فشل الحل الوسط.. والجعفري محاصر ورايس وسترو ابلغا الجعفري بأنه ليس رجل المرحلة

[زوربا]

أعلن نائب في الائتلاف العراقي الموحد «فشل المحادثات» بين الكتل المعترضة على تولي ابراهيم الجعفري رئاسة الوزراء، واللجنة التي شكلها الائتلاف للتفاوض والحوار. وقال محمد اسماعيل الخزعلي، النائب عن حزب الفضيلة الاسلامي المشارك في الائتلاف، لوكالة الصحافة الفرنسية أمس «شكلنا لجنة للتباحث مع هذه الكتل للتوصل الى توافق لهذا الامر، الا ان الحوار على هذا الصعيد قد فشل». وعزا اسباب الفشل الى «تمسك الكتل المعترضة بمواقفها تجاه الجعفري». واكد ان «الكرة اعيدت مرة اخرى الى الائتلاف وعلينا ان نتخذ قرارنا بشأن مرشحنا الى رئاسة الوزراء».

الى ذلك, لم تترك وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني جاك سترو، مجالا للشك في ان زيارتهما لبغداد، التي انتهت امس، أريد بها التعبير عن نفاد صبر واشنطن ولندن حيال الاستعصاء التي مرت بها تشكيل الحكومة العراقية. ولم يترددا عن اصدار الاشارات بأنهما لا يثقان بإمكانية الجعفري على البقاء في منصبه, مما يحكم الحصار حول الجعفري.

ومع انها حذرت احد الصحافيين من محاولة قراءة ملامح وجهها واعتبرت انه «ليس من مسؤولياتي او مسؤوليات سترو تحديد من سيكون رئيسا للوزراء»، إلا انها ونظيرها البريطاني أكدا ان العراق «بحاجة الى حكومة توحيدية».

[زوربا]

رايس وسترو ينهيان زيارتهما إلى بغداد بالتشكيك في قدرة الجعفري على تشكيل حكومة جديدة

«الائتلاف» الشيعي يمهل رئيس الوزراء المنتهية ولايته يومين لإقناع الأكراد والسنة أو الانسحاب

بغداد: حيدر نجم لندن


اقرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني جاك سترو بمهمة الضغط التي حملتهما الى بغداد، للتعجيل في تشكيل حكومة عراقية جديدة. وفي ما شككت رايس بعدم قدرة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري، على قيادة هذه الحكومة، اعلن احد اقطاب «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعي، ان هذه الكتلة اعطت الجعفري مهلة يومين لاقناع الكتل الاخرى به او سحب ترشيحه وفسح المجال لمرشح آخر.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع سترو في بغداد امس، قالت رايس، «جئنا لاعطاء دفع للعملية السياسية الجارية حاليا، وليس من مسؤولياتي او مسؤوليات سترو تحديد من سيكون رئيسا للوزراء»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. ولفتت رايس الى ان «الشعب العراقي يطالب بتشكيل حكومة وله الحق في ذلك، بعد تحمله تهديدات الارهابيين للمشاركة في الانتخابات والتصويت»، حسبما نقلت رويترز، ورأت ان «هذا ما يجب ان يحدث بسرعة». وتابعت اذا لم تكن المناصب المهمة محددة فسيكون من الصعب تشكيل الحكومة. وقالت «جئنا الى هنا لكي نؤكد خصوصا على اهمية انهاء تشكيل الحكومة (...)، ليس ممكنا ان يكون هناك فراغ سياسي في بلد مثل هذا يواجه خطر العنف الشديد». واكدت رايس، التي حذرت احد الصحافيين من قراءة ملامح وجهها، ان «امر من يتولى رئاسة الوزراء يحدده العراقيون، لكننا بحاجة الى حكومة توحيدية قوية يقودها شخص بإمكانه تحقيق الاستقرار ومواجهة تحديات الشعب». وأضافت «لا بد أن يكون زعيما قويا قادرا على توحيد القوى وأن يكون شخصا قادرا على تحقيق الاستقرار ومواجهة تحديات الشعب العراقي». واكدت انه من اجل اكمال العملية السياسية وتشكيل حكومة قوية تمثل كافة الاطياف العراقية، لا بد ان يكون القائد لهذه الحكومة قويا ومدعوما من قبل الشعب العراقي.

وكان صحافيون قد لاحظوا اول من امس ان رايس بدت غير مرتاحة عند لقائها الجعفري، بخلاف ما بدا عليها من سرور عند لقائها نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي المرشح المرجح لرئاسة الوزراء بدلا من الجعفري.

ومن جهته قال سترو «أعتقد أن لدينا الحق في القول إننا لا بد أن نكون قادرين على التعامل مع شخص بعينه، سواء كان هذا او ذاك. لكن لا يمكننا التعامل مع لا أحد. هذه هي المشكلة»، كما اوردت رويترز.

كما شدد سترو على نفاد الصبر في الولايات المتحدة وبريطانيا قائلا: «لقد لاحظنا ان الائتلاف يستغرق وقته دائما، لكن الامر يستغرق اكثر من ذلك حاليا». واشاد الاثنان بالدور الذي يقوم به المرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى علي السيستاني. وقال سترو «لولا الدور الارشادي لسماحته لما كان هذا البلد بالمشاكل التي يواجهها يملك بين يديه امكانيات مستقبل افضل». واضاف «من المهم تحقيق تقدم في تشكيل الحكومة».

وتابع ان شعوب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حررت هذا البلد. لقد خسر الاميركيون اكثر من الفي جندي، كما فقدنا اكثر من مائة. هناك 140 الف جندي جاؤوا من الخارج للمساعدة في حفظ السلام (...) لدينا الحق في ان تكون لنا كلمة». واكد سترو «من المهم جدا الان ان يحقق العراقيون تقدما واعتقد ان بالامكان القول ان الخسائر في الارواح في صفوف الاميركيين والبريطانيين وقوات التحالف، فضلا عن الاموال الطائلة التي تم انفاقها هنا، هي بحد ذاته سببا لكي يحقق القادة تقدما ملموسا».

من ناحية اخرى طالبت رايس بتسريح الميليشيات الطائفية المرتبطة بأحزاب سياسية، وقالت «لا يمكن وجود جماعات مسلحة عدة في نظام ديمقراطي.. لا بد أن تكون الدولة هي التي تحتكر السلطة». وتابعت «لقد وجهنا رسائل قوية جدا مرارا وليس فقط خلال هذه الزيارة، وهي أن من أول الامور.. ضرورة كبح جماح الميليشيات»، حسب رويترز. وبشأن الجانب الأمني قالت رايس «اننا مطلعون على مجريات العملية الأمنية في العراق، وقد تباحثنا مع وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين، لاتخاذ الاجراءات اللازمة، واعطيناهم وسائل قوية ليواجهوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وبالتالي تحقيق الأمن للعراقيين».

على صعيد ذي صلة، اعلن الدكتور قاسم داود عضو مجلس النواب عن «الائتلاف العراقي الموحد» امس إن «تشكيل الحكومة العراقية أصبح مسألة أيام وليس أسابيع».

وكشف داود في تصريح نقلته وكالة أنباء (أصوات العراق ) المستقلة عن أن «بعض مكونات الائتلاف العراقي أعطت مهلة يومين للدكتور ابراهيم الجعفري مرشح الائتلاف لرئاسة الوزراء لإقناع الاكراد والسنة بتوليه الرئاسة». وقال ردا على سؤال حول صحة ما تردد عن أن بعض مكونات الائتلاف أعطت فرصة للجعفري لاقناع الاكراد والسنة بتوليه رئاسة الوزراء، أجاب قائلا: «تم ذلك منذ يوم الخميس واعطي مهلة يومين، ولا يبدو هناك حل في الافق». ولم يفصح داود عن الاجراءات التي سيتخذها الائتلاف في حال عدم نجاح الجعفري في إقناع التحالف الكردستاني وجبهة التوافق العراقية والقائمة العراقية الوطنية وجبهة الحوار الوطني بالعدول عن رفضها توليه رئاسة الوزراء، واكتفى داود بالقول «هذا من صلاحيات الائتلاف».

[المهدى]

الجعفري : ماض في الترشيح حتى اللحظة الاخيرة


GMT 19:00:00 2006 الثلائاء 4 أبريل


أسامة مهدي من لندن


اكد رئيس الحكومة العراقية ابراهيم الجعفري انه سيمضي في طريق ترشيحه لتشكيل الحكومة الجديدة حتى اللحظة الاخيرة وشدد على ملاحقة الارهابيين في كل مكان من البلاد وقال ان الدولة ضد مبدأ تسييس الاداء العسكري

وقال الجعفري في تصريح للصحافيين عقب اجتماعه بكبار القادة العسكريين العراقيين بمكتبه في بغداد اليوم ردا على الاصوات التي تدعوه للتنحي عن ترشيح الائتلاف العراقي الشيعي له لتشكيل حكومة الاربع سنوات المقبلة ان الشعب العراقي هو صاحب هذا الترشيح من خلال اختياره للائتلاف ولذلك فهو سيمضي فيه قدما وقال " عندما يصوت الشعب لاحد فيجب احترام هذه الاصوات ولذلك سأمضي في هذا الطريق حتى اللحظة الاخيرة".

واكد ان القوات العراقية ستلقن الارهابيين اقسى الدروس وتلاححقهم في كل مكان مشيرا الى ان حكومته ستبقى تعطي الامن اولوية الاولويات لانه يتعلق بحياة المواطنين واستقرارهم وتداخاه مع الملفات الاخرى . وخاطب الجعفري رئيس القوات المشتركة البرية والجوية والبحرية وكبار الضباط المجتمعين معه قائلا "ان حركم ضد الارهاب حرب مقدسة" مشيدا بتضحيات وجهود رجال القوات المسلحة الذين اكد انهم لابد ان يبقوا في خدمة جميع العراقيين مشددا على ان "الدولة ضد مبدأ تسييس الاداء العسكري" .

وفي وقت اكد اليوم عدد من اعضاء الائتلاف الشعي تمسكهم بترشيح الجعفري مشيرين الى ان هذا الامر سيبلغ الى القوى المعترضة عليه في رسائل رسمية غدا يرفض التحالف الكردستاني وجبهة التوافق السنية والقائمة العراقية بزعامة اياد علاوي ترشيحه حيث فشلت الجهود التي بذلت حتى اللحظة الاخيرة لتجنيب الائتلاف الشيعي معركة صعبة قد تسفر عن اشقاق في صفوفه . وكان الائتلاف لجا الى عملية تصويت داخلية لاختيار رئيس للوزراء

وكانت المنافسة منحصرة بين الجعفري ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وله 30 مقعدا مع منظمة بدر بعد انسحاب نديم الجابري رئيس حزب الفضيلة الاسلامي وله 15 مقعدا وحسين الشهرستاني رئيس كتلة مستقلون ولها 26 مقعدا من مجموع المقاعد التي حصل عليها الائتلاف والبالغة 130 مقعدا في مجلس النواب الجديد البالغة مقاعده 275 مقعدا . وقد حصل الجعفري في التصويت الداخلي على 64 صوتا مقابل 63 لعبد المهدي حيث يحظى الجعفري بدعم من كتلة التيار الصدري وله 30 مقعدا في مجلس النواب بالاضافة الى 25 نائبا يمثلون حزب الدعوة بجناحيه وبعض المستقلين في الائتلاف. والجعفري هو الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية والمتحدث الرسمي باسمه.

وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم لوح الرئيس العراقي جلال الطالباني بالاحتكام الى مجلس النواب لحل المشاكل حول تشكيل الحكومة اذا تعقدت الامور معربا عن امله الا تطول الازمة اكثر من اسبوعين لان هناك ضغوطا داخلية وخارجية. وقال "عندما يتعقد الامر سنحتكم الى البرلمان وهو الذي يحل المشاكل العراقية .

وحول توقعاته بانتهاء الازمة، اضاف اعتقد ان المشاورات تجري بسرعة وهناك ضغوط من الشعب والاحزاب ومن قوى في المنطقة ومن العالم الخارجي اتمنى ان لا يطول ذلك اكثر من اسبوعين. واكد طالباني ان الائتلاف العراقي الموحد لم يتوصل حتى الان الى رد مكتوب او شفوي على اعتراضات قوائم برلمانية على ترشيح الجعفري رئيس الوزراء المنتهية ولايته الى المنصب مجددا.