جمال
04-04-2006, 12:02 AM
اتهامات بتواطؤ السلطات إزاء أسلمتهن قسرياً
نبيل شرف الدين من القاهرة
فيما يتواصل غموض قضية اختفاء الفتاة القبطية بوسي ظريف في مدينة أسيوط بصعيد مصر، واتهمت أسرتها أجهزة الأمن بالتقاعس عن المتابعة الجادة لملابسات اختفاء الفتاة التي يؤكد والدها أنها اختفت في ظروف غامضة ، فقد تفجرت قضية أخرى في مدينة "نجع حمادي" في أقصى جنوب مصر ، بعد اختفاء فتاتين هما مارسيل صموئيل قديس ، وماري اسعد جرجس ، طالبة بالصف الثاني الثانوي 15 سنة في ظروف غامضة أيضاً، ووسط اتهامات من نشطاء الأقباط أن الفتيات القبطيات تتعرضن لعمليات "أسلمة قسرية" و"اختطاف" بتواطؤ من قبل السلطات مع الخاطفين الذين يتعمدون غواية هؤلاء القاصرات، بزعم زواجهن من شباب مسلمين بعد تغيير عقيدتهن إلى الإسلام، مؤكدين أن القانون المصري ذاته يعتبر أي تصرف للقاصر منعدماً ولا أثر له ، وبالتالي لا يمكن الاعتداد بذريعة اعتناقهن الإسلام كونهن قاصرات يفترض بهن انعدام الإرادة أساساً .
ووفقاً لمصادر قبطية في محافظة قنا، فقد تغيبت الفتاتان عن منزل ذويهما بمدينة "نجع حمادي" منذ يوم الاربعاء الماضي بعد أن تركت ماري رسالة لوالدتها كتبت فيها أنها تعتزم الانتحار ، واصطحبت معها زميلتها مارسيل إلى مكان مجهول واكد شهود عيان ان الفتاتين شوهدتا في أماكن متفرقة منها مركز اتصالات في نجع حمادي ، وفي موقف لسيارات الأجرة متوجهتين إلي اسوان، وقالت مصادر حكومية إن أجهزة الأمن تبذل جهودا لكشف ملابسات اختفاء الفتاتين .
تقصي حقائق
وخلال اتصال هاتفي أجرته معه (إيلاف) قال الناشط ورجل الأعمال القبطي عدلي أبادير يوسف ، الذي سبق أن نظم ثلاثة مؤتمرات للأقباط في زيورخ وواشنطن ، إن تقرير قدمته منظمة "الأقباط المتحدون" التي يرأسها بالاشتراك مع "الرابطة الدولية لحقوق الإنسان" للأمم المتحدة، طالب بتعيين مقرر خاص من قبل الأمم المتحدة لدراسة وتقصي الحقائق عن مسألة اختطاف الفتيات القبطيات ، والحرية الدينية عموماً في مصر ، وحرية ممارسة الشعائر الدينية ، وأوضاع دور العبادة في البلاد، وانتهاكات حقوق الأقباط، وممارسات الحكومة المصرية التمييزية ضد حقوق الأقباط . وتنفي الحكومة المصرية هذه الاتهامات بشدة، غير أن أيّاً من المسؤولين يرفض عادة التعليق صراحة على تلك الاتهامات التي يوجهها نشطاء أقباط المهجر ، وسبق أن اهتم الرئيس المصري حسني مبارك بحالة فتاتين اختفتا منذ مدة وعرضت قصتهما إحدى الفضائيات المصرية ، وكلف مبارك وزير الداخلية بتقصي الأمر وكشف ملابساته .
وبعد ذلك أعلنت وزارة الداخلية أن الفتاتين المسيحيتين ظهرتا في محافظة البحيرة شمال غرب البلاد بعد أن اعتنقتا الإسلام وتزوجتا من شابين مسلمين، وظهرت الفتاتان في تسجيل فيديو تقولان إنهما تزوجتا بمحض إرادتهما بعد اعتناق الإسلام . وكانت أسرة الشقيقتين ـ واسمهما ماريان وكريستين ـ قد اتهمت السائقين المسلمين اللذين كانا ينقلانهما إلى المدرسة باختطافهما، وتواترت عدة تقارير تشير إلى أنه جرى إجبار هاتين السيدتين على الدخول في الإسلام والزواج من هذين الرجلين. غير أن مصادر الأمن قالت إن والدي هذين السائقين دافعا عن تصرفات نجليهما نافيين الاتهامات بأن الزواج تم قسراً، وأكد والدا الشابين أن نجليهما يعيشان مع زوجتيهما في محافظة البحيرة لكن في مكان غير معروف، وأضافا أن كلا من ماريان وكريستيان أنجبت طفلا وكلتاهما حامل في الوقت الراهن .
وفي اتصال معه بمقر إقامته في جنيف قال أستاذ القانون الدولي الدكتور عوض شفيق إن الاختفاء القسري يحدث على أيدى مجموعات منظمة، أو أفراد عاديين أو أفراد يعملون باسم الحكومة أو بدعم منها بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو برضاها أو بقبولها، ثم الرفض عن مصير الأشخاص المختفيين أو عن أماكن وجودهم أو رفض الاعتراف بحرمانهم من حريتهم، مما يجرد هولاء الأشخاص المختفين من حماية القانون . واختتم شفيق قائلاً إن "ذريعة الدافع وراء هذا الاختفاء سواء كان مشروعا أو غير مشروع (كالحب أو الزواج)، فهذا لا ينفي صفة الجريمة على عملية الاختفاء القسرى للفتيات، لأننا عندما نبحث هذه الظاهرة الإجرامية نبحثها من نظرية "السبب" الدافع من وراء هذا الاختفاء ـ هل السبب هو الدخول الى الإسلام ؟ هل هذا السبب مشروع أم غير مشروع"، على حد تعبيره .
نبيل شرف الدين من القاهرة
فيما يتواصل غموض قضية اختفاء الفتاة القبطية بوسي ظريف في مدينة أسيوط بصعيد مصر، واتهمت أسرتها أجهزة الأمن بالتقاعس عن المتابعة الجادة لملابسات اختفاء الفتاة التي يؤكد والدها أنها اختفت في ظروف غامضة ، فقد تفجرت قضية أخرى في مدينة "نجع حمادي" في أقصى جنوب مصر ، بعد اختفاء فتاتين هما مارسيل صموئيل قديس ، وماري اسعد جرجس ، طالبة بالصف الثاني الثانوي 15 سنة في ظروف غامضة أيضاً، ووسط اتهامات من نشطاء الأقباط أن الفتيات القبطيات تتعرضن لعمليات "أسلمة قسرية" و"اختطاف" بتواطؤ من قبل السلطات مع الخاطفين الذين يتعمدون غواية هؤلاء القاصرات، بزعم زواجهن من شباب مسلمين بعد تغيير عقيدتهن إلى الإسلام، مؤكدين أن القانون المصري ذاته يعتبر أي تصرف للقاصر منعدماً ولا أثر له ، وبالتالي لا يمكن الاعتداد بذريعة اعتناقهن الإسلام كونهن قاصرات يفترض بهن انعدام الإرادة أساساً .
ووفقاً لمصادر قبطية في محافظة قنا، فقد تغيبت الفتاتان عن منزل ذويهما بمدينة "نجع حمادي" منذ يوم الاربعاء الماضي بعد أن تركت ماري رسالة لوالدتها كتبت فيها أنها تعتزم الانتحار ، واصطحبت معها زميلتها مارسيل إلى مكان مجهول واكد شهود عيان ان الفتاتين شوهدتا في أماكن متفرقة منها مركز اتصالات في نجع حمادي ، وفي موقف لسيارات الأجرة متوجهتين إلي اسوان، وقالت مصادر حكومية إن أجهزة الأمن تبذل جهودا لكشف ملابسات اختفاء الفتاتين .
تقصي حقائق
وخلال اتصال هاتفي أجرته معه (إيلاف) قال الناشط ورجل الأعمال القبطي عدلي أبادير يوسف ، الذي سبق أن نظم ثلاثة مؤتمرات للأقباط في زيورخ وواشنطن ، إن تقرير قدمته منظمة "الأقباط المتحدون" التي يرأسها بالاشتراك مع "الرابطة الدولية لحقوق الإنسان" للأمم المتحدة، طالب بتعيين مقرر خاص من قبل الأمم المتحدة لدراسة وتقصي الحقائق عن مسألة اختطاف الفتيات القبطيات ، والحرية الدينية عموماً في مصر ، وحرية ممارسة الشعائر الدينية ، وأوضاع دور العبادة في البلاد، وانتهاكات حقوق الأقباط، وممارسات الحكومة المصرية التمييزية ضد حقوق الأقباط . وتنفي الحكومة المصرية هذه الاتهامات بشدة، غير أن أيّاً من المسؤولين يرفض عادة التعليق صراحة على تلك الاتهامات التي يوجهها نشطاء أقباط المهجر ، وسبق أن اهتم الرئيس المصري حسني مبارك بحالة فتاتين اختفتا منذ مدة وعرضت قصتهما إحدى الفضائيات المصرية ، وكلف مبارك وزير الداخلية بتقصي الأمر وكشف ملابساته .
وبعد ذلك أعلنت وزارة الداخلية أن الفتاتين المسيحيتين ظهرتا في محافظة البحيرة شمال غرب البلاد بعد أن اعتنقتا الإسلام وتزوجتا من شابين مسلمين، وظهرت الفتاتان في تسجيل فيديو تقولان إنهما تزوجتا بمحض إرادتهما بعد اعتناق الإسلام . وكانت أسرة الشقيقتين ـ واسمهما ماريان وكريستين ـ قد اتهمت السائقين المسلمين اللذين كانا ينقلانهما إلى المدرسة باختطافهما، وتواترت عدة تقارير تشير إلى أنه جرى إجبار هاتين السيدتين على الدخول في الإسلام والزواج من هذين الرجلين. غير أن مصادر الأمن قالت إن والدي هذين السائقين دافعا عن تصرفات نجليهما نافيين الاتهامات بأن الزواج تم قسراً، وأكد والدا الشابين أن نجليهما يعيشان مع زوجتيهما في محافظة البحيرة لكن في مكان غير معروف، وأضافا أن كلا من ماريان وكريستيان أنجبت طفلا وكلتاهما حامل في الوقت الراهن .
وفي اتصال معه بمقر إقامته في جنيف قال أستاذ القانون الدولي الدكتور عوض شفيق إن الاختفاء القسري يحدث على أيدى مجموعات منظمة، أو أفراد عاديين أو أفراد يعملون باسم الحكومة أو بدعم منها بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو برضاها أو بقبولها، ثم الرفض عن مصير الأشخاص المختفيين أو عن أماكن وجودهم أو رفض الاعتراف بحرمانهم من حريتهم، مما يجرد هولاء الأشخاص المختفين من حماية القانون . واختتم شفيق قائلاً إن "ذريعة الدافع وراء هذا الاختفاء سواء كان مشروعا أو غير مشروع (كالحب أو الزواج)، فهذا لا ينفي صفة الجريمة على عملية الاختفاء القسرى للفتيات، لأننا عندما نبحث هذه الظاهرة الإجرامية نبحثها من نظرية "السبب" الدافع من وراء هذا الاختفاء ـ هل السبب هو الدخول الى الإسلام ؟ هل هذا السبب مشروع أم غير مشروع"، على حد تعبيره .