المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في "المولد"... مصر المحروسة "عروسة"!



yasmeen
04-13-2006, 07:04 AM
المناسبة تحولت غضبة شعبية انتصاراً للرسول الكريم وتضاعف عديد طالبي العمرة



تأتي ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام في مصر, وقد اخذت شكلاً مختلفاً من حيث الاهتمام الشعبي المزايد, نتيجة للاستياء السائد لدى المسلمين في اعقاب نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في عدد من الصحف الغربية.

وصاحب هذا الاهتمام زيادة واضحة لطلبات تأدية العمرة, التي تتزامن مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف, في الوقت الذي يتحمل فيه الافراد اعباء اقتصادية لتأدية العمرة.
وقال نشأت عبدالصبور احمد, صاحب احدى شركات السياحة في تصريح ل¯»كونا« ان طلبات العمرة هذا العام فاقت نظيرتها في الفترة نفسها من العام الماضي لتقترب من الضعف في غالبية الشركات.
وارجع هذه الزيادة الى تأكيد تمسك المسلمين بدينهم وحبهم للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وشجبهم ورفضهم نشر رسوم تعرضت لشخص النبي صلى الله عليه وسلم من جانب بعض الصحف الدانمركية وبعدها صحف اوروبية مما هيج لدى المصريين والمسلمين عامة الرغبة في زيارة المدينة المنورة لتجديد العهد للنبي صلى الله عليه وسلم.

ومعروف ان المصريين يقيمون الاحتفالات الدينية الكبيرة لافراد آل البيت المدفونين في مصر مثل الامام الحسين والسيدة زينب ويحضر الاحتفالات الملايين من عامة الشعب المصري ويسعون اليها بدأب كل عام.
ولكن تظل ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم درة الاحتفالات الدينية على الاطلاق, فالمصريون يحتفون بهذه الذكرى احتفاء كبيراً باحياء الشعائر الدينية حيث تتزين مآذن المساجد بالوانها المختلفة, وتقام الامسيات الدينية, كما تحفل برامج الاذاعة والتلفزيون ببرامج دينية وافلام تاريخية تتناول ذكرى الرسول الكريم.

وتنفرد مصر بعادة غير مسبوقة في الاحتفال بهذه الذكرى بتناول »حلوى المولد« التي ابتدعت في العصر الفاطمي كما يصنع المصريون للمناسبة اشكالاً مختلفة فهناك عروسة المولد ليختلط الوقار المتمثل في ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بطعم السكر في الحلوى, مع اجواء الفرح بالعروس باعتباره من ابهج الاحتفالات على الاطلاق وتاج المشاعر الدينية.

وحاول حكام مصر على تعاقبهم واختلاف اجناسهم, استغلال تلك الخصوصية عند المصريين وتقربوا اليهم وحاولوا استمالتهم بالاهتمام بكل الاحتفالات الدينية وعلى رأسها المولد النبوي الشريف, حتى انهم غالوا في مظاهر تلك الاحتفالات وصرفوا عليها ببذخ كبير.

ويذكر المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي الذي عاش في زمن الحملة الفرنسية على مصر ان نابليون بونابرت اهتم باقامة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سنة 1213 هجرية الموافق 1788 ميلادية من خلال ارسال نفقات الاحتفالات وقدرها 300 ريال فرنسي الى منزل الشيخ البكري (نقيب الاشراف في مصر) في حي الازبكية.
واضاف انه ارسلت ايضاً الى الشيخ البكري الطبول الضخمة والقنادل وفي الليل اقيمت الالعاب النارية احتفالاً بالمولد النبوي, وعاود نابلوين الاحتفال به في العام التالي لاستمالة قلوب المصريين الى الحملة الفرنسية وقادتها.

ويرى البعض ان الاهتمام الشديد لدى المصريين بتلك الاعياد الدينية ما هو الا ميراث قديم يضرب بجذوره في عمق التاريخ الذي شهد اهتماماً باقامة طقوس وتقاليد دقيقة في اعياد جلوس الملك على العرش وعيد ميلاده وعيد الحصاد وعيد وفاء النيل, ومن ثم ورث المصريون من اجدادهم ذلك الاهتمام بطقوس الاحتفالات الدينية فيما بعد.

وحول بداية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يذكر الاثري مصطفى خالد امين ان الفاطميين الذين جاؤوا الى مصر من بلاد المغرب مع قائدهم جوهر الصقلي كانوا ينسبون انفسهم الى السيدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول الكريم وزوجة الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما, ولذا اهتموا باحياء المناسبات والاعياد الاسلامية, خاصة موالد آل البيت والمولد النبوي الشريف على الخصوص.
ومن مظاهر احتفال المصريين بالمولد النبوي الشريف تلك الانواع من الحلوى التي تتزين بألوان مختلفة ويقبل عليها الاطفال والكبار.

وثبت ان لهذه الحلوى رغم اضرارها مزايا اخرى تهم المرأة, فهي تعمل على مقاومة زحف الشيخوخة, حيث اثبتت دراسة يابانية جديدة اقامت بها جامعة طوكيو ان »حلوى المولد« تحتوي على مركبات غذائية تفيد الجسم وتقيه بعض الامراض.

ومن عناصرالحلوى ايضا هنك السمسم الذي يدخل في صناعة الكثير من هذه الحلوى وهو من الاغذية المهمة التي تحتوي على مركبات »الليجنات« الصحية التي اثبتت الابحاث العلمية انها من اهم العناصر التي تعمل كمضادات فعالة في مقاومة اخطر انواع الفيروسات التي تهاجم الجسم, اضافة الى انها تساهم في تأخير اثار الشيخوخة وتعمل على مقاومتها باستمرار.

كذلك اكدت الابحاث كما تقول اخصائية التغذية نورا حسنين, ان الفول السوداني الذي يدخل في صناعة »الفولية« له تأثير كبير على خفض نسبة التعرض لامراض القلب والكوليسترول, فقد اثبتت ابحاث اميركية ان الدهون التي يحتوي عليها لها تأثير كبير على حماية القلب, الى جانب انه يحتوي على المكونات الاساسية للاغذية كالالياف والمعادن والفيتامينات, وكلها مفيدة لتلبية احتياجات الجسم.
وقالت ان »الفولية« تتميز بوجود »حمض الفوليك« الضروري لوقاية الجنين من التعرض للتشوهات العصبية في الشهور الاولى, كما انها تحتوي على عناصر اخرى لها دور كبير في تقوية الذاكرة.
وعن »الحمصية« اوضحت انها تمتاز بارتفاع قيمتها الغذائية وتعمل على تقوية الذاكرة حيث يحتوي الحمص على بروتين عالي القيمة الغذائية, مقارنة باللحوم, كما يحتوي على مواد مضادة للأكسدة التي تساهم بشكل كبير في تنشيط الجهاز العصبي حيث يحتوي الحمص على 15 في المئة ماء و 9 في المئة مواد دهنية و 24 في المئة مواد بروتينية واملاح معدنية مثل الكالسيوم والكبريتو الحديد.
وبرغم كل ذلك ينصح المتخصصون في علم التغذية بضرورة الاعتدال في تناول »حلوى المولد« بما يتناسب مع احتياجات اجسامنا من كميات مع مراعاة حالته الصحية.