سلسبيل
04-19-2006, 06:08 AM
مرض نفسي يعاني منه 100 مليون شخص في العالم
واحد من كل 50 شخصاً مصاب بالوسواس القهري
تؤكد الإحصائيات وجود أكثر من 100 مليون مصاب بمرض »الوسواس القهري« في العالم, إذ يصاب به واحد من خمسين شخصاً, وهو أكثر الأمراض النفسية انتشاراً بعد الاكتئاب, وفي إحصائية أجريت في السعودية وجد أن 31,1 في المئة من حالات الوسواس تتعلق بالنظافة والطهارة, و 42,2 في المئة بالتكرار في الوضوء والصلاة, وفي مجتمعاتنا العربية التي تعتبر المرض النفسي فعل شائن يجب إخفائه, فإن الشخص المصاب بالوسوسة يخفي مرضه ولا يعترف به, بل وكثيراً منهم يلجأ إلى المشعوذين ومدعي العلم بالسحر وفك الأعمال السفلية حتى لا يصفهم البعض بالجنون, وعدد كبير منهم يذهب إلى الطبيب بسبب التقرحات والحساسية الجلدية التي تظهر عليهم من كثرة الغسيل والإسراف في استخدام مساحيق التنظيف.
وقد ذكرت كلمة " الوسواس" في آيات كثيرة من القرآن في سورة " ق". قال تعالى (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) وفي سورة "الناس" قال تعالى: (من شر الوسواس الخناس), فهناك وسوسة النفس ووسوسة الشيطان التي تعالج بكثرة الذكر وتلاوة القرآن كما ينصح علماء الدين, وإذا لم تذهب, فهي نوع من الوسوسة المرضية التي تحتاج إلى علاج والذهاب إلى الطبيب المختص.
كيمياء المخ
يقول الدكتور أشرف سلامة رئيس قسم الأمراض النفسية والعصبية في مستشفى جامعة القاهرة: ان »الوسواس« مرض نفسي يصاب به الرجال والنساء على حد سواء من جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية, حيث تسيطر على المريض فكرة ملحة بصورة متكررة تسبب له نوع من الضغط النفسي, وكوسيلة للتعبير عن الكبت والتوتر بداخله يحاول المريض أن ينفث عن هذا الغضب عن طريق تكرار حركة مثل إعادة الاغتسال أو الوضوء, أو غسيل الأدوات المنزلية مرات عديدة يومياً بصورة مستمرة, ولا يقتصر الأمر على وسوسة النظافة فقط, بل يشمل فكرة مرضية ملحة تسيطر على المريض ولا يستطيع التخلص منها, وتؤثر عليه سلبياً في عمله وعلاقاته الاجتماعية, وأحياناً تدمر حياته الزوجية, فقد يقوم بعض المرضى برفض العلاقة الزوجية الخاصة لاعتقاده أنها تسبب له النجاسة وعدم الطهارة, مما يؤثر على مسار حياته بصفة عامة.
وعن أسباب المرض يقول د. سلامة, إنها غير محددة, فهو نوع من الاكتئاب يصيب الرجال والنساء بصفة عامة من جميع الطبقات الاجتماعية, نتيجة لاختلال كيمياء المخ, واضطراب الهرمونات مثل نقص هرمون " السيروتينين" فيدفع المريض للقيام بأفعال قهرية رغم إرادته.
واوضح ان تَعرض المريض لأزمات أو صدمات نفسية أو معاناة في حياته الزوجية, يظهر عليه أعراض المرض, كما يلاحظ ازدياد نسبة الإصابة بالأمراض النفسية بين أفراد المجتمع في أوقات الحروب وبعد حدوث بعض الكوارث الطبيعية مثل زلزال عام 1992 في مصر نتيجة للخوف والقلق وقد تستمر لفترة طويلة بعد انتهائها, أما الوراثة فليس لها دور في الإصابة بالمرض, ولكن أحياناً يصاب بالمرض أكثر من فرد في الأسرة الواحدة.
وعن سبل العلاج يقول د. سلامة. ان الخطوة الأولى هي الاعتراف بالمرض والذهاب للطبيب المختص فالعلاج الدوائي بمفرده لا يفيد, بل لابد من جلسات العلاج النفسي للوصول إلى جذور وأسباب المشكلة النفسية التي تسببت في ظهور تلك الأعراض المرضية التي يعاني منها, والعمل ضروري جداً لمساعدته على الخروج من دوامة المرض, فلابد للعقل أن يعمل وينشغل بما يدور حوله في العالم الخارجي, وأيضاً على المريض الالتزام بالعلاج, فلا يتوقف عن تناول الدواء من تلقاء نفسه يأساً من الشفاء لطول فترة العلاج, أما أفراد الأسرة المحيطين فعليهم توفير جو من الهدوء والسكينة في المنزل, فالأسرة ليست هي السبب في المرض, ولكن ردود أفعالها قد تتسبب في تفاقم الأعراض, فعليها تفهم طبيعة المرض مع حسن معاملته وعدم الإساءة إليه نتيجة لتصرفاته, حتى يستطيع استجماع إرادته والتخلص من الأفكار المرضية الملحة عليه والشفاء منها, أيضاً تقوية الجانب الديني مهم جداً في العلاج فالضغوط النفسية والصعوبات تواجه الجميع ولكن كيفية مواجهة الصعوبات والأزمات تختلف من شخص لآخر.
واحد من كل 50 شخصاً مصاب بالوسواس القهري
تؤكد الإحصائيات وجود أكثر من 100 مليون مصاب بمرض »الوسواس القهري« في العالم, إذ يصاب به واحد من خمسين شخصاً, وهو أكثر الأمراض النفسية انتشاراً بعد الاكتئاب, وفي إحصائية أجريت في السعودية وجد أن 31,1 في المئة من حالات الوسواس تتعلق بالنظافة والطهارة, و 42,2 في المئة بالتكرار في الوضوء والصلاة, وفي مجتمعاتنا العربية التي تعتبر المرض النفسي فعل شائن يجب إخفائه, فإن الشخص المصاب بالوسوسة يخفي مرضه ولا يعترف به, بل وكثيراً منهم يلجأ إلى المشعوذين ومدعي العلم بالسحر وفك الأعمال السفلية حتى لا يصفهم البعض بالجنون, وعدد كبير منهم يذهب إلى الطبيب بسبب التقرحات والحساسية الجلدية التي تظهر عليهم من كثرة الغسيل والإسراف في استخدام مساحيق التنظيف.
وقد ذكرت كلمة " الوسواس" في آيات كثيرة من القرآن في سورة " ق". قال تعالى (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) وفي سورة "الناس" قال تعالى: (من شر الوسواس الخناس), فهناك وسوسة النفس ووسوسة الشيطان التي تعالج بكثرة الذكر وتلاوة القرآن كما ينصح علماء الدين, وإذا لم تذهب, فهي نوع من الوسوسة المرضية التي تحتاج إلى علاج والذهاب إلى الطبيب المختص.
كيمياء المخ
يقول الدكتور أشرف سلامة رئيس قسم الأمراض النفسية والعصبية في مستشفى جامعة القاهرة: ان »الوسواس« مرض نفسي يصاب به الرجال والنساء على حد سواء من جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية, حيث تسيطر على المريض فكرة ملحة بصورة متكررة تسبب له نوع من الضغط النفسي, وكوسيلة للتعبير عن الكبت والتوتر بداخله يحاول المريض أن ينفث عن هذا الغضب عن طريق تكرار حركة مثل إعادة الاغتسال أو الوضوء, أو غسيل الأدوات المنزلية مرات عديدة يومياً بصورة مستمرة, ولا يقتصر الأمر على وسوسة النظافة فقط, بل يشمل فكرة مرضية ملحة تسيطر على المريض ولا يستطيع التخلص منها, وتؤثر عليه سلبياً في عمله وعلاقاته الاجتماعية, وأحياناً تدمر حياته الزوجية, فقد يقوم بعض المرضى برفض العلاقة الزوجية الخاصة لاعتقاده أنها تسبب له النجاسة وعدم الطهارة, مما يؤثر على مسار حياته بصفة عامة.
وعن أسباب المرض يقول د. سلامة, إنها غير محددة, فهو نوع من الاكتئاب يصيب الرجال والنساء بصفة عامة من جميع الطبقات الاجتماعية, نتيجة لاختلال كيمياء المخ, واضطراب الهرمونات مثل نقص هرمون " السيروتينين" فيدفع المريض للقيام بأفعال قهرية رغم إرادته.
واوضح ان تَعرض المريض لأزمات أو صدمات نفسية أو معاناة في حياته الزوجية, يظهر عليه أعراض المرض, كما يلاحظ ازدياد نسبة الإصابة بالأمراض النفسية بين أفراد المجتمع في أوقات الحروب وبعد حدوث بعض الكوارث الطبيعية مثل زلزال عام 1992 في مصر نتيجة للخوف والقلق وقد تستمر لفترة طويلة بعد انتهائها, أما الوراثة فليس لها دور في الإصابة بالمرض, ولكن أحياناً يصاب بالمرض أكثر من فرد في الأسرة الواحدة.
وعن سبل العلاج يقول د. سلامة. ان الخطوة الأولى هي الاعتراف بالمرض والذهاب للطبيب المختص فالعلاج الدوائي بمفرده لا يفيد, بل لابد من جلسات العلاج النفسي للوصول إلى جذور وأسباب المشكلة النفسية التي تسببت في ظهور تلك الأعراض المرضية التي يعاني منها, والعمل ضروري جداً لمساعدته على الخروج من دوامة المرض, فلابد للعقل أن يعمل وينشغل بما يدور حوله في العالم الخارجي, وأيضاً على المريض الالتزام بالعلاج, فلا يتوقف عن تناول الدواء من تلقاء نفسه يأساً من الشفاء لطول فترة العلاج, أما أفراد الأسرة المحيطين فعليهم توفير جو من الهدوء والسكينة في المنزل, فالأسرة ليست هي السبب في المرض, ولكن ردود أفعالها قد تتسبب في تفاقم الأعراض, فعليها تفهم طبيعة المرض مع حسن معاملته وعدم الإساءة إليه نتيجة لتصرفاته, حتى يستطيع استجماع إرادته والتخلص من الأفكار المرضية الملحة عليه والشفاء منها, أيضاً تقوية الجانب الديني مهم جداً في العلاج فالضغوط النفسية والصعوبات تواجه الجميع ولكن كيفية مواجهة الصعوبات والأزمات تختلف من شخص لآخر.