المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «911» رقم الطوارىء يحفظه الأميركيون عن ظهر قلب.. وقصة طفل هزت امريكا



جمال
04-13-2006, 12:54 PM
جدل في أميركا حول إهمال مكالمات الطوارئ التي يجريها أطفال


واشنطن: طلحة جبريل

تتزايد أهمية رقم نداء الطوارئ «911» في الولايات المتحدة وسط تباين بشأن جدوى استعماله. وافادت تكهنات أن 82 مليون مكالمة هاتفية يتوقع إجراؤها هذه السنة على الرقم «911» وأزيد من مليون اتصال ستتم عبر شبكة الإنترنت مع الرقم نفسه.
لكن تزايد أهمية رقم الطوارئ لدى الاميركيين تصاحبه كذلك انتقادات بشأن تجاوب هذه الخدمة مع نداءات الطوارئ الملحة. وبثت شبكات التلفزيون الأميركية في الآونة الاخيرة تقريراً يشير الى أن طفلاً اتصل برقم الطوارئ للابلاغ بأن والدته في حالة صحية حرجة، بيد ان متلقي النداء لم يتعامل مع المكالمة بالجدية المطلوبة، مما أثار انتقادات واسعة النطاق.

وتطالب أسرة الطفل، وهي من مدينة ساوث فيلد في ولاية متشيغن، بتعويض حددته بمليون دولار، بسبب ان متلقي المكالمة تعامل باستخفاف مع اتصال الطفل الذي قال ان والدته قد سقطت مغشيٌّ عليها. وأدى عدم الاستجابة للنداء الى وفاة الأم شيريل تنر. وكان الطفل روبرت تنر، 5 سنوات، قد اتصل بالرقم «911» وقال لمتلقي المكالمات إن والدته سقطت على الأرض، لكن متلقي المكالمة طلب منه أن لا يعبث عبر الهاتف، على حد قول الأسرة. واثارت صورة الطفل، وهو دامع العينين على شاشات التلفزيون، تعاطفاً واسعاً في أميركا.

ويقول مختصون إنه لا يجوز التعامل باستخفاف مع اتصالات الأطفال والقاصرين، في حين أن جميع اطفال المدارس يتعلمون، منذ الصفوف الاولى، ان يتصلوا برقم النداء «911» حتى حين يتعلق الأمر بعقوبة ما يفرضها أولياء الأمر على أطفالهم.ووجه المحامي الذي يتولى قضية نداء الطفل روبرت تنر، انتقادات لاذعة لخدمة الطوارئ، وقال المحامي اتورني جوفري فيغر إن شيريل تنر التي قضت نحبها، وهي في السادسة والاربعين كان بالامكان اسعافها لو كانت تلقت استجابة فورية بناء على مكالمة ابنها روبرت، على الرغم من انه قال خلال ندوة صحافية عقدها، الاثنين الماضي، ان توقيت الوفاة ليس واضحاً بعد.

وكان روبرت لوحده مع والدته عندما سقطت في غرفة النوم في 20 فبراير (شباط) الماضي، واتصل الطفل، وكان الوقت عصراً، عبر الهاتف بنداء الاستغاثة وأبلغ متلقي النداءات بأنه يعتقد أن والدته فارقت الحياة، لكن المتلقي طلب الحديث مع شخص بالغ، وعندما اتصل الطفل بعد فترة وجيزة أبلغه متلقي النداءات أن عليه عدم المزاح في الهاتف، وبعد فترة وصلت فرقة الاغاثة متأخرة الى المنزل ووجدت الأم توفيت. لكن محطات التلفزيون المحلية في ولاية ميشيغن قالت إن متلقي مكالمات الاغاثة رد على الطفل قائلاً طبقاً لما هو مسجل في نداءات الاغاثة: الآن عليك ان تحول اليها سماعة الهاتف (أي الى الأم) قبل أن أرسل اليك الشرطة لتطرق بابكم وعندها ستعرف مشاكل جمة». وافادت المعلومات المتوفرة أن الشرطة وصلت الى المنزل في التاسعة مساء على وجه التحديد لكن الأم كانت قد فارقت الحياة.

وقال فيغر في ندوته الصحافية في مدينة سوث فيلد الاثنين: «نعلم أطفالنا الاتصال في حالات الطوارئ بالرقم 911، وحين يتصل الاطفال هاتفياً ويطلبون مساعدة، يهملون ويتعرضون للتهديد». وحضر مع المحامي فيغر، الطفل روبرت، الذي احتفل الشهر الماضي بعيد ميلاده السادس. وقالت شقيقته الكبرى ديلانيا إن الأسرة منزعجة لما حدث للطفل روبرت (مشاهدة والدته تفارق الحياة أمامه) وتعتزم عرضه على أطباء نفسانيين. وقالت ديلانيا: «لقد فعل كل شيء بطريقة صحيحة نعتقد بأنه بطل».

وأوضح فيغر انه يترافع في قضية أخرى ضد نداء الاغاثة «911»، ويتعلق الامر بامرأة اتصلت في يناير (كانون الثاني) عام 2005 بالرقم لتبلغ بأن زوجها أطلق الرصاص عليها في الرأس، لكن فرقة النجدة وصلت بعد 45 دقيقة من إجراء المكالمة (تعد مدة طويلة في الولايات المتحدة) وجراء هذا التأخير أصيبت السيدة بشلل بسبب الاصابة.وتعقد اليوم في نادي الصحافة في واشنطن ندوة تنظمها «جمعية السلامة الوطنية العامة للاتصالات» في إطار اسبوع خاص حول موضوع السلامة والإغاثة. ويناقش مختصون التقدم الذي تحقق في خدمة الاغاثة عبر الهاتف او الانترنت، واحصاءات تدخلات رقم نداء الاغاثة «911» والوسائل التكنولوجية التي تجعل الأميركيين يعتمدون على نداء الاغاثة، وتطبيق اجراءات الاغاثة في جميع الولايات الاميركية.وقال بيان وزعته الجمعية للتدليل على نجاعة تدخلات نداء الاغاثة «911» إن طفلة تبلغ من العمر 13 سنة اتصلت بالرقم عبر هاتف جوال لتقول إن والدتها تعرضت لنوبة مرضية، وأدى تدخل النظام الالكتروني الذي يشتغل به رقم النداء «911» الى تحديد مكان الأم، وبالتالي تقديم إسعافات لها، على الرغم من أن الطفلة لم تحدد المكان. وأوردت الجمعية هذه الواقعة كرد غير مباشر على الانتقادات التي تطال رقم النداء «911»، وهو رقم تحفظه كل اميركا عن ظهر قلب.