خديجة
04-02-2006, 03:32 PM
عمر عبد الرازق
بي بي سي - واشنطن
مسلة واشنطن أبرز معالم العاصمة في المنطقة التي تغطيها ألوان الكرز خلال المهرجان
واشنطن دي سي عاصمة محافظة للغاية، نعم.. لكن واشنطن العاصمة مدينة جميلة وهادئة أيضا. لا يتبدى جمال واشنطن في كل المواسم فهي مقبضة وساكنة في الشتاء لكن ما أن يطل الربيع حتى تكشف تلك المدينة عن فتنتها.
والفتنة التي رأيتها واضحة خلال الأيام الماضية تمثلت في موسم تفتح الكرز على ضفاف نهر بوتوماك، عندما يختلط الفضاء المحيط بالنهر بالألوان البيضاء والزهرية والخضرء تعانق صفحة ماء النهر، وتصير ضفافه ملعبا ومتنفسا.
وأنا أسير وسط بساتين الكرز، سألت نفسي ماذا لو كان هذا الجمال في بلد عربي، أظن أنني كنت سأرى بين كل شجرة وأخرى عاشقين يسرقان قبلة أو يلقيان بالحصى في الماء ويشاهدان ما يخلفه من دوامات.
لكن على ضفاف البوتوماك سترى المتريضين الذين يقطعون الشاطىء جريا وهم لاهثو الأنفاس، وستجد الأزواج الأمريكيين اصطحبوا أطفالهم للعب هنا، فضفاف النهر وبساتين الكبرى والمولات. وبطوال شارع الاستقلال "إندبندانس إفينيو" تتكدس سيارات الزوار وباصات السائحين ومعظمهم من اليابانايين الذين أتوا خصيصا من أجل الكرز وأزهاره.
ارتفاع الحرار عجل بموسم ازهار الكرز هذا العام ودفع آلاف للاستمتاع بالمشهد على ضفاف نهر بوتوماك
لكنك لن تجد على الشاطئ القريب مقهى أو مطعما كتلك التي يمكن أن تجدها على شاطئ النيل أو التيمز أو الروشة، فقط أكشاك متنقلة لبيع الآيس كريم والمشروبات المثلجة وساندوتشات الهوت دوج تحملها وتسير لتجلس على الأرض أو "دكة" خشبية قريبة، وربما يكون ذلك أكثر انسجاما مع جمال الطبيعة المحيطة.
موسم قصير
لم تكن واشنطن وضفاف نهرها مكانا للكرز وأشجاره قبل عام 1912، في ذلك العام قدمت بلدة طوكيو هدية للعاصمة الأمريكية تمثلت في 3700 شجرة كرز، بينها 2763 شجرة من نوع يوشينو، زرعت كلها على ضفاف النهر وعلى محيط بركة مائية في منطقة المول تسمى "تايدال بازين".
فتنة أزهار الكرز لا تدوم طويلا في واشنطن
ولأن المواسم قليلة في واشنطن والمهرجانات أقل، صار للكرز مهرجانا وطنيا يبدأ مع بداية تفتح أزهاره وينتهي باكتمال الإزهار.
وقد بدأ الموسم هذا العام في الخامس والعشرين من مارس/ آذار ويستمر حتى التاسع من أبريل نيسان، بداية الفترة تكون مع تفتح زهور أول الأشجار، ويصل ازدهار الكرز ذروته مع تفتح زهر أشجار اليوشينو وقد حدث يومي الخميس والجمعة، عندما ارتفعت الحرارة إلى 75 فهرنهايت.
مركز الاحتفالات يكون في منطقة المزارات وبالتحديد في بركة مائية تسمى تايدال بازين، حيث القوارب البسيطة(البدالو) التي يركبها السائحون والقوارب النهرية التي تمخر عباب بوتوماك ريفر لرؤية مشهد أفضل للأشجار المتفتحة، هذه المنطقة المفتوحة في الهواء الطلق هي المنطقة السياحية الرئيسية في واشنطن حيث تحيطها مجموعة المزرات والنصب التذكارية، نصب الحرب الكورية، نصب حرب فيتنام ونصب الرئيس فرانكلين روزفلت والرئيس توماس جيفرسون.
في عام 2003 وافق الكونجرس على تأسيس صندوق مالي بهدف الحفاظ على أشجار الكرز التي تعتبر من المعالم الرئيسية في العاصمة الفيدرالية.
معظم النشاطات التي تجري في هذا الموسم ذات طبيعة يابانية لأن اليابان كانت مصدر الأشجار الفرق اليابانية تأتي لتعزف موسيقاها، عروض الأزياء اليابانية وأيضا الاطعمة اليايابانية، وعلى هامش المهرجان تعلن المطاعم اليابانية مهرجانا موازيا حيث يبلغ سعر الوجبة 100 دولار للشخص البالغ و50 دولارا للطفل.
أما يوم الاحد التاسع من أبريل مع نهاية الموسم فسيكون بوسعك تناول الشاي في الثانية بعد منتصف الظهر في واشنطن مارينا على ضفاف النهر مقابل خمسين دولارا، وأشك في وجود مقاعد شاغرة حتى الآن.
بي بي سي - واشنطن
مسلة واشنطن أبرز معالم العاصمة في المنطقة التي تغطيها ألوان الكرز خلال المهرجان
واشنطن دي سي عاصمة محافظة للغاية، نعم.. لكن واشنطن العاصمة مدينة جميلة وهادئة أيضا. لا يتبدى جمال واشنطن في كل المواسم فهي مقبضة وساكنة في الشتاء لكن ما أن يطل الربيع حتى تكشف تلك المدينة عن فتنتها.
والفتنة التي رأيتها واضحة خلال الأيام الماضية تمثلت في موسم تفتح الكرز على ضفاف نهر بوتوماك، عندما يختلط الفضاء المحيط بالنهر بالألوان البيضاء والزهرية والخضرء تعانق صفحة ماء النهر، وتصير ضفافه ملعبا ومتنفسا.
وأنا أسير وسط بساتين الكرز، سألت نفسي ماذا لو كان هذا الجمال في بلد عربي، أظن أنني كنت سأرى بين كل شجرة وأخرى عاشقين يسرقان قبلة أو يلقيان بالحصى في الماء ويشاهدان ما يخلفه من دوامات.
لكن على ضفاف البوتوماك سترى المتريضين الذين يقطعون الشاطىء جريا وهم لاهثو الأنفاس، وستجد الأزواج الأمريكيين اصطحبوا أطفالهم للعب هنا، فضفاف النهر وبساتين الكبرى والمولات. وبطوال شارع الاستقلال "إندبندانس إفينيو" تتكدس سيارات الزوار وباصات السائحين ومعظمهم من اليابانايين الذين أتوا خصيصا من أجل الكرز وأزهاره.
ارتفاع الحرار عجل بموسم ازهار الكرز هذا العام ودفع آلاف للاستمتاع بالمشهد على ضفاف نهر بوتوماك
لكنك لن تجد على الشاطئ القريب مقهى أو مطعما كتلك التي يمكن أن تجدها على شاطئ النيل أو التيمز أو الروشة، فقط أكشاك متنقلة لبيع الآيس كريم والمشروبات المثلجة وساندوتشات الهوت دوج تحملها وتسير لتجلس على الأرض أو "دكة" خشبية قريبة، وربما يكون ذلك أكثر انسجاما مع جمال الطبيعة المحيطة.
موسم قصير
لم تكن واشنطن وضفاف نهرها مكانا للكرز وأشجاره قبل عام 1912، في ذلك العام قدمت بلدة طوكيو هدية للعاصمة الأمريكية تمثلت في 3700 شجرة كرز، بينها 2763 شجرة من نوع يوشينو، زرعت كلها على ضفاف النهر وعلى محيط بركة مائية في منطقة المول تسمى "تايدال بازين".
فتنة أزهار الكرز لا تدوم طويلا في واشنطن
ولأن المواسم قليلة في واشنطن والمهرجانات أقل، صار للكرز مهرجانا وطنيا يبدأ مع بداية تفتح أزهاره وينتهي باكتمال الإزهار.
وقد بدأ الموسم هذا العام في الخامس والعشرين من مارس/ آذار ويستمر حتى التاسع من أبريل نيسان، بداية الفترة تكون مع تفتح زهور أول الأشجار، ويصل ازدهار الكرز ذروته مع تفتح زهر أشجار اليوشينو وقد حدث يومي الخميس والجمعة، عندما ارتفعت الحرارة إلى 75 فهرنهايت.
مركز الاحتفالات يكون في منطقة المزارات وبالتحديد في بركة مائية تسمى تايدال بازين، حيث القوارب البسيطة(البدالو) التي يركبها السائحون والقوارب النهرية التي تمخر عباب بوتوماك ريفر لرؤية مشهد أفضل للأشجار المتفتحة، هذه المنطقة المفتوحة في الهواء الطلق هي المنطقة السياحية الرئيسية في واشنطن حيث تحيطها مجموعة المزرات والنصب التذكارية، نصب الحرب الكورية، نصب حرب فيتنام ونصب الرئيس فرانكلين روزفلت والرئيس توماس جيفرسون.
في عام 2003 وافق الكونجرس على تأسيس صندوق مالي بهدف الحفاظ على أشجار الكرز التي تعتبر من المعالم الرئيسية في العاصمة الفيدرالية.
معظم النشاطات التي تجري في هذا الموسم ذات طبيعة يابانية لأن اليابان كانت مصدر الأشجار الفرق اليابانية تأتي لتعزف موسيقاها، عروض الأزياء اليابانية وأيضا الاطعمة اليايابانية، وعلى هامش المهرجان تعلن المطاعم اليابانية مهرجانا موازيا حيث يبلغ سعر الوجبة 100 دولار للشخص البالغ و50 دولارا للطفل.
أما يوم الاحد التاسع من أبريل مع نهاية الموسم فسيكون بوسعك تناول الشاي في الثانية بعد منتصف الظهر في واشنطن مارينا على ضفاف النهر مقابل خمسين دولارا، وأشك في وجود مقاعد شاغرة حتى الآن.