المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخصائيون: العراقيون بحاجة لعلاج نفسي جماعي



مقاوم
04-02-2006, 12:45 AM
عراقي لطبيبه: صدام ضربنا.. وبوش ضربنا.. والآن أبي يضربني



قال الرجل لمدير المصحة «ابني اصبح عنيفا وغير مستقر اريد ان يبقى عندكم»، فسأل الطبيب المريض بماذا تشعر؟ فاجاب «بماذا اشعر؟ لقد ضربنا صدام.. وضربنا بوش.. والآن يضربني ابي، لم اعد اتحمل المزيد من الضرب».

ما جرى هو حوار دار بين اختصاصي في العلاج النفسي ومريض في العيادة الخارجية لإحدى مصحات الامراض العقلية في بغداد على مرأى من والده وزوجته. ويقول مدير مصحة «الرشاد التعليمي للامراض النفسية»، علي فرحان، ان «العراقيين في حاجة الى علاج نفسي جماعي فالحالة اصبحت لا تطاق نتيجة الخوف من الانفجارات ومشاهدة حمامات الدم في التلفزيون ورؤية الاميركيين، مما يولد الكبت النفسي». ويضيف «يمر العراقيون بمرحلة اكتئاب نفسي شديد ازدادت حدته خلال السنوات الثلاث الماضية، وما شهدته من قتل واختطاف فضلا عن انفلات أمني وترد للخدمات». واوضح ان «الاكتئاب يختلف حسب المادة الجينية لدى الفرد فعندما تكون الاخيرة قوية يستطيع ان يقاوم بواسطتها شدة الاكتئاب، لكن عندما تكون ضعيفة يحدث حينها الانهيار العصبي». واكد ان هناك «مشكلة كبيرة تواجهها المصحات، وهي قلة الاطباء بسبب هجرة ابرز الاخصائيين بسبب التهديدات والاغتيالات»، لافتا الى وجود مصحتين فقط للطب النفسي في بغداد هما «الرشاد للامراض النفسية» و«ابن رشد لمعالجة الإدمان والطب النفسي». وتابع الفرحان «لم نتلق مساعدات من منظمة الصحة العالمية او اي منظمة اخرى باستثناء ما قدمته اللجنة الدولية للصليب الاحمر وانقطع بعد تفجير مقرهم صيف 2003.

وبين المرضى، طبيب امراض باطنية في الثانية والخمسين من العمر يرتدي دشداشة ويدخن سيجارة وقد فقد عقله خلال مشاركته في الحرب العراقية ـ الايرانية (1980-1988). أما خالد توما، اختصاصي علوم الجيولوجيا فقد أصيب بانهيار عصبي لدى «مشاهدتي شخصا يقتل أمامي فارتعبت عندما تخيلته اخي وبعدها وجدت نفسي في المصحة».

من جهته، قال الطبيب بشير فاضل، اخصائي علم النفس والمسؤول عن 150 مريضا في «الرشاد»، ان «عدد الاطباء قليل جدا فنحن ثمانية نتولى معالجة الف مريض (...) ليس معقولا ان تعالج 150 مريضا نفسيا». واشار الى ان «الشخص المصاب بمرض نفسي يمكنه السيطرة على ذاته. لكن المصاب بمرض عقلي لا يمكن معالجته بسهولة (...) في الوقت الحاضر نقوم بمعالجة النوعين لكن نسبة حالات الامراض النفسية اكثر نظرا لتعرض العديد لأعمال عنف».

واكد ان «نسبة كبيرة من المرضى لا يلجأون الى المصحة بل الى ـ السيد او الشيخ ـ للعلاج وعندما تسوء حالتهم يطلبون مساعدة المصحة ولكن بنسب ضئيلة (...) هناك الكثير من العائلات ترفض جلب اولادها الى المصحات بسبب الخجل الاجتماعي». وتابع فاضل «هناك عدد كبير من المرضى لكن طاقة الاستيعاب لا تكفي»، مشيرا الى ان عدد «المرضى المقيمين يبلغ حوالى ألف شخص. والباقي نحيله الى المراجعات». واكد ان «المشكلة المستعصية التي نواجهها تكمن في المرضى الذين ترفض عائلاتهم تسلمهم لان ذلك يشكل عبئا ماديا ونفسيا عليها، في حين يعاني الكثير منها من مشاكل مادية». ويضيف فاضل «هناك بعض المرضى الذين تتحسن اوضاعهم النفسية فيغادرون لكنهم يعودون بعد فترة إثر تعرضهم للانتكاسة مرة اخرى بسبب عدم استقرار الاوضاع في الخارج فهم يرجعون لشعورهم بالأمان هنا اكثر من الخارج».