فاتن
04-08-2006, 11:00 AM
http://www.asharqalawsat.com/2006/04/05/images/travel.356559.jpg
كراكوف (بولندا): بدر الدين الصائغ
اذا جاء احدنا الى بريطانيا ولم يزر العاصمة لندن فستكون الزيارة حتما ناقصة وغير مكتملة، بل لا معنى لها، نظرا لاهمية لندن الطاغية على المملكة المتحدة كلها، الشيء نفسه ينطبق على دول ومدن اخرى مصر والقاهرة والهند ودلهي وغيرها، والامر لن يختلف حين يتعلق ببولندا ومدينة كراكوف، قلبها النابض، حتى وان لم تكن هي عاصمتها، فليس من الضروري أن تكون العاصمة هي العصب الرئيسي للسياحة كما هي الحال في استراليا بحيث يعتقد البعض بأن سيدني هي العاصمة في حين ان كانبيرا هي العاصمة للبلاد ولكن شهرة سيدني الواسعة ومعالمها السياحية الجميلة جذبت السياح اليها من كل حدب وصوب.
اول ما يتبادر الى ذهن الزائر لمدينة كراكوف هو طابعها التاريخي الذي يطغى على كل ركن من اركانها. فينتابه احساس بأن عجلة الزمن قد أعادته الى القرن الخامس عشر او السادس عشر. فمتى ما وقع النظر على مبنى من مبانيها او كنسية من كنائسها فإن القلب يؤسر بجمالها الخلاب وتفاصيلها الدقيقة وعظمة تصميمها.
وما يزيد من اثارة كل ذلك الاطلاع على الاحداث التي ارتبطت بتلك البنايات والشخصيات التي ارتادتها او عاشت بها.
ذلك ما يجعل المدينة وجهة كل عاشق للتاريخ ومتذوق للفنون المعمارية. ويترجم ذلك بلغة الارقام الى مليوني سائح يؤمونها سنويا. وهذا ما دفع منظمة اليونيسكو الى وضع المدينة القديمة لكراكوف على لائحة التراث الثقافي العالمي.
طيبة سكان المدينة تزيدها رونقا، فمن المعلوم ان الشعب البولندي من اكثر شعوب اوروبا ودا وطيبة وتواضعا وهو ما يجعله لا يختلف عن اي مجتمع عربي او شرقي.
فما ان يعرف احدهم أنك سائح من دولة اخرى حتى يبدي لك كل الحفاوة والترحاب ويقدم أي شكل من اشكال المساعدة لك حتى وان اضطره ذلك إلى تغيير وجهته او تعطيل عمله. وكم من مرة تجد نفسك برفقة دليل سياحي مجاني بمجرد السؤال عن وجهة مكان معين.
معالم وآثار : وبخصوص الاماكن التي ينصح بزيارتها في المدينة فهي عديدة ومختلفة تغني السائح عن زيارة اي مدينة اخرى في البلاد. بل ان اسبوعا واحدا يكاد لا يكفي لزيارة كل ما يجب زيارته والاستمتاع بما يمكن ان تقدمه المدينة.
ساحة (رينيك) وهي من بين اكبر الساحات في اوروبا تضم بعضا من اهم تلك الاماكن وهي تتوسط قلب المدينة القديمة المحاطة بحزام اخضر يدعى حدائق (بلانتي) التي كانت تحيط اسوار المدينة الحصينة في الماضي.
فاذا ما ولج الزائر ساحة (رينيك) من شارع (فلوريانسكا) فانه يجد نفسه امام كاثدرائية العذراء مريم ذات الصومعتين الشامختين والمختلفتين عن بعضهما شكلا. هذه الكاثدرائية التي بنيت في القرن 13 تعتبر تحفة في الفن المعماري القوطي علاوة على كونها تضم تشكيلة من اندر اللوحات الفنية. وعند التوجه الى الساحة من شارع (شيفسكا) فان اول ما يقابلك هو تحفة معمارية اخرى هي رواق الاثواب او ما يطلق عليه (سوكيينينتسا) اقدم رواق تجاري في اوروبا حيث ان التجارة رائجة داخل اسواره منذ 700 سنة دون انقطاع، باستثناء فترة قصيرة هددت فيها النيران بتدميره لكن سرعان ما رمم وفتح مرة جيدة عام 1555 ليصبح اكثر رونقا.
اضافة الى تلك البنايات القديمة تعج الساحة الشهيرة بأرقى المطاعم والمقاهي وعربات بيع الحلوى والبوظة وايضا التحف الفنية والتذكارات الجميلة. معظم السياح الذين يتوجهون الى هذه الساحة يفضلون الجلوس على احدى طاولات المطاعم المنتشرة فيها لتناول وجبة الغداء او العشاء او لاحتساء كوب من الشاي والتمتع بتلك اللوحة الفنية التي تحيط بهم من كل جانب وهم يستنشقون عبق التاريخ. من بين الاماكن الاخرى التي ينصح بزيارتها قلعة (فافل) التي لا تبعد كثيرا عن ساحة رينيك عبر شارع (جرودسكا). في هذه القلعة التي تعتبر اشهر مكان في كراكوف دون منازع عاش فيها ملوك بولندا منذ القرن الحادي عشر، ليس ذلك فحسب بل انهم كانوا يتوجون ويدفنون بالكاثيدرائية المجودة بداخلها. ولم يكن ذلك المكان حكرا على الملوك بل ان عددا من اشهر الزعماء والابطال التاريخيين والقديسين والشعراء دفنوا هناك تكريما لهم لما قدموه لبلادهم.
وبالاضافة الى كون قلعة (فافل) تحمل دلالات تاريخية ودينية ووطنية فانها تكاد تكون متحفا فنيا قائما بذاته لما تضمه من لوحات شهيرة وكنوز وجواهر وسيوف واسلحة نادرة من ممتلكات العوائل الملكية.
معتقل أوشفتز النازي: ولا يكتمل الحديث عن مدينة كراكوف دون الحديث عن معتقل (اوشفتز) الشهير على بعد كيلومترات قليلة منها. ففي هذا المعتقل الذي اقامته حكومة ادولف هيتلر خلال الحرب العالمية الثانية قضى مئات الالاف من الاسرى نحبهم على يد القوات النازية التي كانت تشن حرب تصفية عرقية استهدفت البولنديين من مختلف الاديان والطبقات الاجتماعية والمناطق الجغرافية.
كما ان مئات الالاف من الاسرى من الدول المجاورة لبولندا نقلوا الى معسكر الاعتقال هذا حيث قتل اكثرهم.
معتقل اوشفيتسز يعتبر تجسيدا حيا لابشع صور الحرب العالمية الثانية حيث تجد غرف الغاز وقاعات الاعدام بل وحتى قاعات حرق جثث المعدومين من المعتقلين على حالها منذ ذلك الوقت.
كما ان جدران المعتقل تحمل لائحات تفسيرية لما كان يقع في كل زاوية من زوايا المعتقل. الزيارة مجانية، لكن يستحسن الاستعانة بدليل نظرا لكبر مساحة المعتقل وتشعب طرقاته ومداخله ومخارجه وذلك بهدف الاستفادة من الوقت ومن المعلومات.
اذن، في النهاية يمكن القول إن زيارة مدينة كراكوف... قلب بولندا النابض تعتبر رحلة سياحية وثقافية ينصح بالقيام بها، بل وتجربة عمر لا تنسى معطرة بعبق التاريخ ومزخرفة بتصاميم متقنة ومزينة بطبيعة خلابة وايضا... بالعيون الزرق.
أرقام وحقائق: كراكوف هي ثالث اكبر مدينة في بولندا تقع في جنوب البلاد ويقطنها ما يزيد عن 800 الف شخص. هذا العدد يصل الى مليون ونصف المليون اذا ما اخذنا بالاعتبار ضواحي المدينة واطرافها. يخترقها في الوسط واحد من اهم انهار البلاد وهو نهر (فيستولا). فعلى مر العصور كانت هذه المدينة الجنوبية مركزا للحضارة في بولندا دون منازع على الرغم من ان اول اشارة تاريخية مدونة لها كانت متأخرة شيئا ما. وكان ذلك في عام 965 على يد تاجر يهودي من مدينة قرطبة الاندلسية زارها ودوّن ملاحظاته عليها. كراكوف اصبحت عاصمة لمملكة بولندا بعد ذلك بحوالي 70 سنة لتخرب عن بكرة ابيها بسبب الغزو المغولي في القرن الثالث عشر. ولعل ذلك يعتبر مفاجأة للكثيرين الذين يعتقدون ان المغول لم تطأ اقدامهم القارة الاوروبية.
عهد كراكوف الذهبي كان في القرن 15 حيث اصبحت اهم مدينة في مملكة تمتد من البحر الاسود الى البحر البلطيقي لكن سرعان ما سُرقت بعض الاضواء منها باتجاه وارسو التي اصبحت العاصمة الادارية دون ان تستطيع منافسة كراكوف ثقافيا وحضاريا ودينيا.
ذلك لم يكن خاتمة احزان كراكوف فقد تحالفت دول الجوار على بولندا لتقتسمها بينها ويكون نصيب المدينة ان تضم الى امبراطورية النمسا وهنغاريا في منتصف القرن التاسع عشر.
القرن العشرون جلب على المدينة والبلاد المزيد من الويلات حيث ان الاحتلال النازي والسوفياتي كان لها بالمرصاد. لكن ولحسن الحظ فان يد الدمار لم تطل مبانيها التاريخية على عكس وارسو التي دمر حوالي 90% منها خلال الحرب العالمية الثانية.
كراكوف (بولندا): بدر الدين الصائغ
اذا جاء احدنا الى بريطانيا ولم يزر العاصمة لندن فستكون الزيارة حتما ناقصة وغير مكتملة، بل لا معنى لها، نظرا لاهمية لندن الطاغية على المملكة المتحدة كلها، الشيء نفسه ينطبق على دول ومدن اخرى مصر والقاهرة والهند ودلهي وغيرها، والامر لن يختلف حين يتعلق ببولندا ومدينة كراكوف، قلبها النابض، حتى وان لم تكن هي عاصمتها، فليس من الضروري أن تكون العاصمة هي العصب الرئيسي للسياحة كما هي الحال في استراليا بحيث يعتقد البعض بأن سيدني هي العاصمة في حين ان كانبيرا هي العاصمة للبلاد ولكن شهرة سيدني الواسعة ومعالمها السياحية الجميلة جذبت السياح اليها من كل حدب وصوب.
اول ما يتبادر الى ذهن الزائر لمدينة كراكوف هو طابعها التاريخي الذي يطغى على كل ركن من اركانها. فينتابه احساس بأن عجلة الزمن قد أعادته الى القرن الخامس عشر او السادس عشر. فمتى ما وقع النظر على مبنى من مبانيها او كنسية من كنائسها فإن القلب يؤسر بجمالها الخلاب وتفاصيلها الدقيقة وعظمة تصميمها.
وما يزيد من اثارة كل ذلك الاطلاع على الاحداث التي ارتبطت بتلك البنايات والشخصيات التي ارتادتها او عاشت بها.
ذلك ما يجعل المدينة وجهة كل عاشق للتاريخ ومتذوق للفنون المعمارية. ويترجم ذلك بلغة الارقام الى مليوني سائح يؤمونها سنويا. وهذا ما دفع منظمة اليونيسكو الى وضع المدينة القديمة لكراكوف على لائحة التراث الثقافي العالمي.
طيبة سكان المدينة تزيدها رونقا، فمن المعلوم ان الشعب البولندي من اكثر شعوب اوروبا ودا وطيبة وتواضعا وهو ما يجعله لا يختلف عن اي مجتمع عربي او شرقي.
فما ان يعرف احدهم أنك سائح من دولة اخرى حتى يبدي لك كل الحفاوة والترحاب ويقدم أي شكل من اشكال المساعدة لك حتى وان اضطره ذلك إلى تغيير وجهته او تعطيل عمله. وكم من مرة تجد نفسك برفقة دليل سياحي مجاني بمجرد السؤال عن وجهة مكان معين.
معالم وآثار : وبخصوص الاماكن التي ينصح بزيارتها في المدينة فهي عديدة ومختلفة تغني السائح عن زيارة اي مدينة اخرى في البلاد. بل ان اسبوعا واحدا يكاد لا يكفي لزيارة كل ما يجب زيارته والاستمتاع بما يمكن ان تقدمه المدينة.
ساحة (رينيك) وهي من بين اكبر الساحات في اوروبا تضم بعضا من اهم تلك الاماكن وهي تتوسط قلب المدينة القديمة المحاطة بحزام اخضر يدعى حدائق (بلانتي) التي كانت تحيط اسوار المدينة الحصينة في الماضي.
فاذا ما ولج الزائر ساحة (رينيك) من شارع (فلوريانسكا) فانه يجد نفسه امام كاثدرائية العذراء مريم ذات الصومعتين الشامختين والمختلفتين عن بعضهما شكلا. هذه الكاثدرائية التي بنيت في القرن 13 تعتبر تحفة في الفن المعماري القوطي علاوة على كونها تضم تشكيلة من اندر اللوحات الفنية. وعند التوجه الى الساحة من شارع (شيفسكا) فان اول ما يقابلك هو تحفة معمارية اخرى هي رواق الاثواب او ما يطلق عليه (سوكيينينتسا) اقدم رواق تجاري في اوروبا حيث ان التجارة رائجة داخل اسواره منذ 700 سنة دون انقطاع، باستثناء فترة قصيرة هددت فيها النيران بتدميره لكن سرعان ما رمم وفتح مرة جيدة عام 1555 ليصبح اكثر رونقا.
اضافة الى تلك البنايات القديمة تعج الساحة الشهيرة بأرقى المطاعم والمقاهي وعربات بيع الحلوى والبوظة وايضا التحف الفنية والتذكارات الجميلة. معظم السياح الذين يتوجهون الى هذه الساحة يفضلون الجلوس على احدى طاولات المطاعم المنتشرة فيها لتناول وجبة الغداء او العشاء او لاحتساء كوب من الشاي والتمتع بتلك اللوحة الفنية التي تحيط بهم من كل جانب وهم يستنشقون عبق التاريخ. من بين الاماكن الاخرى التي ينصح بزيارتها قلعة (فافل) التي لا تبعد كثيرا عن ساحة رينيك عبر شارع (جرودسكا). في هذه القلعة التي تعتبر اشهر مكان في كراكوف دون منازع عاش فيها ملوك بولندا منذ القرن الحادي عشر، ليس ذلك فحسب بل انهم كانوا يتوجون ويدفنون بالكاثيدرائية المجودة بداخلها. ولم يكن ذلك المكان حكرا على الملوك بل ان عددا من اشهر الزعماء والابطال التاريخيين والقديسين والشعراء دفنوا هناك تكريما لهم لما قدموه لبلادهم.
وبالاضافة الى كون قلعة (فافل) تحمل دلالات تاريخية ودينية ووطنية فانها تكاد تكون متحفا فنيا قائما بذاته لما تضمه من لوحات شهيرة وكنوز وجواهر وسيوف واسلحة نادرة من ممتلكات العوائل الملكية.
معتقل أوشفتز النازي: ولا يكتمل الحديث عن مدينة كراكوف دون الحديث عن معتقل (اوشفتز) الشهير على بعد كيلومترات قليلة منها. ففي هذا المعتقل الذي اقامته حكومة ادولف هيتلر خلال الحرب العالمية الثانية قضى مئات الالاف من الاسرى نحبهم على يد القوات النازية التي كانت تشن حرب تصفية عرقية استهدفت البولنديين من مختلف الاديان والطبقات الاجتماعية والمناطق الجغرافية.
كما ان مئات الالاف من الاسرى من الدول المجاورة لبولندا نقلوا الى معسكر الاعتقال هذا حيث قتل اكثرهم.
معتقل اوشفيتسز يعتبر تجسيدا حيا لابشع صور الحرب العالمية الثانية حيث تجد غرف الغاز وقاعات الاعدام بل وحتى قاعات حرق جثث المعدومين من المعتقلين على حالها منذ ذلك الوقت.
كما ان جدران المعتقل تحمل لائحات تفسيرية لما كان يقع في كل زاوية من زوايا المعتقل. الزيارة مجانية، لكن يستحسن الاستعانة بدليل نظرا لكبر مساحة المعتقل وتشعب طرقاته ومداخله ومخارجه وذلك بهدف الاستفادة من الوقت ومن المعلومات.
اذن، في النهاية يمكن القول إن زيارة مدينة كراكوف... قلب بولندا النابض تعتبر رحلة سياحية وثقافية ينصح بالقيام بها، بل وتجربة عمر لا تنسى معطرة بعبق التاريخ ومزخرفة بتصاميم متقنة ومزينة بطبيعة خلابة وايضا... بالعيون الزرق.
أرقام وحقائق: كراكوف هي ثالث اكبر مدينة في بولندا تقع في جنوب البلاد ويقطنها ما يزيد عن 800 الف شخص. هذا العدد يصل الى مليون ونصف المليون اذا ما اخذنا بالاعتبار ضواحي المدينة واطرافها. يخترقها في الوسط واحد من اهم انهار البلاد وهو نهر (فيستولا). فعلى مر العصور كانت هذه المدينة الجنوبية مركزا للحضارة في بولندا دون منازع على الرغم من ان اول اشارة تاريخية مدونة لها كانت متأخرة شيئا ما. وكان ذلك في عام 965 على يد تاجر يهودي من مدينة قرطبة الاندلسية زارها ودوّن ملاحظاته عليها. كراكوف اصبحت عاصمة لمملكة بولندا بعد ذلك بحوالي 70 سنة لتخرب عن بكرة ابيها بسبب الغزو المغولي في القرن الثالث عشر. ولعل ذلك يعتبر مفاجأة للكثيرين الذين يعتقدون ان المغول لم تطأ اقدامهم القارة الاوروبية.
عهد كراكوف الذهبي كان في القرن 15 حيث اصبحت اهم مدينة في مملكة تمتد من البحر الاسود الى البحر البلطيقي لكن سرعان ما سُرقت بعض الاضواء منها باتجاه وارسو التي اصبحت العاصمة الادارية دون ان تستطيع منافسة كراكوف ثقافيا وحضاريا ودينيا.
ذلك لم يكن خاتمة احزان كراكوف فقد تحالفت دول الجوار على بولندا لتقتسمها بينها ويكون نصيب المدينة ان تضم الى امبراطورية النمسا وهنغاريا في منتصف القرن التاسع عشر.
القرن العشرون جلب على المدينة والبلاد المزيد من الويلات حيث ان الاحتلال النازي والسوفياتي كان لها بالمرصاد. لكن ولحسن الحظ فان يد الدمار لم تطل مبانيها التاريخية على عكس وارسو التي دمر حوالي 90% منها خلال الحرب العالمية الثانية.