مجاهدون
04-10-2006, 10:08 AM
اندبندنت - بقلم باتريك كوكبورن
تعريب نبيل زلف
بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الاطاحة بصدام، زار الصحافي البريطاني باتريك كوكبورن العراق، وخرج بالتقرير التالي: ثمة حرب أهلية دموية ووحشية تدور الآن في العراق، البلد الذي تعهد كل من الرئيس بوش ورئيس الحكومة البريطانية بلير بتحريره من الخوف، وجعله صرحاً للديموقراطية في الشرق الاوسط.
لكن، لا يسعني أمام ما يجري سوى القول اني اصبحت على قناعة تامة بأن هذا البلد، الذي رأيت على زيارته منذ عام 1978، لن يعود موحداً كما كان.
فقد اقدم ثلاثة انتحاريين، متخفين في ثياب نساء ويحملون متفجرات تحت عباءاتهم الطويلة، على قتل 79 شخصاً وجرح أكثر من 160 شخصاً حينما فجروا أنفسهم وسط مسجد للشيعة.
إذ تمكن احد هؤلاء من تجاوز نقطة تفتيش عند مسجد براثا في شمال بغداد، وفجر نفسه عندما بدأ المصلون مغادرة المسجد عقب انتهاء صلاة الجمعة وانتهز الانتحاريان الاخران فرصة الفوضى التي سادت، وفجرا نفسيهما وسط الناس الذين كانوا يحاولون الهرب.
هذا الهجوم الشرس، الذي هو الاسوأ فيما حدث خلال الاشهر القليلة الماضية، جاء مع الذكرى السنوية الثالثة لإطاحة الجيشين البريطاني والأمريكي بصدام حسين في التاسع من ابريل .2003
في ذلك الوقت قيل للعالم وللعراقيين ان تلك الحرب جاءت لتحرير الناس من الخوف، لكن المسؤولين العراقيين ابلغوا صحيفة الـ «اندبندنت» ان ما لا يقل عن مائة عرافي يموتون قتلاً في بغداد كل يوم.
ومن المؤكد ان المذبحة التي شهدها مسجد «براثا» ستؤدي لعمليات انتقام وحشية ايضاً ضد العرب السنة، كما حدث بعد تفجير مسجد سامراء في الثاني والعشرين من فبراير الماضي حينما بدأت ميلشيات الشيعة بالثأر. بل ان تفجير المسجد، الذي هو مجمع ديني يرتبط بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق،سيدفع البلاد بقوة اكبر على طريق الحرب الاهلية التي تزداد عنفا واتساعا كل يوم.
ففي مارس الماضي فقط اعلن المسؤولون الامريكيون العسكريون ان 1313 شخصا ماتوا في العراق نتيجة للهجمات الطائفية.
ولم يتم العثور على الكثير من الجثث التي يبدو انها اما دُفنت او القيت في الانهار، لكن من المؤكد ان العدد الحقيقي هو ضعف ما تم الاعلان عنه وهذا بخلاف عمليات النزوح الكبيرة التي يقوم بها السنة والشيعة في مختلف المناطق.
في عام 1975 كنت في لبنان في بداية الحرب الاهلية هناك، واستطيع القول ان بغداد اليوم تتماثل مع بيروت في ذلك الوقت، اذ يكفي ان تشير بطاقة هويتك الى انك من سكان بلدة مناوئة حتى تواجه القتل.
وبالرغم من كل هذا لايزال بوش وبلير يقللان منذ ثلاث سنوات من اهمية ما يجري في العراق، ويبالغان في اعتبار الاطاحة بصدام، ونقل السيادة للعراقيين وعقد انتخابات مؤشرات للتقدم، والآن يزعمان ان تشكيل حكومة وحدة وطنية هو الترياق الوحيد لوقف العنف.
يقول وزير الدفاع البريطاني جون ريد في معرض اشارته الى تجربته في ايرلندا الشمالية: «الارهابيون يحبون فراغ السلطة»، غير ان مسؤولا عراقيا علق على ذلك بالقول ان المجتمعات الرئيسية الثلاثة في العراق- سنة، شيعة واكراد- لا يكرهون بعضهم البعض بسبب غياب الحكومة بل بسبب الخلافات الناشبة فيما بينهم، لذا حتى لو تم تشكيل مثل هذه الحكومة فان سيطرتها لن تتجاوز حدود المنطقة الخضراء المحصنة جيدا وسط بغداد وذلك لان الجيش ورجال الشرطة لا يطيعون الا اوامر زعماء طوائفهم.
حينما سقط تمثال صدام في ساحة الفردوس وسط بغداد قبل ثلاث سنوات قيل للعراقيين ان حياتهم سوف تصبح افضل، لكن أليس العراق اخطر مكان على سطح الارض الآن؟
تعريب نبيل زلف
بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الاطاحة بصدام، زار الصحافي البريطاني باتريك كوكبورن العراق، وخرج بالتقرير التالي: ثمة حرب أهلية دموية ووحشية تدور الآن في العراق، البلد الذي تعهد كل من الرئيس بوش ورئيس الحكومة البريطانية بلير بتحريره من الخوف، وجعله صرحاً للديموقراطية في الشرق الاوسط.
لكن، لا يسعني أمام ما يجري سوى القول اني اصبحت على قناعة تامة بأن هذا البلد، الذي رأيت على زيارته منذ عام 1978، لن يعود موحداً كما كان.
فقد اقدم ثلاثة انتحاريين، متخفين في ثياب نساء ويحملون متفجرات تحت عباءاتهم الطويلة، على قتل 79 شخصاً وجرح أكثر من 160 شخصاً حينما فجروا أنفسهم وسط مسجد للشيعة.
إذ تمكن احد هؤلاء من تجاوز نقطة تفتيش عند مسجد براثا في شمال بغداد، وفجر نفسه عندما بدأ المصلون مغادرة المسجد عقب انتهاء صلاة الجمعة وانتهز الانتحاريان الاخران فرصة الفوضى التي سادت، وفجرا نفسيهما وسط الناس الذين كانوا يحاولون الهرب.
هذا الهجوم الشرس، الذي هو الاسوأ فيما حدث خلال الاشهر القليلة الماضية، جاء مع الذكرى السنوية الثالثة لإطاحة الجيشين البريطاني والأمريكي بصدام حسين في التاسع من ابريل .2003
في ذلك الوقت قيل للعالم وللعراقيين ان تلك الحرب جاءت لتحرير الناس من الخوف، لكن المسؤولين العراقيين ابلغوا صحيفة الـ «اندبندنت» ان ما لا يقل عن مائة عرافي يموتون قتلاً في بغداد كل يوم.
ومن المؤكد ان المذبحة التي شهدها مسجد «براثا» ستؤدي لعمليات انتقام وحشية ايضاً ضد العرب السنة، كما حدث بعد تفجير مسجد سامراء في الثاني والعشرين من فبراير الماضي حينما بدأت ميلشيات الشيعة بالثأر. بل ان تفجير المسجد، الذي هو مجمع ديني يرتبط بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق،سيدفع البلاد بقوة اكبر على طريق الحرب الاهلية التي تزداد عنفا واتساعا كل يوم.
ففي مارس الماضي فقط اعلن المسؤولون الامريكيون العسكريون ان 1313 شخصا ماتوا في العراق نتيجة للهجمات الطائفية.
ولم يتم العثور على الكثير من الجثث التي يبدو انها اما دُفنت او القيت في الانهار، لكن من المؤكد ان العدد الحقيقي هو ضعف ما تم الاعلان عنه وهذا بخلاف عمليات النزوح الكبيرة التي يقوم بها السنة والشيعة في مختلف المناطق.
في عام 1975 كنت في لبنان في بداية الحرب الاهلية هناك، واستطيع القول ان بغداد اليوم تتماثل مع بيروت في ذلك الوقت، اذ يكفي ان تشير بطاقة هويتك الى انك من سكان بلدة مناوئة حتى تواجه القتل.
وبالرغم من كل هذا لايزال بوش وبلير يقللان منذ ثلاث سنوات من اهمية ما يجري في العراق، ويبالغان في اعتبار الاطاحة بصدام، ونقل السيادة للعراقيين وعقد انتخابات مؤشرات للتقدم، والآن يزعمان ان تشكيل حكومة وحدة وطنية هو الترياق الوحيد لوقف العنف.
يقول وزير الدفاع البريطاني جون ريد في معرض اشارته الى تجربته في ايرلندا الشمالية: «الارهابيون يحبون فراغ السلطة»، غير ان مسؤولا عراقيا علق على ذلك بالقول ان المجتمعات الرئيسية الثلاثة في العراق- سنة، شيعة واكراد- لا يكرهون بعضهم البعض بسبب غياب الحكومة بل بسبب الخلافات الناشبة فيما بينهم، لذا حتى لو تم تشكيل مثل هذه الحكومة فان سيطرتها لن تتجاوز حدود المنطقة الخضراء المحصنة جيدا وسط بغداد وذلك لان الجيش ورجال الشرطة لا يطيعون الا اوامر زعماء طوائفهم.
حينما سقط تمثال صدام في ساحة الفردوس وسط بغداد قبل ثلاث سنوات قيل للعراقيين ان حياتهم سوف تصبح افضل، لكن أليس العراق اخطر مكان على سطح الارض الآن؟