المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (أمّ علي) تُنعِشُ الاحساء بِرائِحَةِ البَخُور..



فاتن
04-08-2006, 11:20 AM
تطمح بطرق حديثة لتسويق منتجاتها

الاحساء: اعتدال الذكر الله

يختلف البخور الأحسائي عن غيره من أنواع العطور في صنعته وجاذبيته وأصالته، والعطور ليست وقفاً على المرأة وحدها، فالرجال لهم عطورهم أيضا، ويقبلون عليها لأنها نابعة من تراثهم، لكن المرأة الأحسائية تتمتع بذوق خاص في استخدام العطور والبخور، ومن بينها دهن العود ـ وهو أشهرها ـ والصندل، الزعفران، العنبر، والمسك، والحنة، وهب النسيم، والياسمين وعطر النديم وغيرها.

وتستخدم النسـاء نوعـاً من البخـور اسـمه (الدخون) ومعظم النساء يتفنن في صناعة هذا النوع ويعرفن جيداً مكوناتها ونسب كل منها، فالدخون تصنعه النساء من عجينة مكونة من سجا العود والمسك والعنبر، وقد يضاف إليها دهن الورد، تخلط معاً وتعجن، وتشكل على شكل أقراص مستديرة، وتستخدم بعد أن تجف، وتوضع في الخوص وتعلق عليها الثياب لتظل الرائحة عالقة بها دائماً حتى بعد غسلها· كما تحرص النساء أيضا على حرق بخور العود كل مسـاء، حتى أصبحت الرائحة الذكية شيئاً مميزا للبيت الأحسائي، ومظهراً من مظاهر الترحيب بالضيوف.

الحاجة أم علي بو حمد (مدينة بنت عبد الله بو حمد) ذات العقد الخامس من نساء قرية الفضول (القرى الشرقية في الأحساء) اشتهرت بفنها في صناعة البخور والعطور الأحسائية، وامتهنت الصنعة لتتكسب منها في تربية أيتامها وتقضية أوقات فراغها بما يعود عليها بالنفع بعد أن تعلمت طريقة صنعه من جاراتها في القرية اللاتي أشرن عليها بها كي يساعدها مردوده المادي في تلبية احتياجات البيت والأولاد فحاولت وتعلمت وتفننت في ذلك وبدأت تشارك في المهرجانات التراثية والاحتفالات الشعبية، وفي فعاليات برنامج الأسر المنتجة حتى عرف بخورها بالجودة والأصالة بعد أن سوقن له بعض نساء القرية والقرى المجاورة.

وتقول «أشارت علي بعض نسوة القرية التي أسكنها بضرورة تعلم صناعة البخور والعطور، التي يجد إقبالا كبيرا في مناسبات الأعياد والأعراس والاحتفالات، فحاولت ولم افلح، وأعدت التجربة مرات حتى تعلمت بفضل من الله ومع التكرار والمران والحاجة استطعت أن أتقنها وأتفنن في صناعة أشكال البخور».

تتعدد أشكال البخور الذي تصنعه أم علي بين المعمول والأقراص المستديرة وما يسمى بالسحات أو النثر، وكل نوع له سعره الخاص حسب النوعية وحسب الكمية حيث تتراوح الأسعار بين 12 و100 ريال.

وتبدأ صانعة البخور مهمتها ما بين أوقات الفراغ، أو في أوقات الحاجة المادية. تقصد أم علي مطبخها في منزلها المتواضع وتضع الآنية على الفرن وتخلط السكر بعد إذابته وإلى أن يصبح معقودا خلال فترة من الزمن وتضيف عليه المسك الأبيض والمسك الأسود وبعض من العطور والصندل والعود وتخلطه وتحركه على نارٍ هادئة إلى أن يصبح جاهزا متماسكا لأن ينشر في صحن معدني كبير ليجف وبعضه يعمل على شكل كرات صغيرة يسمى بالمعمول.

وتناشد الحاجة مدينة البوحمد مسؤولي الغرفة التجارية وأصحاب مصانع العطور والبخور بمساندتها ونسوة قريتها (الفضول) لتوزيع انتاجهن المتميز على نطاق اوسع.

وتؤكد أم علي على أن استخدامات البخور تتعدد وتنوع فالبعض يستخدمه في المراسيم الدينية والاحتفالات والشؤون الشخصية وكنوع من التكريم للشخصيات، والبعض يستخدم البخور كهدايا ثمينة للأصدقاء وكبار المسؤولين حيث يتخلل دخانه الاستقبالات الرسمية.

وتقول أم علي «لا يوجد منزل في الإحساء وبالذات في القرى والأرياف إلا وتجدون فيه علبة بخور، فالرجال والنساء على السواء هناك يعشقون البخور ويتباهون به، فهو بالإضافة إلى كونه مادة طيبة الرائحة فهو أيضا مادة تعددت استخداماتها حيث لم يعد يحرق على النار بهدف تعطير المنزل أو الغرفة، بل إن المرأة هنا تستخدمه لتعطير شعرها وجسمها بل وملابسها بدلا من العطورات المختلفة».

وتواصل «لا أبالغ إذا أخبرتك بأن المرأة الأحسائية أو القروية بدرجة خاصة استبدلت البخور عن العطورات الباريسية والمستوردة نظرا لجودة البخور ورائحته المميزة وسعره المناسب».

وترى أنه لا يمكن لأي شخص أن يكون صانع بخور جيدا، لأن زيادة المقاييس أو نقصانها يمكن أن تتسبب في تأثيرات جانبية سواء على الجلد أو البشرة أو الشعر، وقد تؤدي أنواع معينة إلى ترهل الجسم بدلا من أن تعمل على شده، خاصة تلك الأنواع التي تستخدم للجسم والتطيب.