المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البيت الأبيض يمر بحالة ارتباك بخصوص الحالة الإيرانية



جمال
04-13-2006, 12:42 PM
العمل العسكري ضد إيران يعقد مهمة القوات الأميركية في العراق وأفغانستان

واشنطن: ديفيد سانغر وايريك سميث *

تحدث أحد مستشاري الرئيس الاميركي جورج بوش في السياسة الخارجية بصراحة غير معتادة حول حالة الارتباك التي يواجهها البيت الأبيض، وهو يحاول مواجهة ايران. وقال المسؤول، الذي كان يتحدث الاسبوع الماضي أمام جمع من الأكاديميين، ان «المشكلة تكمن في ان سياسة الولايات المتحدة كانت في معظمها قائمة على الترهيب بدون ان يكون هناك ترغيب يذكر، وإيران تدرك ذلك».ويرى مسؤولون آخرون ان الرئيس بوش وبعض مساعديه يرون لهذا السبب بعض الفوائد في النقاش العام المتزايد حول ما يحتمل ان يفعله البيت الابيض في حال فشل الدبلوماسية في إقناع ايران بوقف العمل في ما يشتبه انه برنامج لإنتاج اسلحة نووية. ويتوقع مراقبون ان يتسبب كشف ايران النقاب يوم اول من امس عن نشاطها في مجال تخصيب اليورانيوم في تصعيد حدة التوتر بين واشنطن وطهران.

وحتى قبل إعلان ايران عن نشاطاتها في هذا المجال ظهرت خلال الأيام الاخيرة إشارات في صحف اميركية من ضمنها «ذا نيويوركر» و«وواشنطن بوست» حول نوع الضربات الاميركية المحتملة ضد ايران. وقال محلل ان هذه الاشارات كانت بمثابة «تذكير» للحكومة الايرانية ولأوروبا وروسيا والصين. إلا ان مسؤولين في البنتاغون وجهات اخرى في ادارة بوش قالوا ان احتمالات أي عمل عسكري ضد ايران في المدى القريب لا تزال بعيدة وفيما بعد ذلك تنطوي على مشاكل. ولا تزال هذه القضية حساسة داخل الادارة الاميركية التي تعتبر ايران خطرا رئيسيا. وتحدث المسؤول بصورة مباشرة وصريحة الاسبوع الماضي بعد ان تلقى ضمانات بعدم الكشف عن هويته بواسطة المراسلين او أي من الحضور. وقال إليوت كوهين، الاستاذ بجامعة جونز هوبكنز، انه من الأفضل لإيران ان تضع في الحسبان ان هناك بعض الحالات التي تستخدم فيها الولايات المتحدة القوة. إلا ان كوهين قال انه لا يشعر بأن مسؤولي الادارة الاميركية متعجلون لشن حرب اخرى في الخليج. ويرى آخرون ان الحديث حول عمل عسكري محتمل ضد ايران موجه الى الصين وروسيا اكثر منه الى طهران، إذ ان الدولتين اكدتا مرارا بأنهما تعارضان حتى التهديد باستخدام عقوبات اقتصادية ضد ايران. وأوضح آشتون كارتر، خبير الأمن في «هارفارد سيكيوريتي» الذي عمل في مجال القضايا النووية في ادارة كلينتون «التهديد باستخدام العمل العسكري، في طهران، مزدوج». فربما يخيف القادة، ولكن ربما يؤدي ايضا الى تجمع الناس حول القيادة.

والتأثير الاهم لها هو اظهار جديتنا بخصوص توقف هذا البرنامج للروس والصينيين».
والسؤال هو مدى جدية الوضع، وفيما يتعلق بذلك تبدو الادارة سعيدة بخلق ضباب استراتيجي. المسؤولون في البنتاغون يقولون ان المخططين العسكريين يفحصون ويجددون العديد من خطط الطوارئ لاحتمال القيام بعمل عسكري ضد ايران. ولكنهم اوضحوا ان مثل هذه التعديلات روتينية. وفي يوم الثلاثاء، في الوقت الذي كان فيه الايرانيون يعلنون نجاحهم في تخصيب اليورانيوم لأغراض الاختبار، رفض دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الايقاع المتزايد للتقارير المتعلقة بخطط لشن هجوم على ايران بأنه «محض خيال»، وأصر على ان الادارة ملتزمة بالمسار الدبلوماسي في تعاملها مع طهران.وعندما وجه اليه سؤال عما اذا كان قد وجه هيئة الاركان المشتركة او القيادة الوسطى لتعديل او تطوير خطط الطوارئ التي تعدها المؤسسة العسكرية لإيران، رد بغضب قائلا «آخر شيء سأفعله هو ابلاغك او أي شخص آخر في وسائل الاعلام او في العالم متى نجدد ونطور خططنا او لا نطورها، ولماذا. هذا غير مفيد».

وقال انه عليه سماع وجهة نظر خبراء من محللي الحكومة بخصوص ما اعلنته ايران قبل ساعات قليلة. وتجدر الاشارة الى ان رامسفيلد كان الوحيد تقريبا بين مسؤولي الادارة الذي ذكر معلومات بخصوص ايران علنا. فقد اصر العديد من المسؤولين في الحكومة، والبعض الاخر الذين يرتبطون بعلاقات بالسلطة، على عدم الكشف عن هويتهم قبل التحدث عن التفاصيل الدقيقة للتخطيط العسكري.وذكر بعض المسؤولين، في عديد من الوكالات، من بينها وكالة الاستخبارات الدفاعية والقيادة الوسطى، التي تشرف على العمليات العسكرية الخارجية في الشرق الاوسط، انه لم يحدث مثل هذا التخطيط المتسارع الذي حدث في الفترة التي سبقت الحرب العراقية، كما لا توجد أي اشارة على ان البيت الابيض يسعى للحصول على تفسير للبدائل العسكرية.

وذكر مسؤول كبير سابق في البنتاغون لا يزال على صلة بزملائه السابقين أن «خطط الهجمات موجودة منذ فترة».وذكر الخبراء ان القضاء على المواقع النووية الايرانية يحتاج الى ما يتراوح بين 600 وألف طلعة جوية للتأكد من تدمير المواقع الواقعة تحت الارض. ومن الناحية الاستراتيجية، فإن هذه المهمة اكبر بكثير، لأنه يجب على الولايات المتحدة ان تكون مستعدة لوقف تدخل ايران في شحنات النفط الخارجة من الخليج، ووقف الهجمات الارهابية، ومنع ايران من اثارة اضطرابات جنوب العراق.وأبلغت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس دبلوماسيا أجنبيا زارها أخيرا ان استخدام القوة العسكرية لإزالة مواقع ايران النووية يمكن ان يكون مهمة شاقة على نحو استثنائي. ورفض الرئيس بوش أمام بعض المشرعين ان يكون هذا خيارا قريب الأمد.

ووفقا لضباط كبار في الجيش حاليين ومتقاعدين ومسؤولين في وزارة الدفاع، فان الخيارات العسكرية ضد ايران تمتد من ضربة سريعة محدودة بصواريخ كروز أو طائرات ستيلث القاذفة للمواقع ذات الصلة بالنشاط النووي، الى سلسلة أوسع من الهجمات على مدى أيام عدة ليس فقط ضد المواقع النووية وإنما أيضا ضد اهداف حكومية، بما في ذلك مقرات الحرس الثوري والمخابرات.

ويمكن تدمير مجمع تخصيب اليورانيوم الايراني الكبير في ناتانز، والذي يضم قاعة غير مكتملة لـ 500 من أجهزة الطرد المركزي التي تحفظ فارغة على عمق يزيد على 50 قدما تحت الأرض، بقنابل تقليدية تخترق الأرض. اما منشاة التحويل في اصفهان ففوق الأرض ومن الأسهل توجيه ضربة اليها. ولكن مسؤولين كبارا حذروا من ان شن هجوم على أهداف في ايران سيكون اكثر صعوبة من الحملة الجوية على العراق عام 2003. فدفاعات ايران الجوية أكثر قدرة. وتنتشر أهداف كثيرة ذات صلة بالنشاط النووي في انحاء مختلفة من البلاد أو تخفى تحت الأرض. ويعترف محللو المعلومات الاستخباراتية في الولايات المتحدة بأنهم لا يعرفون جميع مواقع النشاطات النووية في ايران.

وقال ضابط سابق كبير معنى بتخطيط الأهداف ان «في ايران طائفة صعبة جدا من الأهداف. انها بلد كبير وفيها كثير من المناطق العصية. وسيكون من الصعب جدا شن الهجوم عليها».

وأكد اولئك الضباط ومسؤولون في البنتاغون، وكذلك أخصائيون عسكريون مستقلون، على أنه ليست هناك دلائل على ان الضربات الجوية او هجمات الكوماندوز وشيكة الوقوع، وان أي عمل عسكري يحتمل كثيرا ان يؤدي الى سلسلة الضربات الانتقامية من جانب طهران.

ويتوصل تقرير جديد، أعده انتوني كوردسمان وخالد الروضان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن الى أن «عواقب الضربات الاميركية هائلة».

وحذر التقرير الذي نشر يوم الجمعة الماضي، من ان ايران يمكن ان تنتقم بإطلاق صواريخ على القوات الاميركية في العراق وأفغانستان واستخدام الجماعات الموالية لها في العراق لمهاجمة الجنود الأميركيين، وإرسال مفجرين انتحاريين الى الولايات المتحدة.

* خدمة «نيويورك تايمز»