مقاوم
04-02-2006, 12:47 AM
ناقل الرسالة أخفاها إلى أن نفذت العملية في عمان
كشف رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) السابق أفرايم هليفي، عن أن إسرائيل كانت قد تلقت في أواخر التسعينات، اقتراحا من «حماس» بالهدنة طويلة الأمد «30 عاما» قبل عقد من الزمان، إلا أن المخابرات الإسرائيلية أخفت الاقتراح عدة أيام عن حكومة بنيامين نتنياهو، بل ردت عليه بطريقتها، فحاولت اغتيال رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، في الأردن. وورد الكشف في كتاب جديد يصدره هليفي في القريب في كل من لندن وتل أبيب، تحت عنوان: «من الظلال: في ثنايا الأزمة في الشرق الأوسط، من الرجل الذي قاد الموساد». ويقول هليفي في كتابه، إنه قبل أيام معدودة من محاولة اغتيال مشعل في عمان في 17 سبتمبر (أيلول) 1997، نقل الملك حسين إلى رئيس الحكومة الاسرائيلية في حينه بنيامين نتنياهو اقتراحاً، عن طريق ممثل للموساد، من قيادة «حماس» للتوصل إلى هدنة لمدة ثلاثين عاماً. إلا أن الاقتراح وصل إلى نتنياهو بعد أن نفذت محاولة الاغتيال الفاشلة! وبحسب الكتاب، فإن جهاز «الموساد» نفسه الذي تلقى الاقتراح من الملك حسين، هو نفسه الذي أخفى الرسالة عن نتنياهو، وهو نفسه الذي حاول اغتيال مشعل في هذه الأثناء على وجه السرعة، خوفا من أن يتجاوب نتنياهو مع دعوة الهدنة. واستخدم لهذا الاغتيال طريقة جديدة لم تستخدم من قبل، وهي حقن السم في الأذن.
يذكر أن الملك حسين رأى في تلك المحاولة ضبة متعددة الرؤوس اليه شخصيا، إذ انه هو الذي نقل الاقتراح من «حماس» الى اسرائيل، وان الموساد ينتهك حرمة الأراضي الأردنية، ويدق اسفينا بينه وبين «حماس». وبحسب هليفي، فإن «الملك حسين رأى في ذلك خيانة كبيرة، خاصة في ظل الاقتراح الذي نقله من «حماس» إلى إسرائيل. وطلب نتنياهو في حينه من أفرايم هليفي المساعدة في تهدئة الملك، الذي طلب من جانبه ألا يصل هليفي إلى عمان، لأنه لم يشأ أن يكون صديقه المقرب على صلة بهذه القضية، إلا أن هليفي سافر رغم ذلك إلى عمان».
ويتابع هليفي أن «العلاقات ساءت مع عمان في أعقاب ذلك، لدرجة أن الملك حسين، درس بجدية كبيرة إمكانية اقتحام السفارة الإسرائيلية في عمان، لإلقاء القبض على عملاء الموساد الذين احتموا في مبناها».وفي المناقشات التي أجراها الموساد، طرح اقتراح لتهدئة الملك حسين، عن طريق تقديم معدات للجيش الأردني، مثل أجهزة الرؤية الليلية وتطوير الطائرات الحربية الأردنية. إلا أن هليفي فكر بطريقة أخرى، حيث اقترح إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين من السجون الإسرائيلية إلى الأردن، على أن يطلب الملك حسين فيما بعد، إعادته إلى قطاع غزة.وبحسب الكتاب فقد عارض هذا الاقتراح جهاز الموساد والمخابرات العامة والجيش، وكانت المعارضة كبيرة، إلا أن تأييد الاقتراح من قبل وزير الدفاع في حينه، اسحق مردخاي، ورئيس الحكومة نتنياهو، جعله اقتراحا مقبولا ونافذا.
وفي الكتاب يتحدث هليفي عن حرب الخليج الأولى عام 1991، حيث «حذرت إسرائيل الملك حسين من عملية عسكرية قاسية، في حال مواصلته السماح للطائرات الحربية العراقية، بالتدريب في الأردن قرب من الحدود مع إسرائيل. وكانت إسرائيل قلقة، خاصة أن الطيران العراقي قد أجرى تدريباته حول الحدود القريبة من النقب، وعلى بعد ليس كبيراً من المفاعل النووي في ديمونة»!وقال إنه «عندما تبين للمخابرات الإسرائيلية، أن الطائرات الأردنية تشارك في التدريب مع الطائرات العراقية، تم نقل رسالة إلى الملك حسين، الذي لم ينكر بدوره هذه الحقيقة»، وأوضح أن الحديث هو ترتيب مع العراق، يؤدي إلى تقليص نفقات سلاح الجو الأردني.
وبعد دخول الجيش العراقي إلى الكويت، كشفت الاستخبارات الإسرائيلية، أن طيران العراق يجري طلعات جوية بالقرب من النقب، بعد أن يتم وضع العلامة الخاصة بالطيران الأردني على الطائرات العراقية.
وأضاف أن «التحذيرات بأن اسرائيل ستضطر إلى اللجوء إلى عملية عسكرية ضد الأردن، أقنعت الملك حسين أنه أمام وضع خطير. خاصة أنه تلقى اتصالات شديدة اللهجة من رئيسة حكومة بريطانيا مارغريت تاتشر آنذاك، وكذلك الرئيس جورج بوش الأب، حول القضية نفسها».ويتابع هليفي القول «وتم التوصل إلى تفاهم بعد لقاء سري جمع رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، اسحق شمير والملك حسين، وبحسب التفاهم التزم الملك حسين بعدم السماح للطائرات الحربية العراقية باستخدام المجال الجوي الأردني. ورفض الملك حسين المطالب الإسرائيلية بالسماح للطيران الحربي الإسرائيلي، باستخدام المجال الجوي الأردني، في حال تعرض إسرائيل إلى هجوم بصورايخ أرض ـ ارض العراقية التي تمر فوق أراضي الأردن».
ويقول هليفي في كتابه إنه «بعد حرب الخليج، وفي أعقاب اكتشاف الطلعات الجوية العراقية، كان في إسرائيل من يعتقد أنه هناك فرصة ذهبية لوضع حد للعلاقات السرية مع الأردن، وحل القضية الفلسطينية في الضفة الشرقية، أي العمل ضد الصواريخ العراقية عن طريق المجال الجوي الأردني، وفي الوقت نفسه العمل على إسقاط المملكة الهاشمية. إلا أنه بعد التوصل إلى تفاهم مع الملك حسين، سقط هذا الاقتراح».
كشف رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) السابق أفرايم هليفي، عن أن إسرائيل كانت قد تلقت في أواخر التسعينات، اقتراحا من «حماس» بالهدنة طويلة الأمد «30 عاما» قبل عقد من الزمان، إلا أن المخابرات الإسرائيلية أخفت الاقتراح عدة أيام عن حكومة بنيامين نتنياهو، بل ردت عليه بطريقتها، فحاولت اغتيال رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، في الأردن. وورد الكشف في كتاب جديد يصدره هليفي في القريب في كل من لندن وتل أبيب، تحت عنوان: «من الظلال: في ثنايا الأزمة في الشرق الأوسط، من الرجل الذي قاد الموساد». ويقول هليفي في كتابه، إنه قبل أيام معدودة من محاولة اغتيال مشعل في عمان في 17 سبتمبر (أيلول) 1997، نقل الملك حسين إلى رئيس الحكومة الاسرائيلية في حينه بنيامين نتنياهو اقتراحاً، عن طريق ممثل للموساد، من قيادة «حماس» للتوصل إلى هدنة لمدة ثلاثين عاماً. إلا أن الاقتراح وصل إلى نتنياهو بعد أن نفذت محاولة الاغتيال الفاشلة! وبحسب الكتاب، فإن جهاز «الموساد» نفسه الذي تلقى الاقتراح من الملك حسين، هو نفسه الذي أخفى الرسالة عن نتنياهو، وهو نفسه الذي حاول اغتيال مشعل في هذه الأثناء على وجه السرعة، خوفا من أن يتجاوب نتنياهو مع دعوة الهدنة. واستخدم لهذا الاغتيال طريقة جديدة لم تستخدم من قبل، وهي حقن السم في الأذن.
يذكر أن الملك حسين رأى في تلك المحاولة ضبة متعددة الرؤوس اليه شخصيا، إذ انه هو الذي نقل الاقتراح من «حماس» الى اسرائيل، وان الموساد ينتهك حرمة الأراضي الأردنية، ويدق اسفينا بينه وبين «حماس». وبحسب هليفي، فإن «الملك حسين رأى في ذلك خيانة كبيرة، خاصة في ظل الاقتراح الذي نقله من «حماس» إلى إسرائيل. وطلب نتنياهو في حينه من أفرايم هليفي المساعدة في تهدئة الملك، الذي طلب من جانبه ألا يصل هليفي إلى عمان، لأنه لم يشأ أن يكون صديقه المقرب على صلة بهذه القضية، إلا أن هليفي سافر رغم ذلك إلى عمان».
ويتابع هليفي أن «العلاقات ساءت مع عمان في أعقاب ذلك، لدرجة أن الملك حسين، درس بجدية كبيرة إمكانية اقتحام السفارة الإسرائيلية في عمان، لإلقاء القبض على عملاء الموساد الذين احتموا في مبناها».وفي المناقشات التي أجراها الموساد، طرح اقتراح لتهدئة الملك حسين، عن طريق تقديم معدات للجيش الأردني، مثل أجهزة الرؤية الليلية وتطوير الطائرات الحربية الأردنية. إلا أن هليفي فكر بطريقة أخرى، حيث اقترح إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين من السجون الإسرائيلية إلى الأردن، على أن يطلب الملك حسين فيما بعد، إعادته إلى قطاع غزة.وبحسب الكتاب فقد عارض هذا الاقتراح جهاز الموساد والمخابرات العامة والجيش، وكانت المعارضة كبيرة، إلا أن تأييد الاقتراح من قبل وزير الدفاع في حينه، اسحق مردخاي، ورئيس الحكومة نتنياهو، جعله اقتراحا مقبولا ونافذا.
وفي الكتاب يتحدث هليفي عن حرب الخليج الأولى عام 1991، حيث «حذرت إسرائيل الملك حسين من عملية عسكرية قاسية، في حال مواصلته السماح للطائرات الحربية العراقية، بالتدريب في الأردن قرب من الحدود مع إسرائيل. وكانت إسرائيل قلقة، خاصة أن الطيران العراقي قد أجرى تدريباته حول الحدود القريبة من النقب، وعلى بعد ليس كبيراً من المفاعل النووي في ديمونة»!وقال إنه «عندما تبين للمخابرات الإسرائيلية، أن الطائرات الأردنية تشارك في التدريب مع الطائرات العراقية، تم نقل رسالة إلى الملك حسين، الذي لم ينكر بدوره هذه الحقيقة»، وأوضح أن الحديث هو ترتيب مع العراق، يؤدي إلى تقليص نفقات سلاح الجو الأردني.
وبعد دخول الجيش العراقي إلى الكويت، كشفت الاستخبارات الإسرائيلية، أن طيران العراق يجري طلعات جوية بالقرب من النقب، بعد أن يتم وضع العلامة الخاصة بالطيران الأردني على الطائرات العراقية.
وأضاف أن «التحذيرات بأن اسرائيل ستضطر إلى اللجوء إلى عملية عسكرية ضد الأردن، أقنعت الملك حسين أنه أمام وضع خطير. خاصة أنه تلقى اتصالات شديدة اللهجة من رئيسة حكومة بريطانيا مارغريت تاتشر آنذاك، وكذلك الرئيس جورج بوش الأب، حول القضية نفسها».ويتابع هليفي القول «وتم التوصل إلى تفاهم بعد لقاء سري جمع رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، اسحق شمير والملك حسين، وبحسب التفاهم التزم الملك حسين بعدم السماح للطائرات الحربية العراقية باستخدام المجال الجوي الأردني. ورفض الملك حسين المطالب الإسرائيلية بالسماح للطيران الحربي الإسرائيلي، باستخدام المجال الجوي الأردني، في حال تعرض إسرائيل إلى هجوم بصورايخ أرض ـ ارض العراقية التي تمر فوق أراضي الأردن».
ويقول هليفي في كتابه إنه «بعد حرب الخليج، وفي أعقاب اكتشاف الطلعات الجوية العراقية، كان في إسرائيل من يعتقد أنه هناك فرصة ذهبية لوضع حد للعلاقات السرية مع الأردن، وحل القضية الفلسطينية في الضفة الشرقية، أي العمل ضد الصواريخ العراقية عن طريق المجال الجوي الأردني، وفي الوقت نفسه العمل على إسقاط المملكة الهاشمية. إلا أنه بعد التوصل إلى تفاهم مع الملك حسين، سقط هذا الاقتراح».