المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسن الترابي: للمسلمة حق زواج المسيحي أو اليهودي



فاطمي
04-09-2006, 11:41 AM
قال إن الحجاب لتغطية الصدر وشهادة المرأة تعادل الرجل


الخرطوم: إسماعيل ادم


في إفتاءات جديدة مثيرة للجدل، في ندوة حضرها حشد من السياسيين وعلماء الدين في الخرطوم، أجاز الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي «مسيحيا كان أو يهوديا»، قبل أن يصف أن القول بحرمة ذلك، « مجرد أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل» الهدف منها جر المرأة الى الوراء.

وقال الترابي إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما وتوازيه بناء على هذا الأمر، بل أحيانا تكون أفضل منه، وأعلم وأقوى منه. ونفى ما يقال من أن شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد، وقال «ليس ذلك من الدين أو الإسلام، بل هو مجرد أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية التي لا تمت للإسلام في شيء». واعتبر الترابي «الحجاب» للنساء، يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة، «ولا يعني تكميم النساء»، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين، والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار.

مقاتل
04-09-2006, 03:14 PM
الترابي: يجوز للمسلمة الزواج من المسيحي أو اليهودي وشهادتها تعادل الرجل تماما

قال إن الحجاب لتغطية الصدر فقط والمرأة يمكنها إمامة الرجال


في افتاءات جديدة مثيرة للجدل، جوز الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي، زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي «مسيحيا كان أو يهوديا»، قبل أن يصف أن القول بحرمة ذلك، بأنه مجرد «أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل»، الهدف منها جر المرأة إلى الوراء.

واعتبر الترابي «الحجاب» للنساء، يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة، «ولا يعني تكميم النساء»، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين، والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار.

وقال الترابي، 74 عاما، إن منع زواج المرأة المسلمة من غير المسلم، ليس من الشرع في شيء والإسلام لم يحرمه ولا توجد آية أو حديث يحرم زواج المسلمة من الكتابي مطلقا، إلا أن الترابي نوه الى أن الحرمة التي كانت موجودة، كانت مرتبطة بالحرب والقتال بين المسلمين وغيرهم تزول بزوال السبب.

وأضاف الترابي، انه يقدم الأسانيد لما أفتى به، وقال إن «التخرصات والأباطيل التي تمنع زواج المرأة المسلمة من الكتابي، لا أساس لها من الدين، ولا تقوم على ساق من الشرع الحنيف»، وأضاف «وما تلك الا مجرد أوهام وتضليل وتجهيل واغلاق وتحنيط وخدع للعقول، الإسلام منها براء».

وجدد الترابي، الذي كان يتحدث في ندوة بدار حزب الأمة المعارض، الذي يتزعمه مبارك الفاضل، أقواله السابقة التي جوزت امامة المرأة للرجل في الصلاة، وقال إن من حق المرأة المسلمة، أن تؤم الرجال وتتقدم الصفوف للصلاة، اذا كانت اكثر علما وفقها في الدين من الرجال، وأوضح «أنه من حقها في هذه الحالة».

واستشهد الترابي، في هذا الخصوص، بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بأنه كان قد سمح لإحدى الصحابيات العالمات والمتبحرات في الدين، ان تؤم أهل بيتها في الصلاة بمن في ذلك الرجال، سواء كان زوجها او ابنها، وأضاف «ليس هناك ما يمنع ذلك فقط، يجب الا يلتصق الرجال بالنساء التصاقا قويا في الصفوف، حتى لا تحدث الشهوة والانصراف عن الصلاة».

وشدد الترابي في الندوة التي جاءت بعنوان «دور المرأة في تأسيس الحكم الراشد»، على أن الاسلام لم يحرم أو يمنع إمامة المرأة وتقدمها للرجال في الصفوف، وضرب مثلا بالسيدة عائشة زوجة الرسول، التي كانت اكثر فقها وعلما من الرجال، واجاز الترابي الصلاة المختلطة بين الرجال والنساء، شريطة التباعد وعدم الاحتكاك.

ورأى الترابي أن قوامة الرجال على النساء، لا تعني أنهم أفضل من النساء، ونبه الى أن القوامة ليست في كل الأمور، بل تتعلق بالأمور الخاصة التي ليست من اختصاص المرأة، وهي من اختصاص الرجال مثل التجارة، وأضاف «ولكن ليس معنى القوامة الأفضلية المطلقة للرجال على النساء»، وشدد على أن هناك نساء أفضل وأفقه وأعلم من الرجال.

وقال الترابي، في الندوة التي حضرها حشد من السياسيين وعلماء الدين، إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما وتوازيه بناء على هذا الأمر، بل أحيانا تكون أفضل منه وأعلم وأقوى منه، ونفى الترابي ما يقال إن امرأتين تساوي شهادة رجل واحد، وقال »ليس ذلك من الدين أو الإسلام، بل هي مجرد أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية، التي لا تمت للإسلام في شيء. وتحدى الترابي في هذا الخصوص «من يثبت صحة كل تلك الأباطيل أو يأتي بما يؤكدها من الكتاب والسنة». واعتبر الترابي أن التعامل السائد الآن مع حجاب المرأة، لا يخلو من بعض الفهم الخاطئ لمقاصد الآيات القرآنية التي نزلت بخصوص حجاب والخمار للمرأة، لا يمكن تعميها، وقال إن آيات الحجاب تخص نساء النبي محمد، ونزلت بمعنى الستار الذي يفصل بين نساء الرسول صلى الله عليه وسلم وضيوفه من الصحابة وغيرهم، وأضاف «أما الخمار، فإنه جاء لتغطية صدر المرأة وجزء من محاسنها، ولا يعني بأي حال من الأحوال «تكميم المرأة»، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الآيات، التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار. وقال الترابي إن الإسلام أعطى المرأة حقوقها كاملة، ولم ينقصها شيئا، «وتقدم على القوانين الغربية، التي هضمت حق المرأة وظلمتها كثيرا في الماضي». ودعا الترابي المرأة الى اقتحام مجالات العمل السياسي والإبداعي والفكري والرياضي، وأخذ حقوقها كاملة، والمساهمة في وضع الاستراتيجيات والتشريعات التي تكفل تلك الحقوق. ووجهه الترابي هجوما عنيفا على الحكومة السودانية، وقال إن نظام الحكم القائم الآن في السودان ليس راشدا، وقال الترابي إن البلاد تفتقر وتعاني من عدم وجود الحكم الرشيد، الذي يقوم على مبادئ الحرية والشفافية والمساءلة والعدالة والمشاركة الديمقراطية، وأضاف الترابي «نحن الآن في حكم غير رشيد، والفساد في كل البلاد، ولا بد من إصلاح الأسرة والمجتمع، واشراك المرأة»، وشدد على ضرورة أن يتضمن قانون الانتخابات نصا يحدد مشاركة المرأة حتى يكون لها دور في الأحزاب والانتخابات وقيادة البلاد.

وظل الترابي كلما اتيحت له السانحة، يقدم افتاءات مثيرة للجدل الديني، وأخيرا اعتبر الترابي أن القول بظهور المسيح من جديد غير صحيح، وأفتى الترابي أن الخمور لا تكون جريمة، إلا اذا تحولت الى عدوان، وكان قد أثار قوله بجواز إمامة المرأة للرجل قبل اشهر، الساحة الدينية في البلاد وجعلها بين مؤيد ومعارض، ومن بين افتاءاته المثيرة للجدل قوله إن «الحور العين» في الجنة هن النساء الصالحات في الدنيا، اللاتي يدخلن الجنة. وفي أوج صراعه مع الرئيس البشير، شكك الترابي في اطلاق صفة الشهيد، لمن قتلوا في الحرب في جنوب السودان.

أبو ربيع
04-11-2006, 06:56 PM
الذي اعرفه ان هذه الامور غير جائزة ولكن هل هناك اراء اسلامية غير معلنة ؟

الأمازيغي
04-11-2006, 07:15 PM
لا شك ان الشيخ الترابي اخطأ في بعض من ارائه لكن ينبغي الرد عليه علميا وبا الادلة لا ان ينادى بمحاكمته كزنديق و العياد با الله كما نادى بذلك بعض المتطرفين في السودان.

زهير
04-15-2006, 07:57 AM
القرضاوي يهاجم فتوى الترابي بشأن زواج المسلمات من غير المسلمين

القاهرة: محمد خليل

قال د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن فتوى د. حسن الترابي الزعيم الإسلامي السوداني، التي أباح فيها زواج المرأة المسلمة من رجل كتابي (من اليهود والنصارى) باطلة، ولا يجوز العمل بها لأنها مخالفة لاجماع المذاهب الإسلامية وما استقر عليه الفقه الإسلامي.
وقال القرضاوي لـ«الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للقاهرة في الملتقى العالمي لخريجي الأزهر: إننا نرفض هذه الفتوى، لأنها ضد إجماع الأمة وأن جميع المذاهب الإسلامية السنية والشيعية والزيدية، سواء المتبوع منها أو المنقرض، تستنكر هذه الفتوى وتؤكد مخالفتها للشرع الإسلامي، لأن كل اتباع في هذه المذاهب متصل بالعمل. وأضاف القرضاوي: لا يجوز شرعا أن تتزوج المرأة المسلمة ابتداء من رجل كتابي (يهوديا كان أم مسيحيا)، لان تحريم زواج المرأة المسلمة من رجل كتابي من الأمور التي استقر عليها الإسلام، منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان.

وتابع القرضاوي قائلا: في الحقيقة ان فتوى الترابي هذه قديمة متجددة سمعتها منه وهو في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1975، وراجعته فيها وفسرها لي في ذلك الوقت، بأنه لا يقول إن المسلمة لا تتزوج ابتداء من رجل كتابي، ولكنه يقصد المرأة غير المسلمة التي تعتنق الإسلام وهي متزوجة من رجل كتابي يجوز لها البقاء مع زوجها غير المسلم، ولكنه لم يقصد أن تتزوج المرأة المسلمة من غير المسلم ابتداء ولم أوافقه على هذه الفتوى، ولكن بعد ذلك قرأت أن الإمام ابن القيم الجوزية ذكر في مثل هذه المسألة تسعة أقوال في أحكام أهل الذمة، ومنها أقوال تجيز للمرأة أن تبقى مع زوجها الكتابي، ومنها من قال أن نكاحهما يبقى حتى يفرق بينهما السلطان.

المهدى
04-21-2006, 07:45 AM
http://www.aawsat.com/2006/04/21/images/interview.359248.jpg


الترابي لـ«الشرق الأوسط»: لعل السجن يكون كفارة عن أخطائنا في الإنقاذ

يترتب على المرأة والرجل في الشهادة نفس الأحكام وفي بعض الحالات شهادة المرأة أفضل من الرجل

* لغة القرآن اختلفت جدا في مصطلحات الناس

* الحجاب ستار عام وليس زيا في لبس المرأة


حوار: إمام محمد إمام


أثارت الآراء الفقهية والسياسية للدكتور حسن الترابي السياسي السوداني وأحد أبرز قيادات الحركة الإسلامية فيه، التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة أخيرا ردود فعل واسعة وجدلا كبيرا لم يقتصر على أهل الاختصاص في الفقه والعلوم الشرعية، بل انه امتد إلى الأوساط الثقافية والفكرية والسياسية داخل السودان وخارجه، وأصبح موضوعا لكثير من الحوارات واللقاءات التلفزيونية والمقابلات الصحافية، وشغل غرف الجدل في شبكة الإنترنت. «الشرق الأوسط» حملت كل هذه التساؤلات وغيرها إلى الدكتور الترابي فكان هذا الحوار:
* أثارت فتاواكم في ما يتعلق بزواج المسلمة من الكتابي (المسيحي أو اليهودي) جدلا كبيرا.. فهل تعني بذلك إجازة زواج المرأة المسلمة وبقاء زوجها على دينه أم تقصد زواجها ابتداء من كتابي؟

ـ أولا ينبغي أن ينظر إلى هذا الاجتهاد في سياق شأن المرأة عامة، خطابا للمجتمع المسلم، فإن خطاب المجتمع المسلم المعاصر في شأن المرأة ينحط كثيرا عن أحكام قيم الدين ويبعد عن أحكام قيمه الدينية، والمثال فيه أن المسلمين ينأون عن الخوض في مثل هذه الأحكام في زواج بناتهم. ولعل من نافلة القول التذكير بأن رأيي هذا ليس بجديد، فهو رأي قديم، وما كان مجرد خبر، ولكن كان رداً على أعراض كانت تبدو للجاليات المسلمة في أميركا، إذ قدمت إلى أحد المراكز الإسلامية هناك امرأة تريد ان تعتنق الإسلام ولكنها تريد أن تعرف حكم بقائها مع زوجها، الذي ظل على دينه، لكنهم، أي مسؤولو المركز، كانوا بانفعالهم وارتهانهم إلى التقاليد، يوصونها إن هي صدقت بأن تذهب لتقاضي زوجها طلاقا، وبالتالي تخسر ولايتها على الأبناء وتخسر كل تكاليف التقاضي، وهي في أول الخطى نحو الإسلام، وكان ذلك غالبا يصدهن عن اعتناق الإسلام وإشهاره. طبعا قرأت كثيرا في تاريخ الإسلام عندما اضطربت الأحوال بين المسلمين والمشركين، وبين مسلمين موصولين بجماعات غير مسلمة وأيام الردة التي طرأ فيها اضطراب كثير، فقدرت الرأي لما لم أجد في كتاب أو سنة كلمة واحدة تمنع زواج المسلمة من كتابي، فكنت أرى أن يتركوها تسلم فتثبت إيمانها، وكثيرا ما تدعو وتنشط في دعوتها إلى الله، فتجر إلى الإسلام زوجها ومن حوله وهكذا.. وهذا فتح مبين في أسرتها وفي الأُسر الأخرى. وطبعا من الناس مَنْ أثاره هذا فهاجمني وكفرني، وصوره على أنه قضية عرض. ولكن إذا نظرت للأمر بتجرد فإن إسلام الزوجة قد يؤثر إيجابا على الزوج غير المسلم، فيدخل في دين الله، وهو أمر يحتاجه المسلمون في بلاد الغرب. علينا أن نترك للأقليات المسلمة التي تعيش مع الكتابيين، والذين تهمهم هذه القضية أن يقدروا الأمر حق قدره، وأن يزوجوا بناتهم للكتابيين، لعل هؤلاء البنات يأتين بالكتابيين من خلال العلاقة الزوجية إلى الإسلام، أو يصبرن على دينهن، وهناك الحريات نسبيا أوسع، وليتحروا الأحوال عينا والظاهرة عموما، ذلك رأيي في هذه المسألة.

* أخلص من هذا الرأي أنكم تتحدثون عن جواز بقاء المرأة المسلمة مع زوجها الكتابي.. وليس الزواج من كتابي ابتداء؟

ـ لا.. كنت تحدثت من قبل عن بقاء المسلمة مع زوجها الكتابي، لكني الآن افتح الأمر لتقدير الأمور جملة ولتقدير عين الزواج، فلا تمنعها آية أصلا في كتاب الله. فلذلك لا أمنعها بتراكم الأقاويل التي عهدناها. فالأقاويل التي عهدناها ركنتنا دائما بأن الإجماع هو إجماع الفقهاء المجتهدين في عصر من العصور. ولذلك نقرأ القرآن فلا نجد ذلك كذلك أصلا، ولذلك ننصرف عنه. وأوصينا بأن نطيع ولي الأمر دائما ولو استلب الحكم منا بالقوة، وهكذا عهودنا كلها. لكن القرآن يصدنا عن كل ذلك صدودا. فنحن لا بد أن نرجع إلى الأصول، الكتاب والسنة، فإن ترك لنا الأمر لكي نقلب فيه، لأنه تركه بوحا هكذا، نقلب فيه ونقول الكلمة عامة أو نقولها خبرا، بعد ذلك نصوب على عين قضية فيه مع هذا التقدير ومع هذه الأحكام العامة. ويقع ما يقع في سبيل الله.

* أثار حديثكم عن الحجاب جدلا واسعا، باعتبار أنه تغطية الصدر من دون الرأس.. فما حقيقة هذا الأمر؟

ـ هذه أكاذيب بعض الصحافيين الذين لم يحضروا الندوة التي تحدثت فيها عن بعض قضايا المرأة المسلمة. فهناك كلمات كتبت لم أقلها، فبعض الصحافيين يستهويهم اسم الترابي فينسبون إلي ما لم أقله. فأنا في تلك الندوة ما كنت أتحدث عن أحكام أصلا، بل كنت أتحدث عن أن لغة القرآن نفسها اختلفت جدا في مصطلحات الناس. فالقرآن تحدث عن الحجاب أنه في حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نساء الرسول عليهن أحكام خاصة عن غير النساء وعلى الرسول نفسه أحكام خاصة من دون الرجال المؤمنين. ولكن الحجرة كانت محدودة جدا، ولا يمكن أن يقبل الناس على الرسول يجدون أنسا وتعليما ويريدون الطعام ويأتي إليه غير المؤمنين كذلك وهم غرباء، وهن هكذا قابعات فأجدى أن يكن وراء حجاب وهو ستار فقط، فحتى إذا سألوهن متاعا يسألونهن من وراء ذلك الحجاب. فالحجاب هو ستار عام ليس هو زي في لبس المرأة. فهو حجاب عام قد يتخذ استعارة في اللغة كأن تصف أن بين الناس وبين القرآن حجابا، وقد نشير للذين يلفون القرآن حجابا يلبسونه ولكنهم يحجبون عقولهم وقلوبهم عن معانيه ومغازيه البالغة. قلت في المحاضرة إذا تحدثنا عن زي المرأة لا تتحدثوا عن حجاب والمعركة حول الحجاب والمحتجبة، لكن تحدثوا عن الخمار، تحدثت هكذا بيانا للغة لا الأحكام، قلت لهم الخمر سميت خمرا لأنها تخمر العقل داخل الرأس، والخمار سمي كذلك لأنه يحجب ظاهر الرأس بشعره، والقرآن أوصى النساء أن يضربن على جيوبهن الخمار، الجيب ليس هو الجيب الذي نضع فيه المال فهي جيوب قد تكون فارغة وإذا أدخل فيها موسى ـ عليه السلام ـ اليد خرجت بيضاء لا سمراء كلونه الطبيعي ولون أهله، ولكن أشرت إلى أن المؤمنات يضربن بخمرهن على صدورهن. ولكن ما تحدثت عن أحكام أصلا، فالذي نقل ذلك عني إما سمعه من سامع وما شهد الحديث بنفسه، أو شهد وسمع ولم يدرك ما أقصد بحديثي.

كنت كذلك في ذات سياقات فقه اللغة أشرح للنساء معنى (الرجال قوامون على النساء)، فقد يحسب الرجال ويحسبن أن ذلك يعني (سيادة على النساء)، فالقيام للقاعد في اللغة معلوم والنساء لسن قاعدات عجزا ولكن قاعدات للولادة أو قاعدات للحضانة، والرجال يقومون بعضلاتهم فيذهبون ويخدمون ويأتون، فالنادل في المطعم الذي يخدمنا يقوم علينا. فالحديث كله كان شرحا لمعاني اللغة ولم يكن أصلا عن الأحكام. ولكن يطير بعض الناس بالأخبار (الترابي أنكر الحجاب)، (الترابي يقول إن الحجاب للصدور فقط) كأني أريد أن يكون كل ما تحت الصدر أي من البطن كله يكون كاشفا ولكن هذا غباء عظيم وتزوير في الروايات عن الناس. ليت الصحافيين فقط يأخذون سماعة الهاتف ويسألونني ليتثبتوا من مثل هذه الأخبار.

* إذن أنت لا تعترض على غطاء الرأس كجزء من الحجاب؟

ـ أنا لا أسميه أصلا حجابا، اسميه خمارا، لأن القرآن سماه لنا خمارا وسمى لنا الستار في الغرفة حجابا. في بيتك لو اتخذت حجابا تسميه حجابا وإذا أردت كلمة ستار أو ستارة فلك ذلك أنا هنا أتحدث عن اللغة، وقد تحدثت كثيرا عن الأحكام وأشرت إلى ما لا يحبه أحيانا بعض الرجال، قلت مثلا عندما أشارت الآية إلى (عظوهن) فالموعظة ليست للرجال على النساء، ولكن لكل من حول النساء من رجال ونساء أي المجتمع، أمها وأختها وأبيها وزوجها، فالزوج هو الذي يهجر في المضاجع والمجتمع ينبغي أن يكون له رأي ـ كما في سياق الآية ـ فالمرأة تشتكي لمن هجرها لأن الهجر وقع تجاوبا عن خطأ منها، أم الضرب فليس للزوج أو للرجال ولكن للمجتمع أن يؤذي من يأتي بالفاحشة، وما هو برجم الحجارة ولكنه ضرب الجلد. فالآية التالية مباشرة تخاطب المجتمع (فإن خفتم شقاق بينهما) أي المؤمنين ـ خارج الدائرة البيتية للزوجين ـ (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) كما تمضي الآية، فسياقات القرآن التي نستنبط منها الأحكام ينبغي أن تكون بينة ولا تبتر كأنها أحكام بلا سياق.

الشهادة كذلك أثارت بعض الناس.

* كذلك أود أن أقف لدى قضية الشهادة كأنك ساويت في حديثك بين شهادة المرأة وشهادة الرجل؟.. خلافا لما جاء في صريح الآية الكريمة «.. فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى».

ـ لا تحكم عليّ يا أخي الكريم حتى أكمل حديثي. الآية التي تشير إليها هي ذاتها التي هدتنا في كتابة الديون وأنها إلى أجل، ودعت الكاتب أن يكتب ودعت الشهود أن يشهدوا، وقال الله سبحانه (أن تضل إحداهما) بمعنى ربما تضل إحداهما ولم يقل (ستضل قطعا إحداهما) لو كان ذلك كذلك لاستقر رأينا على الحكم. وفي آية أخرى من ذات القرآن الكريم إذا حضر أحدنا الموت أن نشهد (ذوي عدل منا) ولم يقل (ذكرا وانثيين) ولم يقل (ذوي عدل من الرجال فقط)، ففي مقام الموت النساء يحضرن أكثر من الرجال، فإذا اشرف الموت فالزوجات والبنات والأخوات قد يكن أقرب من الذكور، فالذي ترتب على المرأة والرجل في هذا المقام هي نفس الأحكام أن يؤدوا القسم وإذا عثر على أنهما استحقا إثما نستدعي شهودا آخرين. فعامة الناس لا يعرفون إجراءات الشهادة، فبعضها حمل للشهادة في وثيقة تسمى توثيق العقود، وبعضها أداء للشهادة أمام القاضي، فالقاضي يسمع للشهود. والآن يقوم المحامون، وكلاء الخصومة، يقومون على الشهود، ويأخذ القاضي ويرد معهم حتى يتبين هل يتذكر الشاهد تماما الوقائع التي يشهد بها، وحتى يتبين هل هو جدير بالأمانة وهل ثبت عليه من قبل طعن، وهل له خبرة بالقضية التي يشهد فيها، فالنساء قد يكون منهن متخصصات في القانون، وقد يكون منهن متاجرات أي سيدات أعمال، وقد يكون الشاهد الرجل ليس له في التجارة خبرة ولا في الديون خبرة، فقد يغلب القاضي خبرتها عليه في القضية المعينة. وقد تكون الشاهدة طبيبة نساء وولادة فتعرف عندئذ هل ولد الجنين ميتا أم ولد ثم مات بعد هنيهة وهذه يترتب عليها أشياء، كل القضاة في الدنيا بل كل عاقل هكذا يفعل. فالرسول صلى الله عليه وسلم عند أداء الشهادة يحكم على أداء الشهادة عند الخصوم ولعل بعضهم يكون ألحن بحجته من البعض، فهو لا يعلم إلا الظاهر ويحكم على الظاهر، وقد يقع الظلم على طرف ولكن يوم القيامة تقوم الموازين بالعدل فالرسول صلى الله عليه وسلم ينذر الشهود بهذه الموعظة.

* هل يمكن أن نخص هذا الحكم بالتجارة فتكون فيها شهادة الرجل تساوي شهادة امرأتين؟

ـ القرآن لم يقل ستكون ولكن قال (أن تضل إحداهما) ولم يحكم عليها بأنها ستضل قطعا، لكن لأنهن في غالب الأحوال لا يمارسن التجارة، فالله ـ سبحانه ـ لم يكلفهن بذلك ولكنه كلف الرجال أن يخرجوا ويضربوا في الأرض ويأتوا بالأموال لينفقوا عليهن، فالأمر كله يترك للقاضي عند تقدير الشهادة، فإذا تعادل الرجل والمرأة في كل شيء فمن جرب واختبر العمل في المجال المعين تكون شهادته أرجح، وقد يحتاج مجال أن يؤكد أحد الذكور آخر.

المهدى
04-21-2006, 07:47 AM
* في سياق موضوعات المرأة وردت قضية إمامة المرأة أي أن تؤم المرأة الرجال، وأنك أجزتها؟

ـ من الذي حرمها حتى أجيزها أنا، الذي فعل ذلك هو عرفكم واضطهادكم للنساء، وهذا العرف هو الذي فضل لها صلاتها في بيتها فلا تشهد حتى الجماعة التي يؤمها الرجال، فلا يظهرن أصلا، أما إذا قال أحد الناس يجوز لها الإمامة قامت قيامة الرجال. وفي آثار السنة والسيرة لا نجد سوى اثر واحد في (سنن أبي داوود)، والذي شرحه هو ذات الفقيه الذي راجع رأي الفقهاء في إيقاع طلاق الثلاثة مرة واحدة ومخالفة صريح القرآن، لأن صحابيا كبيرا قال ذلك وأخطأ في ذلك، فالآية تقول (الطلاق مرتان) وإن طلقها ثالثة تترتب أحكام. لكن ابن تيمية وتلميذه ابن القيم عندما وجدا حديث (أبي داوود) أدركا الحق. فالمرأة الصحابية التي أمت لم تؤم أهل بيتها ولكن أهل دارها والدار غير البيت، فهي الدارة أو الدائرة حول البيت ولذلك كان لها مؤذن، فالمرأة لو كانت أعلم منا وأتقى منا وقامت لتصلي فينا إمامة، فنحن عندئذ لا ننظر إلى جمالها ويفتتنا هذا، فنحن لا ننظر إلى شيب الإمام ولحيته، ولكن يستمعون إلى كلامه، فنحن نسمع للنساء في قضايا الحياة وننظر إليهن، فإذا كان السامع الذكر قاضيا وهي مظلومة فهو لا يصوب إلى مظهرها ولكن إلى روايتها، فإذا كان الخطيب أمامنا قوله لا يعني شيئا فما هو إلا لغو، ننظر عندئذ إلى وجهه وشيبه وقد نستقبح وجهه وننصرف عن الكلام لأن المضامين ليس فيها شيء. كذلك في الحكم الذي يسمونه الإمامة الكبرى، فالقرآن كتاب الله لم يسم الحكم إمامة، فقد جعل إبراهيم للناس إماما وما كان حاكما سياسيا لأحد، فالمسلمون باغتراب مصطلحاتهم سموا الحكم إمامة وجعلوها في قريش، وقد جاءت الكلمة في الحديث لأن قريشا كانوا أئمة الناس، كانوا أئمة لكفرهم، وإذ أسلموا صاروا أئمة الإسلام يؤثرون على من حولهم، فهم حول الحرم وحول الأسواق المشهورة، فهذه الكلمة وردت في هذا السياق، ولكن الناس صاروا يستشهدون بأن الأئمة من قريش من شرط الحكم. فالحكم في القرآن هو ولاية الأمر وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة كان في سياق المحاداة مع الفرس، فما كانوا سيفلحون لو ولوا ابن عم الشاه الذي مات ولم يولوا ابنته، فهم مجوس ما كانوا سيفلحون لو ولوا أمرهم مجلسا من الذكور، ولكن في تلك الأيام اشتهرت قصتهم لأن الذي خلف الشاه امرأة، فلو صح الحديث فهو يختص بهذا السياق. فما أفلحوا فعلا عندما مضوا على تقاليدهم المجوسية، ولكن أفلحوا عندما أصبحوا مسلمين وصاروا أئمة لغتنا العربية، ومن وراء بلادهم من أصبحوا أئمة الحديث وأئمة القراءات وأئمة التفاسير جزاهم الله خيرا.

* بعض الأحاديث اشارت صراحة إلى عودة المسيح عليه السلام بينما أنت تنكر هذه العودة. فما دليلك؟

ـ الأحاديث لا تنسخ آي القرآن، فهي عن فلان عن فلان عن فلان ما وردت بالتواتر القرآني، فالآيات مكتوبة من أول يوم مباشرة من فم الرسول صلى الله عليه وسلم وما كتب الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا سوى القرآن، بل كان ينهى عنه. لكن هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبدل القرآن من تلقاء نفسه؟ معاذ الله بل إن القرآن يقول إنه ما كان له أن يبدله وإنه لا يفتري شيئا على الله سبحانه وتعالى. فالآيات بينة في القرآن أن عيسى عليه السلام مبشر برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، ولم يقل إنه يأتي أثناء حياته، والقرآن يتحدث عن عيسى وعن سائر الأنبياء أنهم خلوا من بعد هذا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، فهو الرسول الخاتم، فالآية جاءت بينة أنه خاتم النبيين الذي يأتيه الوحي وليس خاتم المرسلين فقط. والآية كذلك بينت أن عيسى عليه السلام يوم القيامة يسأل، فالرسل يسألون كما يسأل الذين أرسلوا إليهم، فيرد عيسى عليه السلام أنه عندما توفاه الله ليس مسؤولا عما فعلوا وأنه ما قال لهم ما نسبوه إليه أن يُعبد وأمُه من دون الله ويسبح الله أن يكون ذلك كذلك (فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) فليس هو بمسؤول أصلا بعد وفاته.

والقرآن كذلك ذكر أن الله متوفيه ورافعه كلية من هذا الوجود المشهود، ومطهرك بمعنى محررك تماما فلن ترجع مرة أخرى لتدخل فيه، وبشره بأن الذين اتبعوه هم الذين سيغلبون على بني إسرائيل الذين كفروا به، فالآيات هكذا تتواتر لمن كان له قلب أو القى السمع. لكن جاءتنا بأثر من الثقافة النصرانية التي كانت سائدة بين العرب الأميين، فغالب شهداء النصارى أيام عيسى اختفوا لأنهم كانوا يطاردون ويعذبون ويقتلون فظل مصيرهم مجهولا. ونحن نعلم من القرآن أن عيسى عليه السلام ما صلب أصلا كما ظن أعداؤه، والآخرون ظنوا أنه ما مات أصلا وما توفى الله أجله، فكلمة الوفاة إذا جاءت تعني الموت إذا السياق صرفها إلى الدين أو إلى النوم، كما في سياق توفته الملائكة أو توفاه الله هذا كله يعني استيفاد الأجل في الدنيا حتى ينشأ نشأة أخرى يوم البعث. رغم جلاء الآيات دخلت على المسلمين عقيدة الانتظار. فالناس إذا اضطهدوا وذلوا ينتظرون الآمال حتى إذا كانت واهية، وأنا فسرت بذلك انتظار الإمام لدى إخوتنا الشيعة، فما جعل الله لبشر الخلد، وأظن ـ والله أعلم ـ أن الخليفة العباسي الذي قتل والد الإمام قتل الإمام الثاني عشر ولكنه فعل ذلك سرا، فالناس لم يروا جثمانا وما كفنوه وما صلوا عليه وما حملوه إلى المقابر، فغلب عليهم الرجاء أنه حي، وتوارثوا هذا الظن أو الرجاء عبر القرون. وحتى عند السنة إذا عجزوا ينتظرون المهدي. وإذا درست أحاديث المهدي كلها وقرأت ما كتبه الكاتبون لوجدت أنهم قالوا إنها آمال المستضعفين. فعيسى عندهم يأتي ليقتل الخنزير، فما يجوز لأحد من المسلمين أن يقتل الخنزير إذا كان لأحد من النصارى، ولا أن نكسر صليبه فلا إكراه في الدين. ويمكن فقط بالحسنى أن نقول لهم إن عيسى أحل لكم كثيرا مما حرم على اليهود تأديبا لهم من الله على جنايات ارتكبوها.

وقد رأيت أصنافا من الذين ادعوا المهدية وعشت مع أحدهم في السجن، وفي السودان ادعى بعضهم ذلك وآخرون في العالم الإسلامي ادعوا ذلك. فالأحاديث تقول يوشك أن ينزل عليكم عيسى ويفعل كذا، فأنا اصرف هذه الروايات إلى أثر الثقافة النصرانية وأنها نسبت خطأ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. بل إننا لنسمع أحاديث في الصحاح تنسب إلى الله سبحانه وتعالى أنه خلق الأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء وخلق السماوات كلها في يومين، وهذا تعلمون بالعقل أنه سخف. فكلمة يوم وأيام (عند ربك) هي أزل كألف سنة والألف سنة ليست (999+1) هذه هي لغة العرب فالألف غاية العدد، ولكن ذلك تجده في صحيح مسلم، فالأيام حقب ممتدة لا ندري مداها أبدا. واليوم السابع لا يتحدث عنه المسلمون ولكنني تحدثت عنه في كتاب «التفسير التوحيدي» لمن شاء أن يرجع إليه، وحتى لا أثقل صحيفتكم بالمثيرات.

* هذا يقود للحديث عن المهدي المنتظر وإنكارك للأحاديث حوله؟

ـ هنالك جملة أحاديث كما ذكرت، ولكني أحث المسلمين ألا يقعدوا هكذا كسالى ينتظرون من يملأ لهم الأرض عدلا وهم لا يريدون أن يسعوا ليملأوا شبراً من الأرض عدلاً، فالأرض اليوم كلها في ظلمات من الظلم، وهم لا يعدلون وينتظرون العدل أن يأتي من تلقاء السماء، كأنهم يقولون كما قال اليهود لموسى (إذهب أنت وربك فقاتلا إننا ها هنا قاعدون). أنا أقول للمسلمين انتم كلكم إن شاء الله من المهديين، فأنتم سبع عشرة مرة في اليوم على الأقل، إن لم تزيدوا الصلاة نفلا، تسألون الله أن يهديكم الصراط المستقيم، وهل آيستم أن يستجيب الله لكم فتصبحون مهديين؟ إن فعلتم ذلك فقد تركتم قراءة الصلاة.

أما الذي يأتي آخر الزمان باسمه والعلامات على ظهره وينتظره المسلمون، فهو انتظار الأماني كما كانت ظنون أهل الكتاب من قبلهم أن الفلاح والصلاح بأمانيهم، وأن يأتي إليكم عيسى مرة أخرى فيصلح لكم الأرض بعد أن أفسدتموها وأنتم تجلسون هكذا وتنظرون، ولا تخافون الله ولكن تخافون السلطان وطاغوت الدول العظمى، فالله هو الأكبر منا جميعا وأحق أن تخشوه، ولا تقولوا كنا مستضعفين في الأرض، كما يقول القرآن ولكن توكلوا على الله فيما تعملون، وانظروا كم سنة مضت منذ أن قيلت هذه الأحاديث، فهل كل هؤلاء الموتى من المسلمين يقولون لله سبحانه وتعالى كنا لا نفعل شيئا وأن المسلمين انحطوا وتخلفوا بعد نهضتهم الأولى لأنهم كانوا ينتظرون بقدر الله أن ينزل عليهم من يصلح بأجله المكتوب، فالمسلمون ليسوا لهم في نهضتهم إلا أن يتوكلوا على الله. لكن يمكن أن تقرأ عن أحاديث المهدية في كتب حديثة جمعتها كلها وطرحتها كلها جملة واحدة، فخلفاء الرسول المهديون هم كل من يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم على طريق الهداية إن شاء الله، فهم ليسوا اثنين ولا أربعة يحسبون هكذا ولكن مئات في العلم وفي السياسة وفي كل مجال من مجالات المسلمين.

* فلنختتم هذا المحور من حديث الفقه والشريعة بسؤال حول القضية التي انسدت فيها الطرق بين الحكومة والحركة الشعبية أن تكون الخرطوم معفية من الشريعة.

ـ هنا تدخل قضايا السلطان التي يدعها الربانيون والأحبار رغم ما استحفظوا من كتاب الله، وكانوا عليها شهداء، للأقاصرة والأباطرة يحكمون بغير ما أنزل الله، والقرآن عندما يشير إلى أن من لم يحكم بما أُنزل أولئك هم الكافرون فهو لا يشير إلى من يتولى السلطان فقط، فهنا قام فينا ربانيون وأحبار من المسلمين وقالوا إن الربا حلال للضرورات ويقدرها وزير المالية وولي الأمر. ولكن القرآن لم يعذر الرسول صلى الله عليه وسلم عندما اشتد عليهم الفقر في المدينة أن الربا حلال ولم يبدل الآية أن لكم رؤوس الأموال وإن أكلتم الربا فبينكم وبين الله حرب (إلا أنت يا محمد مستثنى لأنكم فقراء). فاتفاقية نيفاشا ـ كما تعلم ـ نسخت الشريعة وألغتها تماما من الحكم الاتحادي، ولكن لماذا لم تثر ثائرة الذين يدعون اليوم الغضب للشريعة.

ولكن ترك للولايات الشمالية أن تأخذ من الشريعة ما تأخذ، فالآن العاصمة تريد أن تأخذ من الشريعة ما تأخذ، فنحن عندما مددنا يد السلام للإخوة في الجنوب، لأن دولة الإسلام ومجتمعه قامت منذ أول يوم على مجتمع بعضه مسلم وبعضه غير مسلم، فهذا كان النموذج السني الأول. فهؤلاء لو تركونا نمضي معهم في التفاوض لانتهينا إلى أمر أقوم من هذا الذي انتهوا إليه، فهم اليوم تورطوا في أمر العاصمة وقام حولها جدل، فلا تسألني عن فتوى لمن لم يستفت ولم يسأل حول قضايا الشريعة والدين واللغة إبان التفاوض.

فالدستور الذي بين أيدينا اليوم ليس فيه شريعة في الحكومة الاتحادية حتى نبحث عن مخرج لمعتمد الخرطوم أو واليها. فالصمت إزاء كل ما يفعل السلطان هي نفس العلة التي أصابت أهل الغرب، فمن الذي أباح الربا للغرب؟ للنهضة وللثورة البرجوازية صاحبة المال التي ساقها كذلك اليهود بتجاربهم المالية يأخذون الربا ويأكلونه ولكنه أباحه مثل هؤلاء بعد أن كان محرما في المسيحية والعياذ بالله.

* فوز حماس ومن قبلها فوز الإخوان المسلمين في مصر في انتخابات ديمقراطية ألا يعني أن الحركة الإسلامية في السودان قد تسرعت في القفز إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري في يونيو 1989 وكان واضحا من مسار الأحداث أنها كانت الكاسب الأعظم في فترة الحزبية السابقة للانقلاب؟

ـ الآن تطور المد الإسلامي في المجتمعات المسلمة وتقدم على امتداد الأرض، المجتمعات العربية والغربية والآسيوية والأفريقية، ليس كلها ولكن غالبها. ولكن إذا فتح لهذه الشعوب الطريق كما فتح في فلسطين فستذهب كل هذه النظم مذهب حركة فتح وسيقوم الإسلام. والآن احتار أهل الغرب، الديمقراطية عندهم قيمة عليا ولكن الأعلى منها أن يقوم الإسلام وتبعث حضارته على حساب الحضارة الغربية، فالحضارة قيمة أعلى من الديمقراطية. وهم اليوم يتحدثون بصراحة، أنهم لو كانوا يعلمون أن حماس ستفوز كل هذا الفوز، فهم لم يكونوا يعلمون ولم تكن حماس نفسها تحسب أنها ستفوز كل هذا الفوز حتى في سرها، فالسر كان سيعلم وكانوا سيسدون عليها الأبواب. والإخوان المسلمون في مصر الغرب لم يأذن لهم حتى بشرعية حزب في إطار ديمقراطي، فالإخوان ترشحوا في نصف المقاعد وإذا فازوا جميعا يعرف الآخرون أن الغلبة لغيرهم، ولكنهم ما أن بلغوا العشرات حتى سد الطريق جهارا نهارا.

وفي الجزائر من قبلنا لما رأى الغرب أن الجولة الأولى قاضية على النظام الماضي بتوجهه وليس فقط بأشخاصه وأن الخلف سيكون بالديمقراطية إسلاميا، والأنبياء كانوا يقولون «إن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلنا به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا»، والرسول صلى الله عليه وسلم جاءته الآيات أن يترك الحرية تغدو بيننا وبينهم لنرى لمن تكون عاقبة الدار، ولكن الذي حدث في الجزائر أن كبتت التجربة ووئدت بالقوة، وكذلك يفعلون في تركيا. وفي السودان الإسلام تقدم أكثر مما تقدم في بلاد أخرى حتى اقترب من السلطة، وتقدم نحو الحكم أكثر من جملة العالم السني، وعندما بلغنا شيئا من إعلان قوانين منسوبة للشريعة آخر أيام نميري جاء بوش الأب وقال لنميري من هؤلاء الذين أتيت بهم إذهب بهم للسجون وقد فعل، فذهبنا مباشرة من القصر للسجن، فنميري عندما رأى المد الشعبي الإسلامي أراد أن يكون له نصيب ينافس به نفوذ حركة الإسلام ففتح فتوحات.. حرم الخمر ومنع الربا نظرا لا عملا، وبدأ يتحدث عن الخلق الإسلامي في أهلية من يتولى منصبا عاما، فجاءته من ثم النذر، فترك خليفة له وذهب بنفسه إليهم ليطمئنهم أن كل أولئك قد سجنوا مرة واحدة.

ولكنه لما سقط وجاءت الثورة الشعبية التي تعلمها، كذلك لما دخلنا مع السيد الصادق المهدي (قبل أن ينال الإمامة) أتته القوات المسلحة جهارا وقالوا إبعد هؤلاء أو لنقيلنك، وأخبرنا بالأمر وأعلنه بعد ذلك. ونحن أخطأنا فلم نكل الأمر إلى ثورة شعبية تأتي بالإسلام ولكن أوكلناه إلى الجند، ولكن منذ فرعون وجنوده العسكر لا يحبون الشورى بل يحبون الأمر، ولذلك لما تمكنوا في السلطة فتنتهم وارتدوا على عهد الدستور الذي كان ينتقل بالشعب نحو الحرية ونحو الديمقراطية ونحو بسط الحكم الاتحادي، فنحن ما كنا نريد أن نستأثر بالسلطة ونستبد على الناس ونأكل أموالهم فسادا في الحكم أصلا. فنحن نقرأ في القرآن أن الأمة التي أخرجت للناس خير أمة مع موسى عليه السلام لما مكنوا في الأرض التي كرهوا أول مرة دخولها وقالوا لموسى لن ندخلها لأن فيها قوما جبارين، لما مكنوا قال لهم القرآن (لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا)، ثم تعاقبون بقوم أولي بأس شديد ثم ترد لكم الكرة، فإن أفسدتم مرة أخرى ستكون العاقبة قاضية وليتبروا ما علوا تتبيرا، فنحن لم نكن نريد أن تحكم حركة الإسلام باسمها (الجبهة الإسلامية) ولا أن يحكم العسكر ولكن آخرين آثروا ذلك. فأنا أعلم أن هذه الروح العسكرية أفسدت الخلافة الراشدة. وتعلم من تمكنت فيه روح الجندية منذ الجاهلية وتقاليد القيصرية، ولا أذكر الأسماء حتى لا تثور ثائرة مسلمين، فالروح الجاهلية والثقافة الرومانية قضت على تجربة حكم الأمة الراشد في الإسلام ولم تدعه يتطور كما بدأ، فالخلافة الراشدة كانت تنتخب وتحاسب ويساوى بينها وبين سائر المسلمين. هذه أخطأنا فيها وحاسبنا الله عليها بأن أدخلنا السجون، لعل ذلك يكون كفارة لنا في خطأ اجتهادنا إن شاء الله.

فأنا لا أريد لحركة الإسلام أن تصوب إلى رأس دولة فتقتله لأنها فعلت ذلك وما أجدى شيئا، ولا أريد لحركة الإسلام وثورته أن تكون عاقبتها مثل عاقبة الثورة في الجزائر أو في أفغانستان، فلا بأس بالثورة ولكن بعد الثورة لا ترهب الناس ولا تقتلهم وأن تترك الناس كما تركهم الرسول أن تتعايش وأن تتراضى، كل يعمل على شاكلته ونرى لمن تكون عاقبة الدار هنا والدار الآخرة كذلك، وكل مرة نرجع إلى الناس. ولكنهم إذا استغلظ الاضطهاد والكبت لا بأس بالثورة ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، فآيات الجهاد كلها دفاع وآيات القتال كلها دفاعية. ولكنهم كلهم يتحدثون عن آيات السيف وأنها نسخت كل الآيات وإذا هي خروج عن سياقات القرآن. الحديث كذلك اخرج من سياقه (من بدل دينه فاقتلوه)، كأن من بدل دينه وكان كافرا ودخل الإسلام يقتل ولكن آيات القرآن الحمد لله بينته ـ فالحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنا لا أقول اتركوه فهو بيان للقرآن والأوفق أن تقرأ القرآن في سياقه عندئذ ستجد الحديث هو خير بيان.

* هذا يدخلنا في اجتهاد لك أن الردة الفكرية لا توجب القتل، وكما تعلم أن في أفغانستان ارتد مواطن عن الإسلام وحكم عليه ثم ترك بحجة أنه مختل، وامتد أثر القصة حتى نحو العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، حيث آوته دولة مثل إيطاليا؟

ـ آيات القرآن كثيرة جدا من العسير أن نتلوها كلها فالكتابيون نجادلهم بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا منهم، وإننا نؤمن بأنبيائهم ونؤمن بالكتب وان كانت قد بدلت تبديلا، وأن نبرهم إذا لم يبدأونا بقتال وأن نعاملهم سواء وأن نردهم إلى كلمة سواء بيننا وبينهم ونقول لهم نتداعى.

* ذكرت أكثر من مرة أنه يمكنك حل مشكلة دارفور في جلسة واحدة فما سر هذه الجلسة التي تبخل بها على أهل السودان؟

ـ إنني لا املك السلاح الذي نضرب به المقاومة الدارفورية ولا أملك المال العام الذي يحتازه ولاة السلطة، ولكني أتحدث عن الموضوعات وخططنا بوصفنا حزبا، ورقة كاملة باللغة العربية والإنجليزية عن كل مسائل الخلاف في دارفور واختصرها لك:

هنالك نموذج بينهم وبين أهل الجنوب خذ ذات النموذج وطبقه على دارفور، لكنهم لا يرضون لهم ذلك لأنهم من المسلمين وكلهم يتكلمون العربية، عندئذ ستعالج المشاكل كلها.

نيابة الرئاسة وإقليميا ينسق بين الولايات حتى لا يقسمها المركز ويعلو عليها، وحدودهم القديمة التي كانت تعبرها صادرات الإبل بينهم وبين مصر، وخطهم النسبي في مجالس التشريع التي أصبحت كلها مجالس معينة ليس فيها من خير كثير. ولكن إذا اخذوا حظهم خصموا من حق الأغلبية المطلقة التي احتازها واحتكرها الحزب الحاكم والآن يطالب بها شركاؤه من الجنوب، أي نسبة الـ52%.

ما وجدت دستورا في العالم يفعل ذلك. كذلك يريدون حظهم في المال العام زائدا شيئا ما لأنهم ظلموا منذ احتلهم الإنجليز لأنهم كانوا يقفون جهارا مع العثمانيين ضدهم وكذلك مع الألمان ضدهم، وبأثر هذه القضية حرموهم من الطرق ومن التعليم وكل وجوه التنمية، وكذلك الوطنيون ورثة الإنجليز فساروا سيرة الإنجليز وفعلوا بهم ذات الشيء، فيريدون حظا أكثر قليلا من المال العام المخصص للولايات.

اعطوهم ذلك ودعوهم في فترة انتقالية يحكمون أنفسهم حتى الانتخابات التي يتنافس فيها الناس، أحزابا قومية وأحزابا اقليمية، وتحدد من يلي أمر الولاية هنالك ومن يلي أمر السلطة القومية.

هذا كل ما في الأمر، وهو أمر يسير. فاليوم هنالك مليونان من اللاجئين السودانيين، فالسودان كله حكومة وشعبا لا يدفع لهم دينارا واحدا. فالسودانيون أهلهم محجوبون عنهم والدولة مستنكفة عنهم، ترعاهم المنظمات من تلقاء الغرب والأمم المتحدة. والقوى الأفريقية تقيم في المدن فقط، وتترك كل قارة دارفور ساحة للنهب المسلح ليس بين الجنجويد والمقاومين والجيش السوداني، ولكن أصبح النهب المسلح هو نهج الحياة، والناس يموتون كل يوم لجوءا ومرضا، والتعليم توقف إلا قليلا جدا والصحة تتأخر. يحدث كل هذا ونحن نجلس ننظر في أهل الكراسي يتمتعون بكراسيهم ونؤجل المفاوضات جولة بعد جولة أم نعالج المسألة كما عالجناها مع الجنوب، ونستغني بذلك عن الوجود الأجنبي، لكننا نسمع الصراخ والعويل الذي يتحدث عن تدخل القوى الأجنبية، والأفارقة على رؤوسنا أليسوا أجانب؟! وفي قضية الجنوب آلاف على رؤوسنا والشرطة الدولية وكلابها على رؤوسنا حقيقة، وليس مجازا.

* ما رأيكم في أحداث تشاد الأخيرة؟

ـ تشاد دخل عليها جنود، أتراهم نزلوا من السماء أم انبعثوا من الأرض؟ ما هي البلد شرق تشاد؟ هذه بداية، وكيف دخل الرئيس إدريس ديبي نفسه إلى تشاد؟ من كان وراءه ومن دفعه؟ وكيف دخل حاكم تشاد الذي سبق ديبي؟ كلها بداءة لا ينكرها أحد، فالهواتف معلومة والطرق معروفة وكيف ضربوا ومن هم وما هي الوثائق بين أيديهم، فأمر وأمر تشاد بعضهم من بعض وقضية دارفور تجاوزت حتى الإقليم وحتى قارة أفريقيا وأصبحت عالمية ومن الخير أن نسارع لحلها.

yasmeen
04-24-2006, 08:44 AM
جماعات دينية سودانية تدعو للحجر على الترابي

80 شخصية سياسية وفكرية تدافع عنه لدى البشير


الخرطوم: إسماعيل آدم

أصدرت مجموعات دينية سودانية ودعاة، فتوى، بتكفير الدكتور حسن عبد الله الترابي، زعيم المؤتمر الشعبي المعارض، مطالبين بالحجر عليه، اذا رفض العودة عن أفكار اطلقها أخيرا حول «امامة المرأة المسلمة، وزواجها من الكتابي»، وفتاوى أخرى اثارت جدلا واسعا. وقالت «ان الترابي خارج عن اجماع المسلمين». لكن أكثر من 80 شخصية سياسية ومفكرين، رفعوا مذكرة لرئاسة الجمهورية ترفض «محاكمة الفكر وتنامي ظاهرة التكفير»، فى مشهد دفاع عن الترابي.

أما الأخير فقد مضى في مسلسل فتاويه المثيرة للجدل، مشككا فى محاضرة جديدة قدمها بجامعة الخرطوم في حقيقة «عذاب الجسد في القبر»، و«علامات الساعة المعروفة»، مثل ظهور الدجال ودابة الأرض، وقال إن «الساعة تأتي بغتة حسب الآيات القرآنية». كما دافع بقوة عن فتاويه المعلنة أخيرا، ومنها انكاره لعودة «المسيح» الى الأرض، واعتبار شهادة المرأة كشهادة الرجل، بل افضل منه في بعض الأحيان، في تحد واضح لخصومه. وشكك الترابي في المحاضرة التي حضرها الآلاف من الطلاب ورجال الدين مساء أول من أمس، في «الناسخ والمنسوخ في القرآن».

yasmeen
04-24-2006, 08:53 AM
مجموعات دينية سودانية «تكفر الترابي».. ومذكرة للرئيس تطالب بحماية «الفكر»

زعيم المؤتمر الشعبي واصل إفتاءاته وشكك في «عذاب الجسد» في القبر وظهور الدجال

الخرطوم: إسماعيل آدم

أفتت مجموعات دينية ودعاة سودانيون بتكفير الدكتور حسن الترابي، زعيم المؤتمر الشعبي المعارض، مطالبة بالحجر عليه اذا رفض العودة عن افكار اطلقها اخيرا حول «امامة المرأة، وزواجها من الكتابي» واخرى اثارت جدلا واسعا، لكن اكثر من 80 شخصية سياسية ومفكرين رفعوا مذكرة لرئاسة الجمهورية ترفض «محاكمة الفكر وتنامي ظاهرة التكفير»، في مشهد دفاع عن الترابى.
اما الاخير فقد مضى في مسلسل فتاويه المثيرة مشككا في محاضرة جديدة قدمها بجامعة الخرطوم في حقيقة «عذاب الجسد في القبر» و«علامات الساعة المعروفة» مثل ظهور الدجال ودابة الارض، وقال ان «الساعة تأتي بغتة حسب الآيات القرآنية»، كما دافع بقوة عن فتاويه المعلنة اخيرا، في تحد واضح لخصومه.

وشكك الترابي في المحاضرة التي حضرها الالاف من الطلاب وعلماء الدين مساء اول من امس في «الناسخ والمنسوخ في القرآن». ووجه الترابي انتقادات عنيفة لمن اطلق عليهم فقهاء السلف، وقال ان من بينهم «من هو صالح ومن هو طالح»، ونعتهم بانهم حولوا الشورى من صيغتها الالزامية الى «صيغة مطلقة» لا تتيح إلا طاعة الحاكم وولي الامر وانهم عبروا العهد الى الدستور ارضاء للغرب من دون ان ينزلوا الدساتير التي اتوا بها لارض الواقع وانها مجرد «اوراق» لا تنفذ، يحتمي بها السلطان والجبروت. وقال «إن الشيوعيين أفضل لنا من هؤلاء».

وكفرت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان، الترابى، وقالت في بيان وزعته على نطاق واسع في الخرطوم «ان الترابي كافر مرتد يجب ان يتوب عن جميع تلك الاقوال ويعلن توبته على الملء مفصلة ويتبرأ عن كل ما صدر منه امام اهل العلم».

واضاف البيان «ينبغي لولاة الامر ان يستتيبوه فان رفض يجب ان ينفذ فيه حد الشرع حماية لجانب الدين وان يحجروا عليه وعلى كتبه وان يمنع من المقابلات». وطالب الشيخ الامين الحاج رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان الرئيس عمر البشير بتشكيل محكمة خاصة اسوة بالتي شكلها الرئيس السابق جعفر نميري لمحاكمة محمود محمد طه زعيم الفكر الجمهوري، معتبراً ما جاء به الترابي من فتاوى اشد خطورة مما كان يردده محمود محمد طه. وابدى رئيس لجنة الدعوة بالرابطة الشيخ محمد عبد الكريم استعداد الرابطة التام الى مناظره الترابي امام الملء في اي مكان وزمان يختار.

وقال بيان للرابطة الشرعية نسخة منه «ان الترابي ظل منذ الستينات يردد اقوالاً شاذة وافكاراً ضالة يفترى فيها الكذب على الله ورسوله «ص» ودينه تصب كلها في معين واحد هو السعي الى تبديل الدين وتطويعه حتى يساير ما عليه الكفار اليوم ذلك عندما عزل من السلطة التي يهواها فجن جنونه وابدى ما كان يخفيه من قبل تزلفاً للكفار وخطباً لود الاسياد» وفصل البيان اربعة عشر سبباً أوجبت صدور فتوى تكفيره.

وقالت المجموعة في مؤتمر صحافي امس انها بصدد تقديم طعن دستوري في المادة 126 من القانون الجنائي باعتبارها متعارضة مع حرية التفكير ومع اصول القرآن وميثاق حقوق الانسان ودستور البلاد.

واعلنت المجموعة عزمها على التنسيق مع القوى السياسية والمجتمع المدني لاتخاذ موقف جماعي رافض لأي اتجاه لتقديم الدكتور حسن الترابي للمحاكمة بشأن فتاويه الأخيرة. وانبرت مجموعة من القيادات السياسية والاكاديمية والثقافية لتحذر من مغبة محاكمة الترابي على خلفية الفتوى التي اصدرها مجمع الفقه الاسلامي بخروجه عن اجماع المسلمين، ونبهت المجموعة التي تمثل مختلف التيارات والمدارس الفكرية السياسية الى ان دعاوى التكفير تورث المجتمع الفتن في وقت تحتاج البلاد الى اطفاء الحرائق التي تشتعل في اطرافها.

ورفضت المجموعة في مذكرة تعتزم رفعها لرئيس الجمهورية بشدة محاكمة الفكر وادانة الضمائر لافتة الى ما اسمته بمآلاتها الظلامية التي من شأنها الدفع بالبلاد الى الهاوية ومستنقع الفتنة، وطالبت المذكرة الممهورة بتوقيعات ممثلي الاحزاب المختلفة وعدد من قادة المجتمع المدني بالغاء المادة «126» من القانون التي تتحدث عن معاقبة المروجين للردة باعتبارها تتناقض مع حرية الفكر والتعبير وحقوق الانسان، مشيرين الى ان دعاوى التكفير لا تمثل في حقيقتها مرجعية قطعية في الدين ولا ملزمة للدولة أو المجتمع. وذكرت المذكرة ان الدستور الانتقالي ينص على حرية التفكير والتعبير، ودعت رئيس الجمهورية الى العمل من اجل قطع الطريق امام الفتنة مهددة باتخاذ موقف جماعي قوي حال اصرار السلطات على تقديم الترابي للمحاكمة. وقال كمال الجزولي ان سياسيين ومثقفين وصحافيين ومهنيين استشعروا ان موضوع التكفير يمكن ان يهوي بالبلاد الى قاع سحيق فتجمعوا لصياغة وتوقيع مذكرة عاجلة الى رئيس الجمهورية، واضاف: لدينا اعتراضات على فتاوى الترابي، لكن نرفض التكفير وتحريض الجمهور ضده، واكد الجزولي ضرورة معالجة الاختلافات بالفكر، والرأي والرأي الآخر.

واستهل الترابي محاضرته التي القاها في جامعة الخرطوم اول من امس تحت عنوان «التجديد في الفكر الديني» بسرد عن تطور الفكر الديني منذ أبو البشر آدم عليه السلام، وقال ان الله سبحانه وتعالى، «حجب الغيب» عن ادم ووعده بتنزله عليه تباعاً في رسالات سماوية، وقال ان صحف إبراهيم يبقى منها جزء في بعض قيم الهندوسية والبوذية التي يطلق عليها (براهمانزي)، ولدى شعبة من شعاب ذريته، أما الشعبة الأخرى وهم أبناء نبي الله اسماعيل الذين نزل عليهم القرآن وكانوا قبل نزوله يعلمون «بعض الدين» فكانوا يعبدون الملائكة باعتبارهم «بنات الله» ويجسدونهم في أصنامهم كمناة والعزى، وكانوا يستوردون بعض الآلهة.

وقال ان الديانات الكتابية منذ ابراهيم تعاقب بعدها الأنبياء يصدقون من سبقهم ويصوبون الانحرافات ويبشرون بمن يأتي بعدهم، وقال الترابي إن كتاب موسى كان موجهاً لأهله بني اسرائيل ولفرعون لكنهم بعد أن تمكنوا في الأرض ونالوا ما يتمنونه من السلطان، ركبوا شيطان السلطة فافسدوا في الأرض، ثم تعاقب الأنبياء كل يجدد لحين نزول نبي الله عيسي صاحب الكتاب الثاني، الذي جاء بعد أن تحولت شرائع بني اسرائيل لمجرد نصوص بلا روح ليعيد لها الروح وليجدد بعض الشرائع.

ومضى الترابى الى القول ان تدهوراً حدث بفعل الصراعات على السلطات ما جعل الدين المسيحي مادياً حتى جاء الكتاب الخاتم، وقبل مجيئه بسنين كان المسيح قد اختفى وتوفاه الله، مجدداً فتواه السابقة بعدم نزوله مرة اخرى، وقال ساخراً انهم يفسرون مفردة «توفاه الله» القرآنية بـ«رفعه»، وأنه بمجئ الكتاب الخاتم قال الله للناس لا نبي بعد الرسول، وأن التجديد يتولاه الناس حسب التحديات التي تواجههم، والتي تفرض عليهم إخراج ذات القيم بصور جديدة.

وقدم الترابي تفسيرا لأسباب دعوة الغرب لفصل الدين عن الدولة بقوله «أظلمت الأرض وساد الطغيان باسم الدين، ومرت على البشرية عهود مظلمة بسبب سيطرة رجال الدين وتحالفهم مع الاقطاع والملكية، وكان كل منهم يأخذ ـ بياضه ـ الخاص من الناس، ما جعلهم يعتقدون أن مفارقة الدين تعني التطور، وأن التطور مربوط بترك الدين للكنيسة».

وأضاف «في عهد الإحياء نهضت العلوم، ثم جاء المسلمون إلى الغرب في عهد النهضة بعلوم المنطق والكلام والعلوم الإنسانية ونقلها عنهم للغرب فلاسفة غربيون يجيدون العربية، فأخذوا الديمقراطية من فكرة البيعة الإسلامية التي قام الخلفاء الدكتاتوريون بمسخها من فكرة المعارضة إلى الاستسلام». وتهكم الترابي مما سماهم بفقهاء السلف بقوله إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بالجنة، فكيف يبايعون الحاكم بلا ثمن.

وقال إن الديمقراطية في الغرب قامت عن طريق الإصلاح التدريجي تقوم ثورات تحمل قيم الديمقراطية فتفشل في تحويل هذه القيم لواقع فتأكل بنيها، وان الثورة الفرنسية رغم أنها حملت قيم الحرية لكنهم بعد أن قضت على النبلاء توجهت لبنيها. وفي إشارة لما حدث في السودان قال الترابي بطريقته الشهيرة في الهمز «الثورات دائماً تعمل كده ايضا»، لكنه قال ان الإصلاح قاد للديمقراطية الغربية الحديثة، التي عاب عليها تلاشي فكرة الغيب ما حولها لمادية محضة فمات مفهوم الأسرة وتحولت العلاقات بين الغربيين لمجرد علاقات جنسية، وتحولت الكنيسة لديكور وصور، وأصبح القساوسة يمارسون الشذوذ.

ودعا الترابي لتحرير النظم السلطانية اختياراً ثم عاد ليقول «بعض النهضة الأولى أعاد ثقافة الجاهلية للظهور وبدأ التنطع بالدخول في التفاصيل ما جعل الدين يقطع لمنثورات وصار كسيارة مقطعة تجد في بقاياها قطع قماش وبلاستيك وحديد وغيرها، لكنك لا تستطيع الحديث عنها كسيارة، ومن هذه النقطة أرجع تحول التدين لتدين ظاهري، ولبروز مفهوم السلف والسلفية، والحديث عن «السلف الصالحين»، وقال هي اللحظة التي نهضت فيها الصوفية والتي هاجم فيها الإمام الغزالي الشكليين، وبدأت الصوفية في تطهير الناس.

وتحسر الترابي بقوله «لسوء الحظ الصوفية نفسها انتكست وتحولت لأشكال ورقصات وصور لا دين فيها، فصار الدين يتحول لأمر قدريا، وبرزت المذاهب المالكية والقادرية والاشعرية، وهو، طبقا للترابي ما أضعف العلوم الإنسانية والطبيعية لأن الدين توقف عن لعب دوره في الحياة وتحول الحكام لطغاة وصار الفقهاء يدعون لطاعة أمير المسلمين طاعة عمياء، واصفاً خلفاء تلك المرحلة بأنهم «خلفاء تلفاء» لأنهم استمرأوا ما سماه «بفقه حيل الأوانطة».

وحسب الترابي فان مرحلة الصحوة الدينية نشأت وسط الصفوة في الجامعات والشباب وامتدت للقرى والأقاليم، فواجهها الابتلاء من جهتين الابتلاء الخارجي ومن (الناس القدامى) وهو يقصد من يطلق عليهم السلفيين، وقال عنهم «دول الشيوعيين أفضل منهم».

ووجه الترابي انتقادات لاذعة للتجارب التحررية التي نشأت في البلاد الإسلامية، ووصفها بأنها ذات نزوع نحو الدولة (كالشيعة في إيران، وفي أفغانستان) لكنها لم تكن تملك فكراً سياسياً أو فقهاً للحكم ما قادها إلى الضلال. وتهكم من عزلة الصوفية وقال انهم حين رأوا ما حل بالعالم الإسلامي انعزلوا عن الحياة الفاعلة ورفضوا المشاركة وقالوا «هذا من الشيطان»، وحمل عزلة الصوفية وفشل السلفيين مسؤولية إصابة المسلمين بما أصاب بني اسرائيل.

وقال ان الانتكاسات التي يعيشها المسلمون جعلت الناس يبحثون عن نبوءات وأنبياء لملء الفراغ الغيبي في دواخلهم، وكرر تهكمه بقوله «نحن الآن في انتظار المهدي لأن الأرض فيها قوم جبارون». ووصف الترابي أحاديث (المهدي المنتظر) بأنها كتب «ساي» (ساي كلمة عامية سودانية تعني شيئا لا معنى له)، وقال إنهم «ينتظرون المسيح ليقتل كل الخنازير ويكسر الصليب، ينتظرون المهدي والدجال». واضاف «الشيعة ينتظرون الإمام الغائب في وقت أخذ فيه الفقيه السلطة في إيران»، وقال ان من أخذ السلطة في إيران لا يريد هدم عقيدة الشيعة لكنهم يأخذون بأسباب العلم، وقد «تكلمت معهم كلاما خاصا».

وصوب الترابي انتقادات لتقسيم المسلمين لشيعة وسنة وتهم التكفير التي قال انها توزع مجاناً، وقال ان الإيمان بيوم الدين متاح وان الإنسان حر في أن يؤمن أو لا يؤمن، وان الناس اصبحوا مشغولين بيوم الحساب وانهم يتحدثون عن علامات الساعة «الدابة، يأجوج ومأجوج، عذاب القبر» ونسوا أن الله قال ان الساعة لا تأتي إلاّ بغتة. وسخر الترابي من فكرة ان الله يعذب الجسد في القبر بقوله «في الهند هنالك من يحرقون، ومثلهم في أميركا، وهناك من يأكلهم السمك»، الأرواح بعضها تغشي النار وبعضها الجنة وأن الحساب سيكون يوم القيامة.

وأنكر الترابي فكرة الشفاعة وقال إن الشفاعة لله وحده وانتقد الطريقة التي يقرأ بها السلف القرآن وقال إن القرآن صار لا يقرأ وإن الفقه تحول لقال فلان وقال علان، وعاد الترابي للجدال الذي كان قد أداره من زمن حول ما يقال له «حديث الذبابة» ورفض الفقهاء له وقال «قلت لهم مبروك عليكم أكلوا الذباب» في اشارة الى حديث منسوب الى النبي (ص) عن الذباب.

واتهم الترابي السلفيين بأنهم أوقفوا مصدراً من مصادر الفقه «الاجتهاد» وأقفلوا بابه فأوقفوا العقل، وصاروا ضد كل كلام جديد، وحكى قصة أميركية أسلمت وزوجها مازال كتابياً وقال إنه أمرها بالبقاء مع زوجها الكتابي عسى أن تهديه، لكن فقهاء السلف اعتبروه خارجاً حتى وجدوا نصاً عند ابن القيم فأخرجه منهم، ودعا الترابي ليكون الاجتهاد للناس كلهم وليس لأحد وإلى تجديد أصول الدين عن طريق الشورى، ونفى امكانية وجود إجماع بقوله «لا يوجد إجماع ليوم القيامة». ووصف القرآن بأنه متجدد بتجدد علوم الواقع، وإن عدم التجديد في فهم القرآن هو سبب تخلف المسلمين، وأن السلف كانوا يحرمون الفنون ويصفونها بأنها من فعل الشيطان، ويتعوذون من الرياضة ناسين مزامير داوود ودعوة الإسلام للرياضة.

yasmeen
04-24-2006, 08:57 AM
إطلاق سراح أزهري تم سجنه 3 أعوام لإجازته زواج المسلمة من كتابي


الإسكندرية - علي بدر


قررت نيابة الإسكندرية أمس، إيداع محمود صلاح الدين المتهم بالاعتداء على الأقباط في الإسكندرية الجمعة قبل الماضية مستشفى المعمورة للأمراض النفسية، بعد أن أثبتت التقارير الطبية، إصابته بانفصام في الشخصية، فيما أعلنت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن وزارة الداخلية أفرجت الأسبوع الماضي عن الباحث الأزهري متولي إبراهيم بعد نحو ثلاث سنوات من اعتقاله بسبب آرائه الفقهية حيث ظل معتقلاً بموجب قانون الطوارئ بسبب معتقداته الدينية التي سجلها في أبحاثه في علوم القرآن والفقه.

وسبق للسلطات المصرية القبض على متولي الحاصل على درجتي الليسانس في اللغة العربية والشريعة من جامعة الأزهر عام 2003 وتم إحالته إلى نيابة أمن الدولة العليا وجرى التحقيق معه بشأن آرائه حول حكم الردة في الإسلام وجواز زواج المسلمة من الكتابي، وتم اعتقاله على الرغم من صدور قرار من النيابة بإخلاء سبيله.

عبدالحليم
04-24-2006, 08:20 PM
كلام الترابي مثير للانتباه بالفعل .. والرجل لديه اسلوب في الكلام والخطابة ملفت

في النظر ..