جمال
04-05-2006, 04:44 PM
أصحاب المخابز ينظمون أمنهم إثر مقتل 27 من عمالهم منذ تفجير سامراء
بغداد: «الشرق الأوسط»
امام تزايد الهجمات عليهم وعلى محالهم، يحاول اصحاب المخابز في بعض أحياء بغداد، حماية اعمالهم عبر تنظيم أمنهم الخاص. ويأتي هذه التحرك اثر مقتل 27 شخصا يعملون في هذا القطاع في منطقة واحدة خلال شهرين. لكن الاميركيين يمنعون حمل الاسلحة، الامر الذي يحشر العاملين في هذا القطاع بين مطرقة «الارهابيين» وسندان النظام. واختصر محمد مطلك، 85 عاما، وهو صاحب «مخبز الهادي» في منطقة حي العامل المختلط، الاوضاع قائلا «نتعرض للتهديد من قبل ارهابيين ولم توفر لنا الدولة حماية كافية، فشكلنا مجموعة من عمالنا لحماية انفسنا كوننا اناسا عزل ونعمل على توفير الخبز للشعب». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الحراسة تنظم ليلا ونهارا وبالتناوب، لكن المشكلة ان الاميركيين منعونا وهددونا بالاعتقال اذا شاهدونا نحمل السلاح. وهذا ما يشجع الارهاب». وأكمل متسائلا «نقوم بخدمة انسانية للمواطن. فلماذا هذه الاعمال الجبانة؟ اولادي الاثنان يعملان في المخبز اضافة الى اربعة عمال»».
وقال مطلك «كان كل شيء متوفرا في السابق من نفط وطحين ولا نحتاج الى حماية، لكن الاوضاع تبدلت الآن، فلا وزارة التجارة توفر الطحين ولا وزارة النفط توفر المازوت ولا الشرطة توفر لنا الأمن».
ويرفع حسين البصراوي، وهو صاحب مخبز في منطقة السيدية السنية المضطربة (جنوب) والمتحدر من البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، لافتة على واجهة محله كتب عليها «خبز طيب مثل طيبة أهلنا في البصرة». وقال بغضب «كان البعثيون يبعدوننا عن بغداد قائلين: انتم نازحون. وازدادت هذه الشدة بعد احداث انتفاضة عام 1991 (...) اما اليوم فيقتلوننا ويتهموننا بأننا من الروافض (تعبير تستخدمه جهات اصولية سنية لوصف الشيعة)». يذكر ان النظام السابق كان يسمح فقط للمقيمين في بغداد وفقا لإحصاء العام 1959 بالبقاء والتملك فيها.
وقتل في السيدية وحدها 27 من العاملين في المخابز بعد تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري، في سامراء في 22 فبراير (شباط) الماضي، كما تم اغلاق 14 مخبزا بسبب التهديدات. ويضيف البصراوي «قبل ايام جاءنا شاب على دراجة هوائية قائلا ان الاشخاص داخل السيارة المتوقفة يبلغونك بوجوب غلق المحل خلال ثلاثة ايام وإلا سوف تقتل. فهرب كل من كان في المخبز خوفا بعد ان بدأت اصيح بأعلى صوتي: هؤلاء قتلة يريدون قتلنا». وقال بأسف «فقدنا الجرأة والشجاعة والتعاون بيننا». وتابع ان «اربعة من اصدقائي يعملون بمخبز في السيدية قتلوا قبل اسبوع عندما هاجمهم مسلحون هددوهم قبل ذلك بيومين لترك عملهم والعودة الى الجنوب. ولم يكتفوا بذلك بل وضعوا عبوة ناسفة انفجرت لدى وصول الشرطة الى المكان». يشار الى ان تقارير الشرطة تذكر بين حين وآخر مقتل عدد من العاملين في المخابز في مناطق متفرقة من بغداد.
وأضاف البصراوي «نحن لا نتعاطى السياسية، نحن خبازون نعمل ليأكل الآخرون، فلماذا يقتلوننا؟ ولماذا اخوتنا اهل السنة الذين نعمل في مناطقهم لكي نصنع لهم الخبز لا يتولون حمايتنا»؟
من جهته، قال راسم الكناني، الخباز في منطقة حي العامل (جنوب)، ان «المهنة تتكون من خباز وعجان وقاطع العجين وعامل البيع، اما الآن فقد اضفنا عاملا آخر هو الحارس الذي يراقب المخبز من الخارج حاملا البندقية خشية اعتداءات محتملة». وأضاف «نقيم بعض الحواجز أحيانا»، مؤكدا «وجود ستة مخابز في شارع واحد نسقت جهودها للحماية».
وتابع الكناني قائلا «قبل يومين، قتل احد المسلحين بائعا في مخبز مجاور، لكن الحرس في المكان اعتقلوه وسلموه الى الشرطة العراقية». وقال ان «مهارة الخباز لا يمكن ان تتوفر في أي كان ومن الصعب خسارته (...)، هناك خبازون ماهرون تتوقف عليهم سمعة المخبز ونوعية الخبز». واضاف ان «اهل الجنوب مهرة في هذا المجال، وكثيرا ما ينتقلون الى بغداد بسبب البطالة في محافظاتهم»، مشيرا الى «هجرة للخبازين باتجاه سورية والأردن نظرا لكثرة العراقيين الذين هاجروا البلاد ويفضلون هذا النوع من الخبز».
بغداد: «الشرق الأوسط»
امام تزايد الهجمات عليهم وعلى محالهم، يحاول اصحاب المخابز في بعض أحياء بغداد، حماية اعمالهم عبر تنظيم أمنهم الخاص. ويأتي هذه التحرك اثر مقتل 27 شخصا يعملون في هذا القطاع في منطقة واحدة خلال شهرين. لكن الاميركيين يمنعون حمل الاسلحة، الامر الذي يحشر العاملين في هذا القطاع بين مطرقة «الارهابيين» وسندان النظام. واختصر محمد مطلك، 85 عاما، وهو صاحب «مخبز الهادي» في منطقة حي العامل المختلط، الاوضاع قائلا «نتعرض للتهديد من قبل ارهابيين ولم توفر لنا الدولة حماية كافية، فشكلنا مجموعة من عمالنا لحماية انفسنا كوننا اناسا عزل ونعمل على توفير الخبز للشعب». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الحراسة تنظم ليلا ونهارا وبالتناوب، لكن المشكلة ان الاميركيين منعونا وهددونا بالاعتقال اذا شاهدونا نحمل السلاح. وهذا ما يشجع الارهاب». وأكمل متسائلا «نقوم بخدمة انسانية للمواطن. فلماذا هذه الاعمال الجبانة؟ اولادي الاثنان يعملان في المخبز اضافة الى اربعة عمال»».
وقال مطلك «كان كل شيء متوفرا في السابق من نفط وطحين ولا نحتاج الى حماية، لكن الاوضاع تبدلت الآن، فلا وزارة التجارة توفر الطحين ولا وزارة النفط توفر المازوت ولا الشرطة توفر لنا الأمن».
ويرفع حسين البصراوي، وهو صاحب مخبز في منطقة السيدية السنية المضطربة (جنوب) والمتحدر من البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، لافتة على واجهة محله كتب عليها «خبز طيب مثل طيبة أهلنا في البصرة». وقال بغضب «كان البعثيون يبعدوننا عن بغداد قائلين: انتم نازحون. وازدادت هذه الشدة بعد احداث انتفاضة عام 1991 (...) اما اليوم فيقتلوننا ويتهموننا بأننا من الروافض (تعبير تستخدمه جهات اصولية سنية لوصف الشيعة)». يذكر ان النظام السابق كان يسمح فقط للمقيمين في بغداد وفقا لإحصاء العام 1959 بالبقاء والتملك فيها.
وقتل في السيدية وحدها 27 من العاملين في المخابز بعد تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري، في سامراء في 22 فبراير (شباط) الماضي، كما تم اغلاق 14 مخبزا بسبب التهديدات. ويضيف البصراوي «قبل ايام جاءنا شاب على دراجة هوائية قائلا ان الاشخاص داخل السيارة المتوقفة يبلغونك بوجوب غلق المحل خلال ثلاثة ايام وإلا سوف تقتل. فهرب كل من كان في المخبز خوفا بعد ان بدأت اصيح بأعلى صوتي: هؤلاء قتلة يريدون قتلنا». وقال بأسف «فقدنا الجرأة والشجاعة والتعاون بيننا». وتابع ان «اربعة من اصدقائي يعملون بمخبز في السيدية قتلوا قبل اسبوع عندما هاجمهم مسلحون هددوهم قبل ذلك بيومين لترك عملهم والعودة الى الجنوب. ولم يكتفوا بذلك بل وضعوا عبوة ناسفة انفجرت لدى وصول الشرطة الى المكان». يشار الى ان تقارير الشرطة تذكر بين حين وآخر مقتل عدد من العاملين في المخابز في مناطق متفرقة من بغداد.
وأضاف البصراوي «نحن لا نتعاطى السياسية، نحن خبازون نعمل ليأكل الآخرون، فلماذا يقتلوننا؟ ولماذا اخوتنا اهل السنة الذين نعمل في مناطقهم لكي نصنع لهم الخبز لا يتولون حمايتنا»؟
من جهته، قال راسم الكناني، الخباز في منطقة حي العامل (جنوب)، ان «المهنة تتكون من خباز وعجان وقاطع العجين وعامل البيع، اما الآن فقد اضفنا عاملا آخر هو الحارس الذي يراقب المخبز من الخارج حاملا البندقية خشية اعتداءات محتملة». وأضاف «نقيم بعض الحواجز أحيانا»، مؤكدا «وجود ستة مخابز في شارع واحد نسقت جهودها للحماية».
وتابع الكناني قائلا «قبل يومين، قتل احد المسلحين بائعا في مخبز مجاور، لكن الحرس في المكان اعتقلوه وسلموه الى الشرطة العراقية». وقال ان «مهارة الخباز لا يمكن ان تتوفر في أي كان ومن الصعب خسارته (...)، هناك خبازون ماهرون تتوقف عليهم سمعة المخبز ونوعية الخبز». واضاف ان «اهل الجنوب مهرة في هذا المجال، وكثيرا ما ينتقلون الى بغداد بسبب البطالة في محافظاتهم»، مشيرا الى «هجرة للخبازين باتجاه سورية والأردن نظرا لكثرة العراقيين الذين هاجروا البلاد ويفضلون هذا النوع من الخبز».