yasmeen
04-15-2006, 07:00 AM
انتشر بشكل رهيب حتى وصل إلى حسد اليتيم على قطعة خبز وجدها على الطريق
نظرة حارة تنفث بها الصدور لتؤذي الآخرين
تحقيق عبدالرحمن الشمري
منذ الازل وبداية الخليقة وموضوع الحسد والحاسدين يشغل بال الناس ويتسبب بتأثيراته المباشرة على سائر حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية, فالناس ذات اطباع مختلفة ونفوس ونيات متعددة فهي اما ان تزيد الامر سوءاً او انها تبارك وتذكر الله على كل ما تراه وتعجب به.
فالحسد لا يتعلق بشيء معين بل قد يحسد اليتيم على قطعة خبز وجدها في الطريق وهذا يدل على نفوس مريضة لا ترضى بالخير والنعمة التي يرضاها الله لعباده.
وصف العيون كثير فمنها عيون خضراء وزرقاء وسوداء ولكن في موضوع الحسد لها وصفان لا ثالث لهما عين حارة او باردة وتطلق على الضرر الذي قد تسببه عين الحاسد للمحسود مما يسبب رفع الخير والنعمة عن صاحبها فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم »لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا«.
وقد ابدى الكثير من الناس امتعاضهم من طريقة التعاطي مع هذا الموضوع واعطائه اكبر من حجمه مطالبين بان يكون الايمان بقضاء الله وقدره هو الاصل في كل شيء وعدم تعليق الحياة في كل ما يصيبنا على موضوع الحسد والحاسدين.
فيما قال اخرون ان الحسد حق ومنتشر في اوساط المجتمع بصورة كبيرة وخصوصاً بين النساء ويطالبون كذلك بأن تكون الرقية الشرعية وذكر الله على كل شيء في حياتهم سبباً في ردع الحاسدين فهي الكفيلة بذر الرماد في عيونهم الحارة التي لا تذكر الله.
»السياسة« استطلعت اراء النساء والرجال حول موضوع الحسد واسبابه وكيفية التخلص منه فخرجنا بهذا التحقيق.
انتشار الحسد
بداية التقينا نادية العوضي التي اكدت ان الحسد منتشر فعلاً في المجتمع الكويتي وسائد بشكل غير طبيعي, ففي بدايات عمرها كانت تقول ان الناس شايفة خير ومن المستحيل ان تحسد احداً لما يتمتعون به من نعمة ورخاء حتى خضت تجربة شخصية حيث فقدت على اثرها وبلحظة بيتي وولدي واموراً كثيرة وانقلبت حياتي رأساً على عقب بسبب الحسد, مشيرة الى انها عندما سكنت منزلها في اول يوم احترق منزلها الا انها لم تعر ذلك انتباها واعدت المنزل مرة اخرى وقامت بعمل حفل استقبال وجاء الكل ليرى منزلي واولادي في احلى حلة فكانت غلطتي التي فقدت بها ولدي البالغ عشر سنوات الذي وقع عليه التلفزيون رغم وجوده في مكان آمن, فمن غير الناس ونفوسهم المريضة »اللي حاطين عينهم على البيت« واضافت انها انسانة بسيطة جداً وقد ذاقت مرارة الحسد لانها كثيراً تتباهى بحسن نية امام الناس وتقول عندي كذا وكذا دون ان تقرأ المعوذات والايات التي كنا في غفلة عنها فأولادي كنت اعلمهم وكانوا من الاوائل في المدرسة ولكني كنت اتباهى بشكل واضح يلفت النظر ويترك حسرة في قلوب من هم اقل مني مستوى مادي وعلمي ووظيفي لافتة الى انها حينما فقدت ابنها شعرت بوعي ايماني وهي حقيقة ادركتها ان الانسان يكون متحفظاً نوعاً ما ولكن ليست بصورة التقشف »واما بنعمة ربك فحدث« في حدود المعقول والشكر والتلذذ بالعبادة ومن خلال ما انعم الله به علينا نساعد اخواننا بدل ان نتباهى امامهم.
وزادت ان الشعب الكويتي هو الشعب المدلل على مستوى العالم سواء المقيم او المواطن, فاذا احتاج الانسان ان يلبس من المئة دينار حتى المليون فالكل متساوٍ حينما نخرج بالشارع حيث لا نجد فروقات بين البشر كل عايش وكاشخ ومع هذا نسبة الجشع بسبب نفسيات بعض الناس تزداد كلما زادت النعمة مشيرة إلى ان الحسد كذلك منتشر بين الرجال فالنساء من الممكن ان تنظرن لميثلاتهن مثلاً في حياتهن الزوجية او لبسهن واناقتهن وجمالهن الرباني ولكن الرجال اليوم يتحاسدون حتى على مكانتهم الوظيفية ويتطلعون للشهادات والمناصب التي لدى البعض منهم ويقولون اخذوها بالواسطة رغم انهم ذو كفاءة وقدرة عملية فالإنسان إذا ماكان قريباً من ربه وأعطاه ورزقه هذه النعم فهي للاختبار, ولانفكر في هذه الأمور الجانبية والشيء الواضح دائماً أن أعيننا تشكو دائماً »ليس أهو عنده واحنا ما عندنا«.
صاحب التاكسي
من جانبه قال محمد ابراهيم الرخيص إن الحسد موجود بكثرة بدءا من الهوامير الكبار فكل واحد منهم يحسد الثاني وظل يتدرج الحسد حتى وصل لسيارة التاكسي, بل وأكثر من ذلك حينما يرون أي شخص توقف في مشروع ما نجد بعد شهرين فقط أن 30-40 شخصاً يقومون بتنفيذ نفس المشروع, لافتاً إلى أن موضوع الحسد حدث ولا حرج »ينطرونك بس تبدأ بأي شيء حتى باتت العيون تترقب« وهناك أشخاص من كثر الحسد وخصوصاً إذا كان الموضوع فئوي أو قبلي تجد الجميع يجتمعون على شخص واحد لإسقاطه علشان ينجح ويحل محله ويدمرونه حتى في الحكومة والمناصب الوزارية والدوائر الحكومية والوظائف فهي في حالة يرثى لها والسبب تسليط القبلية والفئوية والطائفية التي لا تترك ذوي الكفاءة والقدرات العلمية يحتلون المناصب القيادية بل يحسدونهم.
الرقية الشرعية
بدورها قالت أم عبدالعزيز إن الحسد ظاهرة منتشرة في وقتنا الحالي وخصوصا بين النساء في ظل وجود غيرة بينهن فإذا كانت المرأة متأنقة في حفل ما بصورة مبالغ فيها فهي معرضة للحسد لذلك فأول شيء تقوم به في حياتها العائلية والاجتماعية والوظيفية هو أن ترقي نفسها وتعود نفسها على ذلك بذكر الله وأذكار الصباح والمساء وأن لا تتهاون في الرقية الشرعية, مشيرة إلى أن كل إنسان يجب أن يكون ذا قناعة شخصية وثقة بنفسه حتى لا يشعر بأنه أقل من غيره مما يدفعه إلى الحسد, ويمكن للإنسان أن يغبط أحد ما على نعمة معينة يتمنى أن تكون لديه لكن لا يتمنى زوالها, وخير رادع للحسد هو ذكر الله والذين لا يتعودون على ذلك تكون لهم نظرة حارة حاسدة تنفث بها صدورهم وتؤذي الناس.
وتابعت أنه وحينما تتولد القناعة بأن الله هو الرادع في السماء والحافظ في الأض ويؤمن بالقضاء والقدر يقنع بما قسمه الله له كما في المثل الدراج »لو تجري جري الوحوش غير رزقك ماتحوش« موضحة أن هناك الكثير من المواقف يفسرها البعض على أنه حسد وعين, وهذا فيه نوع من الوسوسة فليس من الضروري أن ما يصيب الناس من ضرر هو بسبب الحسد بل قضاء وقدر ربما, ولا تصل المسألة إلى تحاشي الاختلاط بالناس أو الهرب من أشخاص معروفين بعينهم الحارة بل التوكل على الله والالتزام بالرقية الشرعية هو خير حافظ.
وأبدت هنادي السيد عمر استغرابها لانتشار الحسد بصورة متزايدة في المجتمع رغم أنه ليس بظاهرة جديدة على البشرية فهو منذ الأزل موجود فمن الممكن أن تحسد الأم ابنها بحسن نية ويمرض, وقد صادف ذلك وحدث مع عدد من الأمهات, فالمطلوب دائما أن يبقى الناس في ارتباط مع ذكر الله في كل صغيرة وكبيرة حتى تهدأ النفوس وتركن إلى الاستقرار ولا تتطلع لما لدى الغير من خير ونعمة, وزادت أن الحسد قد وصل حتى إلى أماكن العمل وهو منتشر بكثرة بين الرجال عنه بين النساء, فالمنصب والعلاقات الاجتماعية الجيدة والشهرة والمال كلها تؤدي إلى حمل الناس وخصوصا من هم دون المستوى أن يحسدوا الناس على ذلك ودليل على نقصه في العقل والأدب والخلق والوازع الديني الذي لا يردع ذوي النفوس الحاسدة, مشيرة إلى أنها تؤمن بالحسد ولكن لاتفكر فيه حتى يكون شغلها الشاغل فكل ما هنالك أنها تقرأ وتصلي وتحصن نفسها وأولادها ثم تتوكل على الله.
طبيعة الجشع
فيما قال طارق نجم الشمالي ان هناك اشخاصا يعيشون في مرابع الخير كابرا مكابرا وهناك اخرون يأتيه الخير مرة واحدة وتظل نفسه تتطلع للمزيد فيحسد من هم اعلى منهم ويتمنى ما عندهم فهؤلاء طبيعتهم مبنية على الحسد والجشع وهذا نوع منتشر في البلد لذا اتمنى ان لايقوم الناس بالتباهي بما لديهم ويتوكلون على الله في امورهم.
الحكومة... السبب
واشار احمد المطوع بدوره الى ان الحسد وليد البغضاء فان كان هناك كراهية كان هناك حسد فالامران مرتبطان, ولا داعي لتضييع الاوقات والساعات في التوجس من هذا الامر, مؤكدا ان هناك عينا حارة والعين حق لكن الوقاية من الحسد اسهل ما تكون في قراءة المعوذات من القرآن الكريم والادعية الشرعية, ولايوجد داع للتهويل والتخويف من العين باعطائها اكثر من حجمها فكم خير منع بحجة الخوف من العين, موضحا ان هناك ظاهرة تنتشر بين اوساط الموظفين بسبب التفرقة التي تبثها الحكومة وتقديم بعضهم على الاخر, قد يكون لها سبب غير مباشر ولكن ايضا اؤكد ان السبب الرئيسي للحسد هو النفوس الضعيفة والمريضة التي لا تقنع بالنعمة التي وهبها الله لها, كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم » ولن يملأ فاه الا التراب«.
المبادىء الإسلامية
أما عيون رشوان فأكد ايمانه بالحسد لانه مذكور في القرآن الكريم, الا ان ايمانه واعتقاده بالله عز وجل يعطيه القوة الكافية لتجنب الحسد والحاسدين, موضحا انه لن يصيبه شيء الا باذن الله مصداقا لحديث »ابن عباس« واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك« وعلى المرء ان يتمسك بالمبادئ الاسلامية ويقتدي بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يقي نفسه من شر الحاسدين, وادعو كل انسان يرى في نفسه هذا المرض ان يتقي الله في اخوانه بدلا من التطلع لما لديهم.
المرأة الجميلة
ومن جهتها قالت بثينة الرشود ان الحسد منتشر بين النساء وخصوصا الموظفات منهن والغيرة تلعب دورا مهما في ذلك, موضحة ان كل امرأة ترغب بان تكون ذات منصب وظيفي يخولها التمتع بتميزها من غيرها من قريناتها من النساء, وتشعر بالفخر كونها اعلى مستوى من غيرها وهنا تكمن المشكلة حيث تتولد الغيرة والحسد وتبرز على السطح كلمة (اشمعن اهيا) وقس على ذلك في كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والعائلية حتى لو أن المرأة لديها اطفال عدة تتولد ظاهرة الحسد وان كانت سعيدة مع زوجها وتكون ذات جمال ومال تزداد المشكلة اتساعا وتصبح النفوس حاسدة لما لديها من نعمة.
نفوس خبيثة
ومن جهته قال محمد هويدي ان الحسد منذ بدء الخليقة يسري في نفوس البشر كما يسري الدم في جسد الانسان, مؤكدا ان عدم القناعة بما قسم الله لبعض الناس من رزق في المال والولد لاخوانهم الاخرين هو مصدر المشكلات وبدايتها فالنفوس المريضة التي لا هم لها ولا عمل سوى النظر لما في ايدي الناس من نعمة يفتقدونها ويرجون ان تزول منهم وتعود لهم هذه هي النفوس المريضة الخبيثة التي تفرز الحسد وتتمنى زوال النعمة حتى من اخوانهم واهليهم.
الحسد... انواع
وعبر مساعد محمد عن وجود الحسد بشكل ملموس في معظم شرائح المجتمع وهناك حسد سياسي واخر اجتماعي واقتصادي يولد حزازات وضغينة تتمنى زوال اي نعمة ينالها الناس فقد قال تعالى »أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله« متمنيا ان تكون الغبطة محل الحسد لانها تتمنى النعمة لدى الغير ولكن لا تتمنى زوالها.
العين حق
واخيرا قال عبدالله جابر ان الحياة تستمر رغم كل شيء الا ان الحسد يجعلها اكثر تعقيدا فالعين حق وما تسببه من ضرر على الناس امر لاشك فيه ولاينكره عاقل وقد نزلت به آيات في القرآن تتعوذ من الحسد والحاسدين, لافتا الى ان كل المجتمعات تعاني من هذا الداء الا انه في العالم العربي والاسلامي ينتشر بصورة كبيرة نظرا للاعتقاد والايمان بما تصدره النفوس المريضة التي تحسد الناس على ما اتاهم الله من فضله, متمنيا ان يبقى الناس في ألفة بعيدا عن الضغائن والحسد الذي لايؤذي الا من يقوم به كما قال الشاعر: اصبر على كيد الحسود فان صبرك قاتله.. فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله.
نظرة حارة تنفث بها الصدور لتؤذي الآخرين
تحقيق عبدالرحمن الشمري
منذ الازل وبداية الخليقة وموضوع الحسد والحاسدين يشغل بال الناس ويتسبب بتأثيراته المباشرة على سائر حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية, فالناس ذات اطباع مختلفة ونفوس ونيات متعددة فهي اما ان تزيد الامر سوءاً او انها تبارك وتذكر الله على كل ما تراه وتعجب به.
فالحسد لا يتعلق بشيء معين بل قد يحسد اليتيم على قطعة خبز وجدها في الطريق وهذا يدل على نفوس مريضة لا ترضى بالخير والنعمة التي يرضاها الله لعباده.
وصف العيون كثير فمنها عيون خضراء وزرقاء وسوداء ولكن في موضوع الحسد لها وصفان لا ثالث لهما عين حارة او باردة وتطلق على الضرر الذي قد تسببه عين الحاسد للمحسود مما يسبب رفع الخير والنعمة عن صاحبها فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم »لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا«.
وقد ابدى الكثير من الناس امتعاضهم من طريقة التعاطي مع هذا الموضوع واعطائه اكبر من حجمه مطالبين بان يكون الايمان بقضاء الله وقدره هو الاصل في كل شيء وعدم تعليق الحياة في كل ما يصيبنا على موضوع الحسد والحاسدين.
فيما قال اخرون ان الحسد حق ومنتشر في اوساط المجتمع بصورة كبيرة وخصوصاً بين النساء ويطالبون كذلك بأن تكون الرقية الشرعية وذكر الله على كل شيء في حياتهم سبباً في ردع الحاسدين فهي الكفيلة بذر الرماد في عيونهم الحارة التي لا تذكر الله.
»السياسة« استطلعت اراء النساء والرجال حول موضوع الحسد واسبابه وكيفية التخلص منه فخرجنا بهذا التحقيق.
انتشار الحسد
بداية التقينا نادية العوضي التي اكدت ان الحسد منتشر فعلاً في المجتمع الكويتي وسائد بشكل غير طبيعي, ففي بدايات عمرها كانت تقول ان الناس شايفة خير ومن المستحيل ان تحسد احداً لما يتمتعون به من نعمة ورخاء حتى خضت تجربة شخصية حيث فقدت على اثرها وبلحظة بيتي وولدي واموراً كثيرة وانقلبت حياتي رأساً على عقب بسبب الحسد, مشيرة الى انها عندما سكنت منزلها في اول يوم احترق منزلها الا انها لم تعر ذلك انتباها واعدت المنزل مرة اخرى وقامت بعمل حفل استقبال وجاء الكل ليرى منزلي واولادي في احلى حلة فكانت غلطتي التي فقدت بها ولدي البالغ عشر سنوات الذي وقع عليه التلفزيون رغم وجوده في مكان آمن, فمن غير الناس ونفوسهم المريضة »اللي حاطين عينهم على البيت« واضافت انها انسانة بسيطة جداً وقد ذاقت مرارة الحسد لانها كثيراً تتباهى بحسن نية امام الناس وتقول عندي كذا وكذا دون ان تقرأ المعوذات والايات التي كنا في غفلة عنها فأولادي كنت اعلمهم وكانوا من الاوائل في المدرسة ولكني كنت اتباهى بشكل واضح يلفت النظر ويترك حسرة في قلوب من هم اقل مني مستوى مادي وعلمي ووظيفي لافتة الى انها حينما فقدت ابنها شعرت بوعي ايماني وهي حقيقة ادركتها ان الانسان يكون متحفظاً نوعاً ما ولكن ليست بصورة التقشف »واما بنعمة ربك فحدث« في حدود المعقول والشكر والتلذذ بالعبادة ومن خلال ما انعم الله به علينا نساعد اخواننا بدل ان نتباهى امامهم.
وزادت ان الشعب الكويتي هو الشعب المدلل على مستوى العالم سواء المقيم او المواطن, فاذا احتاج الانسان ان يلبس من المئة دينار حتى المليون فالكل متساوٍ حينما نخرج بالشارع حيث لا نجد فروقات بين البشر كل عايش وكاشخ ومع هذا نسبة الجشع بسبب نفسيات بعض الناس تزداد كلما زادت النعمة مشيرة إلى ان الحسد كذلك منتشر بين الرجال فالنساء من الممكن ان تنظرن لميثلاتهن مثلاً في حياتهن الزوجية او لبسهن واناقتهن وجمالهن الرباني ولكن الرجال اليوم يتحاسدون حتى على مكانتهم الوظيفية ويتطلعون للشهادات والمناصب التي لدى البعض منهم ويقولون اخذوها بالواسطة رغم انهم ذو كفاءة وقدرة عملية فالإنسان إذا ماكان قريباً من ربه وأعطاه ورزقه هذه النعم فهي للاختبار, ولانفكر في هذه الأمور الجانبية والشيء الواضح دائماً أن أعيننا تشكو دائماً »ليس أهو عنده واحنا ما عندنا«.
صاحب التاكسي
من جانبه قال محمد ابراهيم الرخيص إن الحسد موجود بكثرة بدءا من الهوامير الكبار فكل واحد منهم يحسد الثاني وظل يتدرج الحسد حتى وصل لسيارة التاكسي, بل وأكثر من ذلك حينما يرون أي شخص توقف في مشروع ما نجد بعد شهرين فقط أن 30-40 شخصاً يقومون بتنفيذ نفس المشروع, لافتاً إلى أن موضوع الحسد حدث ولا حرج »ينطرونك بس تبدأ بأي شيء حتى باتت العيون تترقب« وهناك أشخاص من كثر الحسد وخصوصاً إذا كان الموضوع فئوي أو قبلي تجد الجميع يجتمعون على شخص واحد لإسقاطه علشان ينجح ويحل محله ويدمرونه حتى في الحكومة والمناصب الوزارية والدوائر الحكومية والوظائف فهي في حالة يرثى لها والسبب تسليط القبلية والفئوية والطائفية التي لا تترك ذوي الكفاءة والقدرات العلمية يحتلون المناصب القيادية بل يحسدونهم.
الرقية الشرعية
بدورها قالت أم عبدالعزيز إن الحسد ظاهرة منتشرة في وقتنا الحالي وخصوصا بين النساء في ظل وجود غيرة بينهن فإذا كانت المرأة متأنقة في حفل ما بصورة مبالغ فيها فهي معرضة للحسد لذلك فأول شيء تقوم به في حياتها العائلية والاجتماعية والوظيفية هو أن ترقي نفسها وتعود نفسها على ذلك بذكر الله وأذكار الصباح والمساء وأن لا تتهاون في الرقية الشرعية, مشيرة إلى أن كل إنسان يجب أن يكون ذا قناعة شخصية وثقة بنفسه حتى لا يشعر بأنه أقل من غيره مما يدفعه إلى الحسد, ويمكن للإنسان أن يغبط أحد ما على نعمة معينة يتمنى أن تكون لديه لكن لا يتمنى زوالها, وخير رادع للحسد هو ذكر الله والذين لا يتعودون على ذلك تكون لهم نظرة حارة حاسدة تنفث بها صدورهم وتؤذي الناس.
وتابعت أنه وحينما تتولد القناعة بأن الله هو الرادع في السماء والحافظ في الأض ويؤمن بالقضاء والقدر يقنع بما قسمه الله له كما في المثل الدراج »لو تجري جري الوحوش غير رزقك ماتحوش« موضحة أن هناك الكثير من المواقف يفسرها البعض على أنه حسد وعين, وهذا فيه نوع من الوسوسة فليس من الضروري أن ما يصيب الناس من ضرر هو بسبب الحسد بل قضاء وقدر ربما, ولا تصل المسألة إلى تحاشي الاختلاط بالناس أو الهرب من أشخاص معروفين بعينهم الحارة بل التوكل على الله والالتزام بالرقية الشرعية هو خير حافظ.
وأبدت هنادي السيد عمر استغرابها لانتشار الحسد بصورة متزايدة في المجتمع رغم أنه ليس بظاهرة جديدة على البشرية فهو منذ الأزل موجود فمن الممكن أن تحسد الأم ابنها بحسن نية ويمرض, وقد صادف ذلك وحدث مع عدد من الأمهات, فالمطلوب دائما أن يبقى الناس في ارتباط مع ذكر الله في كل صغيرة وكبيرة حتى تهدأ النفوس وتركن إلى الاستقرار ولا تتطلع لما لدى الغير من خير ونعمة, وزادت أن الحسد قد وصل حتى إلى أماكن العمل وهو منتشر بكثرة بين الرجال عنه بين النساء, فالمنصب والعلاقات الاجتماعية الجيدة والشهرة والمال كلها تؤدي إلى حمل الناس وخصوصا من هم دون المستوى أن يحسدوا الناس على ذلك ودليل على نقصه في العقل والأدب والخلق والوازع الديني الذي لا يردع ذوي النفوس الحاسدة, مشيرة إلى أنها تؤمن بالحسد ولكن لاتفكر فيه حتى يكون شغلها الشاغل فكل ما هنالك أنها تقرأ وتصلي وتحصن نفسها وأولادها ثم تتوكل على الله.
طبيعة الجشع
فيما قال طارق نجم الشمالي ان هناك اشخاصا يعيشون في مرابع الخير كابرا مكابرا وهناك اخرون يأتيه الخير مرة واحدة وتظل نفسه تتطلع للمزيد فيحسد من هم اعلى منهم ويتمنى ما عندهم فهؤلاء طبيعتهم مبنية على الحسد والجشع وهذا نوع منتشر في البلد لذا اتمنى ان لايقوم الناس بالتباهي بما لديهم ويتوكلون على الله في امورهم.
الحكومة... السبب
واشار احمد المطوع بدوره الى ان الحسد وليد البغضاء فان كان هناك كراهية كان هناك حسد فالامران مرتبطان, ولا داعي لتضييع الاوقات والساعات في التوجس من هذا الامر, مؤكدا ان هناك عينا حارة والعين حق لكن الوقاية من الحسد اسهل ما تكون في قراءة المعوذات من القرآن الكريم والادعية الشرعية, ولايوجد داع للتهويل والتخويف من العين باعطائها اكثر من حجمها فكم خير منع بحجة الخوف من العين, موضحا ان هناك ظاهرة تنتشر بين اوساط الموظفين بسبب التفرقة التي تبثها الحكومة وتقديم بعضهم على الاخر, قد يكون لها سبب غير مباشر ولكن ايضا اؤكد ان السبب الرئيسي للحسد هو النفوس الضعيفة والمريضة التي لا تقنع بالنعمة التي وهبها الله لها, كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم » ولن يملأ فاه الا التراب«.
المبادىء الإسلامية
أما عيون رشوان فأكد ايمانه بالحسد لانه مذكور في القرآن الكريم, الا ان ايمانه واعتقاده بالله عز وجل يعطيه القوة الكافية لتجنب الحسد والحاسدين, موضحا انه لن يصيبه شيء الا باذن الله مصداقا لحديث »ابن عباس« واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك« وعلى المرء ان يتمسك بالمبادئ الاسلامية ويقتدي بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يقي نفسه من شر الحاسدين, وادعو كل انسان يرى في نفسه هذا المرض ان يتقي الله في اخوانه بدلا من التطلع لما لديهم.
المرأة الجميلة
ومن جهتها قالت بثينة الرشود ان الحسد منتشر بين النساء وخصوصا الموظفات منهن والغيرة تلعب دورا مهما في ذلك, موضحة ان كل امرأة ترغب بان تكون ذات منصب وظيفي يخولها التمتع بتميزها من غيرها من قريناتها من النساء, وتشعر بالفخر كونها اعلى مستوى من غيرها وهنا تكمن المشكلة حيث تتولد الغيرة والحسد وتبرز على السطح كلمة (اشمعن اهيا) وقس على ذلك في كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والعائلية حتى لو أن المرأة لديها اطفال عدة تتولد ظاهرة الحسد وان كانت سعيدة مع زوجها وتكون ذات جمال ومال تزداد المشكلة اتساعا وتصبح النفوس حاسدة لما لديها من نعمة.
نفوس خبيثة
ومن جهته قال محمد هويدي ان الحسد منذ بدء الخليقة يسري في نفوس البشر كما يسري الدم في جسد الانسان, مؤكدا ان عدم القناعة بما قسم الله لبعض الناس من رزق في المال والولد لاخوانهم الاخرين هو مصدر المشكلات وبدايتها فالنفوس المريضة التي لا هم لها ولا عمل سوى النظر لما في ايدي الناس من نعمة يفتقدونها ويرجون ان تزول منهم وتعود لهم هذه هي النفوس المريضة الخبيثة التي تفرز الحسد وتتمنى زوال النعمة حتى من اخوانهم واهليهم.
الحسد... انواع
وعبر مساعد محمد عن وجود الحسد بشكل ملموس في معظم شرائح المجتمع وهناك حسد سياسي واخر اجتماعي واقتصادي يولد حزازات وضغينة تتمنى زوال اي نعمة ينالها الناس فقد قال تعالى »أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله« متمنيا ان تكون الغبطة محل الحسد لانها تتمنى النعمة لدى الغير ولكن لا تتمنى زوالها.
العين حق
واخيرا قال عبدالله جابر ان الحياة تستمر رغم كل شيء الا ان الحسد يجعلها اكثر تعقيدا فالعين حق وما تسببه من ضرر على الناس امر لاشك فيه ولاينكره عاقل وقد نزلت به آيات في القرآن تتعوذ من الحسد والحاسدين, لافتا الى ان كل المجتمعات تعاني من هذا الداء الا انه في العالم العربي والاسلامي ينتشر بصورة كبيرة نظرا للاعتقاد والايمان بما تصدره النفوس المريضة التي تحسد الناس على ما اتاهم الله من فضله, متمنيا ان يبقى الناس في ألفة بعيدا عن الضغائن والحسد الذي لايؤذي الا من يقوم به كما قال الشاعر: اصبر على كيد الحسود فان صبرك قاتله.. فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله.