المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السفير الأمريكي زادة «مفوض سامي» ليس مرغوبا فيه من شيعة العراق



دشتى
04-02-2006, 09:19 AM
بغداد- مازن صاحب


السؤال الذي يطرح اليوم من اغلب السياسيين العراقيين، هل يتصرف السفير زلماي خليل زادة، كسفير تنطبق عليه الاتفاقية المعهودة لتحديد صلاحيات رؤساء البعثات الدبلوماسية، ام انه يتصرف بقوة اكثر من ذلك، لا سيما وانه سبق له العمل في مجلس الامن القومي الامريكي .
ومع وصول زلماي خليل زاده الى العراق سفيرا لواشنطن بعد ان كان سفيرها لدى المعارضة العراقية التي انضمت الى مؤتمر لندن المعروف عام 2002، فان واقع الحال، ظهر وكأنه سيتعاطى مباشرة مع من كان يتعامل معهم في اطار قانون "تحرير العراق" ويستلم من يد زادة تلك الاموال التي خصصها الكونغرس للمعارضة العراقية، وهم اليوم علية القوم في السلطة.

وترى مصادرعراقية مطلعة بان مهمة زادة، كان يمكن ان تكون من السهولة بمكان، لان العراقيين يسمعون بان فلانا يمثل البنتاغون في العراق، والأخر يمثل المخابرات المركزية الأمريكية، وثالثا يمثل كونداليزا رايس، حتى ان الإدارة الأمريكية في دخولها العراق قد اعتمدت على معلومات قدمت لها من المرتبطين بها، ومن ثم زعمت اكتشاف حجم التضليل الذي وقعت في فخه، حول اسلحة الدمار الشامل التي لم تعثر عليها في العراق.

وحين نقارن هذه الاقوال بالنيات التي اطلقها زلماي خليل زاده خلال جلسة الاستماع لتعيينه من قبل لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي نراه، اكثر حذرا في التعامل مع من يدعون بانهم يمثلون هذه الدائرة او تلك في الادارة الامريكية.

فقد قال خليل زادة لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية"في حال تثبيتي سأعمل من خلال شراكة مع جميع العراقيينـ جميع الفئات الدينية وجميع المجموعات العرقية من رجال ونساءـ لتعجيل تحقيق النجاح في العراق، وما أقصده بالنجاح هو عراق يمكنه الوقوف على قدميه يوفر عملية سياسية مفتوحة وتمثيلية يمكن لجميع العراقيين المشاركة فيها، ويوطد الأمن لشعبه، ويخلق الازدهار الاقتصادي الذي سيمكن العائلات العراقية من الحصول على التعليم والعناية الصحية وغيرهما من الخدمات الأساسية".

زادة والائتلاف الشيعي

فما الذي تغير في المشهد العراقي ليكون سفير واشنطن في مرمى مدفعية التصريحات الثقيلة لرموز الائتلاف العراقي الموحد، فقد طالب المرجع الديني آية الله محمد اليعقوبي الجمعة بطرد السفير الأمريكي من العراق، وندد اليعقوبي في بيان له، حصلت «الوطن» على نصه الكامل، بالسياسة الأمريكية تجاه العراق، منبها إلى " محاولة الادارة الأمريكية نفي وجود حرب طائفية في العراق"، وعزا ذلك إلى " تضليل التقارير الفاقدة للموضوعية والمصداقية التي يرفعها السفير الطائفي لأمريكا (خليل زادة) وأمثاله، أو أنهم عن علم وعمد بهذه الحقيقة".
وأشار البيان إلى المحاولات الأمريكية الرامية " لكسب الوقت.. لتنفيذ مشاريعهم في تغيير ديموغرافية الشعب العراقي، وإضعاف المكون الرئيسي القوي في العراق (الشيعة).. وخلق توازنات غير طبيعية".

وعلمت«الوطن» ان بعض القيادات داخل قائمة الائتلاف العراقي الموحد، دعت اعضاء الكونغرس الامريكي خلال زيارتهم الاخيرة الى العراق، لاستبدال سفيرها "السني " في العراق، بسفير"مسيحي"، كما كشفت مصادر مطلعة ان المناقشات الجارية داخل الائتلاف حول تداعيات حادثة اقتحام موقع حزب الدعوة تنظيم العراق، في حسينية المصطفى، والذي اسفر عن خسائر في صفوف مليشيات هذا الحزب، جعلته يطالب زملاءه في الائتلاف بعقد اجتماعا مع السفير الأمريكي وقائد القوات متعددة الجنسيات لبيان أسباب تدهور الوضع الأمني حول المناطق المحيطة ببغداد، والتذكير باهمية التطبيق الملزم لقرار مجلس الأمن1564، كون الحكومة العراقية تحت هذا القرار الدولي تكون لها كامل السيادة، من خلال تحديد وظائف القوات متعددة الجنسيات، بشكل كامل في إطار قانوني واضح ومحدد، في آليات تطبيق محددة، لا العراق يخرج عنها ولا الأمم المتحدة والقوات متعددة الجنسيات"

سفير غير عادي

وتبرز من جديد حقيقة الدور المرسوم للسفير الامريكي في بغداد، ومدى التزامه بالقرارت والمواثيق الدولية، ولكن ثمة اراء عراقية تشير الى ان السفير الامريكي لم يكن سفيرا عاديا، في ظل وجود هذا العدد من القوات الامريكية، ضمن القوات متعددة الجنسيات، وهناك من يرى ان وجود القوات الامريكية على الاراضي العراقية، قد تم بطلب من الحكومة العراقية، وهناك الان علاقة خاصة بين العراق والولايات المتحدة، تأتي من جانبين، الاول ان الولايات المتحدة قد جاءت للعراق بطلب من المعارضة العراقية، التي تسيطر اليوم على مجلس النواب، وهم ممتنون لذلك، والثاني، وجود قوات متعددة الجنسيات واغلبية هيكلها من القوات الامريكية، يضاف الى ذلك تخصيص 18 مليار دولار كمساعدات الى العراق وترى الادارة الامريكية ان من حقها الاشراف على صرف هذه الاموال.

مباحثات مع بعثيين

في المقابل، هناك مؤشرات مزعجة للقيادات السياسية العراقية عن" مباحثات امريكية يقودها السفير زلماي زادة مع بعض البعثيين، من رموز النظام السابق، جرت في عمان لاكثر من مرة، وتطور الامر الى نزع اسنان الاحزاب الشيعية، بمطاردة مليشياتها المسلحة، الامر الذي وصفه جواد المالكي، الشخصية البارزة في حزب الدعوة الاسلامية، بكونه نوعا من التحرك الامريكي لإبعاد الأحزاب المنضوية تحت قائمة الائتلاف من تولي أي دور في السلطة التنفيذية"، مضيفاً أن " المسؤولين الأمريكيين وفي مقدمتهم سفيرهم في بغداد زلماي خليل زادة أعلنوا رغبتهم في إقصاء الأحزاب الشيعية من العملية السياسية الجارية في العراق، عبر إثارة ملفات وهمية تارة تتعلق بحقوق الإنسان، وأخرى بإعطاء تصور أمريكي حول شكل ومضمون المشاركة في حكومة وحدة وطنية¢

كما أكد المالكي أن "السفير الأمريكي في بغداد أجرى مؤخرا محادثات مع أطراف عراقية لعرقلة تشكيل الحكومة، وفرض وصاية إقليمية ودولية لتحديد مسار العملية السياسية".
وأعرب المالكي عن قلق الائتلاف من إجراء مفاوضات بين القوات الأمريكية والفصائل المسلحة، بالإضافة إلى قيادات بعثية في الخارج، موضحا أن "القوات الأمريكية ستجري جولة جديدة من المفاوضات مع ممثلي الفصائل المسلحة في قاعدة الشعيبة العسكرية جنوب العراق في غضون الأيام القليلة المقبلة، لاستكمال ما تم بحثه سابقا بين الطرفين لإقناع الفصائل بالتخلي عن السلاح والدخول في العملية السياسية".

كما أشار إلى أن "المفاوضات السابقة تناولت رغبة ممثلي الفصائل في إبعاد عناصر حزب الدعوة الإسلامية، من تسلم مناصب في الحكومة".