المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة اعجبتني..حتى لا نكون أسرى الخلافات الطائفية الخارجية



عبدالحليم
04-05-2006, 03:11 AM
حتى لا نكون أسرى الخلافات الطائفية الخارجية
عصام عبداللطيف الفليج
الوطن

من حق أي مواطن أن يتعاطف مع من يحب خارج وطنه، ويكون ذلك التعاطف بالكلمة والقلم والمال، ولكن أن يتعدى ذلك التعاطف على مصلحة الوطن، فهنا نقف جميعا امام ذلك التعاطف، لأن الوطن أبقى وأدوم.
اقول ذلك ونحن - ككويتيين - نعيش حمى - أو فوضى - التعاطف مع الشعب العراقي، فشيعة الكويت يتعاطفون مع شيعة العراق عمياوي، وسنة الكويت يتعاطفون مع سنة العراق عمياوي، والمتلبرلون يتعاطفون مع من يشعل الفتنة لأنهم يقتاتون على فتاتها، وعقودهم التجارية في العراق تتزايد من خلال معازيبهم، وهم يمثلون - علينا - الدور الوسطي المعتدل كدور كارازاي وزلماي وقوري شاي!
الحرب الاهلية - ان صحت التسمية - في العراق مشروع قائم لسنوات طويلة لمزيد من تدمير البنية التحتية العربية الاسلامية، كما حصل في حرب لبنان الاهلية - المفتعلة - والفاعل هو الشعب نفسه، والضحية هو الشعب نفسه!
دائما نقول القاتل شيعي والمقتول سني، أو القاتل سني والمقتول شيعي، ولكننا لم نقل يوما القاتل عراقي والمقتول عراقي، أو القاتل عربي والمقتول عربي، أو القاتل مسلم والمقتول مسلم!!
اقرأوا معي هذه الاخبار التي نسمعها يوميا عبر وسائل الاعلام:
- آلاف الشيعة يهجرون من مناطقهم.
- آلاف السنة يهجرون من مناطقهم.
- تفجير مسجد للشيعة.
- تفجير مسجد للسنة.
- القتل على الهوية.. أي السني يقتل الشيعي، والشيعي يقتل السني فقط بسبب المذهب!!
- الشرطة تساهم في عمليات الاعتقال والتعذيب والقتل! ووزير الداخلية لا ينفي ولكنه يقلل العدد بسخرية.
- الامريكان يساهمون في الاعتقال والتعذيب والقتل.
- ايران تشارك في الاعتقال والتعذيب والقتل.
- الانجليز يشاركون في الاعتقال والتعذيب والقتل.
- القاعدة تشارك في الاعتقال والتعذيب والقتل.
تناقضات غريبة ولكنها واقعية، الكل يشارك في التعذيب والقتل، فمن يستطيع ان يدير كل تلك التناقضات، وكل يحمل الآخر تبعة الاجرام الحاصل!
العملية كبيرة جدا دخلت فيها دول عديدة.. مسلمة وغير مسلمة.. عربية وغير عربية.. سنية وشيعية، وكل له اهدافه السياسية والعسكرية والاقتصادية والدينية والمذهبية والفكرية والعقدية والقومية، فهل من المصلحة ان ندخل نحن في هذا الصراع ونكون طرفا فيه، أم يكون لنا دور ايجابي واصلاحي!
هل من المنطق ان ننقل ذلك الصراع القديم الحديث الى بلدنا، أم نحوط بلدنا بسياج المواطنة بعيدا عن فلتات ذلك الصراع والحفاظ على الامن الوطني؟!
هل من المصلحة ان اعيش على هذه الارض كويتيا معززا مكرما، أعيش عقيدتي وفكري كما أنا، واتعايش مع اخي المواطن في محبة وود كما عاش آباؤنا واجدادنا، أم اعيش ذلك الصراع البعيد وانا على هذه الارض، لينتقل الخلاف مع اخي وابن عمي الكويتي؟!
نعم.. نتأثر بما يجري، ونحاول الاصلاح ما استطعنا بالكلمة والدعاء، ولكن ان نكون طرفا فيه فهذه هي الخطورة التي ينبغي ان ننتبه لها، فلكل بلد خصوصيته وتاريخه، ولكل بلد علماؤه ومشايخه الذين يفتون وفق واقعهم الذي يعيشونه.
وأي مساعدة لأي طرف في مجال القتال، هو إذكاء لنار الحرب والطائفية، والتي سيمتد اثرها علينا شئنا أم أبينا، سواء كانت تلك المساعدة لشراء السلاح أو لقنوات فضائية وصحف تثير الفتنة أو غير ذلك فهي مرفوضة، ودعونا لا نسكب الزيت على النار كما يفعل المتلبرلون دائما، ولنرتق بأخلاقنا، ولنسمو بعلاقاتنا، ولا نكون ضحية الانفعال العاطفي وصراخ المؤججين، فالكل قد ضجر بما يجري في العراق، وليس لنا سوى ضبط النفس وتقوية «الجبهة الداخلية» منعا لأي عدوى طائفية.
وعلى قادة الرأي والرموز والحكماء توجيه الناس لرفض أي اسلوب استفزازي من أي طرف، ونبقى «كويتيون مسلمون مسالمون إخوة متحابون».
وأكرر وأؤكد ما ذكرته سابقا.. كل فئة لها تاريخها وعقيدتها وفكرها المستقل والمختلف عن الآخر، فلنحترم بعضنا البعض، ولا نستسلم للطائفيين والمغالين والمتلبرلين والمتعلمنين، ولنتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
لقد آن الاوان لتجاوز الخلافات «التاريخية» لأنها تاريخية، ولنعش تاريخنا وواقعنا، وهذه الارض جمعت بشرا من مختلف الاصول والبلدان والمذاهب والاديان، فلا ننقل خلافات تلك الاصول الى ارضنا التي عشنا فيها ونشأنا برزقها وخيرها وحلوها ومرها ولنعش كويتيين مسلمين متحابين متآلفين