المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مستشار خاتمي أكد أن الاتجاه العام في إيران عقلاني إصلاحي معتدل والتحجر هو المعوق



yasmeen
04-17-2006, 09:17 AM
محمد صادق حسيني: النووي الإيراني حق مكتسب وليس تحدياً لأحد

لقاء اجراه عباس دشتي


اكد محمد صادق حسيني مستشار الرئيس الايراني السابق د.محمد خاتمي للشؤون العربية والاسلامية بالمركز الدولي للحوار الثقافي، ان الرئيس خاتمي لم يبتعد عن السياسة ولكنه تفرغ حاليا للفكر والحوار بين الحضارات لاعطاء صورة اسلامية صحيحة للتعايش مع كافة الحضارات الاخرى.

واشار الحسيني في لقاء أجرته معه «الوطن» في ديوان حسين القطان الى ان المركز يعمل في اتجاهين الاول في طهران والثاني في جنيف، مشيرا الى وجود تعاون مستمر واتصالات مع الدول العربية والاسلامية والاجنبية وجميع اعمال المركز بعيدة عن السياسة لأن المركز مؤسسة فكرية ثقافية تعمل على التقارب والتآلف بين القلوب.

واوضح ان المركز لم يشهد اية معوقات ولكن هناك مشكلة ازلية وهي تحجر عقول بعض الاسلاميين الذين يحاولون طرد الآخرين وعدم السماح لهم بحق التفكير والابداع وكأن العالم لهم فقط، مبينا ان المشكلة الوحيدة التي تواجه المركز هي انتماء عدد من المدافعين عن الحضارةاليهودية للصهاينة وهؤلاء يعملون على تثبيت الكيان الصهيوني في فلسطين.
وحول ايران اشار الى أنها تعيش حياتها الطبيعية بما فيها الاقطاب السياسية وان الحكومات مستمرة في مطالبتها بالحق الايراني وليس هناك أي نوع من التحدي خاصة حول الملف النووي الايراني وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

العمل باتجاهين

ما عمل المركز واتجاهاته؟
- يعمل المركز في اتجاهين، الاول انطلاقا من مقره في طهران والاهتمام فيه يتركز على السعي في التقريب بين المدارس الاسلامية المختلفة داخل العالم الاسلامي واقامة الحوار داخل الاطياف والاتجاهات والمدارس الفكرية المختلفة ايضا في العالم الاسلامي لعرض صورة الاسلام الصحيح بقدر الامكان، الذي يعتبر هو صاحب الحق والعدل والحوار مع الآخرين.
اما الاتجاه الآخر فيأتي في المركز الذي مقره جنيف ويعمل في اطار الحوار بين الحضارات المختلفة التي تبحث هدفا مشتركا وهو العدالة الشاملة والسلام والتآخي بين الشعوب، ويشترك في هذا المركز الدولي هيئة تأسيسية تضم عددا كبيرا من رموز الثقافة والسياسة السابقين الذين يمثلون ثقافات دولية مثل اليابان، والصين ودول الغرب اضافة الى العالم الاسلامي بمختلف المذاهب محاولين تخفيف وطأة السياسة القاسية والدفع بالفتن والحروب التي تهدد الحضارة الانسانية المشتركة والعالم بأسره.

تعاون مستمر


هل هناك تعاون مع الدول العربية والاسلامية والاجنبية؟
- نعم هناك تعاون واتصالات مستمرة ومباشرة، حيث ان المؤسسة ليست سياسية بل انها مؤسسة فكرية ثقافية تعمل على التقارب وتآلف القلوب. فالتعاون يأتي من هذا المعنى بين شعوب العالم وان الدول هي مظهر من مظاهر صفات الشعوب من اجل تطويع العمل السياسي والسياسيين ليكونوا اقل خشونة ونحاول اصلاح ما يفسده بعض السياسيين حول الثقافة والفكر عن طريق الجمود الفكري الذي يتقمصه البعض من ابناء جلدتنا عن طريق التستر بالدين والاسلام. او الهيمنة لمن يدعون ان الحضارة الغربية والرأسمالية والليبرالية نهاية التاريخ.

التحجر هو المعوق

هل من معوقات تشهدها الحضارة الاسلامية مع بقية الحضارات؟
- الحضارات كما قال ابن خلدون«تنشأ وتنمو وتشيخ ثم تتراجع بدلا منها» والدوام للثقافات، ونحن كأصحاب دين خالد لدينا ثقافة اسلامية مستمرة وعميقة وضاربة في القدم. وجذورها في اعماقنا وكل وجداننا ، ولا نعتقد ان الثقافة الاسلامية مضادة للثقافات الاخرى ولكنها متمايزة ومختلفة عنها، وهذا هو معوق التحالف والتآلف بين الحضارات الاخرى والحضارة الاسلامية، كما جاءت القراءات الاخرى الخاطئة التي جاءت باسم الدين سواء كان الدين الاسلامي او غيره من الاديان تعتقد بانها تمتلك الحقيقة وحدها. ولذلك علينا تقديم الاسلام. كما هو في الواقع وانه صالح لكل زمان ومكان وجوهر كل الاديان، حيث ان الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والرسل عليهم السلام ونزل عليه خلاصة ما جاء للبشرية كلها عن طريق الوحي. لذا فان الحضارة الاسلامية نادت من اجل التفاهم مع الحضارات الاخرى، والاعتراف بها رسميا والتعامل معها بشكل اخوي والدين الاسلامي يملي علينا بانه يجب الايمان بكل الانبياء والرسل عليهم السلام. لذا ليست هناك معوقات الا بتحجرنا وطرد الآخرين وعدم السماح لهم بحق التفكير والابداع وتقديم قراءة صحيحة واستنباط خاص بهم، فيجب ان نقدر ذلك كما نطلب منهم ذلك من اجل سيطرة افكارنا وعقيدتنا عليهم ، عند ذلك ليس هناك معوق حيث يرتفع صوت العدالة ويصبح هو السائد، ويجمعنا شعار الآية الكريمة«تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله» (آل عمران ـ 64).

ضد الصهيونية


هل واجهتم الحضارة اليهودية؟
- فيما يخص اليهود فان هناك مشكلة حقيقية، فيجب ايجاد حل عاجل وسريع لها حيث ان المسلمين ليس لديهم اي مشكلة مع الديانة اليهودية، ولكن لدينا مشكلة مع ممثلي اليهود في العالم حيث ان من شروط اي اجتماع او ندوة ان يكون هذا الممثل بعيدا عن الصهيونية العنصرية وما تقوم بها دولة اسرائيل في فلسطين، بحق شعب وابناء ديانة اخرى، فان ابتعد هؤلاء المملثون عن الكيان الصهيوني والفلسفة، العنصرية وعن هذا التعنت التاريخي والشرعي والحقوقي والقانوني يمكن الحوار معهم، والا كان من الصعب الحديث معهم على طاولة واحدة، هناك من الطائفة اليهودية من كبار المثقفين والملتزمين وتيارهم ضد الكيان الصهيوني ولهم زيارات مختلفة للدول الاسلامية منها ايران عدة مرات واعلنوا براءتهم من هذا الكيان واعلنوا تضامنهم مع القضية الفلسطينية والقضايا العربية والاسلامية، فهم يجتمعون معنا في حوارات الاديان والحضارات وتكون اجتماعاتنا في طهران والفاتيكان واماكن اخرى، وفي هذا الاطار نطمع دائما ان يكون هناك فصل بين اليهودية والصهيونية.
¼ هل يعني انكم تنادون باعطاء الشعب الفلسطيني حقه في اجتماعاتكم؟
- بالتأكيد ان الشرط الاساسي مع ممثلي الطائفة اليهودية في العالم هو الفصل التام والقاطع بينهم وبين من تلبسوا وتقمصوا زورا وبهتانا تمثيل الطائفة اليهودية باسم الكيان الصهيوني دون ذلك لا يمكن ا جراء حوار طبيعي مع هؤلاء.

التفرغ للفكر

¼ ما دور د.محمد خاتمي؟
- الرئيس محمد خاتمي يعتقد بل انه يصر ان مهامه الاساسية الان وبعد تفرغه من العمل السياسي كرئيس سابق للجمهورية الاسلامية الايرانية ان يتفرغ للفكر والحوار بين الحضارات لاعطاء صورة اسلامية معتدلة قادرة على التعايش مع العصر وتقديم اجابات وافية ومفيدة عما نعاني نحن وتعاني منه البشرية من قضايا معاصرة ومستحدثة، وعلينا اظهار صورة الاسلام الحقيقية بدلا من الذين يقدمون الصوة المقيتة المتمثلة في العنف والارهاب وعلينا الدفاع عن الدين الاسلامي واظهار الفكر النير والمبدع لتتلاشى الصورة التي يلصقها المعادون للاسلام بأنه دين الارهاب والقتل.
¼ هل يعني ان الرئيس خاتمي اعتزل السياسة؟
- لا اعتقد ذلك إلا انه يمارس مهمته كمفكر ومسؤول ثقافي.

الإصلاح والاعتدال

¼ ما طبيعة الوضع السياسي في إيران؟
- الاتجاه العام في ايران عقلاني اصلاحي معتدل يعتمد على الجمع بين كافة التيارات والدفاع عن المبادئ وهو نوع من التجديد للعملية السياسية والفكر السياسي لما يتناسب مع التحديات الجديدة والمعاصرة التي تحاول ان تحاصر الحق الشرعي الايراني في ان يكون لها وجود وكيان.

تغييرات في الأداء

¼ هل يعني ذلك ان هناك تغييرا فيما بين عصر الرئيس خاتمي وعصر أحمدي نجاد؟
- لا اعتقد ان هناك تغييرات حذرية حصلت على الاقل في الجذور او العمق لان السياسات العامة هي السياسات التي يحددها النظام الاساسي، الذي يشرف عليها ويضع الخطوط العريضة هو المرشد الديني للنظام، وهذه سياسات باقية، كل ما هنالك ان الاداء مختلف بين رئيس واخر، قد يكون اداء الرئيس الجديد مختلفا، واعتبرها صفة ايجابية ومفيدة وهذا جزء من العملية الديموقراطية.

سلام ووئام

¼ ولكن يبدو ان رئيس الجمهورية الحالي جاء ليفرض القوة؟ ما احدث توتراً في المنطقة، وهل هذه السياسة هي المرغوبة في إيران؟
- اعتقد ان علو الصوت هو للدفاع عن الحق الايراني وليس عداوة مع ابناء المنطقة، وبودي تأكيد ان رئيس الجمهورية الحالي والحكومة الحالية هي بنفس القوة والحرية التي كانت في الحكومات السابقة، حيث توجد افضل العلاقات والتعاون مع دول الجوار وتريد ان تحول المنطقة الى منطقة سلام ووئام للقيام بمهام مشتركة أمام التحديات الكبرى، وتريد التصدي للاطماع التي تهدد المنطقة دائماً وابعاد المنطقة عن التشنجات، ولا احد في ايران يغامر لا من قريب او من بعيد مع المجتمع الدولي، والمطلوب هو الا تتحول المنطقة الى مختبرات اسلحة وحروب جديدة، حيث ان الامن لم يعد امن الاقطار، بل يجب ان يكون هناك امن اقليمي مشترك جماعي بالتنسيق والتفاهم بين دول المنطقة.

حق مكتسب

¼ ولكن يبدو ان هناك تحدياً ايرانياً بشأن الجانب النووي؟
- النووي ليس تحدياً لاحد، فهو دفاع عن حق مكتسب سواء عبر الشرائع والقوانين والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها، او عن خبرة الامكانيات العالية والحاجة الماسة الايرانية، ففي ايران مناجم يورانيوم ولديها علماء كبار ماهرون ولديها حاجة ماسة للطاقة النووية السلمية باعتبار ان النفط والغاز ينضبان ويستهلكان، وهي ضمن المسيرة الطبيعية للتقدم والتنمية على اسس عدم التعدي او استفزاز جيرانها. وهذا حق مشروع، وكل ما هنالك استفزاز للمجتمع الدولي لتوريط الامريكان بصراعات وحروب جديدة للمصلحة الذاتية لاسرائيل.

مشروعات قديمة وجديدة

¼ اين وصلت الاقطاب الايرانية وما العلاقة بين المحافظين والاصلاحيين؟
- الظروف المستجدة في ايران سواء كانت داخلية او اقليمية او دولية لم تجد استقطابات قديمة تسمى المحافظين والاصلاحيين، وان ثمة تفكير جديد واعادة دراسة لكل المشروعات القديمة الحزبية ومشروعات الاجنحة المختلفة في اطار ما فوضتهم الأمة به بالتفكير في المصالح الايرانية الكبرى والاجنحة والمدارس السياسية المتعددة ولا يعني ذلك انهم تخلوا عن افكارهم السابقة بقدر اعادة مختلف الجبهات والتشكيلات والاجنحة لتتناسب مع الظروف المستجدة وبناء مشاريع تنموية جديدة لايران.

تاريخ النشر: الاثنين 17/4/2006