JABER
04-23-2006, 11:45 AM
المقاومة باقية لأن لا ضمانات ولم أفاجأ بالتخطيط لاغتيال نصر الله لأن القادة الفاعلين هدف للتفجيرات
http://www.alraialaam.com/23-04-2006/ie5/int5.jpg
الرأي العام
بيروت ـ من مصطفى ياسين
رأى المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله ان مؤتمر الحوار الوطني في لبنان وصل الى طريق مسدود، لافتاً الى ان الجميع اصبح يعرف ان رئيس الجمهورية سيكمل ولايته حتى آخر دقيقة، كما ان المقاومة باقية لان ليس هناك اي ضمانات الا تعتدي اسرائيل على لبنان.
وشدد في حديث الى «الرأي العام» على انه لم يفاجأ بالتخطيط لاغتيال الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، مشيراً الى «ان هذه المسألة منتظَرة في كل وقت، وان كل القادة الفاعلين الذين يواجهون العدوان الاميركي والاسرائيلي هدف لكل البنادق والتفجيرات، وربما نواجه اموراً كثيرة لشخصيات اخرى».
واذ اكد ان الشيعة في العالم العربي والاسلامي يمارسون مسؤولياتهم كما يمارسها الآخرون، لفت الى «ان ليست لهم علاقات مع ايران الا من خلال الجانب الثقافي او التوافق مع السياسة الايرانية على مستوى المواجهة مع اسرائيل واميركا».
ولاحظ وجود «عقدة تاريخية ضد المسلمين الشيعة من خلال اجواء التخلف الموجودة في كثير من مواقع العالم الاسلامي، كما ان موقفهم في مواجهة الاستكبار العالمي له دور في الحرب المعلَنة عليهم من بعض الذين يلتقون في سياستهم مع هذا الاستكبار».
ورفض السيد فضل الله مقولة ان الشيعة هم الذين جاؤوا بالاحتلال الاميركي الى العراق، كاشفاً «ان المرجعيات الدينية الشيعية ترفض الاحتلال، حتى ان السيد علي السيستاني رفض في المدة الاخيرة ان يمسك بيده رسالة ارسلها اليه الرئيس الاميركي جورج بوش ولم يقرأها»، مشيراً الى «ان اكثر من موقع في العالم العربي والاسلامي يريدون تسجيل نقاط سوداء ضد الشيعة من دون دراسة موضوعية للواقع الذي عاشه الشيعة في العراق في ظل نظام الطاغية صدام حسين».
واعتبر فضل الله «ان التكفيريين ليسوا مشكلة للشيعة بل للعالم الاسلامي»، ولم يبرئ الاحتلال الاميركي في العراق من «الوقوف وراء الكثير من المجازر الوحشية للبقاء طويلاً في هذا البلد»، مشيراً الى ان الاوضاع في العراق لم تصل الى حد الحرب الاهلية.
وحمّل اميركا مسؤولية ازمة تشكيل الحكومة في العراق، مشيراً الى «ان الرئيس جورج بوش بعث برسائل الى السيد عبد العزيز الحكيم والكثير من القادة السياسيين يحضهم على رفض ترؤس ابرهيم الجعفري للحكومة لانه لا يريد اسلامياً، والى ان الاحتلال الاميركي لن يسمح لاي حكومة عراقية اياً كان رئيسها بالنجاح على الصعيد الامني والخدماتي».
وشدد فضل الله على «ان العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون هي عمليات جهادية استشهادية لان الفلسطيني لا يستطيع ان يقاوم الوحشية الاسرائيلية الا بان يحوّل جسده قنبلة تنفجر في الواقع الاسرائيلي».
وأوضح «ان هناك خلافاً فقهياً بين مدرسة اهل البيت ومدرسة الصحابة في موضوع الزواج، اذ ان السنّة يعتبرون انه لا بد في صحة عقد الزواج من وجود شاهدين عدليين، في حين ان فقهاء الشيعة يرون ان الزواج يمثل عقداً شخصياً لا يحتاج في شرعيته الى شهود»، لافتاً الى انه «اذا تحقق في العقد في زواج المسيار وجود شاهديْن فهو صحيح, وكذلك بالنسبة الى زواج «الفرند» على ان يكون العقد باتفاق الزوج والزوجة وباشراف الاهل».
ورأى ان التطورات التي حصلت في العالم، وخصوصاً تعقيدات المسألة الجنسية بالنسبة الى الزواج ومستلزماته جعلت مثل هذه الزيجات ضرورية للشباب.
كما لاحظ «وجود خلاف بين السنة والشيعة حول زواج المتعة، اذ ان جمهورا من فقهاء السنة لا يعتبره شرعياً، لان النبي صلى الله عليه وسلم بعدما شرعه نسخه، اي الغاه، في حين ان فقهاء الشيعة يقولون ان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب هو الذي ألغاه»، لافتاً الى «ان زواج المتعة اي العقد الموقت يعتبر حلاً لمشكلة الجنس», ودعا الى مجمع فقهي سني ـ شيعي للبحث في المسائل المختلف عليها بطريقة علمية.
وفي ما يأتي نص الحديث كاملاً:
أفتى المجمع الفقهي الذي انعقد اخيراً في السعودية بجواز «المسيار» و«الفرند» ما هو موقفكم من ذلك؟
ـ نحن ندرس المسألة من ناحية القاعدة الشرعية، فالزواج هو عقد بين طرفين، وهناك خلاف فقهي بين مدرسة آل البيت عليهم السلام ومدرسة الصحابة، اذا صح التعبير, الرأي الغالب عند اخواننا المسلمين من اهل السنة انه لا بد في صحة العقد من وجود شاهدين عدليين، بينما في المذهب الاسلامي الشيعي الغالب في رأي الفقهاء ان الزواج يمثل عقداً شخصياً لا يحتاج في شرعيته الى الشهود, على اي حال بالنسبة الى زواج المسيار، اذا تحقق العقد بين الطرفين، وكان هناك شاهدان فهو صحيح، على رأي السنّة والشيعة, ومسألة النفقة او ما اشبه من حقوق الزوجة، فالزوجة تملك حقها، ولها ان تطالب فيه او تتركه او تتنازل عنه، الامر يخصها من الناحية الشرعية في هذا المجال، وهكذا بالنسبة الى زواج ما يسمى بـ «الفرند» اذا اتفق الزوج مع الزوجة باشراف الاهل وتحققت الشروط الشرعية من العقد ومن رضى الولي، فيكون العقد شرعياً من هذه الجهة، وان كان من يتحدث ان الزواج وان كان شرعياً بالمعنى الفقهي ولكنه يختلف عن طبيعة الاسس التي انطلق منها الزواج، وهو المساكنة والاستقرار وما الى ذلك, ولكننا نعتبر ان الاصل في الزواج هو العلاقة التي تؤكد الاستقرار والثبات والدوام، ولكن التطورات التي حصلت في العالم وخصوصاً بالنسبة الى تعقيدات المسألة الجنسية بالنسبة الى الزواج في كل مستلزماته المالية وغير المالية، ربما جعلت مثل هذا الزواج حاجة ضرورية للشباب، يعصم فيها الشاب او الفتاة نفسه بالطريقة الشرعية، مع تخفيف الالتزامات التي تترتب على الزوج في هذا المجال.
ولكن حتى كلمة «فراند» التي تعني الصداقة تثير تساؤلات حول صحة مثل هذا الزواج؟
ـ عندما اثيرت المسألة في قضية زواج «بوي فراند» رفضنا ذلك وقلنا ان هذا وان كان بحسب طبيعة الجانب الفقهي صحيحاً، فان اعطاءه هذا العنوان يوحي بشرعية ما لدى الغربيين من دون اي اساس شرعي او فقهي، لذلك رفضنا هذا العنوان الذي اعطي لمثل هذا الزواج, نحن نعتقد ان لا مانع من ان يعقد الشاب زواجه على فتاة يعيش معها بين اهلها ويتردد على البيت، ويعيش حياته الزوجية ولا مشكلة في ذلك, ولكن اعطاء عنوان الصداقة يشبه حالة علاقة العشيق بعشيقته، وهذا مرفوض من الناحية الاسلامية على المستوى الاخلاقي الاجتماعي.
اللافت في مقررات المجمع الفقهي الاسلامي ورود كلمة «النكاح الحديث», ما هو المقصود بذلك؟
ـ كلمة الحداثة هنا باعتبار ان هذا النوع من الزواج ليس مألوفاً في الماضي، وانما استُحدث نتيجة بعض الضرورات او الاوضاع التي تتصل بالقضية الجنسية، وهو اشبه ما يكون بزواج المتعة، اي العقد الموقت، وان كان جمهور الفقهاء من اهل السنة لا يعتبرونه شرعياً لانهم يرون ان النبي صلى الله عليه وسلم، بعدما شرعه نسخه، لكن الشيعة لا يعتقدون بالنسخ في هذا المجال.
ما هو الفرق بين زواج المسيار والفرند وزواج المتعة؟
ـ زواج المسيار دائم لا يحدد فيه وقت معين، بينما زواج المتعة موقت، كما ان زواج المتعة لا تستحق فيه الزوجة النفقة، بينما تستحق الزوجة النفقة في زواج المسيار وإن كانت تتنازل عنه, اما بالنسبة الى زواج الفرند، فليس فيه تنازل عن المهر او النفقة، ويمكن ان يكون هناك شرط ضمن العقد بالتنازل عن النفقة, نحن نقول ان المشكلة بين الفقه الشيعي والفقه السني، هو ان الفقه السني لا يرى مشروعية لزواج المتعة، لان النبي صلى الله عليه وسلم شرعه ثم الغاه، ولكن الشيعة يعتقدون ان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب هو الذي الغاه ويروى عنه حتى من بعض اهل السنة قوله ان متعتين كانتا على عهد رسول الله حللهما وانا احرمهما واعاقب عليهما, حتى ان عبدالله بن عمرو وعبدالله بن عباس كانا يتحدثان بشرعيته في هذا المقام حتى ان هناك حديثا انه تمتعنا على عهد رسول الله وابي بكر وقسم من عهد عمر, ويحاول البعض ان يتحدث ان عمر حرمه تحريماً ادارياً وليس تحريماً تشريعياً، ويعتقد الكثيرون من الباحثين من الشيعة ان تشريع المتعة في البداية كان نتيجة الضرورة، والضرورة الآن هي اكثر قوة والحاحاً من ذلك الوقت, كذلك من جهة الاوضاع الجنسية الموجودة في العالم وصعوبة الزواج الدائم في التزاماته المالية وغيره، لذلك يعتبر زواج المتعة حلاً لمشكلة الجنس، بالاضافة الى الحل في الزواج الدائم, وورد عن الامام عليه السلام قوله «لولا ما نهى عنه عمر من أمر المتعة ما زنى الا شقا» اي قليل او ما زنى الا الشقي.
وهكذا اصبح للسنة زواجهم غير المتعارف عليه (المسيار، الفرند) على غرار الشيعة (المتعة)؟
ـ هذه المسألة تخضع للجدل الفقهي حول زواج المتعة، هل شرعه رسول الله ام هل نسخه بعدما شرعه؟ لان السنة والشيعة يتفقون على انه شُرع لكنهم لا يتفقون على انه نسخه ام لم ينسخه, هذه المسألة لا بد ان تبحث فقهياً بطريقة علمية، ونحن ندعو دائماً الى بحث المسائل التي يختلف فيها السنة والشيعة، سواء في المسائل المتعلقة بعلم الكلام او المتعلقة بالفقه بالطريقة العلمية ولا تكون مصدر تسجيل نقطة سلبية على هذا المذهب او ذاك، لان الخط الذي ارشدنا الله اليه في ما نختلف فيه هو «ان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول» ونحن ندعو الى مجمع فقهي يجمع السنة والشيعة للبحث في المسائل التي يختلفون عليها.
هناك انتقادات كثيرة لهذه الاشكال من الزواج والبعض يطلق عليها نعوتاً سيئة، ولا يفرق بينها وبين المصاحبة او المساكنة؟
ـ الزواج حالة شخصية، اما الجانب الرسمي فهو يتصل بالتوثيق ولا يتصل بالشرعية, لو ان شاباً او فتاة تزوجا على سنة الله ورسوله مع كل الشروط الشرعية للزواج يصبحان زوجين امام الله، حتى لو لم يوثق هذا الزواج عند الجهات الرسمية, لعل التوثيق يكون ضرورياً من اجل حفظ حقوق كل واحد منهما لدى الآخر من جهة، ومن جهة النسب للاولاد الذين يأتون من هذا الزواج.
لماذا هذا التشكيك الدائم بولاء المسلمين الشيعة الى عروبتهم وأوطانهم, وكيف تنظر الى ما صدر عن الرئيس حسني مبارك في هذا الخصوص اخيرا؟ واللافت ان ردكم عليه كان هادئاً؟
ـ كنا نحاول ان نناقش الرئيس حسني مبارك مناقشة موضوعية، ونتصور ان التقارير التي قدمت اليه عن وضع المسلمين الشيعة في البلاد التي يسكنون فيها كانت غير دقيقة في هذا المجال، لاننا عندما ندرس تاريخ الشيعة نجد ان الشيعة في العراق ومن موقع المرجعيات الدينية في النجف الاشرف اعلنوا الجهاد ضد البريطانيين عندما ارادوا احتلالها، للدفاع عن الحكومة العثمانية التي كانت مسيطرة على العراق، وهي حكومة سنية، ولم يكن سلوكها مع الشيعة ايجابياً، لان الشيعة من خلال مرجعياتهم مخلصون لبلدهم واسلامهم, وهكذا عندما ندرس الشيعة في لبنان والذين كانت لهم المبادرة في تحرير لبنان، باعتبار انهم يؤمنون بضرورة تحرير بلدهم من المحتل الاسرائيلي, وهكذا عندما ندرس الشيعة في الخليج وفي اي موقع من المواقع، كما في باكستان او الهند، فاننا نجد انهم يمارسون مسؤولياتهم في وطنهم كما يمارسها الآخرون، وليست لهم علاقات مع ايران الا من خلال الجانب الثقافي او من خلال اللقاء مع السياسة الايرانية في المسألة السياسية على مستوى المواجهة مع اسرائيل واميركا وغير ذلك، تماماً كما هم غير الشيعة الذين قد يلتقون مع ايران او مع مصر او ما اشبه ذلك في سياستهم.
ملك الاردن عبدالله الثاني سبق الرئيس المصري وتحدث عن هلال شيعي؟
ـ نعتقد ان هناك عقدة تاريخية ضد المسلمين الشيعة من خلال اجواء التخلف الموجودة في كثير من مواقع العالم الاسلامي، هذا من جهة، ومن جهة اخرى فان موقف المسلمين الشيعة في مواجهة الاستكبار العالمي قد يكون له دور في هذه الحرب المعلنة ضد الشيعة من قبل بعض الذين يلتقون في سياستهم مع الاستكبار العالمي.
ولكن الشيعة يهادنون هذا الاستكبار العالمي في العراق؟
ـ نعتقد ان مسألة العراق من المسائل المعقدة، ولا نعتقد ان الشيعة هم الذين اتوا بالاميركيين والبريطانيين الى العراق، لان اميركا اساساً كانت تخطط منذ الثمانينات لاحتلال العراق لتأمين مصالحها الاستراتيجية التي عبرت عنها مراراً، ونلاحظ ان الشعار الاميركي عندما قررت اميركا البدء باحتلال العراق كان نزع اسلحة الدمار الشامل، حتى انها لم تتحدث آنذاك عن النظام العراقي من ناحية سلبيته ضد شعبه وطغيانه، لان النظام العراقي كان نظاماً اميركياً من خلال علاقة صدام حسين بالمخابرات الاميركية وتنفيذه للكثير من مخططات اميركا بما فيها احتلال الكويت, لذلك الشيعة ليسوا هم الذين جاؤوا باميركا الى العراق، ولكن اسقاط النظام العراقي خفف عنهم الضغط الذي كان يمارسه طاغية العراق بشكل غير معقول لكل الواقع الاسلامي الشيعي وحتى غير الشيعي، مثل الاكراد وبعض المسلمين السنة, ونحن نلاحظ في هذا المجال ان الشيعة في البصرة لم يستقبلوا الاحتلال الاميركي بالورود بل استقبلوه بالرصاص، ونعرف ان المرجعيات الدينية الشيعية وفي مقدمهم السيد علي السيستاني رفض استقبال اي مسؤول اميركي، حتى ان الرئيس جورج بوش ارسل اليه رسالة في المدة الاخيرة ولكنه لم يمسكها بيده ولم يقرأها, لذلك الشيعة ليسوا مع الاحتلال بل ضده ولكن التعقيدات التي احاطت بالواقع العراقي وعدم وجود اي فرص للمواجهة في تلك المرحلة، هو الذي اعطى هذا الانطباع, نعرف انهم يتحدثون عن ان الشيعة هم الذين هادنوا المحتل، لماذا لا يتحدثون عن السنة الاكراد وعن السياسيين السنة الذين شاركوا في مجلس الحكم الانتقالي والحكومات, والمسألة ان هناك سياسة في اكثر من موقع في العالم العربي والاسلامي يريد تسجيل النقاط السوداء ضد الشيعة من دون دراسة موضوعية للواقع الذي عاشه الشيعة في العراق, ونحن عندما نريد تحليل هذه المسألة من ناحية واقعية وموضوعية لا نتحدث مذهبياً، نحن ندعو الى وحدة العراقيين والى الوحدة الوطنية والوحدة الاسلامية في العراق، حتى انني بحسب الخط السياسي ضد الفيديرالية في العراق.
وجهت خلال الفترة الماضية انتقادات حادة ضد الذين يقومون بعمليات تطاول المدنيين في العراق ووصفتهم بالتكفيريين ودعوت الى مواجهتم؟
ـ نعتقد ان التكفيريين ليسوا مشكلة الشيعة في العراق، بل حتى انهم يقومون باستحلال دم السنّة الذين لا يتفقون معهم في الرأي, وهكذا نرى ان التكفيريين هم مشكلة العالم الاسلامي، والا فماذا يصنع التكفيريون في السعودية او المغرب او في باكستان حيث حملت الينا الاخبار انهم فجروا احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف لجماعة من اهل السنة, مشكلة التكفيريين تمتد الى كل العالم الاسلامي الذي لا يتفقون معه في الرأي، ولكن المسألة ان هناك تحالفات بين التكفيريين وبعض الفئات العراقية، ونحن لا نبرئ الاحتلال الاميركي من انه يقف وراء الكثير من المجازر الوحشية لانه يريد البقاء طويلاً في العراق، ومن الطبيعي ان بقاء الخلل الامني يفسح له المجال بحجة ان خروجه من العراق يؤدي الى حرب اهلية، ولذلك فانه يبقى من اجل حفظ الامن للعراقيين.
الا ترى ان ما يجري في العراق هو حرب اهلية؟
ـ حتى الآن لم تصل الاوضاع في العراق الى الحرب الاهلية، ولكن هناك بعض ردود الفعل على ما يحصل، ليست في المستوى الشامل للاوضاع العراقية كلها.
الان هناك ازمة تشكيل الحكومة في العراق وهناك رفض لتولي ابراهيم الجعفري رئاسة الحكومة؟
ـ عندما ندرس مسألة الجعفري بعقل بارد، نلاحظ ان الرئيس بوش بعث برسالة الى السيد عبد العزيز الحكيم يرفض فيها ترؤس الجعفري للحكومة العراقية، لان اميركا لا تريد اسلامياً يترأس الحكومة العراقية، وتدخلت اميركا بحسب معلوماتنا لدى الكثيرين من السياسيين العراقيين على مستوى الاكراد والمسلمين السنة لرفض ترؤس الجعفري للحكومة, يتحدثون عن ان الجعفري لم يستطع ان يحل مشكلة الامن، ولكن الجميع يعرفون بالبداهة ان الامن من مسؤولية قوات الاحتلال الاميركي التي لم تمنح الجيش العراقي الاسلحة الثقيلة المتطورة ولم تمنح الشرطة الاسلحة التي تستطيع بها حتى ان تدافع عن نفسها، فضلاً عن انها تسيطر على كل الاجهزة الامنية الداخلية، كما ان هناك سيطرة مخابراتية اميركية واسرائيلية على الواقع العراقي، كما ان اميركا لم تمكن العراقيين من حل المشكلة الخدماتية، بل ان الاعلام الاميركي حمل الينا ان شركات اميركية وهمية تعاقدت بالمليارات من دون ان تقدم شيئاً, ونعتقد ان الاحتلال الاميركي لا يسمح لاي حكومة عراقية اياً كانت بالنجاح في هذا المجال، لان نجاحها يعني المطالبة بخروج الاحتلال, واتصور انه لو ازيح السيد الجعفري عن رئاسة الوزراء وجاءت اي شخصية اخرى لن تستطيع النجاح، لان اميركا لن تسمح لها بالنجاح الذي يحقق للعراق استقراره.
استنكرت العمليات التي تستهدف المدنيين في العراق، ومنذ ايام وقعت عملية استهدفت المدنيين في اسرائيل، الا ترى ان قتل المدنيين اينما كان امر مستنكر؟
ـ هناك فرق بين العمليات التي تتحرك في حالة الحرب والعمليات التي تتحرك بعيداً عن الحرب, ما يحدث في العراق او ما حدث في السعودية او في الدار البيضاء او باكستان ليس مبرراً شرعاً لان هذه التفجيرات انطلقت من خلال عقدة تكفيرية لدى الافرقاء الذين يقومون بها من دون ان تكون هناك اي حالة حرب, اما في فلسطين فان هناك حالة حرب بين الفلسطينيين واليهود، ونعرف ان اليهود احتلوا ارض فلسطين ويستخدمون الاسلحة المتطورة التي لا تستخدم الا في الحروب الكبرى وعملوا على تدمير البنية التحتية للفلسطينيين، ويواصلون الاعتقالات والقتل وجرف المزارع ومصادرة الاراضي وطرد الناس من بيوتهم من دون ان يكون لدى الفلسطينيين اي قدرة على مواجهة مثل هذه الترسانة العسكرية المتطورة التي تقدمها اميركا لاسرائيل, الفلسطينيون يعيشون حالة الدفاع عن النفس، وهناك صراع بين الامن الاسرائيلي والامن الفلسطيني والامن الاسرائيلي مثل الامن الفلسطيني، والمسألة ان الفلسطينيين يقومون بعملية الدفاع عن النفس ليقولوا للاسرائيليين لا يمكن ان يكون لكم امن ان لم نحصل نحن على الامن, لذلك نعتبر ان العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون عمليات جهادية استشهادية والفلسطيني لا يستطيع ان يقاوم هذه الوحشية الاسرائيلية الا بان يحول جسده قنبلة تنفجر في الواقع الاسرائيلي, واذا كان البعض يتحدثون عن المدنيين في الكيان الصهيوني، فان هناك مدنيين في الواقع الفلسطيني، ونعرف ان الحروب عندما تتحرك يسقط فيها الابرياء من المدنيين هنا وهناك, ان المسألة في هذا المجال، هي ان هناك حرباً وان الفلسطينيين لا يستهدفون قتل الطفل او المرأة او الشيخ او المدني اليهودي، ورسالتهم الى اليهود اخرجوا من ارضنا ولن تطلق منا اي رصاصة ولن تنفذ اي عملية، ولكن اسرائيل بالتحالف مع اميركا ومع الاتحاد الاوروبي اخيراً لا تتحدث عن الانسحاب من الاراضي المحتلة بل تصادر الاراضي الفلسطينية وتطرد الفلسطينيين من بيوتهم وتضيّق عليهم بالجدار العازل الذي اصدرت المحكمة الدولية قراراً بعدم شرعيته, استمعنا الى اميركا واوروبا وروسيا والسلطة الفلسطينية وحتى بعض الدول العربية تستنكر العملية الاستشهادية التي حدثت في تل ابيب ولكننا لم نسمع صوتاً واحداً يستنكر ما حدث من مجازر بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية واعتقال تسعة آلاف فلسطيني, المسألة ان هناك احتراماً للانسان اليهودي اما الانسان العربي والفلسطيني فانهم لا يحترمونه لانه كما قال بعض حاخامات اليهود ان العرب حشرات.
ولكن هناك انقسام فلسطيني حول مثل هذه العمليات فالرئيس الفلسطيني محمود عباس وصفها بالحقيرة في حين ايدتها حكومة حركة حماس, كيف يمكن التوفيق بين هذين المنطقين؟
ـ ان وجهة نظر حماس التي استمعنا اليها تقول ان العالم بما فيه العالم العربي يطلب من الحكومة الفلسطينية الجديدة ان تعترف باسرائيل، ولكنه لا يطلب من اسرائيل ان تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني كما ان ما يطلب من حماس الآن ان تعترف بالمبادرة العربية التي صدرت من القمة العربية في بيروت، والتي لم تتحرك خطوة واحدة على مستوى قبول اميركا لها، لان اميركا قالت ان المبادرة العربية تصلح ان تكون اساساً لمفاوضات، كما ان اسرائيل على لسان ارييل شارون لم تقبل هذه المبادرة، ولكنها صادرتها كما لو انها ليست موجودة، كما ان اتفاق اوسلو لم يستطع ان يحقق شيئاً, حماس تقول يطالبوننا بالاعتراف باسرائيل وبالمفاوضات التي لم تنته الى نتيجة, الرئيس الاميركي وافق على ما اراده شارون واعترف بالصفة اليهودية للدولة العبرية وصرح بمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم رغم قرار مجلس الامن الدولي 194 وهكذا نجد ان اسرائيل لم تنفذ شيئاً من كل الاتفاقات التي تم التوصل اليها في المفاوضات، وكذلك الامر بالنسبة لاميركا، حتى ان الرئيس بوش الذي تحدث عن دولتين فلسطينية ويهودية لم يتحرك خطوة واحدة في الضغط على اسرائيل من اجل تحقيق هذه الدولة الفلسطينية، بل انه يتابع كل مشاريع اسرائيل في مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات والجدار العنصري الفاصل مما لا يمكن معه ايجاد دولة فلسطينية حقيقية.
يعيش لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ازمة حقيقية على كل المستويات، واليوم كل الانظار تتجه الى مؤتمر الحوار الوطني الذي توقف عند بندي رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة, ماذا تقول في هذا المجال؟
ـ أعتقد ان مؤتمر الحوار وصل الى الطريق المسدود لان النقطتين الباقيتين على جدول الاعمال هما: اولاً مسألة رئاسة الجمهورية وأصبح الجميع يعرفون ان رئيس الجمهورية سوف يكمل ولايته الى آخر دقيقة, وثانياً مسألة سلاح المقاومة، فان المقاومة تطالب النادي السياسي اللبناني والحكومة بتقديم خطة متكاملة للدفاع عن لبنان امام امكانات الاعتداء الاسرائيلي الذي يتحرك يومياً بطائراته وكل اسلحته وامكاناته, ولذلك نرى ان ليست هناك اي ضمانات للبنان ألا تعتدي عليه اسرائيل، حتى من اميركا التي يتحدث رئيسها بوش مع رئيس وزراء لبنان انه يريد لبنان حراً سيداً مستقلاً، ولكنه لم يتحدث عن الاحتلال الاسرائيلي بكلمة, انطلق ما يسمى المجتمع الدولي لتأكيد تنفيذ القرار1559 وهو لمصلحة اسرائيل، واعترف بذلك وزير الخارجية الاسرائيلي السابق سيلفان شالوم الذي اعلن ان هذا القرار صنع في اسرائيل وتبنته اميركا وفرضته على مجلس الامن, نعتقد انه ليس هناك مجتمع دولي، هناك اميركا وحلفاؤها، اما العالم الذي تمثل دوله غالبية الشعوب فقد ابعد عن اي قرار، لان اميركا صادرت قرار العالم كله في امبراطوريتها الاستكبارية.
في ظل مؤتمر الحوار جرت محاولة لاغتيال الامين العام لـ حزب الله السيد حسن نصرالله؟
ـ هذه المسألة منتظرة في كل وقت وكل القادة الفاعلين في لبنان والذين يواجهون العدوان الاسرائيلي والاميركي هدف لكل البنادق والتفجيرات وهذه المسألة لم تفاجئنا وربما نواجه اموراً كثيرة لشخصيات اخرى.
ما هي استهدافاتها السياسية؟
- ربما تكون في اطار الفتنة السنية ـ الشيعية عندما تحدث البعض عن ان هؤلاء الذين خططوا لهذه العملية هم من فريق آخر من المسلمين، ولكننا نعرف ان المسلمين من السنة والشيعة في لبنان يعيشون حالة من الوحدة الاسلامية على مستوى المرجعيات الدينية والسياسية والواقع الشعبي.
في موضوع الفتنة بين السنة والشيعة، هناك كلام كثير على ان ما يجري في العراق ينعكس في لبنان؟
ـ لبنان يملك مناعة حيال كل ما يحدث في العالم العربي, الحروب في لبنان انطلقت من خلال التخطيط الاميركي حتى ان الحرب الماضية انطلقت من خلال وزير خارجية اميركا الاسبق هنري كيسنجر لتصفية القضية الفلسطينية، اما في الواقع المعاصر والمستقبل المنظور فقد تجاوز لبنان حال الحرب.
http://www.alraialaam.com/23-04-2006/ie5/int5.jpg
الرأي العام
بيروت ـ من مصطفى ياسين
رأى المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله ان مؤتمر الحوار الوطني في لبنان وصل الى طريق مسدود، لافتاً الى ان الجميع اصبح يعرف ان رئيس الجمهورية سيكمل ولايته حتى آخر دقيقة، كما ان المقاومة باقية لان ليس هناك اي ضمانات الا تعتدي اسرائيل على لبنان.
وشدد في حديث الى «الرأي العام» على انه لم يفاجأ بالتخطيط لاغتيال الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، مشيراً الى «ان هذه المسألة منتظَرة في كل وقت، وان كل القادة الفاعلين الذين يواجهون العدوان الاميركي والاسرائيلي هدف لكل البنادق والتفجيرات، وربما نواجه اموراً كثيرة لشخصيات اخرى».
واذ اكد ان الشيعة في العالم العربي والاسلامي يمارسون مسؤولياتهم كما يمارسها الآخرون، لفت الى «ان ليست لهم علاقات مع ايران الا من خلال الجانب الثقافي او التوافق مع السياسة الايرانية على مستوى المواجهة مع اسرائيل واميركا».
ولاحظ وجود «عقدة تاريخية ضد المسلمين الشيعة من خلال اجواء التخلف الموجودة في كثير من مواقع العالم الاسلامي، كما ان موقفهم في مواجهة الاستكبار العالمي له دور في الحرب المعلَنة عليهم من بعض الذين يلتقون في سياستهم مع هذا الاستكبار».
ورفض السيد فضل الله مقولة ان الشيعة هم الذين جاؤوا بالاحتلال الاميركي الى العراق، كاشفاً «ان المرجعيات الدينية الشيعية ترفض الاحتلال، حتى ان السيد علي السيستاني رفض في المدة الاخيرة ان يمسك بيده رسالة ارسلها اليه الرئيس الاميركي جورج بوش ولم يقرأها»، مشيراً الى «ان اكثر من موقع في العالم العربي والاسلامي يريدون تسجيل نقاط سوداء ضد الشيعة من دون دراسة موضوعية للواقع الذي عاشه الشيعة في العراق في ظل نظام الطاغية صدام حسين».
واعتبر فضل الله «ان التكفيريين ليسوا مشكلة للشيعة بل للعالم الاسلامي»، ولم يبرئ الاحتلال الاميركي في العراق من «الوقوف وراء الكثير من المجازر الوحشية للبقاء طويلاً في هذا البلد»، مشيراً الى ان الاوضاع في العراق لم تصل الى حد الحرب الاهلية.
وحمّل اميركا مسؤولية ازمة تشكيل الحكومة في العراق، مشيراً الى «ان الرئيس جورج بوش بعث برسائل الى السيد عبد العزيز الحكيم والكثير من القادة السياسيين يحضهم على رفض ترؤس ابرهيم الجعفري للحكومة لانه لا يريد اسلامياً، والى ان الاحتلال الاميركي لن يسمح لاي حكومة عراقية اياً كان رئيسها بالنجاح على الصعيد الامني والخدماتي».
وشدد فضل الله على «ان العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون هي عمليات جهادية استشهادية لان الفلسطيني لا يستطيع ان يقاوم الوحشية الاسرائيلية الا بان يحوّل جسده قنبلة تنفجر في الواقع الاسرائيلي».
وأوضح «ان هناك خلافاً فقهياً بين مدرسة اهل البيت ومدرسة الصحابة في موضوع الزواج، اذ ان السنّة يعتبرون انه لا بد في صحة عقد الزواج من وجود شاهدين عدليين، في حين ان فقهاء الشيعة يرون ان الزواج يمثل عقداً شخصياً لا يحتاج في شرعيته الى شهود»، لافتاً الى انه «اذا تحقق في العقد في زواج المسيار وجود شاهديْن فهو صحيح, وكذلك بالنسبة الى زواج «الفرند» على ان يكون العقد باتفاق الزوج والزوجة وباشراف الاهل».
ورأى ان التطورات التي حصلت في العالم، وخصوصاً تعقيدات المسألة الجنسية بالنسبة الى الزواج ومستلزماته جعلت مثل هذه الزيجات ضرورية للشباب.
كما لاحظ «وجود خلاف بين السنة والشيعة حول زواج المتعة، اذ ان جمهورا من فقهاء السنة لا يعتبره شرعياً، لان النبي صلى الله عليه وسلم بعدما شرعه نسخه، اي الغاه، في حين ان فقهاء الشيعة يقولون ان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب هو الذي ألغاه»، لافتاً الى «ان زواج المتعة اي العقد الموقت يعتبر حلاً لمشكلة الجنس», ودعا الى مجمع فقهي سني ـ شيعي للبحث في المسائل المختلف عليها بطريقة علمية.
وفي ما يأتي نص الحديث كاملاً:
أفتى المجمع الفقهي الذي انعقد اخيراً في السعودية بجواز «المسيار» و«الفرند» ما هو موقفكم من ذلك؟
ـ نحن ندرس المسألة من ناحية القاعدة الشرعية، فالزواج هو عقد بين طرفين، وهناك خلاف فقهي بين مدرسة آل البيت عليهم السلام ومدرسة الصحابة، اذا صح التعبير, الرأي الغالب عند اخواننا المسلمين من اهل السنة انه لا بد في صحة العقد من وجود شاهدين عدليين، بينما في المذهب الاسلامي الشيعي الغالب في رأي الفقهاء ان الزواج يمثل عقداً شخصياً لا يحتاج في شرعيته الى الشهود, على اي حال بالنسبة الى زواج المسيار، اذا تحقق العقد بين الطرفين، وكان هناك شاهدان فهو صحيح، على رأي السنّة والشيعة, ومسألة النفقة او ما اشبه من حقوق الزوجة، فالزوجة تملك حقها، ولها ان تطالب فيه او تتركه او تتنازل عنه، الامر يخصها من الناحية الشرعية في هذا المجال، وهكذا بالنسبة الى زواج ما يسمى بـ «الفرند» اذا اتفق الزوج مع الزوجة باشراف الاهل وتحققت الشروط الشرعية من العقد ومن رضى الولي، فيكون العقد شرعياً من هذه الجهة، وان كان من يتحدث ان الزواج وان كان شرعياً بالمعنى الفقهي ولكنه يختلف عن طبيعة الاسس التي انطلق منها الزواج، وهو المساكنة والاستقرار وما الى ذلك, ولكننا نعتبر ان الاصل في الزواج هو العلاقة التي تؤكد الاستقرار والثبات والدوام، ولكن التطورات التي حصلت في العالم وخصوصاً بالنسبة الى تعقيدات المسألة الجنسية بالنسبة الى الزواج في كل مستلزماته المالية وغير المالية، ربما جعلت مثل هذا الزواج حاجة ضرورية للشباب، يعصم فيها الشاب او الفتاة نفسه بالطريقة الشرعية، مع تخفيف الالتزامات التي تترتب على الزوج في هذا المجال.
ولكن حتى كلمة «فراند» التي تعني الصداقة تثير تساؤلات حول صحة مثل هذا الزواج؟
ـ عندما اثيرت المسألة في قضية زواج «بوي فراند» رفضنا ذلك وقلنا ان هذا وان كان بحسب طبيعة الجانب الفقهي صحيحاً، فان اعطاءه هذا العنوان يوحي بشرعية ما لدى الغربيين من دون اي اساس شرعي او فقهي، لذلك رفضنا هذا العنوان الذي اعطي لمثل هذا الزواج, نحن نعتقد ان لا مانع من ان يعقد الشاب زواجه على فتاة يعيش معها بين اهلها ويتردد على البيت، ويعيش حياته الزوجية ولا مشكلة في ذلك, ولكن اعطاء عنوان الصداقة يشبه حالة علاقة العشيق بعشيقته، وهذا مرفوض من الناحية الاسلامية على المستوى الاخلاقي الاجتماعي.
اللافت في مقررات المجمع الفقهي الاسلامي ورود كلمة «النكاح الحديث», ما هو المقصود بذلك؟
ـ كلمة الحداثة هنا باعتبار ان هذا النوع من الزواج ليس مألوفاً في الماضي، وانما استُحدث نتيجة بعض الضرورات او الاوضاع التي تتصل بالقضية الجنسية، وهو اشبه ما يكون بزواج المتعة، اي العقد الموقت، وان كان جمهور الفقهاء من اهل السنة لا يعتبرونه شرعياً لانهم يرون ان النبي صلى الله عليه وسلم، بعدما شرعه نسخه، لكن الشيعة لا يعتقدون بالنسخ في هذا المجال.
ما هو الفرق بين زواج المسيار والفرند وزواج المتعة؟
ـ زواج المسيار دائم لا يحدد فيه وقت معين، بينما زواج المتعة موقت، كما ان زواج المتعة لا تستحق فيه الزوجة النفقة، بينما تستحق الزوجة النفقة في زواج المسيار وإن كانت تتنازل عنه, اما بالنسبة الى زواج الفرند، فليس فيه تنازل عن المهر او النفقة، ويمكن ان يكون هناك شرط ضمن العقد بالتنازل عن النفقة, نحن نقول ان المشكلة بين الفقه الشيعي والفقه السني، هو ان الفقه السني لا يرى مشروعية لزواج المتعة، لان النبي صلى الله عليه وسلم شرعه ثم الغاه، ولكن الشيعة يعتقدون ان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب هو الذي الغاه ويروى عنه حتى من بعض اهل السنة قوله ان متعتين كانتا على عهد رسول الله حللهما وانا احرمهما واعاقب عليهما, حتى ان عبدالله بن عمرو وعبدالله بن عباس كانا يتحدثان بشرعيته في هذا المقام حتى ان هناك حديثا انه تمتعنا على عهد رسول الله وابي بكر وقسم من عهد عمر, ويحاول البعض ان يتحدث ان عمر حرمه تحريماً ادارياً وليس تحريماً تشريعياً، ويعتقد الكثيرون من الباحثين من الشيعة ان تشريع المتعة في البداية كان نتيجة الضرورة، والضرورة الآن هي اكثر قوة والحاحاً من ذلك الوقت, كذلك من جهة الاوضاع الجنسية الموجودة في العالم وصعوبة الزواج الدائم في التزاماته المالية وغيره، لذلك يعتبر زواج المتعة حلاً لمشكلة الجنس، بالاضافة الى الحل في الزواج الدائم, وورد عن الامام عليه السلام قوله «لولا ما نهى عنه عمر من أمر المتعة ما زنى الا شقا» اي قليل او ما زنى الا الشقي.
وهكذا اصبح للسنة زواجهم غير المتعارف عليه (المسيار، الفرند) على غرار الشيعة (المتعة)؟
ـ هذه المسألة تخضع للجدل الفقهي حول زواج المتعة، هل شرعه رسول الله ام هل نسخه بعدما شرعه؟ لان السنة والشيعة يتفقون على انه شُرع لكنهم لا يتفقون على انه نسخه ام لم ينسخه, هذه المسألة لا بد ان تبحث فقهياً بطريقة علمية، ونحن ندعو دائماً الى بحث المسائل التي يختلف فيها السنة والشيعة، سواء في المسائل المتعلقة بعلم الكلام او المتعلقة بالفقه بالطريقة العلمية ولا تكون مصدر تسجيل نقطة سلبية على هذا المذهب او ذاك، لان الخط الذي ارشدنا الله اليه في ما نختلف فيه هو «ان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول» ونحن ندعو الى مجمع فقهي يجمع السنة والشيعة للبحث في المسائل التي يختلفون عليها.
هناك انتقادات كثيرة لهذه الاشكال من الزواج والبعض يطلق عليها نعوتاً سيئة، ولا يفرق بينها وبين المصاحبة او المساكنة؟
ـ الزواج حالة شخصية، اما الجانب الرسمي فهو يتصل بالتوثيق ولا يتصل بالشرعية, لو ان شاباً او فتاة تزوجا على سنة الله ورسوله مع كل الشروط الشرعية للزواج يصبحان زوجين امام الله، حتى لو لم يوثق هذا الزواج عند الجهات الرسمية, لعل التوثيق يكون ضرورياً من اجل حفظ حقوق كل واحد منهما لدى الآخر من جهة، ومن جهة النسب للاولاد الذين يأتون من هذا الزواج.
لماذا هذا التشكيك الدائم بولاء المسلمين الشيعة الى عروبتهم وأوطانهم, وكيف تنظر الى ما صدر عن الرئيس حسني مبارك في هذا الخصوص اخيرا؟ واللافت ان ردكم عليه كان هادئاً؟
ـ كنا نحاول ان نناقش الرئيس حسني مبارك مناقشة موضوعية، ونتصور ان التقارير التي قدمت اليه عن وضع المسلمين الشيعة في البلاد التي يسكنون فيها كانت غير دقيقة في هذا المجال، لاننا عندما ندرس تاريخ الشيعة نجد ان الشيعة في العراق ومن موقع المرجعيات الدينية في النجف الاشرف اعلنوا الجهاد ضد البريطانيين عندما ارادوا احتلالها، للدفاع عن الحكومة العثمانية التي كانت مسيطرة على العراق، وهي حكومة سنية، ولم يكن سلوكها مع الشيعة ايجابياً، لان الشيعة من خلال مرجعياتهم مخلصون لبلدهم واسلامهم, وهكذا عندما ندرس الشيعة في لبنان والذين كانت لهم المبادرة في تحرير لبنان، باعتبار انهم يؤمنون بضرورة تحرير بلدهم من المحتل الاسرائيلي, وهكذا عندما ندرس الشيعة في الخليج وفي اي موقع من المواقع، كما في باكستان او الهند، فاننا نجد انهم يمارسون مسؤولياتهم في وطنهم كما يمارسها الآخرون، وليست لهم علاقات مع ايران الا من خلال الجانب الثقافي او من خلال اللقاء مع السياسة الايرانية في المسألة السياسية على مستوى المواجهة مع اسرائيل واميركا وغير ذلك، تماماً كما هم غير الشيعة الذين قد يلتقون مع ايران او مع مصر او ما اشبه ذلك في سياستهم.
ملك الاردن عبدالله الثاني سبق الرئيس المصري وتحدث عن هلال شيعي؟
ـ نعتقد ان هناك عقدة تاريخية ضد المسلمين الشيعة من خلال اجواء التخلف الموجودة في كثير من مواقع العالم الاسلامي، هذا من جهة، ومن جهة اخرى فان موقف المسلمين الشيعة في مواجهة الاستكبار العالمي قد يكون له دور في هذه الحرب المعلنة ضد الشيعة من قبل بعض الذين يلتقون في سياستهم مع الاستكبار العالمي.
ولكن الشيعة يهادنون هذا الاستكبار العالمي في العراق؟
ـ نعتقد ان مسألة العراق من المسائل المعقدة، ولا نعتقد ان الشيعة هم الذين اتوا بالاميركيين والبريطانيين الى العراق، لان اميركا اساساً كانت تخطط منذ الثمانينات لاحتلال العراق لتأمين مصالحها الاستراتيجية التي عبرت عنها مراراً، ونلاحظ ان الشعار الاميركي عندما قررت اميركا البدء باحتلال العراق كان نزع اسلحة الدمار الشامل، حتى انها لم تتحدث آنذاك عن النظام العراقي من ناحية سلبيته ضد شعبه وطغيانه، لان النظام العراقي كان نظاماً اميركياً من خلال علاقة صدام حسين بالمخابرات الاميركية وتنفيذه للكثير من مخططات اميركا بما فيها احتلال الكويت, لذلك الشيعة ليسوا هم الذين جاؤوا باميركا الى العراق، ولكن اسقاط النظام العراقي خفف عنهم الضغط الذي كان يمارسه طاغية العراق بشكل غير معقول لكل الواقع الاسلامي الشيعي وحتى غير الشيعي، مثل الاكراد وبعض المسلمين السنة, ونحن نلاحظ في هذا المجال ان الشيعة في البصرة لم يستقبلوا الاحتلال الاميركي بالورود بل استقبلوه بالرصاص، ونعرف ان المرجعيات الدينية الشيعية وفي مقدمهم السيد علي السيستاني رفض استقبال اي مسؤول اميركي، حتى ان الرئيس جورج بوش ارسل اليه رسالة في المدة الاخيرة ولكنه لم يمسكها بيده ولم يقرأها, لذلك الشيعة ليسوا مع الاحتلال بل ضده ولكن التعقيدات التي احاطت بالواقع العراقي وعدم وجود اي فرص للمواجهة في تلك المرحلة، هو الذي اعطى هذا الانطباع, نعرف انهم يتحدثون عن ان الشيعة هم الذين هادنوا المحتل، لماذا لا يتحدثون عن السنة الاكراد وعن السياسيين السنة الذين شاركوا في مجلس الحكم الانتقالي والحكومات, والمسألة ان هناك سياسة في اكثر من موقع في العالم العربي والاسلامي يريد تسجيل النقاط السوداء ضد الشيعة من دون دراسة موضوعية للواقع الذي عاشه الشيعة في العراق, ونحن عندما نريد تحليل هذه المسألة من ناحية واقعية وموضوعية لا نتحدث مذهبياً، نحن ندعو الى وحدة العراقيين والى الوحدة الوطنية والوحدة الاسلامية في العراق، حتى انني بحسب الخط السياسي ضد الفيديرالية في العراق.
وجهت خلال الفترة الماضية انتقادات حادة ضد الذين يقومون بعمليات تطاول المدنيين في العراق ووصفتهم بالتكفيريين ودعوت الى مواجهتم؟
ـ نعتقد ان التكفيريين ليسوا مشكلة الشيعة في العراق، بل حتى انهم يقومون باستحلال دم السنّة الذين لا يتفقون معهم في الرأي, وهكذا نرى ان التكفيريين هم مشكلة العالم الاسلامي، والا فماذا يصنع التكفيريون في السعودية او المغرب او في باكستان حيث حملت الينا الاخبار انهم فجروا احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف لجماعة من اهل السنة, مشكلة التكفيريين تمتد الى كل العالم الاسلامي الذي لا يتفقون معه في الرأي، ولكن المسألة ان هناك تحالفات بين التكفيريين وبعض الفئات العراقية، ونحن لا نبرئ الاحتلال الاميركي من انه يقف وراء الكثير من المجازر الوحشية لانه يريد البقاء طويلاً في العراق، ومن الطبيعي ان بقاء الخلل الامني يفسح له المجال بحجة ان خروجه من العراق يؤدي الى حرب اهلية، ولذلك فانه يبقى من اجل حفظ الامن للعراقيين.
الا ترى ان ما يجري في العراق هو حرب اهلية؟
ـ حتى الآن لم تصل الاوضاع في العراق الى الحرب الاهلية، ولكن هناك بعض ردود الفعل على ما يحصل، ليست في المستوى الشامل للاوضاع العراقية كلها.
الان هناك ازمة تشكيل الحكومة في العراق وهناك رفض لتولي ابراهيم الجعفري رئاسة الحكومة؟
ـ عندما ندرس مسألة الجعفري بعقل بارد، نلاحظ ان الرئيس بوش بعث برسالة الى السيد عبد العزيز الحكيم يرفض فيها ترؤس الجعفري للحكومة العراقية، لان اميركا لا تريد اسلامياً يترأس الحكومة العراقية، وتدخلت اميركا بحسب معلوماتنا لدى الكثيرين من السياسيين العراقيين على مستوى الاكراد والمسلمين السنة لرفض ترؤس الجعفري للحكومة, يتحدثون عن ان الجعفري لم يستطع ان يحل مشكلة الامن، ولكن الجميع يعرفون بالبداهة ان الامن من مسؤولية قوات الاحتلال الاميركي التي لم تمنح الجيش العراقي الاسلحة الثقيلة المتطورة ولم تمنح الشرطة الاسلحة التي تستطيع بها حتى ان تدافع عن نفسها، فضلاً عن انها تسيطر على كل الاجهزة الامنية الداخلية، كما ان هناك سيطرة مخابراتية اميركية واسرائيلية على الواقع العراقي، كما ان اميركا لم تمكن العراقيين من حل المشكلة الخدماتية، بل ان الاعلام الاميركي حمل الينا ان شركات اميركية وهمية تعاقدت بالمليارات من دون ان تقدم شيئاً, ونعتقد ان الاحتلال الاميركي لا يسمح لاي حكومة عراقية اياً كانت بالنجاح في هذا المجال، لان نجاحها يعني المطالبة بخروج الاحتلال, واتصور انه لو ازيح السيد الجعفري عن رئاسة الوزراء وجاءت اي شخصية اخرى لن تستطيع النجاح، لان اميركا لن تسمح لها بالنجاح الذي يحقق للعراق استقراره.
استنكرت العمليات التي تستهدف المدنيين في العراق، ومنذ ايام وقعت عملية استهدفت المدنيين في اسرائيل، الا ترى ان قتل المدنيين اينما كان امر مستنكر؟
ـ هناك فرق بين العمليات التي تتحرك في حالة الحرب والعمليات التي تتحرك بعيداً عن الحرب, ما يحدث في العراق او ما حدث في السعودية او في الدار البيضاء او باكستان ليس مبرراً شرعاً لان هذه التفجيرات انطلقت من خلال عقدة تكفيرية لدى الافرقاء الذين يقومون بها من دون ان تكون هناك اي حالة حرب, اما في فلسطين فان هناك حالة حرب بين الفلسطينيين واليهود، ونعرف ان اليهود احتلوا ارض فلسطين ويستخدمون الاسلحة المتطورة التي لا تستخدم الا في الحروب الكبرى وعملوا على تدمير البنية التحتية للفلسطينيين، ويواصلون الاعتقالات والقتل وجرف المزارع ومصادرة الاراضي وطرد الناس من بيوتهم من دون ان يكون لدى الفلسطينيين اي قدرة على مواجهة مثل هذه الترسانة العسكرية المتطورة التي تقدمها اميركا لاسرائيل, الفلسطينيون يعيشون حالة الدفاع عن النفس، وهناك صراع بين الامن الاسرائيلي والامن الفلسطيني والامن الاسرائيلي مثل الامن الفلسطيني، والمسألة ان الفلسطينيين يقومون بعملية الدفاع عن النفس ليقولوا للاسرائيليين لا يمكن ان يكون لكم امن ان لم نحصل نحن على الامن, لذلك نعتبر ان العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون عمليات جهادية استشهادية والفلسطيني لا يستطيع ان يقاوم هذه الوحشية الاسرائيلية الا بان يحول جسده قنبلة تنفجر في الواقع الاسرائيلي, واذا كان البعض يتحدثون عن المدنيين في الكيان الصهيوني، فان هناك مدنيين في الواقع الفلسطيني، ونعرف ان الحروب عندما تتحرك يسقط فيها الابرياء من المدنيين هنا وهناك, ان المسألة في هذا المجال، هي ان هناك حرباً وان الفلسطينيين لا يستهدفون قتل الطفل او المرأة او الشيخ او المدني اليهودي، ورسالتهم الى اليهود اخرجوا من ارضنا ولن تطلق منا اي رصاصة ولن تنفذ اي عملية، ولكن اسرائيل بالتحالف مع اميركا ومع الاتحاد الاوروبي اخيراً لا تتحدث عن الانسحاب من الاراضي المحتلة بل تصادر الاراضي الفلسطينية وتطرد الفلسطينيين من بيوتهم وتضيّق عليهم بالجدار العازل الذي اصدرت المحكمة الدولية قراراً بعدم شرعيته, استمعنا الى اميركا واوروبا وروسيا والسلطة الفلسطينية وحتى بعض الدول العربية تستنكر العملية الاستشهادية التي حدثت في تل ابيب ولكننا لم نسمع صوتاً واحداً يستنكر ما حدث من مجازر بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية واعتقال تسعة آلاف فلسطيني, المسألة ان هناك احتراماً للانسان اليهودي اما الانسان العربي والفلسطيني فانهم لا يحترمونه لانه كما قال بعض حاخامات اليهود ان العرب حشرات.
ولكن هناك انقسام فلسطيني حول مثل هذه العمليات فالرئيس الفلسطيني محمود عباس وصفها بالحقيرة في حين ايدتها حكومة حركة حماس, كيف يمكن التوفيق بين هذين المنطقين؟
ـ ان وجهة نظر حماس التي استمعنا اليها تقول ان العالم بما فيه العالم العربي يطلب من الحكومة الفلسطينية الجديدة ان تعترف باسرائيل، ولكنه لا يطلب من اسرائيل ان تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني كما ان ما يطلب من حماس الآن ان تعترف بالمبادرة العربية التي صدرت من القمة العربية في بيروت، والتي لم تتحرك خطوة واحدة على مستوى قبول اميركا لها، لان اميركا قالت ان المبادرة العربية تصلح ان تكون اساساً لمفاوضات، كما ان اسرائيل على لسان ارييل شارون لم تقبل هذه المبادرة، ولكنها صادرتها كما لو انها ليست موجودة، كما ان اتفاق اوسلو لم يستطع ان يحقق شيئاً, حماس تقول يطالبوننا بالاعتراف باسرائيل وبالمفاوضات التي لم تنته الى نتيجة, الرئيس الاميركي وافق على ما اراده شارون واعترف بالصفة اليهودية للدولة العبرية وصرح بمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم رغم قرار مجلس الامن الدولي 194 وهكذا نجد ان اسرائيل لم تنفذ شيئاً من كل الاتفاقات التي تم التوصل اليها في المفاوضات، وكذلك الامر بالنسبة لاميركا، حتى ان الرئيس بوش الذي تحدث عن دولتين فلسطينية ويهودية لم يتحرك خطوة واحدة في الضغط على اسرائيل من اجل تحقيق هذه الدولة الفلسطينية، بل انه يتابع كل مشاريع اسرائيل في مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات والجدار العنصري الفاصل مما لا يمكن معه ايجاد دولة فلسطينية حقيقية.
يعيش لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ازمة حقيقية على كل المستويات، واليوم كل الانظار تتجه الى مؤتمر الحوار الوطني الذي توقف عند بندي رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة, ماذا تقول في هذا المجال؟
ـ أعتقد ان مؤتمر الحوار وصل الى الطريق المسدود لان النقطتين الباقيتين على جدول الاعمال هما: اولاً مسألة رئاسة الجمهورية وأصبح الجميع يعرفون ان رئيس الجمهورية سوف يكمل ولايته الى آخر دقيقة, وثانياً مسألة سلاح المقاومة، فان المقاومة تطالب النادي السياسي اللبناني والحكومة بتقديم خطة متكاملة للدفاع عن لبنان امام امكانات الاعتداء الاسرائيلي الذي يتحرك يومياً بطائراته وكل اسلحته وامكاناته, ولذلك نرى ان ليست هناك اي ضمانات للبنان ألا تعتدي عليه اسرائيل، حتى من اميركا التي يتحدث رئيسها بوش مع رئيس وزراء لبنان انه يريد لبنان حراً سيداً مستقلاً، ولكنه لم يتحدث عن الاحتلال الاسرائيلي بكلمة, انطلق ما يسمى المجتمع الدولي لتأكيد تنفيذ القرار1559 وهو لمصلحة اسرائيل، واعترف بذلك وزير الخارجية الاسرائيلي السابق سيلفان شالوم الذي اعلن ان هذا القرار صنع في اسرائيل وتبنته اميركا وفرضته على مجلس الامن, نعتقد انه ليس هناك مجتمع دولي، هناك اميركا وحلفاؤها، اما العالم الذي تمثل دوله غالبية الشعوب فقد ابعد عن اي قرار، لان اميركا صادرت قرار العالم كله في امبراطوريتها الاستكبارية.
في ظل مؤتمر الحوار جرت محاولة لاغتيال الامين العام لـ حزب الله السيد حسن نصرالله؟
ـ هذه المسألة منتظرة في كل وقت وكل القادة الفاعلين في لبنان والذين يواجهون العدوان الاسرائيلي والاميركي هدف لكل البنادق والتفجيرات وهذه المسألة لم تفاجئنا وربما نواجه اموراً كثيرة لشخصيات اخرى.
ما هي استهدافاتها السياسية؟
- ربما تكون في اطار الفتنة السنية ـ الشيعية عندما تحدث البعض عن ان هؤلاء الذين خططوا لهذه العملية هم من فريق آخر من المسلمين، ولكننا نعرف ان المسلمين من السنة والشيعة في لبنان يعيشون حالة من الوحدة الاسلامية على مستوى المرجعيات الدينية والسياسية والواقع الشعبي.
في موضوع الفتنة بين السنة والشيعة، هناك كلام كثير على ان ما يجري في العراق ينعكس في لبنان؟
ـ لبنان يملك مناعة حيال كل ما يحدث في العالم العربي, الحروب في لبنان انطلقت من خلال التخطيط الاميركي حتى ان الحرب الماضية انطلقت من خلال وزير خارجية اميركا الاسبق هنري كيسنجر لتصفية القضية الفلسطينية، اما في الواقع المعاصر والمستقبل المنظور فقد تجاوز لبنان حال الحرب.