جمال
04-05-2006, 04:32 PM
المتحدث باسم وزارة الصحة لـ«الشرق الأوسط»: رئاسة الوزراء منعتنا من الإفصاح عن عدد جثث القتلى يوميا
لندن: معد فياض
وقف هشام العزاوي بين جموع المحتشدين امام بوابة دائرة الطب العدلي في منطقة الباب المعظم قرب وزارة الصحة في جانب الرصافة من بغداد، مستفسرا عن مصير شقيقه الذي اختطف من قبل جهات قالت انها أمنية قبل اكثر من اسبوعين ولم يعد له أي أثر، وأمام إلحاح العشرات من العراقيين الذين يقفون يوميا امام بوابة هذه الدائرة التي هي عبارة عن مشرحة رسمية تابعة لوزارة الصحة العراقية للبحث عن اسماء ابنائهم المختفين، صاح حارس البناية موضحا «اذهبوا ابحثوا اولا عن جثث ابنائكم في مكبات الزبالة قبل ان تسألوا عنهم هنا».
عشرات أو مئات الجثث تصل يوميا الى دائرة الطب العدلي مما دفع بالمسؤولين فيها الى رفض استقبال الجثث القادمة من خارج المستشفيات العراقية، خاصة تلك التي يتم العثور عليها قرب مكبات الزبالة او في المناطق النائية او الشوارع.
وفي اتصال لـ«الشرق الاوسط» امس مع قاسم يحيى المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية، عبر الهاتف، رفض (يحيى) الافصاح عن عدد الجثث التي تصل الى الطب العدلي، وقال «لا نستطيع الإعلان عن عدد الجثث».
وبعد الحاح من «الشرق الاوسط» لمعرفة ان كان عدد الجثث الواصلة الى الطب العدلي كثيرة او قليلة، أجاب يحيى قائلا «حسب أوامر رئاسة مجلس الوزراء ممنوع علينا الافصاح عن عدد الجثث في الطب العدلي، واسألوا وزارة الصحة عن السبب فانا لا علاقة لي بالسياسة».
وعن طرق وصول جثث القتلى الى دائرة الطب العدلي، أجاب المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة قائلا «هذه سياسة، نحن لا ندري كيفية وصولها ربما تقوم امانة بغداد او سيارات الشرطة او جهات اخرى بنقل هذه الجثث التي تصل بشكل يومي».
يقول العزاوي «هكذا صار على العراقيين الذين يختفون ابناؤهم ان يبحثوا اولا في مكبات الزبالة الرئيسية وبالقرب من مجمعات المياه الثقيلة قرب جسر ديالى، او بالقرب من صدر القناة، حيث ترمى جثث المخطوفين عادة».
وأضاف العزاوي، 53 عاما، قائلا لـ«الشرق الاوسط» عبر اتصال هاتفي «انا كنت نفسي ضابطا في الشرطة العراقية في عهد نظام صدام حسين، وبقيت في منصبي حتى جاءت حكومة الجعفري (ابراهيم) وتمت احالتي على التقاعد ضمن حملة لإقصاء العرب من السنة والشيعة، حيث تضمنت قائمة فصلنا 200 ضابط كوجبة أولى صدرت بعد ثلاثة اشهر من تسلم وزير الداخلية (بيان صولاغ) منصبه، وكان بيننا 25 شيعيا من العراقيين الحريصين على بلدهم».
ويسترسل العزاوي قائلا «لقد تم القبض على احد اشقائي نهاية العام الماضي عندما كان خارجا من مسجد في منطقة الاسكان في جانب الكرخ من بغداد مع 21 من المصلين السنة بعد ادائهم صلاة الفجر من قبل سيارات لاندكروز تابعة لوزارة الداخلية ومعهم أوامر رسمية بالقبض على الاشخاص الذين اقتادوهم لنعثر عليهم بعد ايام قليلة قتلى قرب مدينة جصان القريبة من الحدود الايرانية، حيث اطلق على رأس كل منهم 3 رصاصات وأياديهم كانت ما تزال مكبلة بـ(الكلبشات) التي لا يستخدمها سوى افراد الشرطة العراقية ولا تباع في أي سوق محلي».
خلال سنوات الحرب العراقية الايرانية كان العراقيون يرددون مقولة حقيقية مفادها ان الحرب خلفت في كل بيت مأساة، فإما ان يكون ابنهم قد قتل في هذه الحرب او فقد او اصيب بعاهة مستدامة، واليوم ذات العراقيين يؤكدون ان التصفيات الطائفية التي يشيرون فيها الى تورط اجهزة امنية حكومية شيعية وسنية ومجاميع ارهابية، تخلف كل يوم مأساة فاجعية في كل بيت.
عواطف حسن،37 عاما، من منطقة القادسية الراقية بجانب الكرخ في بغداد، خطف زوجها قبل اكثر من أسبوعين قرب ساحة الطيران المزدحمة بالناس وسط جانب الرصافة في العاصمة العراقية بغداد، تقول «كان في طريقه لتسلم سيارته من الميكانيك عندما داهمته سيارتان خرج منهما حسب شهود عيان سبعة اشخاص مسلحين بالرشاشات واجبروه على الصعود معهم، بينما كان المارة يتفرجون من غير ان يتدخل أحد».
وتضيف زوجة المختطف والتي لها ثلاثة أبناء، قائلة «بعد يوم من اختطافه طلبوا منا فدية مقدارها 250 ألف دولار، ثم اتفقنا على 80 ألف دولار وفرناها لهم وتم تسليمهم المبلغ حسب اتفاقات تضمن لهم السرية التامة، لكن زوجي لم يعد حتى الآن وقد مر على تسليم المبلغ ثلاثة اسابيع تقريبا، والآن نحن نبحث عن جثته في المناطق الخالية والمزابل بعد ان تأكدنا من عدم وجود الجثة في دائرة الطب العدلي».
لندن: معد فياض
وقف هشام العزاوي بين جموع المحتشدين امام بوابة دائرة الطب العدلي في منطقة الباب المعظم قرب وزارة الصحة في جانب الرصافة من بغداد، مستفسرا عن مصير شقيقه الذي اختطف من قبل جهات قالت انها أمنية قبل اكثر من اسبوعين ولم يعد له أي أثر، وأمام إلحاح العشرات من العراقيين الذين يقفون يوميا امام بوابة هذه الدائرة التي هي عبارة عن مشرحة رسمية تابعة لوزارة الصحة العراقية للبحث عن اسماء ابنائهم المختفين، صاح حارس البناية موضحا «اذهبوا ابحثوا اولا عن جثث ابنائكم في مكبات الزبالة قبل ان تسألوا عنهم هنا».
عشرات أو مئات الجثث تصل يوميا الى دائرة الطب العدلي مما دفع بالمسؤولين فيها الى رفض استقبال الجثث القادمة من خارج المستشفيات العراقية، خاصة تلك التي يتم العثور عليها قرب مكبات الزبالة او في المناطق النائية او الشوارع.
وفي اتصال لـ«الشرق الاوسط» امس مع قاسم يحيى المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية، عبر الهاتف، رفض (يحيى) الافصاح عن عدد الجثث التي تصل الى الطب العدلي، وقال «لا نستطيع الإعلان عن عدد الجثث».
وبعد الحاح من «الشرق الاوسط» لمعرفة ان كان عدد الجثث الواصلة الى الطب العدلي كثيرة او قليلة، أجاب يحيى قائلا «حسب أوامر رئاسة مجلس الوزراء ممنوع علينا الافصاح عن عدد الجثث في الطب العدلي، واسألوا وزارة الصحة عن السبب فانا لا علاقة لي بالسياسة».
وعن طرق وصول جثث القتلى الى دائرة الطب العدلي، أجاب المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة قائلا «هذه سياسة، نحن لا ندري كيفية وصولها ربما تقوم امانة بغداد او سيارات الشرطة او جهات اخرى بنقل هذه الجثث التي تصل بشكل يومي».
يقول العزاوي «هكذا صار على العراقيين الذين يختفون ابناؤهم ان يبحثوا اولا في مكبات الزبالة الرئيسية وبالقرب من مجمعات المياه الثقيلة قرب جسر ديالى، او بالقرب من صدر القناة، حيث ترمى جثث المخطوفين عادة».
وأضاف العزاوي، 53 عاما، قائلا لـ«الشرق الاوسط» عبر اتصال هاتفي «انا كنت نفسي ضابطا في الشرطة العراقية في عهد نظام صدام حسين، وبقيت في منصبي حتى جاءت حكومة الجعفري (ابراهيم) وتمت احالتي على التقاعد ضمن حملة لإقصاء العرب من السنة والشيعة، حيث تضمنت قائمة فصلنا 200 ضابط كوجبة أولى صدرت بعد ثلاثة اشهر من تسلم وزير الداخلية (بيان صولاغ) منصبه، وكان بيننا 25 شيعيا من العراقيين الحريصين على بلدهم».
ويسترسل العزاوي قائلا «لقد تم القبض على احد اشقائي نهاية العام الماضي عندما كان خارجا من مسجد في منطقة الاسكان في جانب الكرخ من بغداد مع 21 من المصلين السنة بعد ادائهم صلاة الفجر من قبل سيارات لاندكروز تابعة لوزارة الداخلية ومعهم أوامر رسمية بالقبض على الاشخاص الذين اقتادوهم لنعثر عليهم بعد ايام قليلة قتلى قرب مدينة جصان القريبة من الحدود الايرانية، حيث اطلق على رأس كل منهم 3 رصاصات وأياديهم كانت ما تزال مكبلة بـ(الكلبشات) التي لا يستخدمها سوى افراد الشرطة العراقية ولا تباع في أي سوق محلي».
خلال سنوات الحرب العراقية الايرانية كان العراقيون يرددون مقولة حقيقية مفادها ان الحرب خلفت في كل بيت مأساة، فإما ان يكون ابنهم قد قتل في هذه الحرب او فقد او اصيب بعاهة مستدامة، واليوم ذات العراقيين يؤكدون ان التصفيات الطائفية التي يشيرون فيها الى تورط اجهزة امنية حكومية شيعية وسنية ومجاميع ارهابية، تخلف كل يوم مأساة فاجعية في كل بيت.
عواطف حسن،37 عاما، من منطقة القادسية الراقية بجانب الكرخ في بغداد، خطف زوجها قبل اكثر من أسبوعين قرب ساحة الطيران المزدحمة بالناس وسط جانب الرصافة في العاصمة العراقية بغداد، تقول «كان في طريقه لتسلم سيارته من الميكانيك عندما داهمته سيارتان خرج منهما حسب شهود عيان سبعة اشخاص مسلحين بالرشاشات واجبروه على الصعود معهم، بينما كان المارة يتفرجون من غير ان يتدخل أحد».
وتضيف زوجة المختطف والتي لها ثلاثة أبناء، قائلة «بعد يوم من اختطافه طلبوا منا فدية مقدارها 250 ألف دولار، ثم اتفقنا على 80 ألف دولار وفرناها لهم وتم تسليمهم المبلغ حسب اتفاقات تضمن لهم السرية التامة، لكن زوجي لم يعد حتى الآن وقد مر على تسليم المبلغ ثلاثة اسابيع تقريبا، والآن نحن نبحث عن جثته في المناطق الخالية والمزابل بعد ان تأكدنا من عدم وجود الجثة في دائرة الطب العدلي».