حبيب المصطفى
04-02-2006, 03:06 AM
السلام
هذه مقالة للمحامي الكويتي /خالد حسين الشطي المرشح لانتخابات مجلس الامة 2007 عن الدائرة الثالثة عشر (الرميثية)
وهي عبارة عن رد على مقالة وليد الطبطبائي (الوهابي) التي نشرت في جريدة الوطن.
ولكن مقالة المحامي الشطي رفضت الوطن نشرها بسبب فيتو (من فوق)
واليكم المقالة :
أنا شيعي ... وأحترم السنة
المقال الذي منعته جريدة الوطن الكويتية ولم تنشره جواباً على مقال وليد الطبطبائي.
المقالة التي كتبها عضو في مجلس الأمة السلفي الدكتور وليد الطبطبائي , تعتبر حدثاً تاريخياً قد تترتب عليه أمور كثيرة تمس الوضع السياسي والإجتماعي وحتى الأمني في البلاد...
وحتى أرد التحية بمثلها أو بأحسن منها , وأقابل مقالة الدكتور وليد " أنا سني وأحب الشيعة" كان لابد لي من تغيير كلمة "أحب " إلى "أحترم " , فأكون صادقاً مع نفسي , غير مسيء لإخواني السنة.
فأنا لا أرى أن من حقي أن أشترط على شخص أو جماعة و أملي عليهم ما يغير وجودهم ويقلب كيانهم ويسلب عنهم هويتهم ويسقطها , حتى يصبحوا مثلي فأحبهم ! أنا لا أريد أن أشترط على إخواني السنة وأُملي ما أريد مدعياً وزاعماً أني أحبكم " إذا" كففتم عن تكفير جد الأئمة ووالد أمير المؤمنين وكافل النبي الأعظم مؤمن قريش أبي طالب بن عبد المطلب عليه السلام , وأودكم "اذا" أدنتم من آذى وعادى أمير المؤمنين وحاربه ونازعه وغصبه حقه وقتله , و"إذا" تبرأتم من كل من ظلم آل محمد كائناً من كان, و "إذا" التزمتم التوحيد الصحيح ونزهتم الله سبحانه وتعالى عن التجسيم ... فأكون هازءاً بإخواني السنة , مستخفاً بعقائدهم , مناوراً ومغالطاً ومدلساً عليهم .
لا يا أخواني السنة , أناأحترمكم كإخوة في الإسلام في عموم أركانه وأصوله , وأحبكم كجيرة و أهل وأنسباء , وكمواطنين لي وأبناء بلد واحد , بل أنا على استعداد أن أبذل وأضحى وأدافع عنكم حتى الموت, عنكم كمجموع , وعن كل فرد منكم . أما مذهبكم فأنتم أحرار في اعتناقه والمضي فيما توصلتم إليه من قناعات , لا أشترط عليكم ولا ألزمكم بشيء ولا أنازعكم ولا أزايد عليكم .
إنني أتبنى أن يعطى كل إنسان الحق في أن يختار ما يدين به ربه , بالطريقة التي يشاء , والمعتقد الذي تثبت لديه صحته, ولا أرى هذا لإخواني السنة فقط , بل للمسيحيين واليهود والبوذيين والسيخ والملحدين وكل إنسان , إذ (( لا إكراه في الدين)), وأرى أن تطلق الحريات الدينية ( بما فيها ممارسة الشعائر العلنية ) حتى ترتفع التقية وتزول أسبابها , ويسمح لكل إنسان أن يعتقد ويعتنق الدين الذي يريد ويمارس الشعائر التي يحسب أنها تقربه إلى ربه بحرية وأمان , وأن نتجنب الحكم عليه وعلى معتقده , ونترك محاسبته إلى يوم الحساب.
أما إذا تجاوزنا ما وقع فيه الدكتور وليد من أخطاء , من قبيل مقارنته ياسر الحبيب الذي كانت جريمته المس برموز دينية, بالزرقاوي القاتل ! و( ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)) هذا لنفس واحدة, فكيف بمن قتل عشرات الآلآف, و أرعب ودمر وخرب وعاث في الارض فساداً ؟ هل يقارن ياسر الحبيب الذي عبر عن رأيه فقط ( وهو مخطىء بلا شك ), وأمسك , بل عقب بيانه (في نفس الشريط) بأن الشيعي إذا رأى سلفياً مصاباً في حادث على الطريق يجب عليه إسعافه و إنقاذه , هل يقارن بمن كفر الشيعة عن بكرة أبيهم , ورتب الأثر على ما حكم ولم يكتف بالقول حتى قرنه بالفعل والعمل , فراح يقتل الأطفال والنساء والشيوخ , ويفجر الأسواق ويدمر المساجد والحسينيات والعتبات المقدسة ... هل يقارن هذا بذاك؟
(( تلك إذاً قسمةٌ ضيزى))!
وهكذا اشتراطه على الشيعة الإلتزام بصحة القرآن ! فهذه فرية ما كان ينبغي أن تتضمن مثل تلك المقالة المباركة التي أراد لها كاتبها أن تكون رسالة أخوية تسامحية رائعة . نعم , نحن نجمع بين الظهرين والعشائين , ونصلي على التربة , ونقول بزواج المتعة, ونعتقد بعصمة الأئمة, ونبكي على الحسين ونلطم , ونزور قبور أئمتنا ونقبل ونتمسح ونتبرك , ونتوسل بهم ... ولكن ليس فينا ( على الإطلاق ) من يقول بتحريف القرآن , وكل "الأدلة " المتوهمة في هذا المزعم مردودة منقوضة , وقد أشبعت بحثاً فليطلبها من أراد في مظانها.
بعد تجاوز هذا وذاك ... لا بد أن نكبر المقالة معطياتها العظيمة, إذ أن مفهوم المحبة والمودة الذي طرحه الأخ وليد وتبناه تجاه الشيعة له ملزومات كبيرة, ستشكل "فتحاً" عظيماً في طريق اللحمة الوطنية , خصوصاً أن الشيعة في المجموع ملتزمون – بدورهم- بكل شروط الدكتور , ومن شذ منهم وأعلن جهاراً ما خدش أحاسيس إخواننا السنة , نكل به أي تنكيل وبقوة مفرطة وتراه شريداً طريداً في بلاد الغربة!
إننا نتوقع أن الدكتور وليد سيؤيد بعد الآن تعديل المناهج التعليمية ويعمل على حذف مواضع تكفير الشيعة ووسمهم بالشرك ؟ وسيتراجع عن ضغطه على الحكومة لمنع ممارسة الشيعة شعائرهم خارج الحسينيات ليوم واحد في السنة ! وسيقف معهم في المطالبة بعطلة عاشوراء؟ وسيعضدهم في نضالهم لتسجيل حسينياتهم وتثبيتها بعنوانها الشرعي كـ " حسينية" لا كمكتبة أو دار لتعليم القرآن وما إلى ذلك من التفافات يضطرون إليها ؟ وسيساعدهم على الترخيص لمساجد جديدة ؟ وكل ما إلى ذلك من المطالب والحقوق المذهبية المهدورة للشيعة.
ولن أتحدث عن المطالب الطائفية ( السياسية ) للشيعة كحظهم في مقاعد مجلس الأمة والحكومة والمناصب العليا وامتيازات الصحف وفرص الكسب والإثراء وفقاً للنسب السكانية وتعدادهم , إذ لم يتطرق النائب المحترم لهذا الجانب.
أما كيف سيترتب على المقالة ما يرتبط بالبعد الأمني؟
فهذا يعود إلى طبيعة هذه القفزة المفاجئة والنقلة النوعية , والحق أنها صدمة من الأخ وليد ... مما يسمح بتحليل آخر يأول الأمر على غير ظاهره , وهذا مما نستميحه عذراً , فنحن نقرأ في المقالة رسالة مبطنة إلى رجال الأمن وقادته في بلادنا , من أن ثمة أخبار ومعلومات بلغته وضغوط أدركها ومورست عليه , من عمليات إرهابية محتملة , دفعته للتنصل – مقدماً- عما يمكن أن يلصق ويتهم به , وهو الذي ينظر إليه (حتى الأمس القريب , قبل المقالة) كممثل للطالبان في الكويت.
لقد جاءت هذه المقالة في وقتها المناسب , وكأن نسائم الحكمة التي دفعت الأقلية السنية في العراق للمشاركة أخيراً في العملية السياسية هناك , وأدخلتهم في مشروع النظام الجديد , بعيداً عن عقدة الإحتلال ومهزلة المقاومة ... فها هي الأكثرية السنية في الكويت , ممثلة بواحدة من أكثر رموزها تشدداً , تنفتح على الشيعة وتمد يدها, فلا نملك إلا أن نشد على يد الأخ وليد ونقول له : حياك الله , نحن نحبكم كما أنتم , فأحببنا كما نحن .
خالد حسين الشطي
هذه مقالة للمحامي الكويتي /خالد حسين الشطي المرشح لانتخابات مجلس الامة 2007 عن الدائرة الثالثة عشر (الرميثية)
وهي عبارة عن رد على مقالة وليد الطبطبائي (الوهابي) التي نشرت في جريدة الوطن.
ولكن مقالة المحامي الشطي رفضت الوطن نشرها بسبب فيتو (من فوق)
واليكم المقالة :
أنا شيعي ... وأحترم السنة
المقال الذي منعته جريدة الوطن الكويتية ولم تنشره جواباً على مقال وليد الطبطبائي.
المقالة التي كتبها عضو في مجلس الأمة السلفي الدكتور وليد الطبطبائي , تعتبر حدثاً تاريخياً قد تترتب عليه أمور كثيرة تمس الوضع السياسي والإجتماعي وحتى الأمني في البلاد...
وحتى أرد التحية بمثلها أو بأحسن منها , وأقابل مقالة الدكتور وليد " أنا سني وأحب الشيعة" كان لابد لي من تغيير كلمة "أحب " إلى "أحترم " , فأكون صادقاً مع نفسي , غير مسيء لإخواني السنة.
فأنا لا أرى أن من حقي أن أشترط على شخص أو جماعة و أملي عليهم ما يغير وجودهم ويقلب كيانهم ويسلب عنهم هويتهم ويسقطها , حتى يصبحوا مثلي فأحبهم ! أنا لا أريد أن أشترط على إخواني السنة وأُملي ما أريد مدعياً وزاعماً أني أحبكم " إذا" كففتم عن تكفير جد الأئمة ووالد أمير المؤمنين وكافل النبي الأعظم مؤمن قريش أبي طالب بن عبد المطلب عليه السلام , وأودكم "اذا" أدنتم من آذى وعادى أمير المؤمنين وحاربه ونازعه وغصبه حقه وقتله , و"إذا" تبرأتم من كل من ظلم آل محمد كائناً من كان, و "إذا" التزمتم التوحيد الصحيح ونزهتم الله سبحانه وتعالى عن التجسيم ... فأكون هازءاً بإخواني السنة , مستخفاً بعقائدهم , مناوراً ومغالطاً ومدلساً عليهم .
لا يا أخواني السنة , أناأحترمكم كإخوة في الإسلام في عموم أركانه وأصوله , وأحبكم كجيرة و أهل وأنسباء , وكمواطنين لي وأبناء بلد واحد , بل أنا على استعداد أن أبذل وأضحى وأدافع عنكم حتى الموت, عنكم كمجموع , وعن كل فرد منكم . أما مذهبكم فأنتم أحرار في اعتناقه والمضي فيما توصلتم إليه من قناعات , لا أشترط عليكم ولا ألزمكم بشيء ولا أنازعكم ولا أزايد عليكم .
إنني أتبنى أن يعطى كل إنسان الحق في أن يختار ما يدين به ربه , بالطريقة التي يشاء , والمعتقد الذي تثبت لديه صحته, ولا أرى هذا لإخواني السنة فقط , بل للمسيحيين واليهود والبوذيين والسيخ والملحدين وكل إنسان , إذ (( لا إكراه في الدين)), وأرى أن تطلق الحريات الدينية ( بما فيها ممارسة الشعائر العلنية ) حتى ترتفع التقية وتزول أسبابها , ويسمح لكل إنسان أن يعتقد ويعتنق الدين الذي يريد ويمارس الشعائر التي يحسب أنها تقربه إلى ربه بحرية وأمان , وأن نتجنب الحكم عليه وعلى معتقده , ونترك محاسبته إلى يوم الحساب.
أما إذا تجاوزنا ما وقع فيه الدكتور وليد من أخطاء , من قبيل مقارنته ياسر الحبيب الذي كانت جريمته المس برموز دينية, بالزرقاوي القاتل ! و( ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)) هذا لنفس واحدة, فكيف بمن قتل عشرات الآلآف, و أرعب ودمر وخرب وعاث في الارض فساداً ؟ هل يقارن ياسر الحبيب الذي عبر عن رأيه فقط ( وهو مخطىء بلا شك ), وأمسك , بل عقب بيانه (في نفس الشريط) بأن الشيعي إذا رأى سلفياً مصاباً في حادث على الطريق يجب عليه إسعافه و إنقاذه , هل يقارن بمن كفر الشيعة عن بكرة أبيهم , ورتب الأثر على ما حكم ولم يكتف بالقول حتى قرنه بالفعل والعمل , فراح يقتل الأطفال والنساء والشيوخ , ويفجر الأسواق ويدمر المساجد والحسينيات والعتبات المقدسة ... هل يقارن هذا بذاك؟
(( تلك إذاً قسمةٌ ضيزى))!
وهكذا اشتراطه على الشيعة الإلتزام بصحة القرآن ! فهذه فرية ما كان ينبغي أن تتضمن مثل تلك المقالة المباركة التي أراد لها كاتبها أن تكون رسالة أخوية تسامحية رائعة . نعم , نحن نجمع بين الظهرين والعشائين , ونصلي على التربة , ونقول بزواج المتعة, ونعتقد بعصمة الأئمة, ونبكي على الحسين ونلطم , ونزور قبور أئمتنا ونقبل ونتمسح ونتبرك , ونتوسل بهم ... ولكن ليس فينا ( على الإطلاق ) من يقول بتحريف القرآن , وكل "الأدلة " المتوهمة في هذا المزعم مردودة منقوضة , وقد أشبعت بحثاً فليطلبها من أراد في مظانها.
بعد تجاوز هذا وذاك ... لا بد أن نكبر المقالة معطياتها العظيمة, إذ أن مفهوم المحبة والمودة الذي طرحه الأخ وليد وتبناه تجاه الشيعة له ملزومات كبيرة, ستشكل "فتحاً" عظيماً في طريق اللحمة الوطنية , خصوصاً أن الشيعة في المجموع ملتزمون – بدورهم- بكل شروط الدكتور , ومن شذ منهم وأعلن جهاراً ما خدش أحاسيس إخواننا السنة , نكل به أي تنكيل وبقوة مفرطة وتراه شريداً طريداً في بلاد الغربة!
إننا نتوقع أن الدكتور وليد سيؤيد بعد الآن تعديل المناهج التعليمية ويعمل على حذف مواضع تكفير الشيعة ووسمهم بالشرك ؟ وسيتراجع عن ضغطه على الحكومة لمنع ممارسة الشيعة شعائرهم خارج الحسينيات ليوم واحد في السنة ! وسيقف معهم في المطالبة بعطلة عاشوراء؟ وسيعضدهم في نضالهم لتسجيل حسينياتهم وتثبيتها بعنوانها الشرعي كـ " حسينية" لا كمكتبة أو دار لتعليم القرآن وما إلى ذلك من التفافات يضطرون إليها ؟ وسيساعدهم على الترخيص لمساجد جديدة ؟ وكل ما إلى ذلك من المطالب والحقوق المذهبية المهدورة للشيعة.
ولن أتحدث عن المطالب الطائفية ( السياسية ) للشيعة كحظهم في مقاعد مجلس الأمة والحكومة والمناصب العليا وامتيازات الصحف وفرص الكسب والإثراء وفقاً للنسب السكانية وتعدادهم , إذ لم يتطرق النائب المحترم لهذا الجانب.
أما كيف سيترتب على المقالة ما يرتبط بالبعد الأمني؟
فهذا يعود إلى طبيعة هذه القفزة المفاجئة والنقلة النوعية , والحق أنها صدمة من الأخ وليد ... مما يسمح بتحليل آخر يأول الأمر على غير ظاهره , وهذا مما نستميحه عذراً , فنحن نقرأ في المقالة رسالة مبطنة إلى رجال الأمن وقادته في بلادنا , من أن ثمة أخبار ومعلومات بلغته وضغوط أدركها ومورست عليه , من عمليات إرهابية محتملة , دفعته للتنصل – مقدماً- عما يمكن أن يلصق ويتهم به , وهو الذي ينظر إليه (حتى الأمس القريب , قبل المقالة) كممثل للطالبان في الكويت.
لقد جاءت هذه المقالة في وقتها المناسب , وكأن نسائم الحكمة التي دفعت الأقلية السنية في العراق للمشاركة أخيراً في العملية السياسية هناك , وأدخلتهم في مشروع النظام الجديد , بعيداً عن عقدة الإحتلال ومهزلة المقاومة ... فها هي الأكثرية السنية في الكويت , ممثلة بواحدة من أكثر رموزها تشدداً , تنفتح على الشيعة وتمد يدها, فلا نملك إلا أن نشد على يد الأخ وليد ونقول له : حياك الله , نحن نحبكم كما أنتم , فأحببنا كما نحن .
خالد حسين الشطي