المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روكفلر: «حكاية لقائي مع صدام حسين»



زوربا
04-22-2006, 07:13 AM
لم يكن بينهما سوى المترجم لكن بغداد سربت الخبر إلى «النهار»

باريس: إنعام كجه جي

«كان قاطعا في حديثه لكنه لم يكن عدوانيا، وأثناء جلوسي قبالته، ذلك المساء، لم أكن أملك أي مبرر للاعتقاد بأنه سيحمل لقب جزار بغداد بعد فترة من الزمن».
بهذه العبارة يختم الملياردير الاميركي ديفيد روكفلر الفصل الذي يتطرق فيه الى وقائع لقائه مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين، في مذكراته الضخمة التي صدرت طبعتها الفرنسية في باريس، حديثا.والتقى روكفلر وصدام عندما كان هذا الأخير نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة، آنذاك، احمد حسن البكر. وتم اللقاء بشكل عاجل اثناء 24 ساعة أمضاها روكفلر في بغداد، رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين العراق والولايات المتحدة.

ويروي روكفلر ان العراق قطع علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد حرب حزيران (يونيو) 1967، لكن البنك الذي يديره واصل الحفاظ على مراسلات قليلة مع المصرف المركزي العراقي، وكانت تلك المراسلات هي واحدة من الصلات النادرة بين البلدين. ولهذا، طلب وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الاميركي الأسبق هنري كيسنجر من روكفلر السعي لمد صلة ما مع حكومة بغداد، على أمل ادخال العراق في المساعي التي كانت تبذل لحل ازمة الشرق الأوسط.

يقول «وافقت على طلب كيسنجر، وتمكنت من الحصول على تأشيرة دخول الى العراق بمساعدة من مدير بنك الرافدين العراقي، وسافرت بهدف التباحث حول الشؤون المصرفية، لكني طلبت مقابلة وزير الخارجية سعدون حمادي الذي كان يتكلم الانجليزية بشكل جيد، رغم انه كان عدائيا معي منذ لحظة دخولي مكتبه، وازداد جفاؤه بعد ان قلت له إنني جئت بطلب من كيسنجر، حاملا رسالة لصدام حسين. وكان رده ان الأمر مستحيل. فقلت انني باق 24 ساعة في بغداد وجاهز للمقابلة في أي لحظة من الليل او النهار. وطلب حمادي الرسالة فاعتذرت عن تسليمها اليه. وفي المساء نفسه، قبل خروجي الى دعوة عشاء من مصرف الرافدين، أخبروني ان صدام سيستقبلني في التاسعة في مكتبه. ولما وصلت الى هناك أدخلوني الى غرفة صغيرة قليلة الأثاث، بدون نوافذ، وحياني صدام بلطف وتحادثنا لأكثر من ساعة، عبر مترجم. ورغم عدم وجود غيرنا، فان تقريرا عن الزيارة ظهر بعد ايام في صحيفة «النهار» البيروتية».

شرح روكفلر لصدام ان هنري كيسنجر يعتقد ان من مصلحة البلدين اقامة حوار بينهما. ورد صدام مشيرا الى الباب الذي دخل منه الزائر وقال: «هذا الباب يمكن ان ينفرج قليلا اذا تحقق شرطان: اولا ان توقف اميركا تزويد اسرائيل بسلاح يمكن ان يستعمل ضد العراق وأن تلعب دورا حاسما في الاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني. وثانيا ان تتوقف عن بيع السلاح لايران، او ان تشترط على الأقل، ألا تقوم ايران باستخدام سلاحها ضد العراق والأمة العربية». وأضاف صدام الا أمل في اعادة العلاقات مع واشنطن طالما استمر شاه ايران في تسليح «العصاة» الأكراد. لكن هذه العقبة زالت بعد أشهر قليلة إذ تحسنت العلاقات مع ايران. أما قضية حرمان اسرائيل من السلاح الاميركي فلم تكن قابلة للمناقشة.