، فالقانون هو القانون، وأغلقوا المصنع وصاحبه لا يعرف من الذي استعدى عليه القانون.. ما رأيك؟!
كنا نضحك كلما ذكرنا ما حدث في سويسرا، كان لي قريب يعمل قنصلاً عاماً في برن، واستأذن البوليس في أن يقيم حفلة بها موسيقى حتى الحادية عشرة، ووافق البوليس واشترط أن يكون الصوت مسموعاً داخل البيت فقط، وجاء الضيوف وأكلوا وشربوا وضحكنا، وكنا سعداء بالمقارنات التي يحب الدبلوماسيون أن يحكوها عن أبناء أوروبا وأفريقيا، عادات الشعوب وطعامهم وشرابهم وحفلات الزفاف والجنازات.
وفي الساعة الحادية وعشر دقائق جاء البوليس، لأنه تلقى مكالمة هاتفية تقول إن القنصل العام المصري تجاوز الموعد المحدد، ولذلك تنبعث من بيته الموسيقى مخالفاً بذلك القانون. وعرف القنصل العام أن الذي اشتكاه هو أحد الضيوف، أي أن هذا الضيف أكل وشرب وقال وقلنا له، ولم يكد يصل إلى بيته في نفس العمارة حتى وجد أن القنصل خالف القانون، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه، واندهشنا، ولكنه رجل حريص على القانون وعلى راحة الناس، والتقينا به ولم يعتذر، وإنما كلامه معناه أن القانون قانون، وضحكنا واندهشنا وما زلنا!
وما رأيك في هذه الحكاية من مصر؟ دعاني صديق لحضور افتتاح مصنع للحلويات، فذهبت. الأجهزة حديثة، والنظافة والنظام والانضباط، كأن المصنع في أوروبا، هذا ما قلناه جميعاً، وكتبناه في دفتر الزيارات تمهيداً لنشره في الصحف إعلاناً عن المصنع الجديد. ولما عدت إلى البيت قامت في داخلي مشكلة، وهي أن المصنع يستخدم اللون الأحمر لبعض الحلويات بكثافة، والكثير من هذا اللون يسبب السرطان، أي نسبة الاحمرار تخالف القياسات الدولية، وهذا ممنوع، وقد سألت فقيل لي إن اللون زائد قليلاً ولكن لا خوف منه، غير أنني لا أرى ذلك.
وطلبت وزير الصحة وأبلغته أن مصنعاً جديداً أسرف في استخدام الألوان التي تؤدي إلى السرطان، ونسيت تماماً أن صاحب المصنع صديقي، نسيت والله نسيت، وكل الذي خطر لي وأفزعني هو الأطفال الصغار الذين سوف يصابون بالسرطان، تماماً كما يحدث لهم عندما يأكلون عروس مولد النبي التي تباع بالملايين في كل المدن والريف المصري. وأحسست كأن الإبلاغ عن هذا المصنع اعتذار للرجل الذي سخرنا منه لأنه أبلغ السلطات عن الحفلة التي كان ضيفاً عليها، كأنني لا شعورياً أردت أن أقول إنه على حق، كما أنني، فالقانون هو القانون، وأغلقوا المصنع وصاحبه لا يعرف من الذي استعدى عليه القانون.. ما رأيك؟!