المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جامعة «ييل» الأميركية تنشئ مكتبة عربية إلكترونية



زوربا
04-07-2006, 07:43 AM
اختارت جامعة سورية أول شريك لها من المنطقة في المشروع

واشنطن: «الشرق الأوسط»


يعكف القائمون على مكتبة جامعة «ييل» الأميركية، الموجودة في مدينة نيوهيفن بولاية كونيتيكت، على تسجيل صحف ومجلات شرق أوسطية من مكتبات في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط ويحولون النصوص المكتوبة باللغة العربية إلى وسائط تخزين رقمية، في مشروع يرمي إلى استحداث مكتبة افتراضية خاصة بثقافة منطقة الشرق الأوسط.

ونقلت نشرة واشنطن، التي تصدرها الخارجية الأميركية، عن مديرة المشروع آن أوكيرسون قولها: إن التطورات التكنولوجية التي حدثت خلال السنوات الخمس عشرة الماضية غيّرت الطريقة التي يتم بها نشر وجمع وتداول المعلومات. وأضافت أنه رغم أن العديد من المكتبات الغربية عملت منذ عقد من الزمن على جعل المجموعات المتوفرة لديها في متناول الجميع على الإنترنت، فان الشرق الأوسط لا يزال في بداية المشوار في هذه العملية.

ورغم إدراكها أن الحواجز التكنولوجية والسياسية حالت دون استفادة المكتبات في الشرق الأوسط من الإنترنت بشكل كامل، فقد هبت أوكيرسون وزملاؤها في جامعة ييل للدفع بالعملية قدما، وذلك عن طريق استخدام المنح المقدمة من وزارة التعليم الأميركية للشروع في وضع المصادر المتوفرة باللغة العربية على الإنترنت، بحيث تكون في متناول الباحثين حول العالم.

وتعتقد أوكيرسون أن جامعة ييل كانت المرشح الأوفر حظاً للقيام بهذا المشروع، لأن لديها أقدم برنامج في الولايات المتحدة خاص بدراسة اللغة العربية وآدابها. وقد دأب هذا البرنامج على جمع النصوص العربية والشرق أوسطية لمدة تزيد عن 150 عاما. ولدى جامعة ييل أكثر من 150 ألف كتاب و900 عنوان كتاب مكتوب بلغات الشرق الأوسط.

وفي المرحلة الأولى لمشروع المكتبة الإلكترونية، وهو برنامج أطلق عليه اسم «الدخول إلى شبكة الإنترنت للحصول على المعلومات الموحدة والمعززة عن المسلسلات»، استحدثت جامعة ييل قائمة بـ14 ألف صحيفة ومجلة من الشرق الأوسط، موجودة في عشرين مكتبة من أريزونا إلى سورية. وتتضمن هذه الصحف والمجلات، مطبوعات علمية باللغات العربية والتركية والفارسية والفرنسية والإنجليزية وسواها من اللغات ذات العلاقة بالمنطقة.

وتسمي أوكيرسون هذه المرحلة «المكعب». وتقول «إن المكعب في ترتيب المكتبات هو دائما عبارة عن معلومة أساسية حول المعلومات. والمصطلح المناسب الذي يستخدمه الجميع الآن هو البيانات المجمعة».

ويسعى القائمون على المشروع إلى تضمين مزيد من المكتبات الموجودة في منطقة الشرق الاوسط في قاعدة البيانات، غير أن أوكيرسون تقول إن هذا الأمر بالغ الصعوبة، نظرا لعدم توفر التشغيل التلقائي في أغلب مكتبات المنطقة. وتعتزم جامعة «ييل» استخدام هذا الدليل كأساس لتقديم محتوى محسن على الإنترنت. وقد بدأت هذه المرحلة من المشروع باستحداث المكتبة الإلكترونية العربية والشرق أوسطية التي تعرف اختصارا بـ«أميل». ويعمل مشروع «أميل» على تشييد بنية تحتية خاصة بتخزين وتبادل المحتوى الرقمي المبرمج بين المكتبات المشاركة وإنتاج نسخ رقمية من النصوص المكتوبة باللغة العربية، بحيث يمكن البحث فيها بالكامل عن أي محتوى.

وتقول أوكيرسون إن برمجة النصوص العربية تتطلب عناية خاصة، لأن البرمجيّات الخاصة بالتعرف الضوئي على الحروف تواجه مشقة في التعرف على النص العربي المطبوع وفهمه بشكل دقيق. وأكدت أن العملية تتطلب تمرسا على الجودة. ويريد القائمون على المشروع أن يتطور «أميل» إلى نظام كامل التشغيل للإعارات بين المكتبات. وقد تم اختيار جامعة «تشرين» في اللاذقية بسورية لتكون أول شريك في المنطقة لنظام الإعارات بين المكتبات. ويزود القائمون على المشروع العاملين في مكتبة «تشرين» بالأجهزة والمعدات والتدريب لمساعدتهم في برمجة جزء من مجموعات المؤلفات الموجودة لديهم وجعلها متاحة للمؤسسات المشاركة الأخرى بواسطة بروتوكول تبادل الوثائق. وترجو أوكيرسون أن يتمكنوا من تطوير 5 إلى 10 شركاء آخرين في المنطقة لنظام الإعارات بين المكتبات بموجب التمويل الحالي للمشروع.